توجيهي في فلسطين..في الهامش المعهود...

ريتا رضوان عيد

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 11:17
المحور: القضية الفلسطينية
    

توجيهي في فلسطين...في الهامش المعهود.بقلم:ريتا رضوان عيد

أمر طبيعي أن يمر المجتمع في العديد من الأزمات ، ولكن التباين يكمن في كيفية التعامل معها، فالمشكلة أينما كانت وكيفما وجدت هي عنصر رئيسي لكي نصل إلى ما نصبوا إليه من التطور والتقدم وذلك من خلال العمل على حل هذه المشكلة بقليل من التركيز ومعرفة ما يتطلب لتفكيكها وتلاشيها والسعي بحلها إلى الأفضل للجميع...

الشعب الفلسطيني على سبيل المثال يمر منذ أكثر من 63 عام بأسوأ الظروف وأقهرها من جراء ما يمارس بحقه من إجراءات تعسفية وهمجية ووحشية للغاية ، ومع كل هذا استطاع التعامل مع العديد مما يواجهه من صعوبات من خلال تحديه للاحتلال وسعيه الدائم إلى تطوير كافة مؤسسات التعليم والمحاولة قدر المستطاع من تقليل أثار الاحتلال على كل ما يمس التعليم،فقد تصدى ووقف بثبات ضد قيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات لتغيير المنهاج الفلسطيني ومحاولته إغلاق المؤسسات التعليمية وكذلك التضييق على المتعلمين والمثقفين من أبناء فلسطين والكثير...

ولكن للأسف الشديد فالمسيرة التعليمية في فلسطين باتت في تراجع عن سابق عهدها.فلم يعد هناك ذاك الاهتمام بها وأصبحت قضية ثانوية بنظر الكثيرين،وهذا ما يتطلب منا جميعا العمل بشكل جاد وسريع من أجل المحافظة على قوة التعليم وتطويره لا أن نسمح بتراجعه وانهياره عام بعد عام...

توجيهي في فلسطين،هو معاناة كبيرة وانهيار معنوي ونفسي لكل طالب مهما كان متفوق ،فمجرد دخول الطالب لمرحلة الثانوية العامة يشعر بذلك الثقل الكبير على صدره وقد يضطر لأن يفعل أشياء جنونية لهدف وحيد وهو التخلص من توجيهي بأي شكل من الأشكال، فالطالب يصاب بصدمة كبيرة عندما يرى المنهاج بشكل غير الذي اعتاد عليه سابقا وبأن معه ما يقارب 12 كتابا وكل كتاب يعادل ضعفي الكتاب الذي اعتاده في العام السابق ،وما يزيد الأمر سوءا هو ضغط المحيطين بالطالب بالإضافة إلى قرارات وزارة التربية والتعليم والتي كان أخرها بعدم التصديق على أي شهادة جامعية لطالب حصل على معدل أقل من 65% في الثانوية العامة فهذا ما يزيد الطالب إحباطا ، ويجعله يفكر في الهجرة إلى خارج البلاد من أجل إكمال التعليم هناك ، فهذا يشكل تحديا كبير لطالب يمر بظروف صعبة جدا كالانقطاع شبه الدائم والمتواصل للتيار الكهربي وحواجز الاحتلال التي تشكل عائقا أمام وصول الطلبة لمدارسهم،والغارات المتواصلة والتي لا تنتهي على أراضيهم...

نحن لا نطلب منكم الكثير ، فكل الذي نرجوكم إياه هو الرحمة لهذا الطالب الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد، طلاب فلسطين هم أبناؤكم وهم بحاجتكم وبحاجة وقوفقكم معهم ودعمكم لهم لا أن تزيدوا الحمل حملين ،ونحن نقدر كافة جهودكم المبذولة وثقتنا بكم كبيرة،فلا تخذلونا وتجعلوا اليأس والإحباط يتغلغل إلى نفوسنا أكثر،فنحن بناة المستقبل ونحن الجيل الصاعد ومفتاح فلسطين بأيدينا فحافظوا علينا كي نحافظ عليه...
بقلم:ريتا رضوان عيد

#ريتا_رضوان_عيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات