فراس الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 23:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشوء القوى الصاعدة, وبث دماء جديدة.
تمهيد
بعد واقع قرار رحيل القوات الامريكية من العراق كل الأشارات السياسية في الشارع العراقي تشير بوجد فراغ كبير وحدوث فجوه ينتج منها قفزه سلبية والى الأسفل والسير الى الوراء . لايختلف أثنان ان البيئة السياسيةالعراقية بيئة مركبه بالتعرقل والتداخل الغير متماسك والارض الهشة تتحرك تحت أقدام أغلب ساسة العراق على الصعيد الحكومي وعلى صعيد الكتل التي تعتبر معارضة لسير الحكومة ,لكن وبصورة أعم كلهم في دائرة واحدة منقسمة الى مثلثات متفاوتة الحجم والثقل التأثيري في الحياة السياسة العراقية المشوهه والمتعالية بنسب الفساد المشوب بدجل اتخاذ القرار الغير متزن على صعيد السياسة الداخلية والخارجية في العراق والأمثلة على ذلك كثر.
البيئة السياسية في العراق الأن.
الأشهر القليلة القادمة مع رحيل القوات الأمريكة في العراق والأجوائيات المرافقة لعملية الرحيل ستزيد من حجم التشوه والتشابك واختلاط الملفات السياسيه العراقية , وسيجعل الاحزاب الأسلامية وغير الاسلامية الشريكة بالسلطة سيجعلها بدور الذئب المتهيء للأنقضاض على الفريسة بأسرع وقت وأغلبهم يعتقد أنه يعرف من أين تؤكل الكتف وكل منهم له أساليب عمل باتت تقليديه ,وغير واعية لرفع المستوى الى الأفضل بل على العكس وهذا ما لمسناه خلال السنوات مابعد العام الفين وثلاثة ودورانهم بنفس المحيط على مدى مايقرب السنوات التسع تلاطم فيها الأخذ والرد مابين فشل داخلي وفشل خارجي وأنتاج حلول ترقيعية لأ اكثر وحلول تزيد من حجم الفجوه ويصح ان أطلق عليها حلول سلبية .
في قلب البيئة السياسية العراقية تتسابق أرادة الدول الى ملئ فراغ مابعد رحيل القوات الأمريكية وكل حسب طبيعة ونوعية مصالحه, أولهم اللاعب التقليدي الأكثر تأثيراً ونفوذاً وسيطره وهو أيران , يوازيه لاعب اخر أقل حجم وتأثير ويشترك معه بنفس التقليدية وهو السعودية وعلى خط اخر صعود اللاعب التركي النوعي بالأضافة الى دور صغير لكن غير هامشي وهو الكويت والتي تنحصر اغلب اعماله لبث عدم الأستقرار في العراق .
رحيل القوات الأمريكية من العراق لايعني أنهاء دورها في العراق , وفي الواقع هو رحيل مع تحويل الملف من وزراة الدفاع الأمريكية الى وزراة الخارجية الأمريكية والتي هيأت مسبقا سفارة ضخمة في بغداد تلبي الحسابات والستراتجيات المستقبليه لها , والتي ستبدأ اعمالها بتوفير ستة عشر الف موظف مدني يعملون تحت طواعية السفير الأمريكي في العراق هذا العدد الذي يعادل وحده عسكرية كاملة مع تفاوت اعماله وانواعه في مختلف الاختصاصات كل حسب طبيعة وظيفته وحسب نوعية عقد العمل المحدد بالتزامات معينة وكما ترى الخارجية الأمريكية , هنا سأنتقل مباشرة الى دور اللاعب التركي تحت اعتبار أن تركيا ترتبط بتحالف عسكري ما بينها وما بين الولايات المتحده الأمريكية وهذا ما أشارت اليه الوزيره هيلاري كلينتون مؤخرأ محذرتاً أيران من خطاء الحسابات وتجاوز الحدود وهو بتعبير أخر يصب بمعنى (يا أيران نحن مازلنا هنا).
ولذا نعي التقارب مابين وجهات النظر بين تركيا والولايات المتحده الأمريكية وبذات الوقت علاقة تركيا بأيران ومحاولة أنشاء حالة من التساير لاتخلو من بعض المصالح لكن بالحقيقة وفي وقت المحك ستكون تركيا أقرب الى الولايات المتحدة من أيران وحسب مجريات الحلف الذي تطرقت اليه قبل قليل .
