أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية















المزيد.....

ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 16:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أجد يوماً ترابط بين مفاهيم متنوعة كالترابط العضوي بين هذه المفاهيم الثلاثة الله -الخلود - الحرية لأن الإنسان ومنذ بداية تفتح وعيه على المفاهيم الجودية لم تشغل باله مفاهيم كما شغلت تفكيره هذه المفاهيم الثرثة لأن الإنسا بحكم إكتشافه أنه ضعيف ويموت ومحدود القدرات حتى تشكلت لديه ثلاث عقد نقص ذهبت به نحو البحث عن إشباعها فلما كان ضعيفاً إفترض وجود آلهة في البداية أنسنها فكانت على شاكلته تحب وتكره وتغضب وتحارب ولمن يريد المزيد عليه الرجوع إلى الميثولوجيا الشرقية ليجد أن الآلهة تحمل صفات هذا الإنسان كلها مضبفاً قدرتها على الخلود وقدرتها على ممارسة حرية يفتقدها

وبما أن هذا الإنسان مقهور بالموت ومحكوم بقدرات محدودة أخذ يبحث عن الخلود والحرية

فكان بسبب إحساسه بالضعف ومعرفته أنه لابد ميت إذ أدرك وهوبكامل وعيه أن الموت هو والحيا وجهان لقانون واحد هو قانون الحياة الذي لايمكنه تجاوزه مهما فعل ومهما تطورفلاولادة والوت هو القنون الصارم الذي لايمكن لأي شيء في الوجود الفكاك منه بإستثاء الله المفترض أخذ يبحث عن الخلود ولنا في بحث جلجامش عن الخلود دليل على هذا المغامرة للعقل البشري حيث كانت هي الأولى في مغامراته التي ما زالت مستمرة حتى التاريخ الحالي في مسيرته الإنسانية ولكنه إكتشف بعد طول بحث وعناء جهد أن الخلود صفة من صفات الله فوحد بين الصفة والموصوف حتى إذا تحدث أحد ما عن الله بدا وكأنه يتحدث عن الخالد والذي لاخالد سواه كما أنه الله وليس إله سواه

بعد يأس الإنسان من قدرته على أن يكون إله وخالد لم يعد له مناص من بذل الجهد في سبيل نيل الحرية لكن أية حرية ؟

رفعت البشرية شعار الحرية وهي بالتأكيد حرية محدودة ولكنها الحرية التي تلبي حاجته لأن يكون سيد قدره على الأقل في الفترة الزمنية التي يوجد بها على قيد الحياة
تشعبت الحرية اليوم إلى مفاهيم متعددة وهنا لن أدخل كعادتي في سرد تاريخي إذ أشعر أن مهمتي هي الإشارة أكثر منها دخولاً في مجال البحث الفلسفي إذ يكفيني أن أرمي حجراً في بركة التفكير الراكدة

لكن من الملاحظ أنه حتى مفهوم الحرية هذا أخذ تنويعات مثلها فلاسفة ورجال دين إذ بدأت من الحرية في الله وإنتهت إلى الحرية الفردية التي قدسها البعض على طريقتنا في تقديس ما نؤمن به دائماً

يكتب اليوم الكثير من المثقفين حول مفهوم الحرية ولم يحدد لنا أي منهم ماهي هذه الحرية التي يدعو إليها ويبشر بها
إن الرياضيات تقول بأن الحرية هي درجات ففي الرياضيات يمكن أن نوجد رياضياً واقعاً نظرياً له عدد لانهائي من درجات الحرية ولكن هل توافق الفيزياء على هذا االوقع النظري ؟

تقول الفيزياء أن درجات الحرية الممكنة حتى الآن هي أربعة ثلاث مكانية وواحدة زمانية لها جهة حركة واحدة هي إلى الأمام إذ لم يستطع أحد إلى الآن الإدعاء أنه يمكن إعادة الزمن إلى الوراء وبذلك تصبح الحركة حرة على لولب يشكل مسار الوجود التاريخي ولكن لانعلم إلى الآن إن كان مغلقاً كما تقول البوذية ينفتح في لحظة ما وحسب رغية الكائن الحي على الخلود وبذلك يكون الإنسان قد إختار الدخول إلى عالم الله والخلود منقذاً نفسه من حتمية الحركة على دائرة الولادة والموت

أو أن هذا اللولب هو لولب متزايد في طول قطر دائرته نحو اللانهاية ثم يعود ليصغر ويبح صفراً وليعود ولينطلق في رحلة وجودة جديدة وهذا الأمر لم يبت به العلم إلى الآن لأنه لم يستطع الحسم في مسألة وجود مادة كونية تكفي ليعود بسبب قوى الجذب الكوني إلى نقطة البدء لينطلق من جديد في دورة وجودية جديدة كما يقول العلم أو أنها تضيق حتى يصبح قطر حركة اللولب صفراً وبذلك تكون نهاية الوجود وتكون القيامة وفقاً لرؤى الفكر الديني

في واقع الحال وإن لم يذكر أحد ذلك صراحة فإن البحث عن الحرية هي في جوهرها كمسألة البحث عن الله وعن كمسألة البحث عن الخلود

الواقع المادي فرض علينا واقعاً في حرية محدودة حيث ولدنا لأب ما ولأم ما وفي بلد ما تابعين لقومية ولدين ما ولمذهب ما ولطائفة ما ولبلد ما ولشعب ما إلخ.......

هذه الأمور التي فرضت علينا يصبح معها البحث عن الحرية كبحثنا عن الله وكبحثنا عن الخلود يفرض علينا كل شيء حتى أن التربية تفرض علينا عواطفنا ومشاعرنا ولست أدري إن كان يوجد شيء في حياتنا لم يفرض علينا حتى أن الكثير مما فرض علينا يدخل ويستقر في لاوعينا ويستلب منا قدرتنا على السوك الحر إذ أن الجميع يتصرف مدفوعاً ودون أن يدري بتأثير لاوعيه الكامن المليء بالمخزون الفكري الذي يأخذ صفة العقيدة المقدسة والذي يأخذ طريقه إلى الظهور عن طريق السلوكيات التي نمارسها حتى بتنا نتصرف ونحن مكبلين بأفكارنا ومعتقداتنا المقدسة متوهمين أننا نتصرف بحرية وفقاً لما تمليه علينا إرادتنا منافقين أنفسنا ومدٌعين أننا نحن من إختار هذه الأفكار والمعتقدات المقدسة بملء إرادتنا وبكل حرية

تحدثت في مقال سابق عن الآلهة الثلاثة التي تتحكم في مسيرتنا لحظة بلحظة ويوماً بيوم وهذه الآلهة هي رغبتنا في السلطة ورغبتنا في المال ورغيتنا في الجنس
وهذه الآلهة الثلاثة لها دور تخريبي في حياتنا إذ أنها تنحي العقل جانباً فاسحة في المجال للغرائز كي تتحكم في سلوكياتنا على مدار الساعة هذه الآلهة الثلاثة هي التعويض الطبيعي عن سعينا الحثيث بإتجاه الحرية والتي نراها في لاوعينا فكرة لاتختلف في جوهرها عن الله والخلود فهذه الحرية ومهما تعددت مدارسها الفكرية هي في خاتمتها طموح إلى حرية على طريقة حرية الله في خلقه وكنه وهذا مايجعل إلإله الأول هو أكثر الآلهة تحكماً في لاوعينا مما يجعلنا ندخل في صراعات مدمرة من أجل الحصول على السلطة ففهيها بداية مسيرتنا نحو الحرية التي تجعلنا نتحكم في البشرعلى طريقة تحكم الله في خلقه

إن كل دعوة إلى الحرية ليس أساسها تحرير العقل من سطوة هذه الآلهة الثلاثة هي دعوة لامعنى لها أو أنها قفزة في الهواء لاأحد يدري أين توصلنا وتبقى كما الله والخلود مُشٌكلة ثلاثية الوهم البشرية الأبدية

أما الحرية التي يطمح إليها المفكرون المُسَيَسون والتي يغلب عليها الطابع النفعي فهي حرية مشوهة ووليد (سقط) مالم تُفصل في عضويتها عن الله والخلود
هل هذا ممكن ؟ هذا هو السؤال



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلق المُدَمِر في عالمي السياسة والدين
- الإله الأوٌل
- آلهتكم ثلاثة
- ثورات أم حرائق ؟
- جدل الذات بين وهم المثقف وواقعية السياسي
- قانون العامل (س) والحراك العربي
- قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
- قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
- المثقف وتفسير الظاهرة
- المنهج الماركسي والماركسويون
- كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
- نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
- علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
- مثقون سوريون وبكاء عرعوري
- المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
- لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!
- لم يمت على الصليب فداءأ بل قتله الإله اليهودي
- أما آن لنا أن نقتل الله ؟؟؟؟
- أيها الحمقى ماذا لو .....؟؟؟؟
- ليس إلهاً واحداً إنما آلهة متعددة


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية