أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد زكارنه - بعيداً عن الحدود، قريباً من السقوط














المزيد.....

بعيداً عن الحدود، قريباً من السقوط


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 20:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


من المسلمات البديهية القول: إن لكل عمل إعلامي، رسالة يقوم عليها المرسل بعلم وصول المتلقي، وعليه ما من مادة إعلامية، إلا وتبثها الجهة المرسلة بهدفِ الوصول لغاية بعينها..
وهنا يقفز أمامنا سؤال البحث عن غاية الإعلامي « أحمد منصور» من وراء تناوله لموضوع أسر ومن ثم تصفية القذافي من قبل « الثوار»، ضمن برنامجه « بلا حدود» ليوم الخميس 27-10-2011.
إن نظرة سريعة على مستوى الضيف واجاباته غير المتزنة، ونوعية الأسئلة، وما صاحبها من تعليقات منصور، فضلا عن سياق محاولاته الدؤوبه، وضع الكلام في فم الضيف، يتضح لنا دون أي عناء يذكر، أن الغاية من المادة الإعلامية هنا، إنما هي غاية تبريرية، لتبييض وجه ثوار الناتو، جراء ما اقترفوا من غوغائية وفجور وتخلف في عملية آسر وتصفية القذافي.
نعم قد يتفق السواد الأعظم من الشعب العربي، على ديكتاتورية النظام الليبي، كما كافة الأنظمة الشمولية المتساقطة كأوراق الخريف عن شجر هذه البقعة من العالم، ولا أحد يشكك في تطرف وربما فاشية القذافي تحديداً، لكننا في الوقت ذاته نعتقد أن السواد الأعظم من الشعب العربي، يتفق ايضا أن نهاية القذافي بهذه الطريقة المشينة، وفضلاً عما تحمل من رسائل عدة، وفي اتجاهات مختلفة، تحمل بشكل واضح لا لبس فيه الكثير من الاهانة، للآدمية الإنسانية عامة، والإنسان العربي خاصة، بوصفه إنساناً صاحب ثقافة وحضارة مرتكزة على قواعد عقائدية، يدعي أنه مصدر انتشارها حول العالم.
المضحك المبكي كالكوميديا السوداء في مشهد هذا الإعلام المسيس، ان عشرات الآلاف من العرب وغير العرب، وقبل ساعات قليلة من متابعة « منصور» وبرنامجه « بلا حدود»، كانوا يتابعون تسجيلات الاحتفاء الثوري، الذي اعقب تصفية القذافي، ليس احتفاء بالخلاص من الديكتاتورية التي حكمت بلادهم أكثر من أربعين عاماً، وإنما لانضمام مذيعة النظام السابق « هالة المصراتي» إلى صفوف الثورة، وما صاحب هذا الاحتفال من تكبيرات أشعرت المتلقي للوهلة الأولى، وكأن « رابعة العدوية» هي من انضمت للثورة، وليست « المصراتي» مع كبير احترامنا لسيادتها، وهي التي نشر الثوار أنفسهم أشرطة قالوا إنها تعود لها في أوضاع لربما نفهم من هذه الاحتفالات، أنها تشرّف الثورة وقادتها.
وبالعودة للسيد منصور وبرنامجه، فإن الخطأ الذي وقع فيه خلال برنامجه، بسطحية شديدة حد السخف، يكمن في محاولاته اقناع المشاهد، أن من أسر واغتصب وصفّى القذافي، إنما قام بما قام - وبحسب رواية منصور وضيفه غير الجسور-، رداً للشرف الذي يراق على جوانبه الدم، حيث قام القذافي وجنوده باغتصاب المئات من أهل مدينة مصراته « قاتلي القذافي» من النساء والرجال والأطفال وحتى الشيوخ، بحسب هذه الرواية الساذجة حد البلاهة، وكأن منصور يحاول تسويق عقد غير شرعي لعلاقة غير شرعية، بين مفاهيم الحرية والديمقراطية التي يرفعها الثوار شعاراً للثورة، وبين ثقافة الثائر والفجور والغوغائية التي تبناها.
والأمر ليس بحاجة لذكاء خارق كي نعلم، أن ما أتى به أحمد منصور يدخل في باب الواقعية التي يتكالب أصحابها على الضحية بالسكاكين ليزيدها تجريحا، وليته وأمثاله عملوا بالمثل القائل « لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعف النطق إن لم يسعف الحال».
إن مثل هذا الإعلام أصبح سلعة رخيصة، فقدت أهميتها شيئاً فـشيئاً، ابتدأ من السلطة الرابعة تدريجيا الى ما ينتسب إليها، حتى انحرف ليصبح مجرد اشباع للفراغ عبر موضوعات سخيفة دون فائدة تذكر، سوى تغليب صوتِ الاجرام على صوت الأخلاق، والرفع من شأن شريعة الغاب، لا شريعة القانون.
أخيراً، لا شك أن هذا الزمن، زمن تحطيمِ الأصنامِ ونسفِ الكراسي الثابتةِ، ولكن حتما يجب ألا يكون زمن تبرير اسقاط ما تبقى من مبادئ إنسانية، لصالح فجور لا يمت لعروبتنا أو إسلامنا بأي علاقة تذكر، ولا حتى بالتبني كما حاول صديقنا منصور في حلقته اليائسة، علما بأن التبني في الحالة الليبية تحديداً له مفهوم خاص عبرت عنه مذيعة القذافي سابقاً، والثوار حالياً « هالة المصراتي» خير تعبير حين قالت - والعهدة على الراوي - إنه حرام شرعا، ليقف جميع من يتبنى هكذا فتوى، كما هكذا تبريرات، بعيداً عن حدود المعنى الإنساني، قريباً من سقوط المبنى الأخلاقي.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي.. خريف موعود
- ثورة النص، نص
- فوازير الحرّيّة في الدّروب الحلزونيّة
- وسائل شيطانية لا إعلامية
- يدان وطوقٌ واستدارة..
- المحاولة
- ضد الثورة
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة
- ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة
- شيزوفرينا الحركات الراديكالية .. الإسلام السياسي نموذجا
- بين معارك الإنتاج وحروب الذات
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد زكارنه - بعيداً عن الحدود، قريباً من السقوط