أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - محاولة لقراءة عملية تبادل الاسرى بين حماس وإسرائيل














المزيد.....

محاولة لقراءة عملية تبادل الاسرى بين حماس وإسرائيل


زاهر بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدوات التقييم:
ان تقييم مدى نجاح أو فشل أي خطوة سياسية هو بمدى تلاؤم هذه الخطوة مع الأهداف المعلنة للجسم السياسي الذي يتخذها. وفي هذه الحالة فان حركة حماس اعلنت عن هدفها من اختطاف الجندي جلعاد شليط، الا وهو باستبداله بعدد من الأسرى الفلسطينيين، وهذا ما تحقق لها، وهو ما يعتبر نجاحًا بتحقيق الأهداف بامتياز. أما حكومة اسرائيل فقد أعلنت الحرب عام 2008 على قطاع غزة المحاصر تحت هدف اسقاط حكومة حماس في القطاع وتحرير جندي الاحتلال، والذي قامت بخطفه حركة حماس بمشاركة قوى اخرى عام 2006 خلال عملية عسكرية نوعية أدهشت جيش الاحتلال، من الأسر، وقد فشلت في هذا، بل على العكس، فقد ازداد تأييد حماس بين الفلسطينيين ودوليا، فجاءت النتائج بعكس الاهداف المعلنة لاسرائيل، مما يعني انها فشلت فشلا ذريعا.

لم يكن بإمكان حكومة اسرائيل أن تقوم بعملية تبادل الاسرى قبل سنوات:
إن اسرائيل لا تملك قرارها السياسي، وإن كان باديا للعيان عكس ذلك، فقد قامت منذ البداية لتملأ دورا وظيفيّا في خدمة قوى الاستعمار في المنطقة، وهنالك مخططات استعمارية جاهزة يتم تنفيذها حين تنضج تحت هذا المسبب أو ذاك. وهذه المخططات ترسم اساسا في البيت الابيض لخدمة مصالح الولايات المتحدة الامريكيّة ومصالح حليفاتها ضمن رؤى استراتيجية عالمية، تنفذ فيه اسرائيل دورها اقليميّا، وليس كما يظن البعض سذاجة ان اسرائيل هي التي ترسم سياسات البيت الابيض، وقد استخدمت اسرائيل ذريعة اختطاف حزب الله وحماس لجنود اسرائيليين من أجل تجييش الرأي العام الداخلي وكسب دعمه لشن حربين على لبنان (2006) وغزة (2008) على التوالي، مستخدمة ورقة الاختطاف لتنفيذ مشاريع استعمارية اقليمية جاهزة مسبقا. وحين فشلت اسرائيل في حربيها الاخيرتين وبالتالي سقوط ورقة الذريعة، لجأت الى الاتّكاء على الضغط الشعبي لديها لتنفيذ تبادل الاسرى بعد احتراق هذه الورقة، مع العلم أن الضغظ الشعبي لدى اتخاذ القرار كان أقل بكثير مما في فترات سابقة.

احتراق ورقة شاليط:
هنالك سببان أديا الى احتراق هذه الورقة وهما: أولا، فشل اسرائيل في استخدام ذريعة الاختطاف مرتين كما ذكرت سابقا من خلال فشلها بتنفيذ أهدافها بشن حربين. وثانيا، الأحداث التي عصفت بسوريا في الأشهر الأخيرة.

