أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن صمادح - عندما يصبح الإسلام سلعة مربحة















المزيد.....

عندما يصبح الإسلام سلعة مربحة


عمر بن صمادح

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 21:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام حاله حال كل الأديان يستخدم لإستعباد الناس و تسخيرهم لمصالح لا علاقة لها بالشعوب المغلوبة على أمرها. فمشائخ الدين يرون في الدين لغة قوية و مؤثرة ــــ وهي كذلك بلا شك ـــ يستطيعون من خلالها الوصول لأهدافهم سواء كانت سياسية أو شخصية. نفس المعضلة تواجه الوعاظ المسيحيين في الغرب, فالمسيحية سلعة رابحة تدر الملايين على الوعاظ و كلها من جيوب المرضى و المعذبين ممن يريدون معنى لحياتهم هذه. الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليس هو الإسلام نفسه لدى الأميركيين. و أصبح المواطن شغوفا بمعرفة الفكر الذي دفع بتسعة عشر شابا لضرب برجي التجارة في منهاتن. من السذاجة القول أن التسعة عشر لم يكونوا مسلمين أو ليسوا "مسلمين حقيقيين" كما يروج المسلمين, ولكن من السذاجة كذلك القول أن دافعهم الوحيد و الأساسي كان تعاليم القرآن و نبيهم محمد و هو الذي يظنه عدد لا يستهان به من الأميركيين. هذا التصور الساذج و الجهل بسياسات الولايات المتحدة على مدى خمسين عاما مضت منها دعم الإسلاميين للتصدي لقوى اليسار العربية (على علاتها لكنها أفضل من الإسلاميين) هو مايجعل الإسلام و كل مايتعلق به سلعة رابحة في الولايات المتحدة. فأعداد "الهاربين" من جحيم الإسلام إلى جنة المسيحية و قصصهم تلقى رواجا في أوساط اليمين و الإسلاموفوبيين. أشهرهم "الإرهابي السابق" وليد شويبات و كمال سليم و غيرهم ممن يبيعون للأميركيين قصصا تداعب خيالتهم و كل الفانتزيا المصاحبة لفكرة البطل الأميركي مخلص العالم من الشرور. يقنعونهم لا إستنادا لأدلة علمية بل على مبدأ :" لقد كنت هنالك فأنا أعلم منك".

