أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - هل يمكن للإسلام السياسي ألّا يكون ارهابيا؟















المزيد.....

هل يمكن للإسلام السياسي ألّا يكون ارهابيا؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" الإرهاب استخدام غير قانوني للقوة أو العنف ضد أفراد أو أملاك لارعاب أو اكراه حكومة ما ، و ناس مدنيين أو أي ّ جماعة لتعزيز أو لتحقيق أغراض سياسية أو اجتماعية" ، وأن الأمم المتحدة لا تختلف في تعريفها للارهاب عن تعريف افبياي .
الاسلام السياسي ينفّذ التعريف اعلاه للارهاب بحذافيره مستمدا شرعيته من آيات قرآنية ، و سنّةالرسول . و ثمة حقائق ووقائع تاريحية كثيرة ، سجلها المؤرخون من كتّاب السيرة و التاريخ الاسلامي و مفسّري القرآن من قتل بشع للمعارضين و المتذمرين و أهاليهم تؤكد ذلك . و منذ ظهور الاسلام ارتكبت جرائم ارهابية كثيرة بررها الشرع الاسلامي . و إن القرآن يحوي على تعليمات في كيفية القيام بالسلب و النهب و الاغتصاب و التعذيب و القتل في سبيل اعلاء شأن الإسلام . إنه يمكن أن يسمّى كتاب تعليمي للارهاب.
و قد جاء في " المنجد " ، الإرهابي : من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته . و إن الحكم الإرهابي: نوع
من الحكم يقوم على الإرهاب.
و قال ابن منظور في كتابه " لسان العرب ": رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك؛ أي خاف. ورَهِبَ الشيء رَهْباً ورَهْبَةً: خافه.
وفي حديث الدعاء:" رغبة ورَهْبَةً إليك "، الرهبة: الخوف والفزع.
وترَهَّبَ غيره: إذا توعَّده. وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه ا- هـ.
وفي " النهاية " لابن الأثير: الرَّهبَة: الخوف والفزع. وفي حديث بَهْز بن حكيم:" إني لأسمع الرَّاهبةَ " هي الحالة التي تُرهب: أي تُفْزِع وتُخوِّف. وفي روايةٍ:" أسمعك راهِباً" أي خائفاً.
نستخلص مما تقدم أن الإرهاب يعني: الخوف .. والفزع، والإرهابي: هو الذي يُحدث الخوف والفزع عند الآخرين.
وعليه فكل من أحدث الخوف والفزع عند الآخرين ممن يريد إخافتهم فهو إرهابي، وقد مارس بحقهم الإرهاب، وهو يكون بذلك متلبساً بالإرهاب، ومتصفاً به .. سواء تسمى إرهابياً أم لم يتسمى .. وسواء اعترف بذلك أم لم يعترف.
و يستخلص المرء من كل ذلك أن الحكومات العربية ، و معظم معارضتها ارهابية . جاءت غلى الحكم بالارهاب و القتل و الذبح ، سواء اسلاميا أو قوميا. و ليس من المستغرب كل هذا السكوت من الحركات الاسلامية _ و هي أشد ارهابا من الأنظمة الحاكمة_ على جرائم النظام البعثي المقبور ، إذ لم تر فيها ما يخالف تعليمات الاسلام . فقد كان صدام جرذ الأمة وفق الشرع الاسلامي مدعوما من الآيات التي نذكرها و التي تدعو الى الارهاب و ترهيب المعارض للحاكم المسلم . و إن ما يشهده العراق من جرائم ضد المسيحيين و الايزيديين و الكنائس و دور العبادة لغير المسلمين لا يخرج عن توجهات الاسلام السياسي.

ولقد ذكر القران لفظة الإرهاب بمشتقاتها في اكثر من سورة منها :{ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } الأعراف:116.
قال ابن الجوزي في زاد المسير:{ واسترهبوهم } أي: خوَّفوهم. وقال الزجاج: استدعوا رهبتهم حتى رهبهم الناس ا- هـ. أي خافهم الناس.

{ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } الأعراف:116.
قال ابن الجوزي في زاد المسير:{ واسترهبوهم } أي: خوَّفوهم. وقال الزجاج: استدعوا رهبتهم حتى رهبهم الناس ا- هـ. أي خافهم الناس.

وقال :{ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً حفِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ } الحشر:13.
قال ابن كثير في التفسير:{ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ } أي يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله ا- هـ.

{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ } الحشر:2.
{ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } الأحزاب:26.

وقد أوصى القران المسلمين بضرورة إرهاب عدوهم . أي المخالفين لهم :
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ { لأنفال:60.
قال ابن كثير في التفسير: قوله { ترهبون } أي تخوِّفون { به عدو الله وعدوكم } أي من الكافرين ا- هـ.
وفي الحديث عن النبي كما في صحيح البخاري وغيره أنه قال:" نُصرت بالرعب شهراً، يُرعب مني العدو مسيرة شهر ". أي نصرت بخوف العدو مني قبل أن أواجهه بمسيرة شهر .. حيث كان العدو يُصاب بالرعب والخوف لمجرد علمه أن جيش النبي متوجه إليه وبمسيرة شهر كامل .. فهذا إرهاب للعدو ..
لهذا نرى اناسا ينادون " خيبر ! خيبر ! يا يهود جيش محمد سوف يعود" عسى اليهود يصابون
بالرعب ، و تنهار كل قوتهم العسكرية و امبراطورياتهم المالية و تسخف عقولهم و ينهارون أمام ابن لادن والقرضاوي و هيئة علماء الذابحين.
و اذا كان ارهاب الكافر حلالا ، فلا يمكن تحريم ما أحلّ الله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرّموا طيبات ما أحلّ الله لكمو لا تعتدوا إن الله لا يحبّ المعتدين) _ سورة المائدة ، الآية 87 .
اذن إرهاب المسلمين لغير المسلمين هو مطلب رباني بحسب النص القرآني ، و ليس مدانا . و السؤال هو هل يمكن أن يكون الإسلام السياسي غير ارهابي؟ فالذين يدينون الإرهاب و يطالبون بتجفيف منابعه ليسوا ضد عقائد الناس و عباداتهم ، بل على العكس يحترمونها و يطالبون الجميع في الوقت ذاته باحترام الآخر و عقائده و لا أن يعتبره عدوا مهدور الدم .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهاب الخواطر
- !واحتس ِ نسمة ً من ريح ِ الخريف
- جذور العلمانية تكمن في السعي للحياة الأفضل
- ثلاث شمعات تضئ دربنا في زمن العتمة المطبقة
- قراءة في كتاب - العابرة المكسورة الجناح ، شهرزاد ترحل إلى ال ...
- ليلي من وراء الليل
- إسفلت وقصائد أخرى للشاعر السويدي آرتور لوندكفيست
- الخليج، عربيّ أم فارسيّ؟..فتلك مشكلة القوميين العرب و الفرس ...
- في الإنتخابات العراقية: ألا مِن ُممثّل يمثلّني؟
- المدينة الصناعية وقصائد أخرى
- دماء شيوعية
- أرملة قائد الثورة ستقاتل في سبيل الثروة
- بمناسبة ثورة أكتوبر العظمى
- الليل في ثياب رومانية
- ابن لادن باحثا عن أسياد جدد
- اللبراليون الجدد والقدماء- لو خلتْ منهم لانقلبتْ
- تشومسكي - المهاجم الذي لا يحسن الدفاع
- المستفيدون من عدم قبول تركيا في الإتحاد الأوروبي
- شتّان بين التعاليم الدينية و سلوكيات شعب العراق السمحاء
- لماذا تراجعت الثقافة التقدمية و التحررية في العراق؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - هل يمكن للإسلام السياسي ألّا يكون ارهابيا؟