تجربتي وبعض الذكريات عن ٦ أشهر قضيتها سنة ١٩٨٥ في سجن رقم ١

سمير فاضل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 04:18
المحور: سيرة ذاتية
    

دخلت هذا المعتقل الرهيب بأمر حجز من رئاسة الجمهوريه حينها ولمدة ستة أشهر بدون قرار محكمه بسبب مشاكل تنفيذ مقاوله أي بقضيه بعيده عن السياسه.

لمن لا يعرف هذا السجن فهو يقع في معسكر الرشيد والطريق اليه معبد ونظيف و محاط باشجار جميله واضح انها تحضى بعنايه خاصه وكأنها ستؤدي بك الى منتزه أما الواقع في الداخل فهو عكس ما يحوي المظهر الخارجي لشوارعه وأبنيته تماماً- سبحان الله -

دخلت اليه ظهراً بعد أن سلمتني وحدة الأستخبارات في وحدتي - منشأة تنفيذ المشاريع كنت جندي أحتياط مهندس - الى الأمن العامه ونقلت من الأمن بسيارتهم الى حرس رقم ١ ولم أتعرض لضرب أو أهانه حينها ولم يخبروني ولم أكن أتوقع أني سأقضي كل هذه الشهور ولم يكن معي اي ملابس أضافيه - لم اكن قد دخلت سجن سابقاُ .

أول ما ترائى الى مسمعي وفي قاعه ليست بعيده عن سجننا وفي الطريق وانا أسير مع السجانين هو صراخ وأنين نساء ونواحهم وتكلمهم بلهجه كرديه هذا قبل دخولي المعتقل - تصوروا نساء في معتقل عسكري واظن انهم من الكرد الفيلييه لأني شاهد الكثير معنا في المعتقل كرد فيليليه رغم ان الموقوفيين كانو في قضايا متعدده فهنالك اربعة قواطع قاطع الآول لقضايا التهجم على رأيس الجمهوريه في حينها صدام وفي هذا القاطع ايضاً قضايا الأستحواذ على سلاح المقتوليين من منتسبي الجيش في جبهة الحرب وعدم تسليمه للوحده العسكريه وقد وضعت أنا في هذا القاطع اما القاطع الثاني فهو للمحتجزين من الكرد الفيليه من منتسبي الجيش او لهم قضيه ترتبط بالجيش والقاطع الثالث هو للمتهمين بالجرائم العاديه وكان من بينهم طه من أقارب صدام يقال ابن خالته أما القاطع الرابع فهو المحجر وما أدراك ما المحجر يقضي فيه المحكوم في الأعدام بسسبب سياسي أو حكم عل ضباط ومراتب بسبب الحرب يقضون فيه ليله او ليلتين منقولين من سجون أخرى يستحمون ليلة الاعدام ويعادوا للمحجر ينشدون الليل كله تراتيل دينيه وبتحدي تهز أركان السجن لهم مرتل منهم من الضحايا أذكر منها ~~ الله أكبر ألله أكبر الله أكبر من كل من طغى وتكبر الله أكبر من كل من تجبر ~~

يتبع تليه حلقات

#سمير_فاضل_النجار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات