أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - التشكيلة الهلامية للميليشيات المسلحة في العراق















المزيد.....


التشكيلة الهلامية للميليشيات المسلحة في العراق


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 1047 - 2004 / 12 / 14 - 08:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن أخطر ما يواجه الحكومة العراقية الجديدة من تحدي هو انتشار المظاهر المسلحة في كافة أرجاء البلد. ففي كل بيت تقريبا توجد أكثر من قطعة سلاح من مختلف الأنواع, الصغير منها والكبير, وأصبح استخدام السلاح والمتاجرة به من الظواهر والسمات الطاغية على المجتمع العراقي ما بعد سقوط النظام الديكتاتوري.
العناصر المسلحة في العراق لا تقتصر على الميليشيات المسلحة الحزبية بل تتجاوزها إلى فئات أخرى تتعامل مع السلاح بشكل يومي. فهناك عصابات منظمة تعمل على غرار المافيات الدولية وهي مجهزة بالعديد من الأسلحة التي تستخدمها يوميا على نطاق واسع للقيام بعمليات النهب والسلب والسرقة وخطف الرهائن وابتزاز عوائلهم لدفع فدية عالية مقابل إطلاق سراحهم أو قتلهم بلا رحمة وقيام عصابات قطاع الطرق الخارجية بسرقة الركاب وخطف الأجانب أو سرقة السيارات الحديثة وكذلك قيام عناصر مسلحة بتنفيذ عمليات قتل وتصفيات جسدية لخصوم مختلفين ومتعددين لحساب جهات مجهولة مقابل مبالغ طائلة من قبيل عمليات الانتقام الشخصي وتصفية الحسابات الشخصية القديمة . فالمجرمون والقتلة واللصوص الذين أطلق صدام حسين سراحهم من السجون قبل سقوطه يعيثون في الأرض فسادا الى جانب وجود أشخاص يتصرفون كشقاوات مستهترين لايحترمون ولايهابون القانون الغائب في العراق والذين يحلون مشاكلهم بلغة السلاح وأسلوب القوة وهؤلاء يصعب حصرهم ويقدر عددهم حسب تقديرات الدوائر الأمنية العراقية الوليدة ببضعة آلاف . هناك آلاف عديدة أخرى من العناصر المسلحة والمدربة من فلول النظام السابق من المخابرات والحرس الخاص وفدائيي صدام ورجال الحماية للنظام السابق والجهاز الصدامي المسلح للحزب الحاكم في النظام المنهار وأغلبهم مختبئين داخل أو خارج العراق ويقودون ويمولون عمليات التخريب وإشاعة الفوضى ومنهم جلادون تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي سابقا ومازالوا يرتكبون الجرائم غي الخفاء او عن بعد ويصل عددهم الى عشرات الآلاف .

فإذا صدّقنا الخطاب الرسمي للإدارة الاميركية فان النشاطات المسلحة تقتصر على بعض آخر الفصائل "البعثية" التي تلقت دعما من "إرهابيين" أجانب حيث يجتاز المئات منهم بصورة مستمرة حدود العراق وفقا لما صرح به "الحاكم" بول بريمر. لكن اتصالات محدودة مع بعض الأوساط المعارضة تكفي لتكوين صورة أكثر تنوعا وتعقيدا عن واقع الحال.
مما لا جدال فيه ان عناصر موالية للنظام السابق شكلت بالفعل خلايا للمقاومة على قاعدة العلاقات العائلية والمهنية. وقد ترك البعض منهم مراكزهم في الأجهزة الأمنية حاملين معهم أدواتهم التقنية والعسكرية. ويستفيدون أيضا من مخابئ للأسلحة وزعها النظام السابق في شتى الأنحاء. بيد أنهم لا ينفذون استراتيجيا وضعها صدام حسين الذي كان عاجزا عن التكهن بسقوطه...
