تقدير قاعدة الانسانية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 14:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

الشخص الذي يتمعن في لغتنا نحن البشر يتعجب كيف لا تصبح اللغة التي تميزناعن بقية الكائنات و تضفي علينا صفة البشر و تترجم ما يلوج في داخل النفس البشري و خارجه و بذلك تخلق عالم داخلي و خارجي او تترجم ما تسجله حواس الانسان و تشكل البنيان التحتي او قاعدة تستند عليها جميع علوم الانسان الادبية و العلمية – كيف لا تصبح جزء و مركز و محط انظار الدراسات الانسانية العلمية و الادبية؟ هل يهمل الانسان الدرسات اللغوية او يعاملها كما يعامل العلوم الاخرى لان اللغة بديهية يستعملها باستمرار في احلام و خيال الليل و واقع النهارلا يحتاج اعطائها الموقع المكزي الذي تستحقه؟ هل يستطيع الانسان ان يفكر دون مهارة لغوية تفهم الافكار التجريدية و المجسمة معا اي تعمل مثل برامج الكومبيوتر المرنة مع جهاز صلب يحتوي على الات و اسلاك كنقطة تقاطع بين الملموس المادي و الحسي الظاهري و غير الملموس الباطني؟

رغم ان اللغة تعتبر اهم جزء من علم الرموزsemiotics فانها ليست فقط تعلم اللغات او ماهي وظائفها و انظمتها و عملها سواء كانت صوتيةphonetics and phonology او تركيبة صياغية morphology او دلالية (المعنى) semantic او تطبيقية pragmatics او مفرداتية lexicology او قواعدية syntax او تاريخية اشتقاقية etymology و لكن اليوم تشعبت منها عدد كبير من الفروع لانها تتداخل مع جميع علوم الانسان سواء كانت علمية او ادبية مثل الطب و الهندسة و البرمجة الرقمية و الترجمة الالية و علم النفس و العقل البشري او اي موضوع علمي او ادبي آخر. الحقيقة لا يمكن ان يدرّس علم من العلوم في الجامعات دون تدريس علم اللغة و لو بشكل سطحي.

لا تزال اللغة هي الهوية الاولى للانسان قبل الجغرافية و التقاليد و غيرها من مكونات الهوية الاساسية و السؤال هو متى تنتبه الجامعات لاهمية اللغة و تجعله جزء من مناهجها الالزامية لجميع الاختصاصات مهما كانت انواعها؟
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات