أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية















المزيد.....


النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1050 - 2004 / 12 / 17 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المراقب اليومي لمسلسل الدعم الأميركي لـ " إسرائيل " لا يملك إلا الاندهاش المستهجن و المتواصل لما تقدمه هذه لـ " إسرائيل "، لا سيما أمام الأسـلوب و الكيفية التي تقدم بها المسـاعدات و المعونات و المساندة و الدعم العلني الكامل لكل ما يقوم به هذا الكيان من أعمال وحشية و عدوانية، و التي عجزت ذاكرة التاريخ بكل عقوده السـابقة أن تحتفظ بمنافس لهـا.
و أمام اسـتمرار السياسـة الأميركية المؤيدة لهذا الكيان على هذا النحو، تزايدت حدة مشاعر الغضب و الرفض في الشارع العربي لكل ما تقوم به أميركا ـ حتى أصبح العـداء لواشـنطن يفوق العداء لتل أبيب ـ فالإجرام و الغدر الصهيوني و إن كان يتم بأيد إسرائيلية لكن ذلك كله تحت مظلـة الحماية الأميركية، فالقرار السياسي الأميركي يتقمص سمات الموقف الإسرائيلي بصورة لا يستطيع أحد أن يفرق بين صوت رئيس الوزراء الإسرائيلي من صوت الرئيس الأميركي في كل الأوساط الدولية، سواء أكان ذلك داخل الأمم المتحدة أم خارجها. و السؤال الذي يطرح نفسه هنا و يشكل رغبة تكمن لدى الكثيرين في معرفة إجابته هو: ما سر العلاقة بين أميركا و " إسرائيل " حتى تصبح تلك الأخيرة قادرة على جعل أميركا تنصاع لرغباتها و بكل رضى و طواعية، رغم رفض و اعتراف العالم أجمع بوحشية و عدوانية ما تقوم به " إسرائيل " ؟ و ما هي طبيعة هذه العلاقة ؟ و كيف استطاعت " إسرائيل " أن تسيطر على الإدارة الأميركية ؟.. الخ.
و الجواب سيكون بالحديث فقط عن اللوبي الصهيوني العالمي المتبني لـ " إسرائيل " و الذي يضغط و يسيطر على أميركا بسياسة مدروسة لا تجعل منه التابع لأميركا، بل تجعلنا نتأكد أن أميركا هي التابع. فـ " إسرائيل " و من وراءها الصهيونية العالمية كما هو معروف للجميع أطاحت و سلبت واشنطن إرادتها و قرارها من خلال اللوبي الصهيوني، أو ما نستطيع أن نطلق عليه بجماعات الضغط الإسرائيلية.
حيث إن " إسرائيل " أدركت حتى قبل قيامها بكثير أنه إذا ما نجحت بإقناع أميركا بتبنيها فإن هذه الأخيرة لن تتخلى عنها، و أنها ستستخدم كل ثقلها و إمكانياتها لتساعد على خلق و استمرار المناخ الملائم لبناء " إسرائيل " و نموها و تفوقها على العرب، و هو ما أثبته الواقع فمنذ قيام " إسرائيل "
وحتى وقتنا الحاضر نجد أنها تدعم أميركا و تبارك الأعمال الإسرائيلية و بأوقح صورة يمكن أن يتقبلها إنسان، ضاربة بذلك حقوق العرب و شرعية مطالبهم و عدالة قضاياهم عرض الحائط، و هو ما يعكس و بشكل واضح عضوية العلاقة التي تجمع بينهما و رسوخها حتى و إن كانت تنافي الشرعية الإنسانية و الدولية.
و لن نسوق هنا سـوى دليل واحد يؤكد مصداقية ذلك، و هو اسـتخدام أميركا لحـق النقض " الفيتو " ضد كل قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي فيه إدانة لـ " إسرائيل " منذ عام 1948 و حتى الآن، و الذي أدى ضمن جملة ما أدى إليه عدم اكتراث و تجاهل الكيان الصهيوني المصطنع لكل القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية.