يقول كريس هيدجز في النيويورك تايمز:"لمعرفة و فهم أسباب مشاعر العداء لأميركا, علينا بالحوار معهم لا الإعتماد على "إرهابيين سابقين" يمجدون الولايات المتحدة و يتحدثون الإنجليزية بلكنة شرق أوسطية ثقيلة". قناة السي إن إن أجرت تقريرا عن المدعو وليد شويبات. يدعي شويبات أنه كان عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية. مما جعله "مجاهدا" يكره اليهود و المسيحيين و يريد فرض الشريعة على العالم أجمع (هو مايظنه الأميركيون سبب هجمات الحادي عشر من سبتمبر). بغض النظر عن كون منظمة التحرير منظمة يسارية وليست جهادية مثل حماس. يقول شويبات أنه من أم أميركية و قام بإلقاء قنبلة على بنك إسرائيلي في بيت لحم. قامت السلطات الإسرائيلية بإلقاء القبض عليه وقضى في السجن مايقارب الثلاثة أسابيع حتى إطلاق سراحه لسبب أنه من أم أميركية. المشكلة الوحيدة أن البنك نفسه ينفي أي هجوم عليه و لا يوجد لدى السلطات الإسرائيلية أي وثائق تدين شويبات حسب السي إن إن و جيروسلم بوست. ليست المشكلة في إعتناق شويبات للمسيحية و خطاباته في شأن الإسلام بأنه شيطاني وعدد أتباعه المسيحيين الذين تجذبهم مثل هذه الخطابات و تشعرهم بالرضا عن ذاتهم. المشكلة تكمن في تبني الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة له و دعوته لـ"شرح الإسلام" لضباط الشرطة و الإف بي آي. التقارير الصادرة تقول أن الفلسطيني شويبات جمع مالا يقل عن خمس مئة ألف دولار من خطبه في الكنائس و الجامعات المسيحية فحسب! هذا عدى كتبه و التي تناقش نفس الفكرة. زميل شويبات سيمون ألطف, ألف كتاب " This is our Eden, This is our End" بالتعاون مع شويبات, يقول عنه:"أراد وليد أن يكون "إرهابي سابق" ليجمع الأموال. بكل بساطة". و لا يلام على ذلك أبدا نظرا للأجواء التي تحوم حول الإسلام و كل مايتعلق به في أميركا و أوروبا. و إذا ماقلنا بأنه تم العفو عن شويبات رغم إرهابه كون أمه أميركية, فما بال العولقي الأميركي كذلك؟ و الذي حوكم و قتل من أوباما دون شهود و دلائل تدينه. فهل كون المرء أميركي معتنق للمسيحية يمحي كل ماسلف؟ زكريا عناني, أحد أشباه شويبات يقول في سيرته الذاتية الموجودة على موقع شويبات:" كل مرة أقتل فيها شخصا, أحصل على نقاط لذلك حتى جمعت 223 نقطة". بمعنى أن هناك سفاحا قتل 223 شخصا و مازال حرا طليقا أمام مرأى و مسمع العالم أجمعه!
و أول مرة أسمع بنظام النقاط هذا عند الجماعات الإسلامية, أي خبير بهم ياليت يخبرنا إذا تكرم. و لك أن تتصور تأثير هذه الدراما على أميركي أحمق لا يحمل جوازا للسفر و يسمي بطولة كرة القدم في بلده ببطولة كأس العالم! و الآخر المدعو كمال سليم, و الذي يدعي أنه إبن "الوزير الأكبر" و هو منصب إسلامي معروف. أعتقد أن قصة "الوزير الأكبر" لا تحتاج تفصيلا و إسهابا لإثبات كذب ذلك الرجل. عوضا عن اللغة السطحية الساذجة التي يتحدثون بها. بريدجيت غابرييل, سيئة السمعة بدفاعها عن الكتائب المارونية و دورها في ذبح مابين 1700 إلى 2000 فلسطيني (بغض النظر عن أسباب الحرب و دوافعها, أفعال الميليشيات الفلسطينية لا تبرر قتل الأطفال و النساء) تقول :" الفرق يا أصدقائي بين إسرائيل و العرب هو الفرق بين التحضر و البربرية. الفرق بين الحق و الباطل (ماأشبه هذا الخطاب بخطابات الإسلاميين). هذا الذي نراه بوضوح على الساحة العربية. العرب بلا أرواح, كل هدفهم هو القتل و التدمير لأجل شي يدعونه "الله", و هو ليس الإله الذي نؤمن به. فإلهنا إله محبة". نعم لإن ذبح 2000 فلسطيني من النساء و الأطفال بشكل ممنهج و عن سبق الإصرار و الترصد أحد أشكال التعبير عن هذه المحبة المسيحية التي صدعت رؤوسنا.

في الختام إن هدف هؤلاء هو جمع الأموال على حساب جهل الطرف المتلقي. أصبح شتم و سب الإسلام صناعة مربحة من شأنه أن يزيل كل شكوك الأميركيين عن سياسة و حروب بلادهم في المنطقة, فالحرب لم تعد ضد "الإسلام الراديكالي" الممول من قبلهم و أصدقائهم بل غدت حربا ضد الإسلام. و ماأطولها من حرب..

المصادر:
1- CNN Anderson Cooper 360
http://ac360.blogs.cnn.com/2011/07/13/ac360-preview-ex-terrorist-rakes-in-homeland-security-bucks/

2- Chris Hedges
http://www.truthdig.com/chris_hedges

3- http://www.abrahamic-faith.com/False%20Christians/Walid.html




#عمر_بن_صمادح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيات القتال في شقي الكتاب المقدس
- المسيحيون أقل عنفا من المسلمين لإنهم تخلوا عن كتبهم
- المسلمون أشرار لإن كتابهم المقدس يحرض على العبودية
- الملحدين الجدد من الناطقين بالعربية


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر بن صمادح - عندما يصبح الإسلام سلعة مربحة