إن هذه الخلايا تأتي نتيجة تداعي النخبة الحاكمة السابقة وبعد بداية عشوائية أخذت تتشكل شيئا فشيئا لتعيد إنتاج الهرمية التي كانت سائدة قبل الحرب. لكن لا يجدر بنا الافتراض أن الحرس الجمهوري والمخابرات ذابت في "المثلث السني" من اجل متابعة الحرب. فان مدنا مثل تكريت وبيجي أو شرقاط تضم العديد من تلك العناصر لكن الغالبية تفضل انتهاز الفرصة للاستفادة من الحياة... كما في الماضي.
كذلك يجب عدم إهمال وجود مقاتلين أجانب. كيف لا يدخلون إلى بلد تمّ حل أجهزة المخابرات فيه وبقيت حدوده من دون رقابة لمدة ستة اشهر؟ فوجود هؤلاء الأجانب لا يخفى على احد بسبب لهجتهم وعاداتهم الخفية والشاحنات الصغيرة التي تقلهم في ساعات الصباح الباكر مما يفضح وجودهم أمام الجيران. وهم يلقون الرعاية من عراقيين أئمة او تجار ميسورين ويثير وجودهم مشاعر متعارضة من الخوف والتعاطف او اللامبالاة.
هل يمكن مع ذلك ان نعتبرهم جيشا من الانتحاريين؟ يجب التمييز بين الفدائيين المتحمسين للمواجهة مع الولايات المتحدة ـ ولو دفعهم ذلك الى الموت كما في زمن الحرب ـ وبين مجموعات قادرة على إرسال متطوعين يفجرون أنفسهم في سيارات محشوة بالمتفجرات. ان الفاصل الزمني بين هذا النوع من الهجمات يشير الى انه لا وجود لخزان لا ينضب من الأفراد المستعدين لتفجير أنفسهم إلا في المخيلة الغربية.
هكذا، خلال الحرب لم يترجم تدفق الفدائيين بموجات من العمليات الانتحارية. على الارجح ان مجموعة خلايا المقاومة المنبثقة من النظام السابق لم تشرف على الاعتداءات على فندق بغداد ومراكز الشرطة في بغداد والتي تبدو من توقيع منظمات ذات خبرة في هذا الميدان. لكن ما حاجة شبكة مثل "القاعدة" الى بعض المئات من العناصر المتسللة يتحولون بسرعة الى طابور خامس ارهابي غير مجد على المستوى اللوجستي وغير مضمون على الصعيد الامني؟
تتعقد الظاهرة مع بروز اطراف آخرين، بدءا بالاسلاميين العراقيين المتصلين بنظرائهم الاجانب. اما الصلة غير المتوقعة فتتم بين الاسلاميين والبعثيين اذ يستجيب هؤلاء لحاجات اولئك اللوجستية ولتشكيل نوع من القيادة. يضاف الى هؤلاء افراد اثرياء يمولون خلايا عملانية او يكافئون مجرمين عاديين على ارتكابهم الهجمات. اخيرا تسجل ضربات افرادية ناتجة من الثأر او من هفوات وفظاظات يرتكبها الاحتلال. من المستغرب بالتالي صدور تصور عن الجانب الاميركي مفاده ان هناك قيادة مركزية متجسدة في السيد صدام حسين إن لم يكن في السيد عزة ابراهيم الدوري. واللافت هو التنوع الكبير في الدوافع. فحتى بين البعثيين المفترضين، تبقى الاشارة الى صدام حسين ملتبسة. فالاشخاص الذين التقيناهم من جهاز الامن السابق لا يبررون افعالهم بإمكان عودة النظام البائد بل بمزيج من الواجب الوطني والديني. وفي خطابهم لا يظهر صدام حسين الا كرمز للماضي والشجاعة والوحدة داخل معارضة مهمشة. وان اعتقاله او القضاء عليه سيقضي على الارجح على مقاتلين من هذا الصنف ليس بسبب قدراته العملانية بل بسبب الشحنة الرمزية المرتبطة بشخصه.
