أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - هل يسترد فقراء العراق أموالهم المسروقة؟!














المزيد.....

هل يسترد فقراء العراق أموالهم المسروقة؟!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 08:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هي أموال فقراء العراق انتهبها مسؤولون لحيازتها لأنفسهم فوزعوها فيما بينهم كرواتب كبيرة و نهبوا بوساطتها بيوتا وقصورا وأملاكا وافردوا قسما منها من دون وجه حق لأفراد عائلاتهم ولمعارفهم.
يحق للعراقي ان يسأل، كيف يمتلك البلد تلك الأموال والموارد الهائلة من دون ان ينعكس ذلك على واقعه المعيشي، اذ يظل ملايين العراقيين ولاسيما الشباب من دون امل بالمستقبل. نقول، فقراء العراق، ونعني النسبة الأكبر من سكان العراق و بضمن ذلك العاطلون عن العمل والموظفون من محدودي الدخل والمتقاعدون والأرامل والمطلقات والايتام، وجميع سكان العراق الذين حصدتهم الازمة عدا المتنفذين والفاسدين وسراق المال العام من المسؤولين الذين كونوا لهم طبقة سياسية وتجارية حصدت الأخضر واليابس ولم تُبق ِ لعامة الناس سوى النزر اليسير من الأموال، فلم يعد بمقدورهم الحصول على بيت او شراء حاجة مرتفعة الثمن، بل ان كثيرا من العائلات تحصل بالكاد على قوت يومها، ووصل أمر النواب والمسؤولين الى منافسة العجائز والمرضى على حصص الحج التي يقتطعون صرفياتها من أموال البلد و حقوق الناس.
ما عادت تقنعنا النسب المنشورة من جهات حكومية عن الفقر في العراق ـ برغم خطورة ما جاء فيها من أرقام ـ ولا بأس من الإشارة اليها برغم قناعتنا أن النسب المعروضة فيها هي أدنى بكثير من الواقع.
في احد تقاريره يقول الجهازُ المركزي للإحصاء بوزارة التخطيط والتعاون الإنمائي اَن المسوحات التي أجراها في عام 2008 أظهرت ان 7 ملايين ِعراقي يعيشون تحت خط الفقر اي ما يعادل 23 % من سكان العراق، وان أفقر ثلاث محافظات هي المثنى ونسبةُ الفقر فيها 49 %، تليها محافظةُ بابل ونسبةُ الفقر فيها 41 %، ثم محافظةُ صلاح الدين وقد بلغت نسبةُ الفقر فيها 40 % .
فأين ذهبت الأموال المتحققة من بيع النفط الذي شهدت أسعاره طفرة كبيرة في المدة الماضية .. وأين تذهب عوائد السياحة الدينية التي تتراكم يومياً؟ وكيف يجري التصرف بعائدات المراكز الحدودية التي يؤكد مسؤولوها على ارتفاعها باضطراد.
وماذا يعني استمرار انهيار الخدمات والبنى التحتية وانعدام الاعمار وزيادة معدلات الفقر (بما في ذلك عام 2009) في الوقت الذي تقول الجهات المسؤولة ان ميزانية ذلك العام شهدت عجزا جرت تغطيته "من المبالغ النقدية المدورة من الموازنة الاتحادية العامة لعام 2008" ، وكذلك الاموال التي تقول الدوائر البلدية في محافظات عدة انها زادت وارجعتها الى خزينة الدولة! لماذا لم تستعمل تلك الاموال الزائدة في تنفيذ خطة عام 2008 ولماذا فشلنا في توفير الكهرباء للمواطن وفي اعادة بناء العمارات التي لم تزل مهدمة في مركز العاصمة منذ حرب 2003 ولمَ اخفقنا في تشغيل المصانع والايدي العاملة وتسببنا في زيادة معدلات الفقر والبطالة وفي تفاقم معاناة الناس. وتتعاظم دهشة الناس حين يعلن المسؤولون ان في موازنة عام 2011 فائضا فاق الثمانية مليارات دولار!.
