أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل عوض - تشيني يستفهم عن الشرق الأوسط من فؤاد عجمي وبرنارد لويس: امريكا ستفرض الديمقراطية علي العراق و العدوي ستصيب العرب!















المزيد.....

تشيني يستفهم عن الشرق الأوسط من فؤاد عجمي وبرنارد لويس: امريكا ستفرض الديمقراطية علي العراق و العدوي ستصيب العرب!


عادل عوض

الحوار المتمدن-العدد: 237 - 2002 / 9 / 5 - 02:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



وهكذا يتضح ان أميركا مصممة ليس علي تغيير النظام في العراق فحسب بل بناء نظام ديمقراطي هناك، هذا علي الاقل ما قاله نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في خطابة بولاية تكساس اليوم الجمعة المصادف للتاسع والعشرين من آب، متحدثا أمام مجموعة من المحاربين القدماء. كلمته وللمرة الثانية خلال اسبوع حملت رسالة واضحة مفادها ان ليس هناك مفر من الذهاب الي الحرب مع نظام صدام. كما انه ركز علي طرح مثالين للتدخل العسكري الأمريكي الناجح في كوريا الجنوبية وأفغانستان، متجنبا التعرض الي ذكر مصاعب ومخاطر المواجة القادمة بل اختار استعراض ما ستنتج عنه من حياة كريمة تنتظر شعب العراق تحت ظل الديمقراطية والحريات المدنية في مرحلة ما بعد التغيير.
استشهد تتشيني بمقولة البروفيسور فؤاد عجمي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة جون هابكنز، من ان العراقيين سيخرجون الي شوارع بغداد والبصرة يرقصون ابتهاجا بزوال نظام صدام حسين. ولكن الاستشهاد بعجمي، صاحب المواقف المثيرة للجدل من قضايا الشرق الأوسط بسبب قربها من المعسكر الإسرائيلي كما يتهمه الكثيرون، يشير الي ان الإدارة الأمريكية ستعمل علي اساس نصيحته والتي يدعو فيها بعدم إعطاء أية أهمية لما يسمي (بمشاعر الشارع العربي) والتي يجيد التلويح بها الملوك والرؤساء العرب كلما سنحت لهم الفرصة بذلك. أي ان أميركا تقول للعالم انها ستفعل ما تراه صحيحا وبغض النظر عما يُشاع من ان الشارع العربي سيخرج عن نطاق السيطرة اذا ما قامت بتنفيذ تهديداتها بإسقاط نظام صدام.
ولكن كلمة تشيني كشفت أيضا ان مآرب الإدارة الأمريكية في المنطقة لن تقتصر بإسقاط نظام صدام وبناء الديمقراطية هناك، بل ستتعدي أهدافها حدود العراق الجغرافية. فماذا يعني هذا؟
في اليوم الذي تلا أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية أتذكر أنني استلمت بريدا إلكترونيا من صديق لي أميركي يقول فيه: أن الحياة ستتغير من الآن فصاعدا....
وفعلا تغيرت أمور كثيرة لم يكن ابسطها ظهور تلكم الأصوات التي كانت تصف الإسلام ونبي المسلمين بالشر والشيطنة الي العلن، لا بل اصبح الأمريكان يشاهدونهم حتي أثناء تناولهم الفطور في الساعات الأولي من الصباح وعلي قنوات شهيرة من ضمنها السي ان ان. وقد يُعد من قبيل التغيير أيضا معرفة ان الإدارة الأمريكية قررت الإصغاء لآراء بعض المتخصصين من أمثال العجمي وبرناد لويس (اشهر الغربيين الذين كتبوا عن الإسلام والعرب) واللذين اتفقا علي ان يعزيا جزأ مهماً من مشاعر الكراهية والغضب تجاه أميركا الي مساندت الاخيرة للأنظمة العربية الدكتاتورية والتي تكره الديمقراطية ككرها للجذام والبرص. وبمعني آخر فان أميركا قررت عدم قبول تعليلات الأنظمة والإعلام العربي من ان دعم أميركا الأعمي لإسرائيل كان هو سبب نقمة الشارع العربي والاسلامي عليها.
ولكن مهما يكن سبب تغير الخطاب الأمريكي الذي اصبح يحاكي تطلعات الشارع العربي الديمقراطية والتحررية، فأنه من غير الممكن ان نغفل حقيقة مهمة وهي انه يصب في مصلحة العرب أولا وآخراً إذا ما صدقت النوايا الظاهرية. فالعرب في صراعاتهم الاقليمية قد جربوا كل شيء، من دون حصول نتائج مثيرة. فربما حان الوقت لكي يجرب العرب شيئا آخر، من خلال منح شعوبهم الحريات المدنية والديمقراطية عسي ان يصلح كسب الشعوب ما لم يصلحه اضطهادهم.
علينا ان نفهم ان أميركا بعد الحادي عشر من سبتمبر هي ليست تلك التي كانت في العاشر منه. ومن يقول ان أميركا تكذب بوعودها بالديمقراطية فعليه ان يدرك ان أميركا لم تعد تشعر بالأمان بالرغم من وجود أسلحة دمار لا مثيل لها، وفي خضم هيجانها اكتشفت سلاحا جديدا أسمته دمقرطة الدول العربية والإسلامية والتي ستجرب فعاليته في بغداد أولا. وبالرغم من ان هذا السلاح غير قاتل الا انه سيوفر حماية لم يستطع توفيرها لها سلاحها النووي. أميركا اصبحت تؤمن ان دعم الديمقراطية في الدول العربية والاسلامية سيختزل غضب وكراهية الشارع العربي لها. ثم ان هناك حقيقة معروفة تقول ان الساسة الأمريكان لا يحترمون عهودهم الا تلك التي يقطعونها لشعبهم، وتشيني كان يخطب من قلب ولاية تكساس.
إذا كان العجمي هو من تم الاتفاق علي ذكره في كلمة تشيني، فهذا لا يعني ان برنارد لويس، أستاذ جامعة برنستن، لم يكن حاضرا في محتوي الكلمة نفسها، بل في الحقيقة ان لويس هذا كان موجدا في اطراف مهمة من الخطاب. يُذكر ان لويس قد تم استدعاه الي البيت الأبيض سراً، لكي يجيب علي سؤال بوش: لماذا يكرهنا العرب والمسلمون؟
ليس من الصعب التكهن بما قاله لويس للرئيس الأمريكي، فمعروف ان لويس يعتقد ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر برهنت علي ان الشعبين العراقي والإيراني ينظران الي أميركا كمنقذ بسبب العداء بين الأخيرة والأنظمة. علي العكس من الشعوب العربية الأخري التي تنظر الي أميركا كائقٍ أمام تحررها من الأنظمة الدكتاتورية التي تحظي بدعم أميركا. ونظرية الدومينو التي يحث عليها لويس، ينصح بان تبدأ من حيث تسقط دومينو نظام صدام حسين، وهو يقول ان الديمقراطية معدية ، ومتي ما بدأتها في العراق، ستنتشر كالنار في الحطب اليابس، وما أيبس حطب العرب للديمقراطية!
تشيني يؤكد ان الديمقراطية، لا الغزو، قادمة لا محالة، فبها ستهزم أميركا الإرهاب، وبها سيعيش العراقيون سنين طويلة من الهدوء والدعة. أما الشعوب العربية، فأنظمتها ستُغيّر من نفسها رويدا رويدا، متي ما لحقتها عدوي الديمقراطية، كتلك التي أصابت دول أوربا الوسطي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
ويبدو لي ان صاحبي كان صادقا عندما قال: ان الحياة ستتغير من الآن فصاعدا... ولكن بالرغم من أنني لا ادري ماذا كان يعني بالضبط، الا انني اشك بعمله من ان التغيير سوف لن يقتصر علي أميركا، وانه هذه المرة سيكون نحو بناء ديمقراطية بعد سقوط دومينو نظام صدام حسين في العراق.


ہ كاتب من العراق يقيم في امريكا
جريدة القدس العربي 
 



#عادل_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط نظام صدام سيكون أسرع من سقوط سفارته في برلين
- محنة الطبيب العراقي وجريمة قطع آذان ضباط وجنود


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل عوض - تشيني يستفهم عن الشرق الأوسط من فؤاد عجمي وبرنارد لويس: امريكا ستفرض الديمقراطية علي العراق و العدوي ستصيب العرب!