منذر فرحات
الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 11:30
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أيها الأخوة هناك فرق كبير بين أن نسقط ما نعانيه اليوم على الإسلام واللغة العربية والحضارة الإسلامية ونتهمهم بالضعف والقبح والتخلف و.. وبين أن ننتقد أنفسنا نقداً موضوعياً ونحاول الاستفادة من تجاربنا السابقة .
أيها الأخوة يحاول أعداؤنا ضرب أماكن العزة والفخار في أمتنا ليسهل عليهم نسفها من جذورها وللأسف يردد بعض الكتاب و ممن يدعون الثقافة والحضارة والتقدم ما يقوله الآخرون كالببغاء بدون تمحيص ولا فهم لما يجري حولهم، هذا إن لم يكونوا مشاركين معهم فعلاً في محاربة هذه الأمة .
تراهم تارة يحاولون تقطيع أوصال هذه الأمة وتفريقها ما بين مسلمين ومسيحيين وهم أخوة وأبناء عم وروابط الرحم بينهم شديدة. وتراهم تارة أخرى يعزفون على وتر الاختلاف بين السنة والشيعة، وربهم واحد وكتابهم واحد ورسولهم واحد، وما الاختلاف بينهم إلا في النذر اليسير، الذي لا يستحق العداوة والبغضاء بينهم. وتارة يحاولون التفريق بين أبناء البلد الواحد ما بين عرب وأكراد وتركمان والوطن يضمهم والإسلام يجمعهم .
والآن دعوة جديدة تتهم الحضارة الإسلامية واللغة العربية بالقبح ، نعم القبح من يصدق هذا؟، لقد بحث كاتب إحدى المقالات ( غربلة المقدسات –36 - اللغة المقدسة – السيد نصره – الحوار المتمدن 1035 - 2 /12 / 2004 ) عن الكلمات الغريبة والتي لم يعد يستخدمها أحد ومن يدري ربما اخترع بعض الكلمات والأوصاف أيضاً ليزعم أن العربية تطلقها على المرأة وأنها كائن ناعم لا يليق به هذا ، ترى ألم يعلم أنه يناقض نفسه عندما مرة يستعمل اللفظ المعاصر ومرة يستعمل اللفظ الذي أكل الدهر عليه وشرب؟ ترى هل نسي قصائد الحب والغزل؟ ترى هل نسي الكلمات الجميلة في وصف المرأة ومحاسنها؟ ترى لماذا يركز أعداؤنا على المرأة في كل مرة؟ أرجو من كاتب المقال إعادة النظر في موضوعه .
أيها الأخوة إن حضارتنا عريقة إننا لم نستعبد أحد ولم نسرق أحداً، إننا لم نعرف سياسة الأرض المحروقة ولم نرمي القنابل النووية ولم نستعمل أسلحة الدمار الشامل والأسلحة المخصبة جزئياً، إننا لم نرتكب حملات الإبادة الجماعية ولم تعرف حضارتنا التمييز العنصري والكيل بمكيالين.
دعهم يقولوا ما يريدون فالحقيقة ساطعة كالشمس لا يخفيها أحد.
#منذر_فرحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