أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب















المزيد.....

الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من قبل أن يسقط التمثال ومؤامرات دول الجوار والجامعة العربية مستمرة ولم تتوقف، ولا جولات ملك الأردن والكثير من الساسة العرب إلى أمريكا، فهم أبناءها الشرعيين، ويتوقعون منها أن تفعل ما يريدون، وما عزز لديهم هذا الانطباع هو أن أمريكا قد غيرت فعلا من سياستها التي بدأتها في العراق المبنية على أساس اجتثاث البعث، فحولتها برغبة منهم إلى سياسة اللين والاحتواء مع البعثيين، ولكن بعد أن تأكدت أمريكا والساسة العراقيين الذين يتبنون هذه السياسة من أنها فاشلة، وأغرقت العراق في بحر من الدماء، ولم تنحسر عمليات القتلة البعثيين ضد أبناء الشعب العراقي، بل استفادوا من هذه السياسة لتصعيد عملياتهم العسكرية بعد أن تغلغلوا في الأجهزة الأمنية الجديدة، وحولوها إلى أجهزة توفر للإرهابيين المعلومات والخدمات اللوجستية وتتستر عليهم، فقد تغيرت فعلا هذه السياسة ولكن رغم انف بعض الساسة العراقيين الذين مازالوا يراهنون على نجاحها، لأن لديهم غايات من ورائها، وليس إيمانا منهم بأنها السياسة الصحيحة. لكن مع ذلك، مازال أصحاب هذا الزعم من العرب الذين ألقوا بثقلهم بالكامل من أجل هذه السياسة، مازالوا يراهنون على أن هناك دماء كثير عليها أن تسفك في العراق، فاستشاطوا غضبا وركبوا الريح من جديد إلى أمريكا من أجل أن تتراجع عن دعمها للعملية السياسية بحجة تدهور الأمن الذي هم من عمل على زعزعته بكل ما لديهم من قوة وسلطان، ذهبوا هذه المرة ولكن بحجج جديدة مخزية، أخزاهم الله، وهي أن الشيعة سوف يكون لديهم هلال يمتد من إيران ليصل إلى البحر الأبيض المتوسط!!! والأكثر خسة من هذا الإدعاء، هو أنهم يريدون صراحة من أمريكا أن توقف العملية السياسية وتبقى كمحتل في العراق، وهذا الحل أفضل من أن تكون هناك دولة ديمقراطية في الجوار!!! وربما سيكون الشيعة في مركز القرار لهذه الدولة، وكأن الشيعة شياطين أو مخلوقات غريبة عن الأرض!!!!! هذه اللغة الطائفية هي الأداة الأساسية التي استعملوها منذ اليوم الأول لوئد المولود العراقي الجديد، بذات الوقت، ما لبثوا يعتبرون بناء نظام ديمقراطي مشروعا أمريكيا!!! ولا ندري ما إذا كان الرئيس جورج بوش الإبن من أتباع ولاية الفقيه، ونحن لا نعلم؟؟؟؟!!!!
إنه ليس مشروع أمريكي كما يحلو للبعض أن يسميه، وليس مشروعا شيعيا كما يحلوا لمروجي الطائفية تسميته، فإنه، وكما قلنا ألف ألف مرة، مشروع عراقي كان قد بدأ فعلا منذ ثمانين عاما، وحيث لم يخلو برنامجا لحزب من الأحزاب العراقية من دعوة لإقامة نظام ديمقراطي، أو العمل من أجلها كهدف نهائي ومحوري، ولكن مع ذلك يمكننا القول أيضا، ماذا لو أراد الأمريكان أن يساعدونا على إقامة نظام ديمقراطي في العراق؟ فنحن نرحب بكل يد تتمد لمساعدتنا من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم، وما كانت أمريكا لتقدم على هذه المغامرة ما لم تكن تخدم مصالحها من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها واثقة أن أسمى هدف للعراقيين هو أن يكون ليهم نظام ديمقراطي، ربما يتصور البعض إن هذا الأمر مجرد شعور ناتج عن دموية النظام الدكتاتوري في العراق، يمكن أن يكون هذا الأمر عاملا معجلا، ولكن لم يكن هو فقط ما تعرفه أمريكا عن العراق، فتدخل أمريكا في العراق سابقا لم يكن مجرد النظر من بعيد لما يجري في البلد، فهي كانت من نصب الكثير من الحكومات ومنها النظام المقبور نفسه، ولها أذرع طويلة في العراق وكل دول المنطقة، ولست مغاليا لو قلت إنهم يعرفون أكثر مما تعرفه الحكومات عن شعوبها. فالخيار الأمريكي إذا لم يكن اعتباطا، بل هو ناتج عن معرفة الرغبات الحقيقية لأبناء هذا الشعب، حيث هناك، وكما يعرف الجميع، دولا عربية وغير عربية في المنطقة يمكن أن تعتبر مقاطعات أمريكية، بل وحتى أن نفوذ الأمريكان فيها أكثر من نفوذها هناك في قارتها، حيث في هذه البلدان تستطيع أن تفعل ما تشاء، ولكنها لم تفعل، بل فعلته في العراق.
بما تقدم كنت أتحدث عن مشروعي كعراقي وليس المشروع الأمريكي، لأني في النهاية عراقي، ولا أعرف ما إذا كان هناك فعلا عراقيين لا يريدون نظاما ديمقراطي؟ عدا البعثيين منهم، فهؤلاء فقط من يرفض هذا النظام ويدافعون عن نظامهم المقبور. هو إذا إرادة شعبية من قبل أن تتدخل أمريكا في الشأن العراقي، وليس مجرد إرادة وحسب، بل هو، وكما أسلفنا، هدفا نهائيا وربما وحيدا لأبناء الشعب العراقي، لذا لو كان العرب يفهمون بالسياسة، وربما أوليات السياسة، كان عليهم أن يعرفوا إن مشروعنا هذا لابد منتصر في النهاية.
إنهم يعرفون تماما إن نسبة العلمانيين في الطائفة الشيعية في العراق عالية ولا يرغبون بأي نظام على أساس ديني، حيث منهم يساريين وقوميين عرب ومستقلين علمانيين وحتى بعثيين، وأمامهم عشرات القوائم الانتخابية التي تعبر عن طموحاتهم، ولكن يصوروهم على أنهم جميعا معممين ويحملون تحت ثيابهم مشروعا سياسيا طائفيا، وحال دخولهم للانتخابات سوف يخرجون بنظام شيعي موالي لإيران!!! هذا التصور المريض وراءه أغراض طائفية مقيتة لا تعبر إلا عن إفلاس الجوقة العربية التي فشلت أن تحقق أهدافها بإعادة البعث من جديد، فراحت تطالب أمريكا أن تبقى في العراق محتلة على أن لا يأتي نظام ديمقراطي!!!!! ولا يهمهم إذا كان فيه شيعة أم سنة، كوردا أم عرب، مسيحيين أم مسلمين، المهم أن لا يكون في العراق نظام ديمقراطي، ومن ثم يبحثون عن وسائل جديدة للتآمر على هذا الشعب لكي يعيدوا نظام البعث المقبور، ذلك النظام الذي وهب لهم العراق بكل ما فيه من خيرات، وحرم أبناء العراق من ثروتهم الهائلة وحتى الهواء. العراق فيه أيضا أطياف واسعة ولها نصاب كبير وفرص ممتازة بالوصول إلى البرلمان والحكومة الانتقالية، جميعها ليست من الشيعة ولا يحملون مشاريع سياسية شيعية، فهذه الفئة، أقصد الأحزاب الشيعية، مهما كانت قوية، فإنها سوف لن تستطيع أن تحصل على خمس المقعد في البرلمان الجديد والحكومة، فكيف إذا يمكن أن نتصور إن العراق سوف يكون دولة على غرار إيران يخشاها ملك الأردن؟!
