أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل بطرس رمو - البيئة وتأثيرها على الدين كهوية وواقع معاش














المزيد.....

البيئة وتأثيرها على الدين كهوية وواقع معاش


فاضل بطرس رمو

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 12:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك عددا كبيراً من الناس في مختلف مناطق العالم يوجهون حياتهم وفق معتقدات دينية، وهم بذلك ينتظمون في جماعات تمنحهم معتقداتهم الشعور بهوية مشتركة، وحتى لو لم يكونوا معتنقين أقوياء فإن هذه الهوية الدينية تستطيع جمعهم داخل جماعة واحدة، وهذا يولد في حالات عديدة، طغيان شعور معينٍ لدى المؤمن وهو أن دينه لا يجب أن يُجمع مع أديانٍ أخرى طالما هو يعتقد أن دينه أو مذهبه ِهو الأوحد، وخصوصا في حالة تعدد الديانات وتعدد مدارس كل دين بحد ذاته ، هذا الشعور سيولد اشكالية التي قد تكون متكررة في بيئات عديدة لنفس الفترة الزمنية او قد يكون تكرارها ايضا عبر فترات زمنية متعددة لنفس الحالة او البيئة الواحدة، فما حصل في العراق وما يحصل الان في مصر وما حصل في السابق في لبنان وما قد يحصل غدا في سوريا وكذلك وتجارب اخرى في باكستان والسودان وايرلندا جميعها تخضع لاسباب تتعلق بشكل او بآخر بهذه الاشكالية الناجمة عن الشعور بالعنصرية الدينية والتمحور الهوياتي حول الدين بشكل مركزي.
فليس من المنطق ان نعزل دينٍ ما عن الوعي الجمعي لمجتمع مؤمنٍ بهذا الدين، حتى لو آمنا بأن كل دين هو فكرة نابعة او منادى بها من قبل شخص واحد، حيث لابد أن نقر ونعترف بأن هذه الفكرة او العقيدة ستتطور وتنضج اكثر وفق حاجات الاخرين المتقبلين لها، ووفق قناعاتهم ووعيهم، وان تعمقنا كثيرا في موضوعة الوعي لوجدناه انتاجا متميزا ببيئة معينة، فلا يمكن ان نقارن وعي مجتمع ما عن مجتمع اخر دون ان نأخذ بنظر الاعتبار العناصر البيئية من جغرافيا وامكانات مادية وتأثيرات انسانية ونفسية ، وحجم فعلها ودورها على تكوين الوعي الجمعي ، وبالتالي فان نضوج وبلورة ونمو اي عقيدة او دين هو خاضع لهذه التأثيرات.
ان ما يهمنا نحن من مناقشة هذا الموضوع قد يختلف عن أهتمامات الاخرين، فهنالك البعض ممن يتناولون موضوع الهوية الدينية من دوافع دينية تهدف الى تعميق وتكريس هذه الهوية بصورة اكثر، والمحاولة لجعلها هوية مركزية اساسية، بل هنالك رغبات قد تصل الى رفعها لمستوى اممي لاغين الحدود والجغرافيا، كما بالمقابل هنالك البعض الاخر يمتلك دوافع الحادية تهدف الى مجرد اقصاء الدين والدعوة الى نسيانه وتسخيفه، ولكن كمهتمين بوحدة العراقيين ونهظتهم كأمة موحدة مستقلة ذات سيادة ينبغي علينا ان نسلك طريقا ثالثا، غير هذين الطريقين، وبذلك فأنني اجد من الضرورة ان ندرك جيدا ما للدين من اثر كبير في نشوء الحضارات العراقية عبر مراحلها المتعددة، فلكل شكل تديني تاثيره على الشكل الاحدث منه، وبالتأكيد الحديث لم يلغي القديم على الرغم من أتساع الجديد وانحسار الاقدم منه وهكذا دواليك، وهذا كان بسبب متطلبات العصر الذي ظهرت به كل عقيدة او مذهب ديني، فالتأريخ الديني العراقي هو تأريخ متواصل ومستمر ومشترك كذلك، ومن الخطأ اعتبار هنالك فواصل وحدود بين الاديان التي ظهرت ضمن البيئة الواحدة عبر فترات زمنية متعاقبة، وامثلة كثيرة تشير الى اشتراك الاديان العراقية تلك التي توصف بالوضعية او الوثنية و تلك الاخرى الموصوفة بالسماوية، فمتطلبات وحاجات البيئة الجغرافية تدفع باتجاه بلورة الافكار في منظار متقارب، وهذا يشمل كل الاديان الاخرى المنتشرة في ارجاء المعمورة بكل ما يعنيه الدين من معنى، فالدين هنا يجب ان يكون تعريفنا له تعريفا واسعا وغير مقتصر وفق منظور واحد، وحتى لو انتشر دين او عقيدة فكرية واحدة على بيئات متعددة فانه سيختلف في الفهم والتطبيق والتفسير لكي يؤدي بالنتيجة الى ان يظهر على شكل اديان متعددة لكنها تحمل اسما واحدا، فتعدد البيئات قطعا لن يمر مرور الكرام على فكرة ما، كون تلك الفكرة ان لم تذوب في متطلبات الواقع المعاش ستبقى اسيرة عالم افتراضي تخلقه لنفسها .
ومن هذا فاني أجد انه من الضروري ان نولي هذا الجانب اهتماما جديا وان نناقشه مناقشة علمية، منطلقين من حاجاتنا التي تفرض علينا ان نولي اهتماما اكبر بتعزيز الهوية العراقية بان تكون حاضن لكل الانتماءات، اي ان يكون الدين او المذهب او العقيدة والفكر ، حتى تلك التي توصف بالافكار والعقائد السياسية، ان يكونوا جميعا جزءا من الهوية العراقية، لا العكس، هذا ان رغبنا ان نعيش بكرامة وانسانية في وطنن



#فاضل_بطرس_رمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبو نائيد ...... أنهيار الدولة ..... الدروس والعبر
- سيناريو الوضع العراقي المعقد ... ألى أين سيقود هذه المرة ؟
- واقعنا العراقي الراهن بين التدهور وآفاق الاصلاح
- أستقرار العراق كفيل بأستقلال ارادته السياسية
- النوايا السلبية تجاه أقليم كوردستان ... مجددا ... لماذا ؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل بطرس رمو - البيئة وتأثيرها على الدين كهوية وواقع معاش