أحداث سوريا وملف شاليط:
ان ما يخيف الولايات المتحدة ليس حزب الله أو حماس وانما خريطة التواصل والامتدادات في تحدي هيمنتها على العالم، وحين تضع استراتيجياتها العالمية تضع نصب اعينها كيفية المحافظة على هيمنتها النسبيّة، التي فشلت بان تجعلها مطلقة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكيّة، من خلال ضرب كل منافس ممكن، بامكانه ان يستبدل مكانتها ويعيدنا من عالم القطب الواحد الى عالم متعدد الاقطاب. ومما لا شك فيه ان الصين تقف على رأس هذه الدول تليها دول أخرى مثل روسيا ما بعد يلتسين، فكم بالحري التقارب الصيني- روسي. وتحاول الولايات المتحدة ضرب الصين من خلال تقطيع اطراف الاخطبوط وصولا الى رأسه في عدة اقاليم منها الشرق الاوسط والشرق الأقصى وأفريقيا... وخصوصا من خلال الهيمنة على مصادر الطاقة، وأحد هذه المصادر هي ايران بلا شك بعد احتلال قوى الاستعمار المباشر للعراق وأفغانستان، فضرب حزب الله وتاليا سوريا كان من شأنه أن يضعف ايران،أحد أهم مصادر تزويد الطاقة للصناعات العملاقة في الصين (وهذا ما يفسر مظلة حق النقض الصيني والروسي حماية للنظام البعثي السوري)، ولكن المشروع فشل في خطوته الاولى بمواجهة حزب الله بدعم سوري- ايراني. والمحاولة الثانية فشلت في غزة ايضا بدعم سوري- ايراني، واليوم تراهن قوى الاستعمار على أقلية من المعارضة السورية بدعم عربي- تركي- اسرائيلي مباشر من أجل اسقاط نظام البعث السوري، مما يجعل ورقة شاليط زائدة وغير مجدية.

أبعاد الصفقة:
في السابق، وتحديدا فترة حكم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، كان هنالك حالة من الدمج بين المقاومة والتفاوض، ولكن بعد الانقسام بين رام الله وغزة فان مسارين مختلفين وحتى متناقضين انطلقا. وقد أصرّت رام الله على التمسك بنهج التفاوض مع اسرائيل التي لا ترى بالتفاوض الا وسيلة لكسب مزيد من الوقت لنهش المزيد من الارض الفلسطينية وبناء المستوطنات، وهذا ما حصل فعلا، دون ان تحقق سلطة رام الله أي انجاز يذكر على أرض الواقع. أما سلطة غزة فقد انتهجت استراتيجيّة المقاومة، ورغم الضغوط العربية والعالميّة، ورغم الحصار الاسرائيلي والمصري في حينه الا انها استطاعت ان تصمد امام العدوان وكسر الحصار جزئيا، وأخيرا انجاز تحرير 1027 اسيرا واسيرة من السجون الاسرائيلية. إن هذا الانجاز من شأنه أن يعزز من نهج المقاومة في مقابل التفاوض لدى كافة الفصائل الفلسطينية.





#زاهر_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُبٌ فِيْ السَافَانَا
- نُضيءُ الشمسَ بأعينِنَا
- سوريا وسيادة العقل
- أفيون ونبيذ
- خلسة!... في مفكرة عشتار
- سُيُوْفُ البَرْقِ فِيْ مَآقِيْنا
- يهوديّة ترحب بقسم الولاء للرايخ الثالث
- هَتَفَ لِإبْلِيْسَ الخُطاةُ: مَا أَوْرَعَكْ
- غناء السيرينات
- أَلْمَجْدُ لِمَنْ لَا تُبَالِي
- لأَنِّي أَنَا الدَمْعَةُ الشَقِيَّةُ
- اليهود المتديّنين -حريديم- يقتحمون الناصرة
- لُقَاحُ الرِيْحِ
- إنما الكَلِمُ رَصَاصٌ ... والقَصِيدُ بُنْدُقِيَّة
- كِنَّارُ
- عَسَاقِيْلُ الظَيَّانِ
- عُوْدِي إِلَيَّ ..
- تَتَسَائَلُنِيْ ..! لِمَ أنَا؟
- إبْلِيْسٌ هَذَا .. يُنَادِيْنِيْ
- سَأدَّعِي النُبُوَّة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر بولس - محاولة لقراءة عملية تبادل الاسرى بين حماس وإسرائيل