الأرادة السعودية تسير بالعراق ليس حسب مصالحها فقط بل أيضاً حسب واعزها الديني الذي يتوجه نحو فئة معينة في العراق لكن طبيعة عملها يندرج بوضوح على عدة مديات المدى الأول دعم القوى المعارضه للحكومة وذاتها القوى المشاركة في السلطه والقابعة تحت شكل وطني علماني المدى الثاني دعم الأحزاب الأسلامية الموافقه للواعز الديني السعودي جزء منها مشارك في السلطه وجزء اخر يعمل في الميدان العراقي بأسلوب عنفي وأسلوب اخر بسيط تحت الغطاء الثقافي مع أشارتي الى تجاهل وعدم الاهتمام بالساحة الاقتصادية العراقية والى حد ما من قبل اللاعب السعودي , الأرادة السعودية في العراق هي بالمرتبة الأولى لمواجهة المد الأيراني وتقليل وتقويض وزن وحجم أيران في المنطقة واعتقد تنحسر سياسة المملكة العربية السعودية ومخاوفها في نقطة مواجهة الجمهوية الأسلامية الأيرانية في المنطقة وكيفية أنشاء المصدات لمواجهة هذا المد المؤثر على المملكة والذي اهم ساحاته العراق. ولابد ان أشير الى ان بعض دول المنطقة ترتبط وتدعم التوجه السعودي من الداخل قسم منهى طفى على سطح المشهد كطفوا الكويت مؤخرأً.
أيران تؤمن أن ساحة عملها الرئيسيه هي العراق وهي تفرز خلافتها مع الولايات المتحدة في الساحة العراقية على الرغم من أستمرار سياسة المساومة بينهما ومن تحت الطاولة مع الأخذ بنظر الأعتبار طفو الـتأزم بعد موضوع السفير السعودي في واشنطن مؤخراً,
الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال وزارة خارجيتها والتي تخطط لوضع ستة عشر الف موظف في العراق جزء من محاولة ملىء الفراغ تعرف جيداً ان ضعف هذا العدد موجود في العراق لتلبية رغبات النظام الأيراني بشكل غير مباشر وخفي وبلباس عراقي وبمحركات أيرانية والفرق هنا أن امريكا ستغير خطتها وتنقل ملفاتها لكن أيران تستمر بخطتها مع تغير التكتيك وتظهر بمظهر المسيطر على الأرض مع كسب عامل الوقت , بات واضحاً ولايخفى على احد ان الحكومه العراقيه الحالية تعمل بأستشاره أيرانية وتلبي رغباتها السياسية وحتى على صعيد المحيط الخارجي وهذا ما كان واضح من رد فعل الحكومة العراقية وموقفها تجاه سوريا وتجاه البحرين وتجاه امريكا جل هذه المواقف تخدم مصلحة أيران ضمن اطار سياستها الخارجية وعلى حساب الوطن لذا اعي ان الحكومة العراقية وملحقاتها هي أحد اذارع الأخطبوط الأيراني في المنطقة بالمرتبة الأولى تستفاد أيران من مواقف الحكومة العراقيه لصالحها ومما يجعلني أشبه هذه الحكومه بأنها منومه مغناطيساً تنفذ ماتمليه أيران لأ اكثر .
الفراغ السياسي الذي اتحدث عنه الجزء الأكبر منه مملوء سلبياً من قبل أيران فهي موجوده في الكثير من مفاصل الدولة وأغلب مفاصل الحكومة دور أيران في العراق يتعدى الدور السياسي ,بنظره بسيطة الى السوق العراقي سنعرف دورها الأقتصادي وطبيعة مصالحها الأقتصادية ولها مئات الشركات المستثمرة والعاملة في العراق والذي اعنيه غياب التوازن الأقتصادي لصالح أيران , أضافتاً الى ذلك المد الثقافي والاجتماعي البسيط والمتوسط والعالي المستوى وحتى تغلغها في العمل المدني من خلال انشاء منظمات عديدة تحت عنوان المجتمع المدني وحقوق الأنسان هذا الغطاء الذي تتبطن في دواخله الكثير من الأمور ,أعمال أيران في العراق كثيره وعلى جميع المستويات كلها تصب سلبياً باتجاه خراب العراق وأيجابيأ بأتجاه ولاية الفقيه فهي تصفي حسابتها مع امريكا من خلال مليشياتها في الساحة العراقية وتصفي حسابتها مع السعودية أيضأ في العراق بالنتيجه هي تصفي حسابتها مع دول المنطقة وأمريكا في الساحة العراقية هذه الساحة التي تكاد تتقيئهم من كثرة الأفرازات على مدى السنوات التسع الماضية .
حالة التقيؤ هذه واقعه لامحالة وتتزامن بذات الوقت مع خروج القوات الأمريكية من العراق مع احتفاظ أيران بمنحى خارج هذا التقيؤ فيما يستعد الأخرون لملئ المعده العراقية بجديدهم تحتفظ أيران برصيدها المسرطن بكل مفاصل الجسد السياسي العراقي والذي يجعلها صاحبة السبق في ملئ الفراغ السياسي العراقي , وبالحقيقة لاتملئ الفراغ لأنها موجوده مسبقاً وستظهر بمظهر المتضخم والمنفوخ لملئ هذا الفراغ لا أكثر وخصوصأ الفتره الزمنية القليلة المرافقة لخروج القوات الأمريكية وما بعدها مع محاولتها التسويق لفكرة النصر لشعبها داخليا ًوأستغلال ذات الموضوع خارجياً ,لكن الشعب الأيراني والجزء الأغلب والأعم يعرف ويعي انه نصر كاذب ومبني على الوهم الناتج من هشاشة الوضع الداخلي في أيران الايل للسقوط في أي لحظة ,وستستمر بعملها التقليدي المعروف لنا مع تغير أسلوب العمل وتغير التكتيك هنا وهناك .
ملابسات وتراكيب الحياة السياسية العراقية مركبة بالتعرقل المطعم بالخراب , كل هذا لايعني فقدان الأمل بوطننا وشعبنا نحو أنتاج حل ناجع متدرج للخروج من الازمة.
البديل الحقيقي والحل الناجع .
تارخينا السياسي العراقي يشير الى خروجنا كشعب عراقي من أزمات كثيره مررنا بها , وهذا ما نحن قادمون عليه في هذه المرحلة المفصلية المهمة من تاريخ العراق , بعد النظر ومعرفة البيئة السياسية العراقية ولاعبيها وأفرازاتها وتبعياتها بدأ الكثير منا كشعب يعي مايدور من حوله من أرادات دولية وصراع هذه الأرادات الدولية مابينها وعلى أراضي الملعب العراقي .
من هنا لابد من نشوء قوى سياسية صاعده واعية ومدنية تبث دماء جديدة في الحياة السياسية العراقية حتى الوصول الى مرحلة التعافي هذه القوى التي تعي الوضع الحالي والستراتيجي للعراق وتعي أن الوقت قد حان وبدأ . وأعلمي أيتها العراقية وأيها العراقي بأننا تبلورنا كثيراً على مدى سنوات الخراب والدمار وفهم كلُ منا الأخر وعرفنا أن اختلاف الاراء في الوطن ماهو الا أغناء وثراء حقيقي لبداية عمل رصين يثمر بحل وأقعي ناشئ ومخلوط بذرات تراب العراق وملائم لأجوائيات العراق لاغير.
قوى ليست حزب ولا حركة ولا أيدلوجية ولا مسميات اخرى هي فقط مشروع وطن ومشروع بناء وطن ومشروع خلاص وطن من فك الأئستذئاب السياسي الدولي المحيط ببلدنا ,هذه القوى ودماء الحياة الجديدة المملؤه بروح التفاؤل وبطاقة الفهم والتفهم ستكون بديل حقيقي ناجع في العراق على الرغم من ولادتها في بيئه سياسية صعبة وعلى الرغم انها ستقابل بمحاولات الأجهاض أو الأسقاط ومن ثم الوئد لكن كل هذه محاولات ستصاب بالفشل ,وببساطة لأننا فهمنا كل طرق وأساليب الأخر وأحكمنا نفسنا بكيفية الخروج من هذه المحاولات
,السنوات التسع الماضية أفهمتنا أشياء كثيرة وعرفتنا أشياء كثيرة أهمها بأننا نقف على نقطة الصفر هذا الصفر الذي لم يصل أليه الأخر سيتحول الى رقم كبير ومؤثر وبتسارع نوعي ومن ثم تسارع كمي وجمعي , وهنا تنطلق دعوتي لك دع ريبٌك على جهة ودع شكك على الجهة الاخرى تفضل تقدمني أمتلك زمام المبادرة أمتلك زمام العمل , دماء الحياة الجديدة هي أنا وأنت البديل الحقيقي الذي تبلور على مدى السنوات الماضية هو أنا وأنت مشروع الوطن هو أنا وأنت تفائل وأعلم ان وقتك قد حان . وأعلم أنه لا أحد يملئ الفراغ الحالي والمستقبلي غيرك سواك فقط .. من يملئ الفراغ هو أنت .
#فراس_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