كذلك فإن اعمال العنف بالغة التنوع ولا تقوم جميعها، من اعتداءات او اغتيالات، على مقاومة الاحتلال. ففي بعض الحالات تحوم شكوك جدية حول بعض الشخصيات او الاحزاب السياسية. وفي حالات اخرى فإن الشائعات تحمّل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية او الأجهزة الاسرائيلية او الايرانية، المسؤولية. فطالما ان واشنطن مصرة على تحميل "البعثيين ـ الارهابيين" وزر اعمال العنف فانه يتم التداول بالنظريات الاكثر خيالية. خلافا للدعاية الاميركية، يمكن استنتاج خلاصتين، الاولى ان المواطنين ليسوا مستهدفين حتى الآن بالرغم من الخسائر التي تقع في صفوفهم والثانية ان اية عملية لم تقدم حتى الآن البرهان على تعاون بين البعثيين و"الارهابيين". ولكن هناك وثائق وقعت بيد المحققين بعد اعتقال بعض العناصر المسلحة وهي تحاول ارتكاب عمليات ارهابية كالوثيقة القادمة من سوريا بتوقيع ابو تموز العز والذي يعتقد انه سبعاوي شقيق صدام حسين يناشد فيها المجاميع النشطة في السيدية وقائدها المسمى الفاتح وحث عناصر مشروع 707 مخابرات للانحراط فورا في تشكيلات جيش المهدي الذي يقوده مقتدى الصدر واختراق هيئة اركانه لاسيما عبد الحميدالساعدي وقيس الخزعلي الناطق باسم الصدر وهو ضابط امني صدامي سابق لاثارة الاضطرابات في كربلاء والنجف والكوفة والكاظمية . مع ذلك فان هذه الخلاصات ليست بمنأى عن التقلبات، فالمعارضة المسلحة هي قبل كل شيء ظاهرة دينامية متغيرة. ان حل اجهزة الامن العراقية والنقص الذي يعانيه الاحتلال لجهة المعلومات بالطرق التقليدية اتاحت امام مختلف فصائل المعارضة فرصة ستة أشهر للتنظيم والتلاقي الى حدود لا يمكن التكهن بها. وقد برهنت حملات الدهم عدم فائدتها كما ان العمليات العسكرية ارغمت قوات الاحتلال على التكيف مع اشكال متنوعة من الاخطار. فالقوافل الاميركية باتت تترافق مع تغطية جوية فعالة كما تم تأمين طرق كانت خطرة في السابق. وتتزايد اعمال التفتيش فيما تتضاعف التحصينات حول معاقل الاحتلال.
هذه الترتيبات تدفع بدورها الخصم الى التكيف الدائم وهذا ما ينعكس في تطور تقنيات الهجوم والاستهداف. وهذا ما يجعل شبح الاخطار غير المتوقعة يحوم دائما في الاجواء. فلنتخيل مثلا انه تم اطلاق بعض بقايا الاسلحة الكيميائية بواسطة مدفع هاون على تجمع للجنود... ان الولايات المتحدة في سباق مع الزمن ضد عدو لا تعرفه جيدا وهي اذ تدرك الفجوات تتكل اكثر فأكثر على الشركاء المحليين من مخبرين واجهزة امن اعيد احياؤها، او احزاب تشارك في مطاردة البعثيين السابقين كالحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الدعوة الشيعي والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية.
خريطة الميليشيات
المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق تأسس سنة 1982 في طهران من قيادات سياسية شيعية مختلفة اشهرها محمد باقر الحكيم الذي أغتيل في النجف النجف الأشرف وشقيقه عبد العزيز الحكيم الرئيس الحالي للمجلس وحسين البشيري والسيد القبانجي وعادل عبد المهدي وزير المالية الحالي وممثل المجلس الأعلى في فرنسا سابقا. انبثق عن المجلس الأعلى تشكيل مسلح سمي بلواء بدر بين 1983 و 1984 وتحول الى فرقة ثم الى فيلق وضم أكثر من 25 ألف عنصر مسلح تمركزوا داخل الأراضي الإيرانية ابان النضال السلبي ضد نظام صدام وتسللوا الى العراق بعد سقوط النظام وتغلغل داخل المناطق الشعبية الشيعية في مختلف المدن العراقية .
ان فيلق بدر وبغض النظر عن الملابسات الصراعية السرية التي سبقت ورافقت تشكيله تحول الى قوة ميدانية ضاربة ، معبأة نفسيا ومعنويا وعقائديا مع وجود عناصر انخرطت فيه لدوافع مصلحية أو معاشية . لقد تشكل هذا الجيش العقائدي إثر تصفية حزب الدعوة الإسلامية بصورة دموبة داخل العراق وقد اتخذ الناجون من حزب الدعوة من منطقة الأهواز الإيرانية ملجأ لهم سنة 1979 قبل انطلاق الحرب العراقية الإيرانية . وفي سنة 1980 شكل الإيرانيون تنظيما عسكريا عراقيا ينسجم مع برامجهم تجاه العراق وخرجت الدورة الأولى سنة 1980 والدورة الثانية في نفس العام وبعدها تشكل فوج قتالي سمي بقوات الشهيد الصدر ومن الجنود الأسرى والهاربين تم تشكيل اللواء.
في سنة 1985 أعلن عن أول تشكيلة قيادية من 165 مقاتل بقيادة الحاج أحمد الزيدي ولم تتوفر إحصائية رسمية دقيقة لعدد قوات فيلق بدر لأسباب أمنية وداخلية . وفي عام 2003 تحول فيلق بدر الى منظمة سياسية بقرار من محمد باقر الحكيم إثر قرار سلطة التحالف رقم 3 الذي منع تشكيل وانتشار الميليشيات المسلحة في الأماكن . يقود الجناح العسكري المسلح في فيلق بدر صاري العامري قبل تحوله الى منظمة سياسية وبعد ذلك تسلم القيادة أبو بكر الساعدي كمشرف عام على منظمة بدر اليوم.
حزب الدعوة الإسلامية:
لحزب الدعوة تاريخ نضالي عريق في مقارعة النظام السابق قدم في المواجهات المسلحة التي قادها ضد النظام ألصدامي آلاف الشهداء . تأسس جناحه العسكري المسمى" الجناح ألجهادي" سنة 1979 بتوجيه وإشراف قيادات شيعية مرموقة منها محمد باقر ومهدى الحكيم ومحمد باقر الصدر وعارف البصري ومهدى صادق الحسيني . ضم الجناح العسكري للحزب قيادات دينية وسياسية ودينية شيعية مختلفة وآلاف المسلحين المتطوعين الذين تمركزوا في جنوب ووسط العراق . خاض الحزب بفضل جناحه العسكري حرب عصابات ضد نظام صدام حسين منذ سنة 1980 ونشر وحدات مسلحة نشطة وفاعلة في الأهوار والمدن الكبيرة وفي بغداد نفسها وتعرض الحزب الى انشقاقات عديدة وهو اليوم بجناحين رئيسيين الأول حزب الدعوة بزعامة ابراهيم الجعفري عضو مجلس الحكم السابق وعضو الهيئة الرئاسية الدورية ونائب رئيس الجمهورية حاليا وحزب الدعوة تنظيم العراق بزعامة أبو عقيل الهاشمي ولدى الجناحية تشكيلات مسلحة تسمى الحرس والأمن الخاص مهمتها تأمين حراسة قيادات الحزب ومقراته وقد قامت بعض التشكيلات المسلحة التابعة للحزب بجناحيه بالاستيلاء على مباني تابعة للدولة وطردت منها النقابات والاتحادات التي كانت تملكها ابان النظام السابق .
حزب الله في العراق:
تأسس حزب الله العراقي سنة 1980 كحركة عسكرية بالأساس لخوض حرب مسلحة ضد النظام كانت الحركة بالأصل جزء من مكونات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذى كان يوفر لها الغطاء السياسي ويقودها حسن ساري ابو مجتبى وعيسى جعفر.
يصل تعداد اعضاء الحزب بضعة مئات وهي تشكيل استخباراتي أكثر منه عسكري محترف بالمعنى المتعارف عليه ويتمركز نشاط الحركة في منطقة محددة من العمارة جنوب شرق العراق .
الحزب الإسلامي العراقي :
تأسس سنة 1960 كتنظيم سياسي طائفي لتمثيل السنة في العراق وفي سنة 1979 كون بعض التشكيلات المسلحة منها ما عرف باسم " مجموعة الصليخ" بزعامة سرمد الدوري وعلي حسين ة " مجموعة المقدادية" بزعامة حسين الخالدي . وفي سنة 1987 تكونت مجموعات مسلحة بزعامة شهاب التكريتي الذي قتل في مواجهة مسلحة مع قوات أمن النظام الصدامي ويمتلك الحزب اليوم أكثر من 2000 عنصر مسلح يقومون بحماية قيادة الحزب ومقراته .
الحزب الشيوعي العراقي:
من تأسيس الحزب الشيوعي العراقي كانت لديه عناصر مسلحة ومدربة وقد تزايدت ميليشياته المسلحة سنة 1959 وتشكلت قوات المقاومة الشعبية والأنصار ومارست بعض تشكيلاته المنشقة الكفاح المسلح ضد الأنظمة السابقة وخاض صراعا مسلحا داميا سنة 1963 ضد ميليشيات البعث المسماة بالحرس القومي وسقطت له آلاف الضحايا . ثم تجمد عمل الميليشيات ابان الجبهة الوطنية بين 1973 و 1978 ثم أسس ميليشيات جديدة سنة 1978 في كردستان العراق وأطلق عليها اسم " قوات الأنصار " بتعداد يصل الى 10000 عنصر مسلح وفيها نساء مقاتلات وهو التنظيم الوحيد في العراق الذي يضم نساء مقاتلات وتلسيح متوسط وخفيف ولايملك أسلحة ثقيلة بل يملك تدريبا جيدا وكفاءة عسكرية وقتالية عالية وكان يخوض عمليات مسلحة محدودة ضد قوات النظام الصدامي وشارك في الانتفاضة الشعبانية في مناطق نفوذه سنة 1991 ثم شارك الى جانب قوات البشيمركة في عمليات لاسقاط النظام السابق. وتقوم عناصره المسلحة بحراسة مقراته المنتشرة في كل مكان في العراق اليوم.
حركة الوفاق الوطني:
وعو تنظيم سياسي لايملك تنظيما عسكريا لكنه يمتلك عناصر داخل الجيش العراقي السابق وهو تنظيم بعثي منشق من حزب البعث ويعارض نظام صدام حسين أسسه أياد علاوي وتحسين معلة وصلاح الشيخيلي وصلاح عمر العلي الذي انشق وأسس الوفاق الديموقراطي وهو يضم اليوم منظومة مسلحة قوامها 15 عشر ألف عنصر مسلح وتتزايد يوما بعد يوم لأن المنتسبين اليها يعثرون على عمل ويقبضون معاشات شهرية مغرية يقومون بحماية قيادات الحركة ومقراتها وقد وافق قادة الحركة على قرار منع تشكيل الميليشيات المسلحة من قبل الحركات والأحزاب السياسية العراقي التي يمكنها ان تهدد النظام السياسي العراقي القادم وتهدد الحكومة العراقية المقبلة ومؤسساتها الحكومية . وبحكم العلاقات الوثيقة بين أحد مؤسسي الحركة وزعيمها الحالي أياد علاوي مع دوائر المخابرات في لندن وواشنطن وخاصة السي آي أ المخابرات المركزية الأمريكية تعاونت حركته بشكل وثيق وتنسيق كامل مع قوات التحالف للتخطيط لاسقاط نظام صدام حسين.
المؤتمر الوطني العراق:
لم يكن في الأصل حزبا سياسيا بل إطار لتجميع القوى السياسية العراقي المعارضة للنظام الصدامي تأسس سنة 1992 في خضم التحرك الدولي لشن الحرب ضد النظام الصدامي واخراجه من الكويت ومن ثم اطاحته وكان يترأسه احمد الجلبي وشكل لتحقيق اهدافه مايسمى بـ " جيش تحرير العراق" وصل تعداد عناصره نظريا كما أشيع 100 ألف عنصر. وبعد سقوط النظام الصدامي عاد احمد الجلبي وبرفقته 700 عنصر تدربوا على القتال والأعمال العسكرية في بلغاريا وامريكا وكردستان العراق . أسس احمد الجلبي منذ اليوم الأول لوصوله الى العراق بعد سقوط النظام " المكتب 29" الذي يمارس عملا استخبارتيا والذي يقود العناصر المسلحة للمؤتمر ويوجهها . وقد وافق الجلبي على حل هذا المكتب تنفيذا لأوامر قوات التحالف بحل الميليشيات الميلحة واحتفظ الجلبي ب 40 الى 50 عنصر مسلح لحمايته الشخصية وحماية مقره وربما يفوق العدد الحقيقي لعناصره المسلحة ماصرح به واخذ له الاجازة بحمل السلاح. ولقد شاره في الشارع العراقي أن ميليشيات الجلبي شاركت في سرق ونهب المصارف العراقي في الأيام الأولى لسقوط النظام وكذلك الاستيلاء على ممتلكات الدولة وسياراتها وكان تنظيم الجلبي وعناصره المسلحة تمول من قبل وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون قبل تخليها عنه قبل أسبوعين.

جيش المهدي:

من هي ميليشيات جيش المهدي؟ في بلد مثل العراق لم يعد الحصول على السلاح وحتى استخدامه أمرا عسيرا، فبعد انهيار الجيش العراقي وأجهزة الأمن وصدور أمر قوات الاحتلال بحلها، أصبحت مستودعات الأسلحة الضخمة المنتشرة في كل انحاء العراق نهبا لكل من يبحث عن السلاح. وانتشرت آنذاك أسواق الأسلحة في كل مكان من العراق دون ضوابط، ولم تتمكن من وقف ذلك الاجراءات غير الحازمة التي لجات إليها سلطات الاحتلال.
وبالرغم من محاولات الحد من نفوذ الميليشيات ونشاطها، ومنع تشكلها، إلا أن "جيش المهدي" لقي اهتماما متزايدا بعد أن وجد رجل الدين الشاب مقتدى الصدر لنفسه مكانا مؤثرا في أوساط الشبان الشيعة وبعض رجال الدين، مستندا بذلك إلى مخاطبة المشاعر الجيّاشة، وإلى ارث والده المرجع الشيعي الراحل آية الله محمد صادق الصدر، الذي كان يقلده كثيرون من المسلمين الشيعة داخل العراق وخارجه، وبخاصة في بعض مدن وأرياف جنوب العراق وامتداداتها في الأحياء الفقيرة في العاصمة بغداد.
طموح سياسي:
كان طموح مقتدى الصدر السياسي كبيرا ممزوجا بنرجسية كبيرة ووهم يتجاوز بكثير حجمه الحقيقي على الرقعة السياسية العراقية . فقبل انهيار النظام السابق اتصلت المخابرات المركزية الأمريكية بمقتدى الصدر وزودته بادهزة اتصال لاسلكية بعدد عشرة وبربع مليون دولار لتهيئة الأرضية في عملية اسقاط النظام فتخيل أنه من الأركان الأساسية لعملية التغيير ولمرحلة مابعد صدام ولكن التطورات السياسية والمفاوضات والمناورات الى جانب ما ارتكبه الصدر وجماعته من تجاوزات قانونية وعمليات اغتيال وترهيب للسكان دفع الأمريكيين لتجاهله وتهميشه وابعاده عن تركيبة مجلس الحكم السابقة والتركيبة الحكومية الحالية مما اثار حفيظته واعلانه التمرد باسم مقاومة الاحتلال.
ولتجسيد طموحه السياسي سعى الصدر إلى إيجاد الأدوات المناسبة لذلك بإعلانه عن تشكيلات سياسية وعسكرية قد يكون أهمها "جيش المهدي" الذي شكل في يوليو (تموز) 2003، وانخرط فيه عدة الاف من الشبان الذين يبدو أن الكثيرين منهم تلقوا تدريبا جيدا على السلاح.
ويتردد أن الكثيرين ممن انضموا إلى جيش المهدي كانوا أعضاء في التشكيلات شبه العسكرية أيام الحكم السابق، ويعتقد أيضا أن هذه الميليشيات تتلقى دعما ماليا إيرانيا وأن أفرادها يدربون على يد خبراء إيرانيين، إلا أنه لا يتوفر دليل قاطع على ذلك.
وجيش المهدي أول ميليشيا شيعية تتشكل بعد دخول قوات التحالف إلى بغداد وإطاحة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ولا توجد ميليشيا أخرى سوى فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي تأسس في إيران في الثمانينات من لاجئين وأسرى حرب، ودخل مسلحوه من الحدود الإيرانية بعد انهيار النظام العراقي في أبريل/ نيسان من العام الماضي.
ويعتقد أن عدد أفراد ميليشيا جيش المهدي يتراوح ما بين 10 إلى 15 ألفا ومعظم أعضائه من شبان الأحياء الفقيرة في بغداد مثل مدينة الصدر ومدينة الشعلة ومن محافظات اخرى في جنوب العراق.
منزلته الدينية:
ولترسيخ منزلته الدينية بدأ الصدر بعد أسبوعين من انهيار النظام السابق بإلقاء خطبة الجمعة في مسجد الكوفة حيث كان والده محمد صادق الصدر يؤم المصلين أيام الجمعة ويخطب فيهم، مما زاد من نفوذه وأثار نقمة الحكم السابق التي انتهت باغتياله عام 1999.
لكن مقتدى الصدر لم يكن يحظى بتأييد واسع في أوساط الشيعة لخططه السياسية، فقد تراجع في اكتوبر (تشرين الاول) 2003 عن تشكيل حكومة موازية لمجلس الحكم الانتقالي الذي يعارضه، وذلك بسبب ضعف التأييد الشعبي الذي تم قياسه بحجم المظاهرات التي دعا إليها، واعتبرت استفتاء بعدم تأييد حكومته المقترحة.
يفترق توجه مقتدى الصدر عن توجه مرجعية النجف من حيث الموقف من الأوضاع الراهنة في العراق، فهو يطلق على المرجعية المتمثلة بآية الله علي السيستاني وآية الله بشير النجفي ومجتهدين كبار آخرين اسم "الحوزة الصامتة" مقابل "الحوزة الناطقة" التي ينادي بها، والتي تعارض الاحتلال وتحمل طموحا بتولي مهمات سياسية قيادية.
فالصدر يقلد المجتهد آية الله كاظم الحائري الموجود في قم والذي يؤمن بمبدء ولاية الفقية المتبع في إيران، وهو الأمر الذي لا تأخذ به مرجعيتا السيستاني والنجفي.
لكن اكثر ما عمق الانشقاق في أوساط الشيعة وزاد من الانتقاد لمقتدى الصدر وأنصاره ما نسب إليهم من اعتداءات على مقربين من المرجعيات الشيعية والحوزة العلمية، وخصوصا مقتل عبدالمجيد الخوئي نجل المرجع الشيعي الراحل آية الله أبو القاسم الخوئي، بعد دخول قوات التحالف إلى العراق.
وانعكست هذه القضية على التوتر الذي تصاعد أخيرا بين ميليشيا "جيش المهدي" وقوات التحالف، إثر غلق صحيفة "الحوزة الناطقة" واعتقال مصطفى اليعقوبي مساعد الصدر. وبلغ التوتر أوجه باصدار أمر قضائي باعتقال مقتدى الصدر نفسه.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات التجديد للأثر الفيلمي ضوئياً
- رؤية تحليلية للسياسة الفرنسية إزاء الاستراتيجية الأمريكية -ا ...
- مراجعات في السينما التاريخية - التحول من نصوص التاريخ الي ال ...
- حوار مع جواد بشارة
- التيار الديني معضلة واشنطن في العراق
- جدلية القوة والضعف في أعمال المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ
- على مفترق الطرق : العراق وآفاق الحل
- العراق : اليوم وما بعد اليوم هل يمكن أن تصبح بلاد الرافدين ف ...
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- تداعيات من داخل الجحيم البغدادي
- الإسلام يهدد الغرب أم يتعايش معه ؟
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- رؤية أمريكية للوضع في الشرق الأوسط
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- أمريكا ومنهج التجريب في العراق : قراءة في تحليلات وسائل الإع ...
- الرؤوس المفكرة الأمريكية في خدمة الدولة العبرية
- التيار الديني معضلة واشنطن في العراق
- تقرير عن حقوق الإنسان في العراق
- حلول اللحظة الأخيرة للمحنة العراقية


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - التشكيلة الهلامية للميليشيات المسلحة في العراق