وفي خضم هذا التناقض وتلك التساؤلات، تقول لجنة النزاهة في مجلس النواب انها كشفت عن "ملف فساد مالي وإداري يخص مشروعي إعمار مدينتي الصدر وشعلة الصدرين"، مؤكدة أن 200 مليون دولار بعثرت على أمور لا علاقة لها بالإعمار. اما محافظ بغداد ففي الوقت الذي يشير الى أن عدد سكان العاصمة بلغ نحو سبعة ملايين نسمة، يؤكد أن "عدد المباني الهامشية التي تشمل الصرائف والأكواخ بلغ مليوني مبنى في عموم العاصمة"، وبإمكانكم ان تحسبوا متوسط عدد أفراد الأسرة لمليوني منزل بائس ناهيك عن الاعداد المتكاثرة من المتزوجين الذين لا سكن لهم الذين يعيشون مع ذويهم او يسكنون بالإيجار، لتكتشفوا فداحة الفقر الذي وصل اليه سكان العاصمة بغداد فما بالك بالمحافظات؟!، وحقّ لنا ان نتساءل عن الوجهة التي ذهبت اليها اموالنا.
الأغرب من ذلك ان ممثلي الشعب المفترضين وبدلا من ان يرفعوا اصواتهم للكشف عن مصير الاموال المنهوبة والمطالبة بإيقاف تبذيرها ونهبها يمعنون إيلاما في جرح المواطن العراقي، فتطالب مثلاً نائبة عن قائمة كبيرة حاكمة قبل ايام بـ "حجز بيت من لا يدفع أجور الماء ومصادرة المنازل المشطورة" و تضيف "العراقي لا يعرف المواطنة"، ويطالب نائب بتوفير "خزين ستراتيجي لمفردات البطاقة التموينية تحسبا للظروف الطارئة" فهل هم بصدد السعي لإيقاعنا في مطبات اخرى وحرمان آخر، بعد عقود من الحرمان والحروب؟
اننا لم نتطرق الى أساليب النهب المنظم الأخرى التي مارسها كثير من المسؤولين ممن ائتمنهم الشعب على ثرواته، وملفات الفساد المتكاثرة، فذلك موضوع آخر يطول شرحه ويفترض بلجان النزاهة والقضاء ان يميط اللثام عنه، وان يُحاكَم المسؤولون الذين نهبوا المال العام وافسدوا وان تُشهر أسماؤهم على الملأ ، لأن أموال فقراء العراق المتمثلة في عوائد النفط الهائلة وأموال السياحة الدينية والبوابات الحدودية والثروات الاخرى تتعرض الى نهب كبير، كما انني لا أطالب الفقير بإشهار سيفه للمطالبة بامواله المنهوبة وان كان من حقه ذلك، ولكنني أطالبه في الأقل، ان لا يصوت للفاسدين وسارقي ثرواته في أي انتخابات مقبلة حتى إذا ارتأى مقاطعة الانتخابات، لأن الفساد إذا تواصل من دون اجتثاث فسيتفاقم الفقر وتتزايد أعداد الفقراء في العراق وستظل ثروتهم حكرا على المتنفذين الذين يزداد غناهم بوساطة ثروة الشعب المنهوبة وستسوء الخدمات أكثر، وستتواصل أعمال العنف والإرهاب، ولن يُعمّر البلد.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزحف الحكومي لاحتلال بغداد
- حقيقة أسعار شقق بسماية!
- رفقاً بالطلبة!
- مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!
- الكهرباء لعبة سياسية متقنة
- هل تحققت الديمقراطية في العراق؟
- نهاية عقيد
- مُتنفس النواب للفرار بالغنيمة
- تنمية الشعور بالمواطنة
- ثلاث صفقات تجارية فاسدة في عشرة ايام!
- آلية غير منصفة لتنفيذ القرارات
- سلف المالية وعود من دون إجراءات
- الكهرباء في قبضة الاحتيال
- (الفاو) و (مبارك) في خضم سباق المصالح
- لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد
- التسويف في ترشيق الوزارات
- نزاهة الزعيم
- الحلقات المفرغة للوضع العراقي
- من ينصف الأرامل في يومهن؟!
- محاولات حرف مسار التنافس السياسي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - هل يسترد فقراء العراق أموالهم المسروقة؟!