|
محمد يحكم من قبره
أحمد عفيفى
الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 15:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لأنك ميت ولأنهم ميتون، فهم لسنتك متبعون،ولنص إلهك الرديء المتكرر المتناقض المنسوخ حافظون غير فاهمون، فهم من الفهم يخشون، أن تبدو لهم سوءاتهم فيتراجعون، فهم كالفراش بإرادتهم فى النار أنفسهم يلقون، وهم بترديدهم كالببغاء راضون قانعون مستسلمون، هم بالجحيم مرهوبون ومذلون ومهانون، وعن يد يدفعون حياتهم وهم صاغرون، وبالجنة معزون ومخدرون وصابرون، ولأن الدنيا فى شريعتك لعب ولهو فهم محرومون ومزدوجون وممسوخون، للذهب والفضة والدينار والدرهم يكنزون، وللخمر فى الأسحار والناس نيام يشربون، وبين أقدام النساء يسجدون، وينبذون أطفال الشوارع وللتبنى كما حرمت من أجل أن تتزوج زينب زوج أبنك زيد يحرمون، الإسلام دين ميت، والمسلمون قوم ميتون، وفقهاءهم أجهل من فقراءهم، ومنذ عهد الخليفة حتى عصر الفضائيات أفاقون ودجالون ومنتفعون، ولخلق قرآنهم محللون، ولمفاخدة الرضيعة ورضاع الكبير محللون، ولشرب البول محللون، ولأن محمدهم مختل فهم مختلون، ولأنه ينطق عن الهوى فهم عن هواهم وعلى هواهم ينطقون، ولكل العته المغولى محللون، ولأنه ميت فهم ميتون، فى عصر الناقة ورمل الصحراء كلهم مدفونون، ولحوانيت الكهانة والدجل فقط بائعون، وكل منتجات علماءهم لغط وحنجورى وكلام مأفون، ولو عاد نبيهم الميت، لأفتوا بعدم جواز عودته من الموت، فسوف تغلق عودته تلك، حناجرهم وتبور بضاعتهم وتغلق حوانيت كهانتهم ممن كانوا بها يرتزقون. منذ أن تشرق شمس يوم جديد، حتى ينتهى ذلك اليوم، يستيقظ علماء الكفار من الفرنجة أعداء الله ورسوله وكهنته، فيخترعوا مصلا أو لقاحا لعلاج مرضا جديدا، يعطى أملا جديدا لمريضا فقد الأمل بالشفاء، ليعيدوا له ذلك الأمل بالشفاء والحياة، لأنهم ببساطة يحترمون ويقدسون ويحافظون على الحياة، أى حياة، حياة الكفرة أمثالهم وحياة المؤمنين من المسلمين حماة الرب والموت وحراس العقيدة والحنجورى. منذ أن تشرق شمس يوم جديد، يخترع العلماء الكفرة الكرام البررة، الطائرات والمطارات والأقمار الصناعية والسيارات والهواتف النقالة والميكروفونات والسماعات وأجهزة التليفزيون، ومنذ أن تشرق شمس نفس اليوم، يخترع علماء المسلمين، ولقب علماء أبعد ما يكون عنهم ويليق بهم، فكلهم سواء فى الجهل، وأختراع الكلام فقط، وسب ولعن وقذف وتدمير وتشتيت، إلى آخر تلك القائمة الجوفاء الخرقاء من الأدعية على من يمدونهم بتلك الميكروفونات التى يسبوهم فبها، والأقمار الصناعية التى يلعنوهم فيها، والطائرات والمطارات والسيارات التى يسافرون وينتقلون ليقبضوا دولارهم ودينارهم فبها. كل منتج علماء الغرب، نافع ومفيد وصحى، وكل منتج علماء المسلمين، محض كلام فى كلام فى كلام، وضار ومؤذى ومميت، وصفهم دكتور كامل لنجار بظاهرة صوتية، وأصفهم أنا بظاهرة صوتية ميتة، لا تفعل شيئا سوى الغثاء واالعويل، ولا تصدر سوى الكراهية والموت، ولأن نبيهم مختل وميت، فهم مختلون وميتون، وسيظلون مختلون وميتون، بالحنجورى والفزع الأكبر فقط يحكمون، حتى يغلب عليهم موتهم، وبالفعل يموتون، كأى جماعة حاربت الحياة، وقبلت الموت، هم ميتون، ولأن حاكمهم ميت، فهم سيموتون. يقول المسبل إذاره فى النار، فيقصروا ثيابهم بشكل مضحك، كممثلى الأدوار الهزلية، المسبل إذاره فى النار وقاتل النفس فى النار، أى حكم أحمق ذلك الذى يساوى بين قتل النفس وتقصير الثوب! يقول أطلقوا اللحى وحفوا الشارب، يقولوا آمين، رغم أن اللحية عادة وعرف لعرب ما قبل الإسلام وليست بدعة نبوية، فأبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان كانوا من أصحاب اللحى، وكذلك سائر العرب، أى أن اللحية بالأصل عادة جاهلية، وليس فيها من الدين أو التدين شىء، حتى اليهود وأهل الكتاب كانوا من أصحاب اللحى. يتعطر ويتكحل ويخضب لحيته بالحناء، والأولى أن يكون التعطر والتكحل والتخضب للنساء، يأمر أتباعه بالاغتيال، والاغتيال أمر دنيء وحقير ودليل على ضعف وجبن وخسة، ولا يليق برسول مرسل من السماء، بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لا لاغتيالها، فيأمر المغيبون المغفلون من أتباعه: من يأتيني برأس كعب بن الأشرف وأم قرفة وعصماء بنت مروان، فى ثلاث اغتيالات حقيرة ومعيبة ومخزية، لمجرد أنهم هجوه، فما كان له أن يتسامح ويتقبل النقد، أو يرد عليه بالحجة والتفنيد والنقد، ولكنها عقلية القبيلة والغارة والعصبية، لم تردعها خرافة النبوة ولا رسالة السماء. لم يزرع ولم يبنى، كانت رسالته كلام وسنته كلام، لذا لم يفلح أتباعه سوى فى الكلام، ألف وخمسمائة عام وهم يتكلمون، ولا يزرعون أو يبنون أو يعمرون، ألف وخمسمائة عام، وهم يغيرون ويغزون ويسبون، ألف وخمسمائة عام وهم يكرهون ويسبون ويلعنون، ألف وخمسمائة عام وهم يقتلون ويرهبون ويغتالون، ألف وخمسمائة عام وهم على العهد باقون، أن يحكمهم رجل ميت من قبره، وهم راضون وقابلون وقانعون، ألف وخمسمائة عام وهم بالنفس والمال والولد من أجله مضحون، ألف وخمسمائة عام وهم له عابدون، ألف وخمسمائة عام وهم عن الحياة معرضون. ألف وخمسمائة عام وهو ميت وهم ميتون.
#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حب الموت وكراهية الدنيا
-
مناعة شرسة أم قناعة شرسة
-
لعنة الله
-
المرأة مقدسة والجنس ليس غول
-
إعادة قراءة للدين والحياة
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|