لكن بعد كل هذا بقي العرب يروجون بغباء لوجود صراع طائفي في العراق، في حين لم يكره العراقي شيئا قدر كرهه للطائفية، وبقيت الجوقة ذاتها من هيئة علماء المسلمين والبعثيين تروج معهم لذات المشروع الخبيث، مدعين إنهم يمثلون العراق، وليس السنة العرب فقط، مصادرين بذلك حقوق الحديث بالنيابة عن هذا الطيف المهم، في حين لم يحترمهم أحد، ولا يحترم مشروعهم بإثارة فتنة طائفية، لا السنة ولا الشيعة ولا الكورد ولا التركمان ولا المسيحيين.
حين تراهم وقد حملوا حقائبهم على عجل ذاهبين إلى أمريكا، وحين يتجاوزون حدود اللياقة في الحديث، تأكد إن هذا هو النصر المؤزر لشعبنا، وقد هزموا وذهبت ريحهم، وهذا مؤشر طيب بالنسبة لي، بل هو الباروميتر الحقيقي لقياس هزائمهم المتلاحقة. صدقوني إن العراقي منتصرا في نهاية الأمر، ربما لو كان الشعب المعني بهذا الأمر غير الشعب العراقي، لأغرقوه بوحول حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، ولكن العراقي بقي واعيا لكل تلك المحاولات اليائسة، وحين أرى مهرج الجوقة العربية يهرول مذعورا لأمريكا، ومن ثم يلجأ للصحف ليتحدث بهذه الطريقة التي لا تليق بمهرج وليس ملك، حين أورى وأسمع ذلك أحس إن العراقي يسير في الطريق الصحيح، وإن كيدهم يرد نحورهم، واليأس يدب في نفوسهم الخاسئة وبدأ يسيطر عليهم، إذ لا يمكن لأحد التحدث بهذه الطريقة السمجة إلا بعد أن يكون قد استنفذ كل أدواته ولم يبقى بجعبته سهما واحدا، فراح يتخبط بحديث سمج مخزي يشعر المرء بالتقيؤ حين يسمعه.
أيها الساسة العرب، يا من تعادون الشعب العراقي، يا من تريدون أن تقتلوا حلم شعب، صدقوني إنكم أغبياء، ألم تتعلموا أن للشعوب إرادة أقٌوى من الجبابرة، فهذا ما تعلمناه من دروس التاريخ الأولى، فلن تستطيعوا، مهما تصورتم إنكم أذكياء، أن تقفوا بوجه هذه الإرادة.
نعم نحن مسحوقين ولكن موجودين، وهذه هي القوة بحد ذاتها، أما أن يكون لنا إرادة، فالأمر يصبح مختلفا تماما، وهذا يعني إننا من سيقهر المستحيل، لذا أنصحكم بقراءة التاريخ وعلم السياسة أيها الصغار، لقد كانت كلمة إقرأ أول كلمة كتبت في القرآن، ألا تعني شيئا لكم؟؟؟؟!!!!!
لنترك القرآن وشأنه لأنه كتاب لا يمسه إلا المطهرون وأنتم أنجاس، فلنتكلم بالرياضيات والفيزياء، فإننا نعرف من هذه العلوم أن المجموع الجبري للضجيج يساوي صفرا حسب، وكل ما تفعلوه هو عبارة عن ضجيج وحسب، صوت ملوك كان أم أراذل وأنتم تعرفون ذلك تماما، فأنتم من يصنعه، ما دام الأمر ضد رغبة شعب، فهو ضجيج، حيث صوت الشعوب في النهاية سوف يطغى على كل الأصوات، وإرادة الشعوب دائما هي الصوت الأكثر صدقا والأعلى دائما.
بأي لغة نتكلم معكم؟ بلغة العلم لا تفهمون، بلغة القرآن لا تفهمون، بلغة السياسة لا تفهمون، فما الذي سيجعلكم تفهمون؟؟؟؟ ما أغباكم أيها التجار العرب؟؟؟؟!!!!!
الانتخابات قادمة والشرعية على الأبواب، فليمت من يقف بوجه إرادتنا، هي الطوفان القادم، فليهرب من يهرب، وليعتصم من يعتصم.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات
- لدي اعتراض
- حديث في الانتخابات، الكورد واليسار العراقي
- حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث
- مناورة تأجيل الانتخابات دعاية انتخابية
- القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب