المغرب: وزارة الصحة على صفيح ساخن

رحال لحسيني
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 19:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

المغرب: وزارة الصحة على صفيح ساخن
احتجاج مسؤولي الإتحاد المغربي للشغل بقطاع الصحة، المكفوفين يقتحمون الوزارة والجامعة الوطنية للصحة تهدد باحتلالها والاعتصام بها

نفذت الجامعة الوطنية للصحة (الإتحاد المغربي للشغل) صباح يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2011 وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة بالرباط في اليوم الأول من الإضراب الوطني للعاملين بقطاع الصحة بمختلف فئاتهم الذي دعت إلى خوضه تحت شعار: " مُتشبثون بالمطالب المادية والمعنوية للعاملين بقطاع الصحة وبصون كرامتهم، مُصرون على الاعتراف بخصوصية القطاع والنهوض به وبأوضاع العاملين به ورافضون للإتفاق المهزلة لـ 5 يوليوز"، يومي 25 و 26 أكتوبر 2011 بتزامن مع مرور خمسة أشهر على القمع الذي قُوبلت به احتجاجات العاملين بقطاع الصحة صباح وليل الأربعاء 25 ماي الماضي.

وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية الثانية للمسؤولين النقابيين للجامعة الوطنية للصحة، خلال نفس الشهر بعد وقفتها السابقة يوم الخامس من أكتوبر المُصاحبة للإضراب الوطني ليومي 5 و6 منه، مع بداية هذا الموسم الإجتماعي بمناسبة مرور ثلاثة أشهر على " الإتفاق المهزلة " حول حصيلة الحوار الاجتماعي مع الحكومة بخصوص وضعية موظفي وزارة الصحة.
(تأتي هذه الوقفة) في سياق البرنامج النضالي التصاعدي للإتحاد المغربي للشغل بقطاع الصحة للإحتجـــــــــــــــــــــاج على تدهور الأوضاع المادية والمعنوية للعاملين بقطاع الصحة. وعلى غياب شروط العمل اللائق. وعلى الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها العاملون بالقطاع. وعلى الإختلالات الصارخة في تسيير وتدبير قطاع الصحة. وعلى التدبير غير الديمقراطي لشؤون العاملين به والتمييز بينهم على أُسس غير مهنية (في المسؤولية، الترقي...إلخ). وعلى تمادي وزارة الصحة والحكومة في تجاهل مطالب نساء ورجال الصحة بمختلف فئاتهم. وعلى عدم الاستجابة الفعلية لمطالبهم المادية والمعنوية ومحاولة الالتفاف عليها باتفاق لايستجيب لتطلعاتهم وعلى الاتفاق المهزلة ليوم 5 يوليوز. وعلى المناورات والتشويش والتضليل والترهيب والتضييق على الحريات النقابية من طرف بعض مسؤولي وزارة الصحة بعدد المصالح والمناطق. وعلى تحميل نواقص المنظومة الصحية للعاملين بالقطاع (باعتبارها نتيجة للسياسات المتبعة في تدبيره والتي خلفت هوة شاسعة بين الخطاب الرسمي والواقع الفعلي الذي يزداد تدهورا).
وذلك من أجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الاعتراف بخصوصية قطاع الصحة وبالتضحيات الجسام التي يقدمها العاملين به، النهوض بقطاع الصحة ليكون في مستوى الحاجيات الصحية للمجتمع وطموحات المواطنين والاستجابة للملف المطلبي المشترك لموظفات وموظفي وزارة الصحة بمختلف فئاتهم وفي مختلف مواقع عملهم (من أطباء وممرضين ومساعدين تقنيين ومتصرفين وتقنيين ومهندسين وإداريين وحاملي للدكتوراه العلمية والدراسات العليا والمعمقة والمتخصصة والماستر– المساعدين الطبيين-... وفي مختلف مواقع العمل بالمؤسسات والمعاهد والمراكز الوطنية والمراكز الإستشفائية والمستشفيات والمراكز الصحية القروية والحضرية والمديريات والمصالح المركزية والجهوية والإقليمية والمحلية لوزارة الصحة الوقائية والإستشفائية) والنهوض بأوضاعهم المادية والاجتماعية والمهنية وصون كرامتهم.

***
فرغم الظروف المناخية والتساقطات المطرية التي سبقتها في عدد من المناطق، ورغم الإنزال الأمني الكثيف في محيط وبوابة وزارة الصحة والتي تم إغلاقها بسلسلة من أفراد قوات التدخل السريع لمنع النقابيين من دخولها، فقد مرت هذه الوقفة الإحتجاجية في جو حماسي كبير وعرفت نجاحا مهما. وقد طالب المشاركون فيها بالرحيل العاجل لوزير الصحة وكاتبها العام وبوقف تدهور الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية للعاملين بقطاع الصحة وبوضع حد للتسيير العشوائي وللفساد الذي ينخر القطاع (الشعب يريد إسقاط الفساد...).
واختتمت بكلمة الكاتب العام للجامعة الوطنية للصحة محمد وردي الذي جدد تشبث الإتحاد المغربي للشغل بالحقوق العادلة والمشروعة للعاملين بقطاع الصحة بمختلف فئاتهم وأكد على ضرورة النهوض بالقطاع ليكون في مستوى حاجيات المواطنين. قبل أن يعلن استعداد مناضلي الجامعة الوطنية للصحة لاحتلال وزارة الصحة والإعتصام بها إلى حين تدخل جهات أعلى لحماية الحق النقابي من ممارسات بعض مسؤولي وزارة الصحة وأذنابهم مركزيا وعلى مستوى بعض الجهات الذين يعمدون بتوجيهات منهم إلى التضييق على الحريات النقابية ويجتهدون في التشويش على نضالات العاملين بالقطاع لثنيهم على التشبث بمطالبهم. كما جدد عزم الجامعة على فضح الخروقات الصارخة التي تعرفها دواليب تسيير وزارة الصحة والتصدي لها، و عزم الجامعة على خوض معارك نضالية جديدة تصاعدية ومتواصلة واستمرارها في النضال لرفع الحيف عن موظفي وزارة الصحة بمختلف فئاتهم.

***

وبالموازاة مع ذلك اقتحم عدد من المكفوفين مقر وزارة الصحة للإعتصام بداخلها.. وفي إثر ذلك ولج مناضلو ومناضلات الجامعة الوطنية للصحة بهو وزارة الصحة وعبروا عن تضامنهم اللامشروط مع هؤلاء المواطنين المطالبين بحقهم في الشغل، كما نددوا بالحصار الأمني المكثف الذي ضرب على وزارة الصحة خلال الوقفة الاحتجاجية.

***
وقد عرفت هذه الوقفة الجديدة أمام مقر وزارة الصحة بالرباط كسابقتها حضورا رمزيا لبعض مناضلات ومناضلي الإتحاد النقابي للموظفين للتضامن مع إخوانهم ورفاقهم في قطاع الصحة.
كما سبق للأمانة الوطنية للإتحاد المغربي للشغل في شخص الأمين العام للإتحاد الميلودي المخاريق وأن عبرت عن مساندتها لنضالات نساء ورجال الصحة.

***

وبعد رفع هذه الوقفة الاحتجاجية الناجحة للمسؤولين النقابيين للجامعة الوطنية للصحة –إ م ش-، انتقل حشد من المحتجين إلى مديرية التجهيزات والصيانة التابعة لوزارة الصحة حيث نفذوا وقفة احتجاجية أخرى للتنديد بالأوضاع المزرية التي يعيشها موظفو وموظفات المديرية وللتعبير عن دعم الجامعة ووقوفها إلى جانب مكتبها النقابي بهذه المديرية.

***

وإلى ذلك عرف الإضراب الوطني الثاني للعاملين بقطاع الصحة الذي دعت إليه الجامعة الوطنية للصحة – إ م ش- يومي 25 و26 أكتوبر 2011 نجاحا واسعا على المستوى الوطني وفي مختلف المناطق وفي مختلف مواقع العمل، الشىء الذي يوضح حجم التذمر السائد وسط نساء ورجال الصحة ويؤكد تشبثهم بمطالبهم العادلة والمشروعة وبصون كرامتهم وسلامتهم./.

#رحال_لحسيني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات