أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - معنى الليبرالية الديمقراطية















المزيد.....

معنى الليبرالية الديمقراطية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 08:02
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



يوجه إلينا في العادة هذا السؤال التراتُبي : ماذا تعنون بالليبرالية الديمقراطية ؟ وبماذا تتميز ؟ وماهي أهم خصائصها ؟ ، يأتينا هذا السؤال من أصدقاء ومن مخالفين ، ونحن دوماً نجيب عن ذلك بجواب بسيط يرتبط بما هو متبادر وبما هو متعلق وبما تمثله الليبرالية من قيم في الحياة وللحياة ، ونحن على الدوام نربط بين هذه القيم وبما يُمكن تحقيقه للفرد وللجماعة منها ، ولأننا في العراق وفي المنطقة العربية والإسلامية نعاني من جملة مشاكل وإشكاليات لا نرى في واقع الحال ما يُمكنه إنقاذنا وترميم جراحنا من غير الليبرالية وقيمها في العدل وفي الحرية وفي السلام ، لذلك نربط الإزدهار والتقدم بها ، كما نربط بها كل حالة تفكيكية وتحليلية للواقع وفيماهو نافع وغير نافع في حياتنا بها ، ولا نبالغ إذا ما قلنا بان المستقبل المنشود والمزدهر مرتبط بها ، ولهذا صارت هي الهدف وهي الغاية من الوجود ومن الحياة .

وفي ذلك إنما نجعل من الليبرالية الديمقراطية الشيء المتحرك فينا وفي حياتنا ، وكذا المتصل بكل قيم الخير التي نسعى لها ، فقيمها ليست إفتراضية أو ذهنية ولا هي نافعة للمستقبل ولا يجوز أن نؤجل فعلها وحركيتها لما بعد التأسيس في كل دولة من دولنا الجديدة ، بلى هي حاضرة في ذهن الجميع حتى في ذهن وعقل المناوئين لها أو الظانين بها ظن السوء ، لذلك ينتحلون صفات وأسماء من أجل تقريب وجهات نظرهم ، بعدما عرفوا إن الشعوب ترفض كل فكر شمولي أو أحادي ، وعرفوا إن الشعوب ميالة للمشاركة في صُنع قراراتها ، هنا نقول إن الليبرالية الديمقراطية حاضرة في فكرها وفي طريقة تفكيرها التي تطغى على أو في ألسن الجميع ، من خلال مفرداتها التكوينية في الحوار وفي الجدل بالحسنى وفي الإيمان بالآخر المُختلف وفي كفالة ذلك وفي تعميمه .

من هنا أقول : إن الإقبال من العراقيين والعرب عليها هو إقبال يرتبط بمصيرهم وحاضرهم كما إنه يرتبط بقيمهم ، فليس هناك من حلّ لمشكلاتهم الجمه غير تبني الليبرالية الديمقراطية ليس في العلاج وحسب بل وفي الوقاية ، لهذا كان نزوع الناس إليها نزوعاً مندكاً في ومع الطريقة التي يمكنهم فيها ومن خلالها التقدم والتطور ، طبعاً قد يقول قائل : لماذا هذا الإيمان بها وبمستقبلها ؟ ، وأنت ترى إختيارات الناس التي بانت في إتجاه آخر ، أقول : نعم هذا صحيح فالطبقات المسحوقة من شعوبنا عانت من الدكتاتورية والإستبداد والظلم ، ولم يكن في تخيلها الخلاص من هذا الظلم كما لم يكن في تخيلهم هذا الإنقلاب وهذا التغير ، فالجميع كان يؤمن بالمعجزة وبالتدخل الغيبي ، ولهذا ربط هذا البعض ما يحدث من تغيير ككونه إستجابة من الغيب لما كان يعانيه الناس ، هذا الإيمان ولد نزوعاً عاطفياً مرتبطاً بطبيعة كل إنقلاب أو كل مرحلة إنتقالية من قبل ان تستتب الأمور وتتضح .

فحاجات الناس وهمومهم مرتبطة بالفعل اليومي وطبيعي إن الحكم يكون بناءاً على النتائج ، ولأن حال المجتمعات العربية عموماً ستبقى تعيش الألم وتعيش الحرمان ، ولأن ما في الواجهة هم أولئك الذين كانوا ولا زالوا يمنون الناس بالحلول السحرية ، ولأن ذلك قد أنكشف وثبت إن من هم والساعين إنما هم طُلاب مناصب وكراسي ليس إلاّ ، لهذا تبين للكثير أن لا مناص من غير العودة إلى الحلول الواقعية المنسجمة من طبيعة الإنسان ونفسه ، تلك الحلول المرتبطة بواقعه وطموحه وأحلامه .

أقول هذا وأنا أرى وأسمع كيف تم لدى الكثير هذا التبدل وكيف تم لهم هذا النضوج وكيف تمت لديهم أسباب كل هذه المعرفة ، فالعراقيون وهم رواد هذا الإنقلاب التاريخي في الواقع العربي تلمسوا عن قرب ومن بعد طول معانات وجهد ، ماذا يعني لديهم وماذا يعنيهم الوعي والإيمان والإرتباط بالوطن ، كما إنهم عرفوا معنى العمل ومعنى التضحية ومعنى ان يكونوا معاً وجميعاً موحدين غير مفرقين ، ونقول بإفتخار إننا في - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - قد بينا منذ سنيين معنى الإنتماء ومعنى الهوية وكيف يكون التفكير الصحيح الجريء الحر القادر على تسمية الأشياء بمسمياتها ، وفي ذلك كنا دعاة للوحدة ولتنظيم الصفوف وإحترام القانون وسيادته في مواجهة الإرهاب والغوغاء وأولئك السفسطائيين وأهل الكلام ، فعندنا الإنسان هدف وغاية ومن أجله لابد من العمل الحر النزيه العمل المبدع الذي يؤمن بالتطور سلوكاً وغاية ، وعندنا تتميز الألوان وتتوضح الصورة فحاضرنا الذي يبدو غير واضح المعالم عند البعض هو عندنا واضح جلي ، لأننا نؤمن بقدرة شعبنا على تخطي كل العقبات والمعضلات لذلك لن يستسلم ولن يخبو ولن يحيد .

أقول : إن القيم الليبرالية التي نفتخر بها ونفاخر تُجسدها تجارب أمم وشعوب تمسكت بها وأنتفعت وتقدمت وطال عودها وأستقام ، ولهذا لن نألوا جهداً في أن نجعل منها طريقاً لحياة شعوبنا ومجتمعاتنا ، وهذا هو إيماننا الذي نتمثله في الواقع ، والذي هو عندنا يعني الحياة الحرة المستقلة المفكرة التي تعتني بالروح وبالجسد ، ولأننا نركز على القيم فإننا نركز في الواقع على الأخلاق الليبرالية التي تنبذ الكذب وتحض على الصدق وتعاقب على الجريمة و الظلم ، وتدفع لشمائل الأخلاق الكامنة في فطرة الإنسان الغير ملوث والغير محزب في السلوك وفي الإعتقاد .

ونحن في هذا المقال بالذات لا نعرف الليبرالية الديمقراطية تعريفاً معجمياً وكما لا يجب ذلك علينا ، لكن الواجب هو التركيز على ما توفره الليبرالية للإنسان في حياته في حاضره وفي مستقبله ، و في هذا إنما نبشر بيوم الخلاص من كل عقد الماضي وتخاذله وبؤسه ونكباته ، فالعراقيون والعرب اليوم أمام تحد كبير ومواجهة مع النفس ومع الواقع ، في أن يكونوا أو أن لا يكونوا ، فتحقيق الوجود والإيمان به لن يتم لهم من دون تبنيهم وسيرهم في طريق الليبرالية الديمقراطية ، وفي ذلك نكون قد بينا معنى الليبرالية الديمقراطية في وجودها وفي عدمها بالنسبة للعراقيين والعرب في حياتهم وفي وجودهم ، وعندما يتم هذا التمازج نستطيع أن نثق بأنهم يسيرون في الإتجاه الصحيح ، وأنهم سيحملون نتائج باهرة وأكيدة ستكون لهم ولمستقبلهم ، إذ بها ومعها تتم نهضتهم وتقدمهم ورقيهم .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية الديمقراطية قدر الأمة
- الليبرالية مذهب إنساني
- الوحدة الوطنية فوق الجميع
- الشريعة بين لباس المرأة وحجابها
- قول في ( للذكر مثل حظ الأنثيين )
- تحية إلى قناة الرشيد الفضائية
- شهادة النساء في الكتاب المجيد
- - 11 سبتمبر - كيف يجب أن ننظر إليه؟
- الثورات العربية المعاصرة سر إنتصارها في ليبراليتها
- أزواج النبي
- حرية المرأة عند مفتي السعودية
- ما يصح وما لا يصح
- النقد الذاتي
- رد على الشيخ ناصر العمر
- الحكومة يجب أن تُحترم
- الوجود الأمريكي في العراق
- نهاية الإرهاب
- البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني ...
- الثورة الليبية في مواجهة الطغيان
- أحذر الحكام العرب


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - معنى الليبرالية الديمقراطية