سنطرح و لو باختصار (لا يغير من الحقيقة شيئا) كيف ابتدأت قصة الصهيونية مع أميركا ؟، و ماذا فعلت الصهيونية لتسيطر على القرار الأميركي ؟ و ما هو اللوبي الصهيوني ؟ و ما دوره في الحياة الأميركية ؟.
بدأت قصة اليهود في أميركا مع كريستوف كولومبوس الذي استطاع أن يُقنع في سبيل تحقيق حلمه الاستكشافي المعروف مجموعة من اليهود الأثرياء الذين لم يخفوا تعاطفهم معه ، فأبحر و معه أول جماعة من اليهود إلى أميركا، و لتستمر بعد ذلك الهجرات اليهودية على شكل موجات متعاقبة ابتدأت منذ عام 1815.
ورغم كل الأساليب العلمية التي تعتمدها الولايات المتحدة الأميركية في مسوحاتها السكانية التي تجري كل عشر سنين، و التي يعتمدها التعداد الأميركي الرسمي فإن الإحصائيات الدقيقة عن عدد اليهود في أميركا لا تزال غير معروفة ، رغم أن هناك من يقول أن العدد قد وصل إلى ستة ملايين يهودي، لكننا لا نستطيع أن نعتمد هذا العدد كعدد رسمي، و السبب في ذلك أنه يتم الحصول عليه عن طريق الكتاب السنوي الأميركي اليهودي الذي يعتمد في إحصائياته على المعابد التي ينتسب إليها اليهود.
اللوبي الصهيوني:
إن مجرد الحديث عنه وعن أسلوب تنظيمه و آلية عمله، يضمن لنا الإجابة عن كل الأسئلة التي قد تنشأ داخل كل منا، فالأسلوب الذي يعمل بمقتضاه، و الأفكار التي تحكم و تشكل المرجع لكل قرار تتخذه " إسرائيل " كفيلة بأن تظهر لنا الكيفية التي وصلت من خلالها "إسرائيل " إلى ما وصلت إليه
لقد استطاع اليهود أن يبدؤوا بتنظيم أنفسهم في أميركا منذ عام 1887 و هو التاريخ الذي تشكلت فيه أول جماعة ضغط يهودية حملت اسم " البعثة العبرية بالنيابة عن " إسرائيل " و التي كان يتزعمها وليم بلاكستون كان هدفها إقامة دولة يهودية في فلسطين، و هذا الهدف و حسب التاريخ المذكور آنفاً هو قبل نضوج الحركة الصهيونية نفسها في مؤتمر بال بسويسرا عام 1897، و في عام 1906 أنشأ زعماء اليهود في نيويورك " اللجنة اليهودية الأميركية " لمعالجة المشكلات السياسية و الاجتماعية كافة التي نجمت عن تدفق اليهود المهاجرين من أوربا الشرقية و العناية بهم، و نتيجة لنشاط كل منهما فقد استطاعتا إقناع الإدارة الأميركية بتوجيه سياستها الخارجية لتحقيق أهدافهما و العمل على إقرار حق اليهود في فلسطين و إقرار مبدأ الحماية لهم ، ثم لتجبر بريطانيا لاحقا بإعطاء اليهود وعد بلفور.
و بعد الحرب العالمية الثانية سيأخذ انحياز السياسة الخارجية الأميركية لصالح " إسرائيل " شكله الواضح و العلني، و الذي لن يكون فقط لاعتبارات أمنية كما حاولت الإدارة الأميركية التذرع، بل نتيجة لنشاط الصهيونية المتزايد و المهيمن على مناحي الحياة الأميركية جميعها، وذلك من خلال الصحافة و الإعلام و الصداقات مع رجالات السياسة و على المستويات كافة ، لا سيما مع ترافق ذلك بحاجة أميركا في ذلك الوقت إلى " حارس أمين " يحمي مصالحها في المنطقة العربية، و خاصة فيما أسمته ميدان المواجهة مع المعسكر الاشتراكي السابق.
و هنا جاء اللوبي الصهيوني ليرعى المصالح الأميركية ، و التي من خلالها سيحقق الأهداف الإسرائيلية، و اللوبي كما عرفته الموسوعة البريطانية " مجموعة من العملاء النشيطين لهم مصالح خاصة، و يمارسون الضغوط على الموظفين الرسميين و خصوصا المشرعين من أجل تحقيق تلك المصالح ".
و اللوبي المؤيد لـ " إسرائيل " مسجل رسميا لدى وزارة العدل الأميركية باسم " اللجنة الإسرائيلية للشؤون العامة "، و قد تبلور نشاطه بصورة ملحوظة و خاصة في أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث كانت الولايات المتحدة أول دولة اعترفت بالكيان الصهيوني، بل مارست ضغطا دوليا لقبوله شرطيا في هيئة الأمم المتحدة .
و المتابع لما يقوم به هذا اللوبي سيدرك أنه استطاع أن يمتلك أداة التأثير على الإدارة الأميركية من خلال:
ـ تغلغله في عصب الاقتصاد الأميركي و سيطرته عليه.
ـ عدم انخراط اليهود في أي من الحزبين ( الديموقراطي و الجمهوري )، و بقاؤهم على الحياد يرجحون كفة الحزب الذي يلتزم بمصالح الصهيونية العالمية ، و يضمنون له الفوز بالانتخابات .
ـ وحدة المصالح الأميركية و الصهيونية كما يسوقها اللوبي.
أما بنية اللوبي الصهيوني هذا فتقوم على شبكة واسعة من المنظمات، و التي يزيد عددها عن 300 منظمة، و 230 اتحادا محليا و صندوق للرعاية و جمعية للعلاقات العامة، و اكثر من 500 محفل و معبد، و هي تشكل بمجموعها العمود الفقري لهذا اللوبي و التي يأتي في مقدمتها و على رأسها:
جمعية الدعوة اليهودية الموحدة: و تشكل أكبر التجمعات اليهودية في أميركا، مهمتها الأساسية هي جمع التبرعات و تنظيم الاحتفالات و المهرجانات و اللقاءات مع القادة و الزعماء.
الرابطة اليهودية الأميركية: جمعية تخضع خضوعا مباشرا في تبعيتها للحكومة الإسرائيلية
جمعية بناي بريث: مؤسسة يهودية ذات تنظيم دقيق و محكم، مهمتها اتهام كل من يعادي المصالح الإسرائيلية في أميركا و العالم أجمع بمعاداة السامية.
الجمعية اليهودية الأميركية: مهمتها الأساسية العمل على إيجاد و توطيد العلاقات بين اليهود في أنحاء العالم قاطبة والتنسيق فيما بينهم .
اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة " إيباك ": تعمل هذه اللجنة من خلال مؤتمرها السنوي و الذي يحضره عدد كبير من الشخصيات الأميركية السياسية من مجلس الشيوخ و النواب...الخ ، على تدريب و إعداد الأطر اللازمة لتحقيق أهدافها التي تؤكدها كل مؤتمراتها وهي:
ـ التأييد الأميركي الكامل لـ " إسرائيل " بعدّها تشكل مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة.
ـ الحصول على المزيد من الدعم المالي لـ " إسرائيل "، و العمل على تحويل المساعدات و القروض المقدمة لها إلى هبات.
ـ الحيلولة دون تطور العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية و بين العرب، و العمل على خلق العداء بينهما بأي شكل ممكن .
ـ دعم السياسة الخارجية الأميركية لـ " إسرائيل " و مباركة أعمالها العدوانية ضد العرب، و تسويغ أعمالها في المحافل الدولية و خصوصا الأمم المتحدة و مجلس الأمن.
أما عدد أعضاء " إيباك " فيقدر بحوالي 44 ألفا، جهازها الإداري يتألف من حوالي 80 شخصا، وتحرص " إيباك " على استمرار اتصالهم المباشر مع المسؤولين في الإدارة الأميركية.
تضم في عضويتها عدة منظمات صهيونية مثل "بناي بريث "، " اللجنة اليهودية الأميركية "،
" الكونغرس اليهودي الأميركي "، وغيرها.
