|
حول انسحاب القوات الامريكية من العراق *
عصام شكري
الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 16:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحو الاشتراكية:
لقد باتت عملية انسحاب القوات الامريكية من العراق في نهاية العام الجاري في حكم المؤكد. فمن المستفيد ومن المتضرر، من القوى السياسية سواء من هم في الحكم ام في المعارضة، من هذا الانسحاب؟ وكيف ستكون الوضع السياسي في العراق بعد عملية الانسحاب؟ عصام شكري:
يجب البدء بالحديث عن الاوضاع الجديدة التي يتم ضمنها الانسحاب الامريكي. الاوضاع اليوم تغيرت عن السابق. في العراق، كما في كل دول المنطقة بدأ صراع طبقي حاد لم تشهد لم المنطقة مثيلا. هذا الصراع الاجتماعي الضخم قد ارجع للخلف العديد من المسائل التي كانت تبرز في السابق ومنها الاحتلال الامريكي والمقاومة المسلحة والعمليات الارهابية لقوى الاسلام السياسي والاستقطابية الرجعية البربرية الكريهة التي عاش الناس في ظلالها الدموية المرعبة سنين طويلة. مع تصاعد المد الثوري وظهور التيارات الشبابية العمالية واليسارية وقوى الاشتراكية والطبقة العاملة وتصاعد اصوات النساء المتحررات والنشطاء الاشتراكيين في مصر وتونس وسوريا والعراق وايران (وقريبا في ليبيا) وغيرها وبدء صراع طبقي حاد حول معضلات اجتماعية مصيرية داخل تلك المجتمعات، فان مكانة انسحاب امريكا اصبحت في ظل الاوضاع الراهنة شئ باهت. ان انهيار مكانتي امريكا والغرب من جهة والاسلام السياسي المعادي للغرب من جهة اخرى، قد بدأ في الواقع بشكل سياسي منذ مدة. انسحاب امريكا العسكري اليوم هو حصيلة لاندحار مؤكد سياسي وفشل على كل صعيد في تحقيق اي شئ في العراق. ان الجيش الامريكي اشبه بممثل اخرق ينسحب من مسرح بلا جمهور، مسرح خالي الا من الكراسي. امريكا ممثل مكروه في العراق وان الجماهير التي تحررت منها ومن صراعها مع حفنة من الوحوش الاسلامية قد تحررت من سطوة هذه القوة التي حاولت ان تقدم نموذجا ولكنها فشلت كليا واندحرت. اليوم يأتي الانسحاب دون بريق ودون زعيق اعلامي ودون هواجس كتلك التي كانت سائدة في السابق. في الدول العربية تواجه امريكا وضعا لا تدري ماذا تفعل ازاءه (الى درجة ان السفير الامريكي في دمشق يستميت من اجل ان يبدو حليفا وفيا للجماهير المنتفضة متنقلا بين المدن بشكل فج وغير مألوف وكأني به يؤشر على صدره قائلا: انظروا امريكا ليست بهذا السوء! ). نفوذ امريكا في المنطقة اذن متراجع وهي تنسحب تجر اذيال الهزيمة لا النصر. اما عدوها الذي خلقته اوائل التسعينات - الاسلام السياسي وقواه البربرية فهو الاخر يواجه تراجعا وانحسارا في نفوذه نتيجة الاحتجاجات الثورية. ما يبدو انه صعود ( او اصعاد) لقوى الاسلام السياسي الموالية لامريكا فانه مسألة وقتية. ولكن المكانة العمومية للاسلام السياسي المقاتل والمعادي لامريكا قد ازيحت وان هذه الازاحة ستشغلها قوى الاسلام السياسي الواقفة في "ألسرة"، ولكن كما قلت، الى حين، فالثورة لن تبقي ولن تذر، كما يقال. ان تبجح السيد نوري المالكي بخروج امريكا وكأنه "نصر للعراق" هو مسألة دعائية لانه يمثل ذلك النمط من الاسلام الموالي لامريكا الذي تريد امريكا تثبيته على ان لا تكون هي في الصورة كما تحاول ان تفعل في ليبيا وتونس ومصر. انا لا ارى هذه القوى منتصرة. لماذا ؟ لان الشارع متحرك وغاضب، الناس تجوب شوارع تغلي بالغضب ونفاذ الصبر، الاستقرار بعيد، ولن يهدأ الوضع الا بصعود قوى الثورة الى السلطة وتحقيق اهداف الثورات وهي الحرية والمساواة والرفاه. في هذه الحالة، فان المالكي كممثل لهذا النمط من الاسلام، بعيد عن الربح، بنفس القدر الذي يكون فيه من السذاجة الظن ان الغنوشي وحركته قد ربحت في انتخابات تونس اوجنرالات الجيش (وربما الاخوان في الغد) رابحين في مصر او الاسلاميين سيمسكون بالسلطة في ليبيا. اما القوى الاقليمية الممثلة للاسلام السياسي المقاتل لامريكا في المنطقة واقصد الجمهورية الاسلامية فهي الاخرى اصبحت خارج المعادلة الى حد ما بصعود المد الثوري. ماذا ستحصل ايران اليوم من العراق؟ لا شئ يذكر برأيي غير "ادارة" صراع دموي بين اجزاء الاسلام السياسي المبعثرة والفاشلة والمكروهة والتي تريد ان تبتلع لقمتها على عجل، ولكنها ستغص في هذه اللقمة وتختنق. الجماهير ستخنقهم لا محالة. لقد فلت الشارع العراقي ولن يستطيعوا ارجاعه الى البيت. اذن انسحاب امريكا في المحصلة النهائية هو مكسب لجماهير العراق. ان هذا الجيش المجرم الذي سفك دماء مئات الاف البشر ينسحب بلا اي كلمة عرفان ولن تسكب الجماهير خلفه اي ماء. ان تحقق فعلا هذا الانسحاب فانه سيفتح الافاق لكي تواجه الجماهير عدوها خارج دائرة الاستقطابية الارهابية السابقة وان يجنبوا ثورتهم نيران الصراع بين امريكا واعداءها الاسلاميين. خروج امريكا في صالح جماهير العراق والمنطقة؛ في صالح الطبقة العاملة، في صالح الجماهير الفقيرة والكادحة، في صالح النساء والشباب وكل شرائح المجتمع لكي يقدموا حركتهم الى الامام.
نحو الاشتراكية:
هناك مفاوضات مستمرة بين حكومة المالكي والحكومة الامريكية حول بقاء ما يقارب من ( 5000 ) جندي امريكي في العراق لغرض تدريب القوات العراقية. فهل تعتقد ان الغرض من بقاء تلك القوات في العراق هي فعل لغرض تدريب القوات العراقية أم هناك قضايا اخرى تختفي وراء بقاء تلك القوات؟ عصام شكــري:
امريكا دولة لا تستطيع ادامة نفوذها دون عسكريتاريا. ستنكفئ خلف المحيط فورا. ان متطلبات الهيمنة على البرجوازية العالمية تشترط عليها ان تكون قوة عسكريتارية عالمية. على العموم لدى امريكا قوات في السعودية والخليج والقواعد التركية. ولكن الان وفي ظل الوضع الذي اشرت له سابقا، في العراق، وفي المنطقة، فان المسألة اختلفت عن السياقات السابقة. في الحرب الباردة كانت مناطق النفوذ الامريكي موزعة مع الاتحاد السوفييتي. بعد سقوط الاخير بدأت مناطق النفوذ والصراع الوحشي بين قطب امريكا وقطب الاسلام السياسي، واليوم وبعد مؤشرات تراجع هذا الصراع ، فان امريكا متوجسة وقلقة من اي خطوة خاطئة قد تخطوها. انها تعرف ان الامور لم تعد كالسابق وليس لها كما في السابق (شيك على بياض). سقطوا خدمها المطيعين في المنطقة. الحكام الدكتاتوريون المدللون. ومهما كان عدد من سيبقى من القوات فانها لن تكون كقوات احتلال وفق المنطق البرجوازي الدولي، بل سيكون وجودا مخفيا وغير ظاهر وان قدرتهم على التدخل ستكون محدودة. سيكون لهم قوات في قاعدة في الحبانية او جنوب العراق او كردستان ولكن ( وهو مهم سياسيا) ليس كقوة احتلال تجوب المدن والقرى تشهر مدافعها الرشاشة بوجوه الناس. مرة اخرى اؤكد ان تغير الاوضاع في المنطقة قد "كسر اجنحة امريكا" وقدرتها على التحكم بالاوضاع وتسييرها كما تشاء. لا ارى الصورة اكثر من ذلك وان الاوضاع القادمة تدخلت فيها قوى اجتماعية كبرى. ان هذه القوى لا تحب امريكا ولا تحب الاسلام السياسي. يكفينا هذا في الوقت الراهن. نحو الاشتراكية:
هل تعتقد ان بمقدور القوات العراقية أن تقوم بحماية الامن والاستقرار في العراق بعد انسحاب القوات العراقية؟ وألا تعتقد بان خروج هذه القوات ستترك فراغا" امنيا" من شأنها ان تفتح الباب بمصراعيه امام التدخلات الأقليمي في العراق وخصوصا" من قبل تركيا وايران؟ عصام شكــري:
لا ارى المسألة مطروحة بهذه الصيغة. اننا قلنا من البداية ان تدمير المجتمع وانعدام الحالة الطبيعية واستشراء الارهاب سببه وجود امريكا وصراعها مع قوى الاسلام السياسي. كيف ان بقاء امريكا سيحقق الامان ؟ في ظل اية اوضاع قتل مئات الاف البشر اذن خلال الثمان سنوات الماضية ؟ الم تكن امريكا موجودة؟ الم يكن لها جيش جرار في كل مدينة؟ الا يقتل البشر الان في تفجيرات حقيرة اسلامية في بغداد وبعقوبة وكركوك وكربلاء والبصرة ؟ ولكن الا يجري ذلك بظل وجود امريكا نفسها ؟!. حزبنا اعتبر بالعكس وجود امريكا سببا في تدمير الامن والامان والطمأنينة وخاصة اثر اقتلاعها للدولة وملئ الفراغ بالميليشيات. لقد قلنا ان انسحاب امريكا ونزع سلاح الميليشيات هو شرط تحقيق مجتمع طبيعي او وضع المجتمع على مسار الطبيعية. اذن حلنا للامر كان ومايزال حل سياسي بمعنى انهاء الصراع او شل قدرة قوى الاسلام السياسي على ادامة الصراع، وجعل العراق ساحة دموية للصراع مع الغرب، وهنا فان مسألة كم عدد القوات التي تحت امرة المالكي غير ذات جدوى برأيي. ان كون المالكي فشل في تشكيل دولة وجيش له ولاء "وطني" بالمفهوم البرجوازي هو الاساس. الاقتحام الثوري للجماهير للواقع يشكل عامل خلخل النظرة التي استمدت شرعيتها من الاستقطابية السابقة وهي (اقصد النظرة) القائلة بان خروج امريكا سيقوي الاسلاميين او الجمهورية الاسلامية او التنظيمات المدعومة من السعودية، والعكس صحيح؛ اي ان القضاء على (محاور الشر حسب نظرة المحافظين الجدد) سيقوي امريكا وحلفاءها...الخ. بل وحتى نظرة الحزب الديمقراطية بزعامة اوباما للتحالف مع الاسلاميين "المعتدلين" قد اصبحت في طي الماضي لحظة تطبيق تلك في المناخات الثورية المعاصرة !!. لقد تغيرت الامور حتى عن حسابات باراك اوباما قبل سنتين لدرجة باتت معه هذه المعادلة عاجزة. ان فشله في احراز اي تقدم لامريكا في المنطقة يضاف الى فشله في حل الانهيار الاقتصادي بامريكا ومظاهرات وول ستريت. انه فشل مركب وعويص. من جهة اخرى، ونتيجة للحركة الثورية فان مسألة توفير الامان والطمأنينة انتقلت الى يد القوى الثورية نفسها. بدأت تطرح هذه المسائل على انها مشاكل، فقط بامكان الجماهير حلها تماما كمسألة اطلاق الحريات السياسية والاجتماعية والمدنية وحريات التنظيم والاضراب للطبقة العاملة ومناهضة القوانين الرجعية والمحقرة للمرأة وحريات الشباب. النضال تحول من صراع فوق رؤوس البشر الى صراع اجتماعي على الارض. ان نجحت الجماهير في تطوير حركتها الثورية الى اشكال اكثر تنظيما فان اسقاط السلطة في العراق سيمكن الجماهير من تحقيق ارادتها؛ في الامان والطمأنينة، وفي الحريات السياسية، والفردية، والاجتماعية المدنية، وفي مساواة المرأة بالرجل، وفي القضاء على البطالة والجوع والفقر، وفي الحرمان من المساكن اللائقة ، وفي نقص الخدمات، وفي فصل الدين عن الدولة، في مناهضة الاعدام والكثير غيرها. الجماهير اليوم تضع يدها هي على هذه المسائل وتسحبها سحبا من يد الطبقة الحاكمة التي اثبتت فشلها الذريع على مدى السنين الماضية. نحو الاشتراكية:
دعا مجلس محافظة صلاح الدين، ومن بعده دعت الكثير من القوى السياسية في محافظة أنبار، الى تكوين أقاليم على غرار أقليم كردستان. فهل باعتقادكم ان اعلان هذه الدعوات وفي هذه الفترة بالذات لها أية علاقة بانسحاب القوات الامريكية من العراق؟ وهل ان تكوين مثل هذه الاقاليم ستصب في مصلحة الجماهير في تلك المناطق أم هي ورقة ضغط لتحقيق أغراض اخرى؟ عصام شكــري:
اما ان تكون محاولات سخيفة من قبل الاسلاميين الطائفيين السنة للاستحواذ على بعض المواقع التفاوضية مع المالكي لمنحهم حصص اكبر ( اراضي وعقارات، حصص بترولية، محاصصات وزارية تتيح لهم نهب اكبر مما لديهم الان وهكذا )، واما انها ستؤدي بشكل جدي الى محاولات للانفصال والمزيد من التشرذم والصراعات والازمة. وفي الحالتين نحن ضد هذه السياسة ولازلنا ومع عراق موحد وحتى قلنا انه بعد خروج التظاهرات العارمة في السليمانية واربيل وايضا في العراق فان مسألة انفصال اقليم كردستان لم يعد سياسة صالحة للطبقة العاملة والجماهير الغفيرة بظل وضع ثوري عام. الطبقة العاملة في العراق تدخل ساحة الصراع الاجتماعي وان الانفصال لا يحقق شروط قوة وقدرة الجماهير على تصعيد نضالها ومواجهة السلطة ككم مشترك، كقوى في خندق واحد رجعي وارهابي وتقسيمي مواجه لهم. علينا اليوم ان نسعى لتوحيد صفوف الجماهير في كل مكان من اجل حقوقهم كمواطنين في العراق خارج نطاق اي قومية او اثنية او شعور ديني او طائفي. ان محاولات هؤلاء المهرجين في مجالس المحافظات ربما تبغي ضخ الشحن الطائفي لادامة وجودهم. الجماهير في محافظة صلاح الدين وديالى والانبار لا تريد هؤلاء "الحرامية" والذين يعزفون على وتر الطائفية من اجل مصالحهم الخاصة ليغلفوها بمصالح الجماهير. الجماهير تعرف ان هؤلاء هو نسخة الكاربون الاخرى للمالكي والصدر والسستاني وبقية ممثلي الاسلام السياسي الشيعي. نفس الطينة. نحو الاشتراكية:
لقد أعلن الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي مرارا" ضرورة خروج قوات الاحتلال من العراق. فكيف ستكون تأثير خروج هذه القوات على نضال حزبكم التي تخوضونها من اجل تحقيق مختلف خططكم وبرامجكم السياسية؟ وهل أن خروج هذه القوت ستساعد على تطوير النضال الطبقي وتفعيل دور حزبكم خصوصا" وبقية قوى اليسار والعلمانية عموما"؟ عصام شكري:
برأيي ان خروج الامريكان سيقوي من دور الجماهير كما بينت وسيكون له تأثير ايجابي على تطوير حركة الشارع في العراق. ولكن؛ ان لم يقم حزبنا بواجباته، ان لم يعزز مكانته بين صفوف الجماهير العريضة، ان لم يتوسع وينتمي له المئات من العمال والشباب الثوري والنساء والشابات، ان لم يطرح بدائله الانسانية بكل قوة ويلف حولها الجماهير ويتقدم بها للامام، فان للبرجوازية الطرق لقتل الثورة. ان امثلة مصر وتونس وليبيا حية امامنا. يجب ان نعمل بكل قوة من اجل منعهم من جلب بدائل حقيرة اخرى وتسليطها على الناس. يجب ان نزيد الراديكالية اليوم مئات المرات ونطرح مبادئنا بصوت اعلى مئات المرات. يجب ان ننشط على كل صعيد اجتماعي وسياسي وتنظيمي. يجب ان ندخل كل زاوية في المجتمع ولا نعطيهم اي فرصة. نحو الاشتراكية:
قد أعلنت العديد من وسائل الاعلام ومعها الكثير من القوى السياسي في العراق والمنطقة بان خروج القوات الامريكية من العراق هو بمثابة اعلان امريكا لخسارتها الحرب في العراق. فكيف تقيم مثل هذه التصريحات؟ وما هو الموقف الرسمي لحزبكم من هذا الانسحاب؟ عصام شكــري:
انسحاب امريكا، برأيي، هو (نتيجة) لخسارتها وليس (اعلان) لخسارتها. ان النتيجة تعني ان خسارة امريكا ليست بالاساس عسكرية بل سياسية. اعلان خسارتها، من جهة اخرى، جاء بعد فشل سياسات جورج بوش والنظام العالمي الجديد للمحافظين الجدد وفشلهم المخزي في تحقيق نموذج مشرق لحربهم الدموية في العراق وما تبجحوا في انه "واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط"!!. حزبنا طرح تصوره حول ضرورة انسحاب امريكا تزامنا مع نزع سلاح الميليشيات ولكن رأيي اليوم هو ان انسحاب امريكا، بظل نزول الجماهير الى الشارع، سيضعف مكانة الاسلاميين اكثر، فهؤلاء لم يكونوا غير نتائج للاحتلال الامريكي وهاهم اليوم يواجهون شارع محتقن ومستعد للانقضاض ولا يأبه بهم ولا بشعاراتهم الاسلامية المتخلفة. وبعد، هل ان سؤال انسحاب امريكا سيقوي من تأثير الميليشيات ونفوذها وارد. ربما. ولكني احاول ان ابين ان معادلات الماضي القريب لم تعد قادرة على حل المسألة. هناك عامل الجماهير ومعسكر الجماهير وثورة الجماهير في المنطقة وايضا في العراق. تدخل الجماهير اليوم جوهري. نحو الاشتراكية:
لقد كانت القوى السياسية الشيعية وخصوصا" حزب الدعوة والتيار الصدري يطالبون دوما" بانسحاب القوات الامريكية من العراق في حين ان القوى السياسية السنية دعوا الى ذلك بشيء من الخجولة اما الاحزاب القومية الكردية فكانوا دوما" مع بقاء تلك القوات في العراق. فكيف ترى هذا التناقض في المواقف بين كل هذه القوى من عملية انسحاب القوات الامريكية؟ وهل تتوقع دخول العراق مرة" في الحرب الطائفية والقومية على أعقاب عملية الانسحاب؟ عصام شكــري:
بنظري لم يعد مهما ما يراه زعيم كل "قبيلة" بعد الان. لم يعد مهما ما يراه زعماء ميليشيات الاسلام والطائفيين والقوميين والعشائريين، بل ما تراه الجماهير من قدرة بيدها، من امكانيات ستصنعها، من ثورة ستؤججها، من امل بعالم افضل واسعد يدانيها، هذا هو المهم الان. هو الحاسم اليوم. هو المعيار الذي يجب ان نقدمه الى المقدمة ونبرزه بكل طاقتنا. لم يعد مهم ما يعتقده المالكي والصدر وعلاوي والطالباني والبرزاني والسستاني والدليمي والضاري والمشهداني وبقايا احفاد العوائل الاقطاعية والدينية التي نهبت الثروات وجردت الجماهير من كل شئ وسلبتها انسانيتها. اراء الكادحين وابناء العمال الشباب والعمال والنساء الجريئات والشابات الفقيرات المتحديات في الشوارع هي التي ستعلو وهي اهم ملايين المرات من كل ما يقوله زعماء القبائل الرجعيون هؤلاء. نحو الاشتراكية:
نشكركم على اللقاء.
#عصام_شكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار قصير مع رفيق علماني
-
مقابلة مع حسام الحملاوي الصحفي والناشط الاشتراكي المصري *
-
ماذا علينا ان نتعلمه من تجربة ثورة مصر ؟
-
خبر وتعليق: بعبع المالكي !
-
مقابلة حول القصف الإيراني على كردستان وعملياتهم العسكرية ضد
...
-
عصام شكري سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليسا
...
-
في محاولة لارتقاء موجة الاحتجاجات الثورية بالعراق، موقف أياد
...
-
حوار مع ستاليني - الشيوعية العمالية والشيوعية البرجوازية
-
مقابلة حول الاوضاع في كردستان ومشروع اليسار
-
مقابلة حول الأحداث الثورية التي تمر بها المنطقة - الجزء الاخ
...
-
مقابلة حول الأحداث الثورية التي تمر بها المنطقة حالياً
-
الجماهير تهز عروش الاسلام السياسي والقوميين !
-
حول تشكيل الحكومة والاتفاق السياسي بين الكتل النيابية الفائز
...
-
كلمة عصام شكري في مراسيم ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة 1917
-
حول ارتكاب السلطة لجرائم الاعدام
-
قمع السلطة الميليشياتية للتظاهرات وتقرير منظمة ”مراقبة حقوق
...
-
تيري جونز – اوباما: حرية للاديان ام حرية من الاديان ؟!
-
وداعاً جنيفر!
-
كلمة عصام شكري بذكرى رحيل منصور حكمت
-
انتبهوا من ”النتلة“ القادمة !
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|