جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 13:30
المحور:
القضية الفلسطينية
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
بطاقة معايدة للأسرى
ابننا الغالي الأسير رائد صالح محمد السلحوت
تحياتي القلبية لك ولكل الأسرى الذين يمر عليكم عيد الأضحى وأنتم مغيبون خلف القضبان، بعيدا عن دفء أحضان الأسرة، وعن البيت الذي ولدتم وشببتم فيه، ولكل واحد منكم خصوصيته التي ترهق ذاكرته وذاكرة محبيه، وأنا أخاطبك بهذه المناسبة لأنني أرى فيك الأسرى جميعهم، فمن أحق منك ومنهم بالحرية؟
تعلم ويعلم غيرك يا رائد أننا ورثة حضارة انسانية تقدس حرية الانسان، فمنذ أكثر من 1400 عام أطلق الفاروق رضي الله عنه صيحته المشهورة"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" لذا فان الحرية هي الأصل، ومن هذا المنطلق فان فرحتنا بعودة بناتنا وأبنائنا الأسرى المحررين، لم تمنعنا من الاعتراف بحق الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شليط في الحرية والعودة سالما معافى لأحضان والديه أيضا، فنحن" لا نعشق الموت ولكننا ندفع الموت عن أرضنا"وشاء قدرنا نحن الفلسطينيين أن نفقد حريتنا بوقوعنا تحت احتلال لم يرحم البشر والشجر والحجر، فشعبنا القابض على تراب الوطن يعيش في سجن كبير، وبضعة آلاف من أبنائنا محجوزون أسرى في سجون صغيرة تحيطها الجدران والأسلاك الشائكة والأبواب الحديدية الموصدة، لكن السجون لا تغلق أبوابها على نزلائها الى الأبد، ولعلك وزملاءك عايشتم آلافا دخلوا السجون وتحرروا منها، وكان آخرها صفقة التبادل في شهر اكتوبر الماضي، وكنا نتمنى لو أنك وزملاءك ممن بقوا في السجون قد شملتهم صفقة التبادل، ونتمنى أن تشملكم الدفعة الثانية.
وها هو عيد الأضحى يمر هذا العام وأنت تدخل عامك العاشر في الأسر، وغيرك مضت عليهم سنون قد تزيد عن ضعف ما قضيت، وتدخل عامك السادس والثلاثين من عمرك، أنت وحيد والديك، وقد تركت خلفك والدا مريضا قضى نحبه دون أن يتمكن من تكحيل عينيه برؤية وحيده، ودون أن تتمكن من وداعه، وتركت خلفك والدة مريضة صابرة محتسبة، واذا كان عزاؤها بأن"من يرى مصائب غيره فإن مصيبته تهون عليه" فان هذا لا يعني مطلقا أنك تغيب عن فكرها ووجدانها هي وشقيقاتك ومحبوك لحظة واحدة، فأنت في القلب دائما، والصلوات لله بأن يفكّ أسرك وأسر زملائك لا تنقطع أبدا.
واذا كان الانسان يعيش على الأمل، فإن الصبر هو مفتاح الفرج، فعليكم بالصبر والفرج آتٍ لا محالة، وبالتأكيد فان من يسلب حرية الآخرين هو فاقد لحريته أيضا.
4-نوفمبر- 2011
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