و في سبيل تحقيق أهدافها تصدر عدة منشورات من أهمها:
1ـ تقرير الشرق الأدنى: و هو تقرير أسبوعي و يوزع خاصة على أعضاء الكونغرس و مجلس الشيوخ و كبار موظفي الإدارة ووسائل الإعلام و السفارات، و مهمته الأساسية إظهار المقاومة الفلسطينية على أنها " إرهابا " يجب القضاء عليه.
2ـ ملاحق الأخبار التشريعية: و هو تقرير نصف سنوي مفصل حول نشاطات الكونغرس و مجلس الشيوخ و الهيئة التنفيذية لـ " إيباك " و الأمم المتحدة.
3ـ أوراق " إيباك ": و هي نشرات غير دورية تصدرها لـ " إيباك " كلما رأت حاجة في ذلك
الهيئات الموالية لسياسة الكيان الصهيوني في أميركا:
* لجان العمل السياسي: مهمتها جمع التبرعات لدعم المرشحين إلى المجالس الأميركية المختلفة، و ذلك لضمان تنفيذ المتطلبات الإسرائيلية كافة و لاحقا، وخاصة أولئك الذين لهم علاقة بالمساعدات الأميركية في " الشرق الأوسط "، و المسؤولين عن رسم السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة العربية.
و على سبيل المثال فقد بلغ عدد هذه اللجان في عام 1982 فقط 3300 لجنة ومن أبرز هذه اللجان:
1ـ اللجنة اليهودية الأميركية: و هي تصدر عددا من التقارير التي تلقى اهتماما" في الأوساط الأميركية، مثل " الكتاب السنوي اليهودي الأميركي " و " مجلة كونتري " و " مذكرات دائرة الشؤون الخارجية ".
2 ـ عصبة مكافحة التشهير: و تعد من أنشط المنظمات الصهيونية الموجهة ضد العرب، مهمتها مراقبة و ملاحقة الشخصيات التي تظهر أو تؤيد العرب، كما تعمل على " تزويد الموساد" و مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمعلومات التي تحصل عليها، و تراقب كذلك كل المؤسسات و البعثات الدبلوماسية و ترسل الرسائل المكتوبة و المذكرات كافة إلى وسائل الإعلام المختلفة في الولايات المتحدة و أوربا.
3 ـ مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى: و يعمل على معالجة القضايا التالية:
ـ مشروعية إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة .
ـ الحيلولة و بأي ثمن دون قيام الدولة الفلسطينية.
ـ خلق المشكلات باستمرار بين العرب و الولايات المتحدة.
ـ التأكيد على القدس الموحدة كعاصمة أبدية لـ " إسرائيل " .
4ـ الاتحاد الصهيوني الأميركي: يعمل وفق برنامج صهيوني تعليمي في الولايات المتحدة يتم توزيعه مسبقا على أعضائه هدفه الدعوة إلى ضرورة إشراك شخصيات مسيحية في النشاطات التي يقوم بها لمواجهة الهجمة على اليهود، لاسيما بعد صدور القرار 3379 الذي وصف الصهيونية بالعنصرية.
5ـ المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي: والذي يعمل كصلة وصل بين الطائفة اليهودية و البنتاغون.
6ـ اللجنة القومية للعمل السياسي: شعارها " الإيمان بإسرائيل يقوي أميركا "، و تعد من اضخم و أغنى اللجان المؤيدة لـ " إسرائيل "، و هي اكبر الوكالات التي تعنى بالمواهب المسرحية والأدبية في أميركا و تقوم بنشر إعلانات في الصحف الأميركية تدعو لدعم " إسرائيل " وتشوه صورة العرب بإظهارهم كشعب بدائي متوحش بعيد عن الحضارة.
و انطلاقا من قناعة اللوبي الصهيوني بأن الاقتصاد هو المدخل الأساسي للسيطرة على القرار الأميركي فقد امتلكت البرجوازية اليهودية و منذ نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين المواقع الأساسية في الحياة الاقتصادية الأميركية، و تشكل جزءا لا يتجزأ من البرجوازية الاحتكارية الأميركية، فمصالح كل منهما تتداخل تداخلا وثيقا فيما بينهما.
