أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب 3 فقيه يفتي وخليفة ينهب














المزيد.....

ملخص كتاب 3 فقيه يفتي وخليفة ينهب


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1048 - 2004 / 12 / 15 - 10:31
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


رأيت أحد الفقهاء ،ذات مرة،وهو يذم هارون الرشيد ذما مقذفا،فالرشيد ،على قوله،مترف مغتصب بذل اموال الأمة على ملذاته وشهواته .فقلت له:ادع للرشيد يا أخي--فهو وأمثاله من الخلفاء المؤمنين،المترفين الطغاة هم الذين اسسوا لكم هذه المهنة المربحة ولولاهم لكنتم اليوم حمالين او بقالين--
الواقع ان الفقهاء والخلفاء الطغاة من نوع واحد .هؤلاء يظلمون الناس بأعمالهم وأولئك يظلمونهم بأقوالهم.
فلو ان الفقهاء كرسوا خطبهم الرنانة على توالي لعصور في مكافحة الطغاة وإظهار عيوبهم لصار البشر على غير ما هم عليه الآن.

--وقد برع الفقهاء بما يسمونه >فهم يستطيعون أن يجدوا مسوغا شرعيا لكل عمل مهما كان دنيئا .فالخليفة المؤمن لا يعمل عملا الا بعد أن يجمع الفقهاء ويعرض عليهم الأمر .وهم ينظرون حينذاك الى السلطان فإذا وجدوه مصمما على ذلك العمل أسرعوا الى ما في جعبتهم من الآيات والأحاديث المتناقضة فينفضونها أمامه ليختار منها ما يلائمه.والله غفور رحيم - على كل حال.

يروى أن يحيى بن عبدا العلوي كان ثائرا على الرشيد في نواحي طبرستان،------فندب الرشيد اليه الفضل بن يحي البرمكي .ولجأ الفضل الى طريقة الاستمالة والمصالحة ،فطلب من الرشيد ان يكتب له امانا بخط يده.
اسرع الرشيد الى كتابة الأمان وأشهد على نفسه القضاة والفقهاء وجلة بني هاشم ومشايخهم ووجه به مع جوائز سنية وهدايا فاخرة الى الثائر العلوي عن طريق الفضل. وجاء العلوي بصحبة الفضل فلقيه الرشيد خير لقاء وأكرمه وأغدق عليه الاموال وأمر الناس بزيارته والتسليم عليه .
ثم عاد الخليفة الى طبعه!!!!وأراد الوقيعة بالعلوي،فجمع الفقهاء عنده في مجلس واستفتاهم في نقض امان يحيى العلوي.
وقصة مجلس الفقهاء هذا مهمة جدا من الناحية الاجتماعية والنفسية .ففيه نرى مدى خبث الفقهاء وقدرتهم على ردع الظالم وعلى تخويفه من الله جديا.
حاول الفقيه المشهور ،محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة،أن يظهر للرشيد صحة الأمان وانه لا يمكن نقضه .فجادله الرشيد في ذلك.وأصر الحسن على رأيه فحقد عليه الرشيد.
فنظر الرشيد الى فقيه آخر ،هو أبو البختري القاضي ،وسأله فكان الجواب عنده حاضرا .فقد أفتى بأن الأمان منتقص من عدة وجوه ثم ابتكر طريقة شرعية لتمزيقه.
هتف الرشيد عند ذلك مسرورا :.فمزق الرشيد الأمان ثم تفل فيه البختري.

--يحكى أن رجلا من اهالي النهروان حج في أيام الهادي فنظر الى الناس يهرولون في الطواف فشبههم<<<ببقر تدوس في البيدر>>
فلما سمع الهادي بهذا التشبيه الرائع أمر بالرجل فقتل ثم صلب.

يقال ان الهادي أمر أثناء ذلك أن يهيأ له ألف جذع من جذوع النخل لكي يصلب عليها الزنادقة .وصرح قائلا:<<والله لو عشت لأقتلن هذه الفرقة كلها حتى لا اترك منها عينا تطرف >.
ومن حسن حظ الرعية ،أن الهادي مات قبل تنفيذ هذه الخطة الجهنمية.
أني لأحسب الفقهاء يمجدون الهادي وأخيه الرشيد على هذه القسوة والإجرام الدموي،والتي ابدياها تجاه الزنادقة.فهم لا يجدون عذرا لهؤلاء المساكين ولا يريدون الاستماع لحججهم .والزنادقة كغيرهم من الناس لم يعتنقوا هذا المذهب من تلقاء نفسهم .فهم اما ورثوا ذلك عن آبائهم أو انجرفوا فيه بتأثير محيطهم الاجتماعي.ولن يستطيع انسانا ان يعتنق دينا او يرفضه نتيجة تفكيره المجرد وحده.
والغريب ان الفقهاء ذهبوا الى ان الزنديق يجب ان يقتل ولا تقبل توبته اذا تاب.
فهؤلاء الفقهاء لا يعاقبون الحكام الذين زرعوا بفسقهم وفجورهم بذور الزندقة في الناس.انما عاقبوا معتنقيها.
قد يتزعزع ايمان أي انسان حين يرى أمير المؤمنين ينهب أموال الأمة ثم يبذرها على ملذاته وشهواته ،والعجيب ان نرى الناهب معذورا والمنهوب معاقبا.

من كتاب وعاظ السلاطين
الدكتور علي الوردي
ص45-54وى



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اعتقلوني مع انني كنت اصلي؟؟
- ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله
- ملخص كتاب--1 المرأة الحجاب الفقيه
- ردود القمع---واشياء أخرى
- لقمع-----2
- رسالة ابنتي في المعتقل---لم تصل
- --القمع-----1
- في ضيافة الامن السياسي---3
- في ضيافة الامن السياسي----2
- في ضيافة الامن السياسي
- المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض ...
- المسار الليبرالي----مبدأ المنفعة العام------المصلحة
- حوار مع صديقي البعثي
- شبلي الشميل---رأي في الاشتراكية
- المرأة المسحوقة لا ترفع رأسها
- شبلي الشميل --اراء قاسية في الشعر والادب العربي
- الحق الطبيعي --الذي سلبته مننا الحكومة والامن
- التجمع الليبرالي موجود ---شكرا سيد فراس سعد
- مجرد اقتراح---من يتبنى سوريا
- المسار الليبرالي---نظرية العدالة--جون رولس


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب 3 فقيه يفتي وخليفة ينهب