|
ستبقى المسيحية خالدة خلود العراق
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1048 - 2004 / 12 / 15 - 10:28
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
يقولون المجد لله في العلى ، فتقول أديان الأرهاب والموت بأنه يتوجب أن يتم ذبحهم من الوريد الى الوريد ، فترعبهم كلمة المجد لله في الأعالي . يقولون تمجد أسمك ، يستفزهم تمجيد الله ، فلامجد لغير الدم والموت والذبائح والنحر والارهاب ، ولامجد لغير الملثمين ممن لاوجوه لهم ولاملامح ، ممن يخفون ملامحهم عن أنفسهم غير أن الله يرى . يقولون وعلى الارض السلام ، فنحرق جثثهم ونطاردهم في لقمة عيشهم ، ونحرمهم من حقهم في الحياة والعمل وماء دجلة والفرات . يقولون وفي الناس المسرة ، فنبادلهم طلقات الرشاش وشظايا القنابل والصواريخ . يجوبون الشوارع وفي أياديهم اغصان الزيتون ، فنكسرها ونحرق اعوادها . يرتلون صلواتهم بهدوء لتصل اركان السماء وبما تخشع منه القلوب فهم في حضرة الرب وفي بيته المقدس ، فنحرق لهم بيوت الله فلم تعد بهم حاجة لرب او لاله . شاهت الوجوه التي لاتمجد الله ، وشلت الأيادي التي تحرق بيت الرب ، وخسئت العقول التي تطارد ابناء دين المحبة والسلام . يعود ابناء الأفاعي بعد قرون ليعيثوا في معابد الله الفساد ، ويتربصوا بالمسيحيين في العراق المنون ، ويبرهنوا على دينهم الجديد الذي يعبد اله غير الله وليس لهم محل في كتبنا المقدسة ، قرآننا وأنجيلنا وتوراتنا والكنزاربا ومصحف رش ، وليس لهم محل بيننا لكوننا بشر مهما اختلفت ادياننا واشكالنا وقومياتنا نعبد الله ونمجده في الأعالي وندعو للأنسان بالسكينة والسلام على الأرض . دينهم يوجب الذبح دون سبب ، وادياننا تأمر بعقاب الجاني دون البريء . ودينهم يحثهم على القتل وسفك الدماء وقتل الأطفال ، وادياننا تأمرنا بحماية الضعيف ورعاية الأطفال وحقن الدماء . دينهم دين العنف والحقد الاعمى وأدياننا تطلب منا أن نصفح عن المسيء والمذنب وان نعطي خدنا لمن يسيء . دينهم دون شريعة او قيم ولأدياننا كلها قيم وشرائع وأعراف أنسانية . ادياننا تصلي لله خالق الكون والأنسان ، وهم يصلون لدنياهم ويمجدون بشراً اراذل . أدياننا توصي بالأنسان وتجعله مميزاً على جميع الكائنات وجزء من ذات الله ، وأديانهم تحتقر الانسان وتوصي بذبحة وتدفعه للأنتحار ليقتل نفسه والأخرين . المسيحيون اليوم يتعرضون لأبشع هجمة منظمة من اوغاد ومنزوعي الضمائر والعقول ، ويتعرضون للقتل وعرقلة اعمالهم وتهديدهم وأبتزازهــم من قبل عصابات غاية في التخلف والغباء ، غير انهم يمارسون افعالهم الشنيعة في العراق وبما لايليق بقيــم وشهامة اهل العراق . وكنائسهم التي تزدان بها محلاتنا ومدننا العراقية وتتباهى بها سماواتنا هي بيوت الله الذي نؤمن جميعاً بوحدانيته ، وفي ظل زمن يصمت فيه الناس لأحتراق بيت من بيوت الله نشعر أن الضمائر الميتة تسيطر بالقوة والهمجية وبالسلاح الفتاك على الناس الطيبين ، وفي ظل مجتمع ساكت عن ابشع الجرائم ضد الناس الآمنين والطيبين من ابناء شعبنا من المسيحيين والصابئة المندائيين والأيزيديين ، فأن هذا يدلل على سعة الهجمة وشدتها وعنفوان ظلامها ومحاولة العقول المنغلقة أن تسود في شوارعنا وبيوتنا . ستبقى اجراس الكنائس تنشد للرب ، وسيطلق المسيحيين تراتيلهم عاليه حتى تصل الى السماوات ، فلم تعيقهم الدماء والتضحيات ، انهم يمتلكون السلاح الفتاك الذي يواجه المجرمين والقتلة على الدوام ، فالمسيحي المسالم والطيب يواجه القاتل بأسم الله وبمحبة الله وبأخلاصه لقيم السيد المسيح رسول السلام والمحبة ، لن تستطيع قوى الظلام ان تنتصــر على المسيحيين في العراق ، وأن استطاعوا أن يفزعوا أطفالهم ويروعوا شبابهم وينشروا الخوف في صدور نسائهم وشيوخهم ، لكنهم سيتكسرون تحت صلبانهم وسيتضائلون تحت ترتيل انجيلهم ، وستبقى الصرخة مجلجلة سواء كانت في درب الألام أم في دروب بغداد وأحياء الموصل . المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة ، وسترددها السماوات والملائكة ولن تستطيع الوجوة الملثمة التي شاهت والتي بدت دون ملامح أو تقاسيم مثل ملامح البشر أن تسكتها أو تجعلها تتوقف . ومسيحيو العراق مثل الملح لايمكن أن يكون العراق دونهم ، ولايمكن للعراق ان يكون له معنى بغيابهم ، فهم جزء من عروق النخل ومن أشجار الموصل وغاباتها ، وهم في كل بقعة مباركة يزرعون الطيب والخير والوداعة والمثل الأصيلة ، وهم يشكلون لنا رمزاً من رموز القيم العراقية والأنسجام الديني والتسامح والتواضع والبساطة والطيبة . مسيحيو العراق جزء من حبات القلادة العراقية بهم وبأخوتهم من المسلمين واليهود والصابئة المندائية والأيزيدية يشكلون كل العراق . لن يستطيع القتلة ان يصبغوا بالدم جدران الكنائس ، ولاأسكات أصوات المرتلين والمنشدين في ايام الأحد ، لن يستطيع القتلة أن يجعلوا العراق ينزع عن صدره اولاده البررة . والمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأيزيدية تحت مطرقة الأرهاب
-
مأساة حلبجة الانسانية المغيبة
-
الأمة العربية الى الوراء در
-
حوار شفاف عن القضاء العراقي
-
حق الكرد في الأختيار السياسي
-
الكرد الفيلية مرة اخرى
-
تأجيل الأنتخابات
-
الطائفية المقيتة
-
الأغلبية والأقلية
-
القائمة الأنتخابية الموحدة
-
أغتيال الأيزيدية
-
مفارقات الزمن الأغبر
-
غلق التحقيق لمجهولية الفاعل
-
حرامية العراق
-
خراب الروح وتزوير التاريخ
-
أنهم يستهدفون الأنسان في العراق
-
الحقوق - تعقيب على مقالة الصديق محمد عنوز
-
حقائق مخفية عن علاقة البعث - القسم الثالث
-
سلمان شمسة وداعا
-
حقائق مخفية عن علاقة البعث
المزيد.....
-
بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
-
فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران
...
-
مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو
...
-
دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
-
البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
-
ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد
...
-
بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
-
مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
-
مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو)
...
-
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|