وأكبر كتلة عددية و نوعية من الرأسماليين اليهود موجودة في الولايات المتحدة الأميركية، و الذين تشكل نسبتهم 20 % من الرأسـمال الأميركي، و هم يهيمنون على المراكز المالية الأسـاسـية فيها، ( كالمصارف، و شركات الضمان، و تجارة الماس، و الأحجار الكريمة، و تجارة الأسلحة ) و كذلك يديرون الشركات الهامة و الأساسية في الحياة الاقتصادية، فعلى سبيل المثال إذا أخذنا شركات البترول الأربع الأساسية الموجودة في أميركا:
- شركة ستا ندر أويل كاليفورنيا 60% من أرباحها لليهود و 37 % من مديريها من اليهود.
- شركة ستا ندر أويل نيوجرسي 55 % من أرباحها لليهود و 3 % من مديريها من اليهود.
- شركة تكساس للبترول 63 % من أرباحها لليهود و 40 % من مديريها من اليهود.
- شركة موبيل 70 % من أرباحها لليهود و 55 % من مديريها من اليهود.
- أما التوزع المهني لليهود في الحياة الأميركية فهو على الشكل التالي:
* التجار 77 % يهود و 23 % أميركيين
* الأطباء 69 % يهود و 31 % أميركيين
* المحامون 70 % يهود و 30 % أميركيين
* موظفو الدولة 38 % يهود و 62 % أميركيين
* رجال الصناعة 43 % يهود و 57 % أميركيين
* المزارعون 0.1 % يهود و 99.9 % أميركيين
* العمال الصناعيون 2 % يهود و 98 % أميركيين
* العمال الكادحون و العاطلون عن العمل 0 % يهود و100 % أميركيين.
و الأمر الذي يجعل من كل الأعداد السابقة مذهلة هو أن نسبة اليهود ضئيلة جدا" بالنسبة للشعب الأميركي فهي لا تتجاوز أكثر من 3.3 %.
و لم يغب عن اللوبي الصهيوني أهمية دور الإعلام في تحقيق أهدافه اللامنتهية ، فهو و بحسب ما نص عليه البروتوكول الثاني عشر من بروتوكولات حكماء صهيون " يجب السيطرة على الصحف و دور النشر ووكالات الأنباء، لأن الصحافة و الأدب هما أعظم قوتين تعليميتين "، لذلك عمل اللوبي على إحكام سيطرته على وسائل الإعلام كافة و تسخيرها لتحقيق أهدافه، فاليهود رغم عدم امتلاكهم للقسم الأعظم من الصحف لكنهم يسيطرون بشكل كامل على موانئ التصدير الإخبارية و على القسم الأعظم من وسائل الإعلام الجماهيرية و على عدد من وسائل الإعلام الضخمة و الهامة مثل ( نيويورك تايمز ـ واشنطن بوست ـ أوف أميركا ) و كذلك يصدرون أكثر من 300 صحيفة تتراوح بين اليومية و الأسبوعية و الدورية، و هم يسيطرون على وسائل الإعلام التي لا يمتلكونها من خلال الإعلانات التي تشكل ورقة ضغط رابحة بأيديهم و التي غالبا" ما تكون وسيلة التمويل الوحيدة لوسائل الإعلام تلك و لا يوفر اللوبي السينما التي كثيرا" ما تطرح أهد افهم و تساعد على ترسيخها، أما وسائل الإعلام التي ترفض القبول بالإملاءات الصهيونية فسرعان ما تتعرض للإفلاس و الإغلاق لا سيما من قبل منظمة أوجدها اللوبي للقيام بهذه المهمة ، و هي " عصبة مكافحة التشهير باليهود ".
و السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام لا تقتصر على كونها سيطرة على الأجهزة و الإدارات فقط، بل هي سيطرة تعمل على دراسة التركيبة الاجتماعية و النفسية و الثقافية للشرائح التي تتوجه إليها بالأسلوب الذي يلامس رغباتهم و عواطفهم و تضرب على الأوتار الحساسة بالشكل الذي يؤتي الغرض المطلوب.
كذلك يملك اللوبي صحفا" خاصة به، فوكالة الصحافة اليهودية الأميركية تصدر ما يقارب 140 صحيفة، تركز جميعها على هدف أساسي و هو التذكير بالوطن القديم المزعوم، كما تصدر هذه الوكالة ما يقارب 27 نشرة باللغة الإنجليزية و ما يقارب 15 صحيفة باللغة العربية يزداد عددها باستمرار من أبرزها ( عرب تايمز ـ صوت الأسير ـ الوطن ـ رسالة العراق ـ التحدي ـ عرب ستار ـ الدبور ـ فلسطين ـ المنار الجديد ـ عراق برس ـ العراقي ـ الصراط المستقيم ـ آخر الأخبار ) ليس لها أي نشاط داخل الولايات المتحدة الأميركية رغم أنها تصدر داخلها، بل هي موجهة للقارئ العربي ، مهمتها الأساسية خلق الفتن بين العرب، فعلى سبيل المثال تهتم صحيفة " آخر الأخبار " بأخبار الحزب الشيوعي العراقي و تلميع صورته، أما صحيفتا " الإسلام" و " الصراط المستقيم " فتنشر الفكر الأصولي الهدام و تعمل على تقويته، الأمر الذي يسهم في تعميق الصورة المشوهة للعرب في أميركا، بينما تركز كل من صحيفة " الوطن " و "عرب نيوز" على إظهار الإجرام الإسرائيلي بمظهر المقاومة المشروعة ضد ما تسميه بالإرهاب الفلسطيني، و تعمل كذلك على مهاجمة الأنظمة العربية .
كما يركز اللوبي الصهيوني على الكتب و المنشورات و يعد باستمرار الدراسات و الأبحاث التي يشارك فيها عدد من الباحثين الأميركيين المشهورين تحت إشراف المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، و الذي يضع كل أبحاثه التي تطرح الدراسات و الحلول لكل من وزارة الدفاع و الإدارة الأميركيتين .
إن اللوبي الصهيوني يمارس سياسة مدروسة و منظمة تكفل و تضمن له السيطرة على الإدارة الأميركية، و بالتالي ضمان مساندتها و دعمها اللامحدود لكل أهدافه و غاياته، لذا لا بد لنا نحن أيضا كعرب أن ننظم أنفسنا و نعرف الأسلوب و الكيفية التي نستطيع من خلالها استعادة حقوقنا، لا سيما أن عدد العرب في الولايات المتحدة ثلاثة ملايين، وهناك أيضا ما يقارب هذا العدد من المسلمين غير العرب، و نمتلك من الرساميل العربية العاملة في أميركا و حدها 780 مليار دولار، يتم التحكم بها و إدارتها من قبل اليهود و التي إذا أحسن إدارتها لصالح القضايا العربية تكون قادرة على تكوين موطئ قدم لها في الحياة الاقتصادية الأميركية، و بالتالي تشكل قوة قادرة على فرض وجودها أمامها .

-------------------------------
المراجع
1 ـ المجموعات الضاغطة في الولايات المتحدة ـ من إصدار القيادة القومية ـ ص 48 ـ49 ـ50 3 .
2 ـ الأداة العسكرية الإسرائيلية و الحرب الإسرائيلية ـ العربية المقبلة، رياض الأشقر، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت،ط 1، 1979.
3 ـ الصهيونية الأميركية و سياسة أميركا الخارجية ـ ريتشارد ستيفيس ـ دار الطليعة ـ بيروت ـ 1967 ـ ط 1.
4 ـ القوة اليهودية داخل المؤسسة اليهودية الأميركية ـ ج.ج غولد برغ ـ ترجمة خالد حداد 1998.
5 ـ مجلة المناضل العدد 145 شباط 1982.
6 ـ مجلة الأرض ـ العدد 9 ـ 1989 ـ الموعد ـ اللوبي المؤيد لـ " إسرائيل " في الولايات المتحدة الأميركية ـ ص 77،79، 80.



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في العلاقات الاميركية - الاسرائيلية
- قراءة في قانون محاسبة سوريا
- الانتخابات العراقية بين الواقع و المطلوب


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية