|
ملاحظات حول ما جاء في حوار حسن أحراث
خالد الزكريتي
الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 08:16
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ملاحظات حول ما جاء في حوار حسن أحراث في اطار سلسلة الحوارات التي يجعل منها موقع الحوار المتمدن نافذة أمام كتابه للتواصل و النقاش مع المناضلين و المتتبعين،استضاف في حلقته الأخيرة الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الانسان الرفيق حسن أحراث ليدلو بدلوه فيما تعرفه الساحة السياسية المغربية من تفاعلات،و كذا لبسط أفكاره و مواقفه من خلال الاجابة عن التساؤلات التي يطرحها المتتبعون للحوار. وإذ أحيي الرفيق حسن أحراث أود أن أبسط أمامه و أمام الرفاق المناضلون بعض الملاحظات التي سجلتها من خلال تتبعي لهذا الحوار بكل هدوء و روح رفاقية. و كملاحظة عامة يمكن لأي كان أن يلمسها في هذا النقاش،هي كون الرفيق حسن أحراث لا يجيب عن التساؤلات التي تطرح عليه،بقدر ما يعيد صياغتها و طرحها على الآخرين، مما يعطي الإنطباع على أن الرفيق يعيش تشتتا فكريا لا يسطيع معه إعطاء موقف واضح من الإشكالات و المواضيع التي طرحت عليه، و هذا راجع في إعتقادي إلى التناقض الحاصل لدى الرفيق بين ما يقوله من تبنيه لفكر الطبقة العاملة و مشروعها التحرري الماركسي اللينيني وبين ما يمارسه على أرض الواقع ككاتب عام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تعتبر من المنظمات غير الرسمية التابعة للأمم المتحدة غرفة عمليات البورجوازية العالمية،فأرضية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي مواقف و قرارات الأمم المتحدة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى سأحاول تقسيم هذا النقاش حسب المواضيع المهمة التي طرحت في الحوار، و هي على الأقل ثلاث مواضيع،حركة 20 فبراير و ما يرتبط بها من تحالفات هجينة و انتهازية وكذا رهان بعض المناضلين على هذه الحركة لقيادة المحرومين في هذا البلد نحو الخلاص، والموضوع الثاني هو ما يتعلق بالوضع المأزوم لليسار الثوري المغربي و كيفية الخروج منه، والموضوع الأخير هو المتعلق بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان ووضع الرفيق أحراث داخلها. لنبدأ بالموضوع الأول، الذي هو حركة 20 فبراير،ففي التقديم الذي وضعه الرفيق أحراث لهذا الحوار،يبين بوضوح أن الرفيق غير ملم بواقع الحركة بالشكل الذي يساعده على بلورة موقف واضح منها،فهو يعتقد أن ما يسمى بالهيئات الداعمة لحركة 20 فبراير من خلال تنسيقيات الدعم المحلية و المجلس الوطني، هي فعلا داعمة و فقط و ليست هي نفسها مكونات حركة 20 فبراير، وهذا ما بدا واضحا من خلال هذه الفقرة القصيرة" و نتطلع في المغرب أن تكون حركة 20 فبراير بداية للنهوض المتجدد لشعبنا نحو خلاصه بمساهمة القوى المناضلة السيتسية و النقابية و من داخل الحركة و ليس من خارجها بمبرر الدعم أو أشياء أخرى..."،بصراحة لما قرأت هذه الفقرة ظننت أن الرفيق يتحدث عن حركة ما في بلد ما ليست هي حركة 20 فبراير،فمن هي هاته القوى التي تدعي دعم الحركة و هي خارجها؟كما أن من تتبع هذه الفقرة سيبدوا له الارتباك و الالتباس واضحا في كلام الرفيق حيث لا أدري كيف ربط الرفيق أحراث بين إلتحاق هذه القوى المناضلة التي لم يحددها و بين التجذر و سط الطبقة العاملة و مهمة بناء لأداة الثورية ،فعن أي قوى سياسية و نقابية ملقاة على عاتقها مهمة بناء الأداة الثورية أيها الرفيق أحراث؟. هذا من جانب، ومن جانب آخر يقف الرفيق معارضا لأي تحالف مع الظلاميين من داخل حركة 20 فبراير مع دعوته الماركسيين اللينينيين للتواجد من داخلها،دون أن يوضح لنا شكل هذا التواجد و على أي أساس،و هذا موقف غير منسجم يصدر من مناضل له من التجربة ما يجنبه السقوط في مثل هاته المنزلقات السياسية، و هو الذي يعلم أكثر من غيره أن الماركسيين المتواجدين من داخل الحركة متحالفون بشكل من الأشكال مع الظلاميين، من خلال عملهم المشترك من داخل اللجن الوظيفية المتفرعة عن الحركة، وأكثر من هذا فهم متحالفون من خلال نضالهم على أرضية مشتركة و على نفس البرنامج، إلا اذا كان للرفيق أحراث و رفاقه أرضية أخرى و برنامج آخر يناضلون من أجله من داخل الحركة أجهله و يجهله معي العديد من المناضلين. ان حركة عشرين فبراير حركة لها أرضيتها و برنامجها لا نعلم لحد الآن من صاغهما، وهذا طبعا ليس مهم، إلا أن المهم عندنا هو هذا العجز الذي أصاب المناضلون اليساريون التقدميون على بلورة برنامج يجيب على تطلعات الكادحين في الحرية و العيش الكريم بعيدا عن طموحات البورجوازية الليبرالية في تحسين مواقعها من داخل النظام البورجوازي التبعي القائم، فكل ما استطاعو اليه سبيلا هو الإنحناء للظلاميين لإمتطاء ظهورهم، والتوقيع لهم على شيك على بياض، بوهم أن حركة 20 فبراير هي حركة الشعب المغربي وحركة الجماهير. أما الموضوع الثاني المتعلق بوضعية اليسار الثوري بالمغرب و كيفية الخروج من الوضع المأزوم الذي يعيشه و الذي يتجلى في التشتت و التشرذم، فيبدوا أن الرفيق حسن أحراث ليست له أي فكرة أو مبادرة يساهم بها في هذا الموضوع، حيث كان جوابه عن احدى التساؤلات المستفسرة عن رأيه في كيفية خروج اليسار الثوري المغربي من عنق الزجاجة بإحالته على الآخرين "..و في جميع الأحوال لقد وضعتم يدكم على الجرح،كيف يمكن خروج الماركسيين اللينينيين المغاربة من عنق الزجاجة؟ سؤال سيبقى مطروحا إلى حين، وهو سؤال مرتبط بالسؤال التاريخي ما العمل؟"، الرفيق حسن أحراث يعتبر هذا التساؤل بمثابة إكتشاف جديد ، وكأنه لأول مرة يوضع اليد على الجرح، في الوقت الذي بذل فيه العديد من الرفاق الماركسيين اللينينيين الكثير من الجهد في محاولة لتنبيه كل تيارات الحملم الجديدة إلى ضرورة بناء التنظيم الماركسي اللينيني إستعدادا لهذه المرحلة التي نعيشها و المتسمة بتصاعد و تنامي نضالات الشعب المغربي، فلو كانت هناكا آذانا صاغية لهذه النداءات لما وجد اليسار الثوري في الوضعية التي هو عليها الآن، إن الرفيق حسن أحراث يبدوا إانتظاريا من خلال تأجيل الإجابة عن السؤال إلى حين وكأنه ينتظر"المهدي المنتظر" ليبني لنا الأداة الثورية،إن ما نحتاجه لبناء الأداة الثورية أيها الرفيق هي الإلمام بأهميتها في التغيير فعلا وليس قولا طبعا، والمطلوب منا في هذه المرحلة هي بلورة مشروع تنظيم معين و الشروع في بنائه عمليا والعمل على تطويره من خلال الممارسة النضالية. وارتباطا بنفس الموضوع أثارتني فكرة أثارها الرفيق أحراث بشكل يفتقد للدقة ، ففي تحليله لأسباب تخلف الحركة الجماهيرية بالمغرب مقارنة بالدول الأخرى والإجابة الممكنة عن هذا الوضع، دعا إلى "تشكيل جبهة مقاومة واسعة باستطاعتها التصدي لجبروت أمريكا و حلفائها.."،دون أن يحدد لنا أطراف هذه الجبهة ومساحة وسعها،فالجبهات كثيرة هذه الأيام عندنا في المغرب، فلحزب النهج الديمقراطي جبهته و للطليعة جبهتها و للماويون جبهتهم، فعن أي جبهة من هذه الجبهات يتحدث الرفيق أحراث؟ أم له جبهته الخاصة؟ أم هي نفسها الأداة المناضلة التي يدعوا الرفيق لبنائها؟ سؤال أطرحه على الرفيق للدقة في المقترحات من أجل التقدم في النقاش. نقطة أخرى في نفس الإطار، تؤكد أن الرفيق أحراث غير واع بأهمية التنظيم الماركسي اللينيني في التغيير الجذري، ففي إجابته عن إحدى التساؤلات المتعلقة بما العمل في الوقت الراهن، هل ننتظر ميلاد التنظيم الماركسي اللينيني أو التحالف مع الظلاميين كشكل جديد من التنظيم؟ أجاب بأنه لا يدعوا إلى إنتظار التنظيم الماركسي اللينيني و لكنه يدعوا إلى التغيير الجذري متى توفرت الشروط الموضوعية و الذاتية، حيث نسي أو تناسى أنه من بين الشروط الأساسية و التي لابد منها من أجل التغيير الجذري هي التنظيم الماركسي اللينيني، إذا كان الرفيق أحراث لا زال يفهم التغيير الجذري هو قلب بنية المجتمع و تجاوز النظام الرأسمالي، أما اذا كان يقصد به شيئا آخر فيجب عليه توضيحه للمناضلين. نفس التناقض و نفس الإلتباس الذي طبع حوار الرفيق استمر عندما اعتبر نفسه ماركسيا لينينيا مستقلا عن أي تنظيم؟؟وهذا ما لم أسمع به في تاريخ التجربة العمالية العالمية، فما هي الماركسية اللينينية بدون تنظيم أيها الرفيق؟ ومتى كانت مهمة الماركسي اللينيني هي تسجيل الحضور في المحطات النضالية دون عمل منظم؟ أم أن النضال الحقوقي طغى على ممارسة الرفيق أحراث حيث الإكتفاء بالحضور لتسجيل الخروقات القانونية في القمع و المنع؟، و بعد تأكيد الرفيق أحراث على أنه"لا منتمي"، عاد ليستنسخ من نفسه ثلاث شخصيات، الأولى مستقلة، والثانية مكلفة بالتجميع و الثالثة يشرفها الإنتماء لتيار مناضل قادر على صياغة برنامجه و تصريفه على أرض الواقع؟ وهذا كلام الرفيق لكي لا أتهم بالتجني"..أنا لا أنتمي لأي تيار سياسي منظم،أنا مناضل يساري أعمل على تسجيل حضوري النضالي على كافة الجهات،كما أعمل طبعا على تجميع جهود المناضلين المخلصين لقضية الشعب المغربي، ويشرفني أن أنتمي الى تيار مناضل قادر على صياغة برنامجه و قادر على تصريفه..." صراحة لم أكن أتوقع أن يكون هناك مناضل له من التجربة ما يفوق ثلاث عقود و لا زال يجهل نفسه من يكون و ماذا يريد. أما فيما يخص موقع الرفيق حسن أحراث من داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ككاتب عام لها، فهو يعتبره ثمن يستحقه مقابل ما قدمه من تضحيات طيلة تجربته النضالية،بعد أن أغلقت في وجهه أبواب الوظيفة العمومية،هكذا قال؟مما يعطي الإنطباع لدى المناضلين خاصة الشباب منهم على أن النضال عمل له معاشه،فأين الفرق بين أحراث و حرزني و الصبار و غيرهم ممن يبررون تخليهم عن مهامهم التي من أجلها ضحوا في فترة معينة و الإنتقال إلى خدمة النظام بكونهم يستحقون هاته المناصب نظير ما قدموه من تضحيات تستحق المكافأة سواءا من النظام أو من البورجوازية الصغيرة حامية مصالحه، وما يؤكد أن الرفيق حسن أحراث تقلد منصب الكاتب العام من أجل "أكل عيش" كما يقول المصريين هو قوله هذا،"..أعترف أنني لا أمارس مهامي ككاتب عام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لسببين:الأول ممارستي لمسؤوليتي من منظوري ستعيق عمل الجمعية، و الثاني هو إلتزامي بالفكر الذي أنتمي إليه ولكل حساباته.." نعم أيها الرفيق لكل حساباته، هناك حسابات نضالية و هناك حسابات بطنية،فلأول مرة أسمع أن هناك مناضل ماركسي لينيني يتبوأ موقعا ما من داخل إطار ما و لا يمارس مسؤوليته،لأنها لا تنسجم و انتمائه الفكري،انها معادلة غريبة حقا ،فلماذا الترشح لمنصب الكاتب العام في الأصل أيها الرفيق؟و من ينوب عنك في ممارسة مهام الكاتب العام؟ أي معنى يبقى لهذا الإلتزام بالفكر الذي تنتمي إليه؟و أي خدمة تقدمها من موقعك هذا و بوضعك هذا لهذا الفكر؟إنها أسئلة كثيرة تطرح في إرتباط بما قاله الرفيق عن نفسه في هذا الموضوع. لنفترض جدلا أن موقع الرفيق أحراث من داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان جاء فقط رأفة من منخرطي الجمعية من أجل انتشاله من البطالة و"ياليت يفعلوا ذلك مع باقي المجموعات المعطلة كحل لقضية البطالة" و ليس عن طريق الكوطا السياسية،فبماذا يفسر لنا الرفيق المقاعد التي حصل عليها رفاقه في التيار الذي يتشرف بالإنتماء إليه في المكاتب المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟و هل هي أيضا منة من الجمعية؟ إلا أن الرفيق أحراث يعود في مكان آخر من حواره لإستعمال الجمعية التي لا يمارس مهامه من داخلها في مزايدة سياسية على خصومه في اطار تبادل الإتهامات حول من المسؤول عن عرقلة عمل الهيئة الوطنية للتضامن مع كافة المعتقلين السياسيين بينه و بين الماويين،حيث يسائلهم عن أي أغلبية لديكم من داخل الهيئة و الجمعية التي يمثلها وحدها لديها أكثر من عشرة آلاف منخرط؟ إنه منطق الكوطا السياسية التي يحاول الرفيق أنكاره، ثم يعود ليقول لهم إنه ليس مستقلا كما يدعون ناسيا أنه هو من قال على نفسه لا منتمي. إن الرفيق حسن أحراث في حواره هذا يقول الشئ و نقيضه في نفس الوقت،فهو لا منتمي و في نفس الوقت ليس مستقلا؟ماركسي لينيني و لكنه غير منتظم في أي تيار سياسي؟لا يمارس مهامه من داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و لكنه يمثلها في الإطارات الأخرى؟الجمعية المغريبة لحقوق الإنسان لا تنسجم و قناعاته و لكنه قيادي من داخلها؟علبة المتناقضات
#خالد_الزكريتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أي آفاق للحركة الاحتجاجية التقدمية بالمغرب
المزيد.....
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|