أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - وصفي احمد - الثورة التونسية إلى أين ؟














المزيد.....

الثورة التونسية إلى أين ؟


وصفي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 16:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


منذ أن اندلعت الثورة التونسية و أنا أتابع مجريات أحداثها بفرح مشوب بالحذر لأني أعرف أن هناك من يتربص بها , فالدول الغربية و على رأسها الادارة الأمريكية ستسعى إلى حرف مسارها بعيدا عن مصالح الكادحين التونسيين فهي لا تسعى سوى إلى اعتماد تونس اقتصاد السوق و ما سيسببه من ضرر فادح بالمجتمع التونسي من الثورة التونسية إلى أين ؟
منذ أن اندلعت الثورة التونسية و أنا أتابع مجريات أحداثها بفرح مشوب بالحذر لأني أعرف أن هناك من يتربص بها , فالدول الغربية و على رأسها الادارة الأمريكية ستسعى إلى حرف مسارها بعيدا عن مصالح الكادحين التونسيين فهي لا تسعى سوى إلى اعتماد تونس اقتصاد السوق و ما سيسببه من ضرر فادح بالمجتمع التونسي من حيث ارتفاع معدلات التضخم من جهة و تحويل المجتمع من منتج إلى استهلاكي و عليه فهي لا يهمها شكل الحكومة التي ستتشكل اسلامية كانت أم علمانية المهم أنها ستقوم بتحقيق مصالحها , و في نفس الوقت فان القوى الإسلاموية جاهزة لطرح نفسها كبديل شرعي للنظام السابق و مكمن الخطورة يتمثل في امتلاكها كل المقومات للوثوب إلى السلطة , كما أن المجتمع جاهز لتصديق خطابها المخاتل إذ انه لم يكتو بنارها كما اكتوينا به نحن العراقيين .
و مكمن الخطر يتمثل في مصادرتها لكل الحريات التي حصل عليها المجتمع التونسي طوال سني عمر الدولة التونسية و خصوصا فيما يتعلق بالنساء فهن لابد لهن أن يعدن إلى البيوت للقيام بواجبهن المقدس في خدمة أزواجهن و تربية أطفالهن لا غير , و لابد من تحقيق الشريعة الاسلامية من حيث تعدد الزوجات كحق فرضه الله في كتابه للرجال متناسين أن أية تعدد الزوجات إنما نزلت لتقييد عدد الزيجات من عدد لا محدود إلى آخر مقنن و الآية تقول بصراحة و إن خفتم ألا تعدلوا فواحدة و من المعلوم أن العدل بين الزوجات ضرب من الخيال .
و قد تحققت مخاوفي فالأخبار تشير إلى حصول حزب النهضة الاسلامي على ما نسبته 40% من نتائج الانتخابات و هذا يعني ببساطة أن ستحصل على الأغلبية في الحكومة الانتقالية و في لجنة كتابة الدستور مما يتيح لها سنه وفق تصوراتها وهنا مكمن الخطر . إذ ان هذه الحركات لا تفهم من الاسلام سوى مصادرة الحريات و اقامة الحدود و هذا ما يحصل بالضبط في محافظات وسط وجنوب العراق فمن يمسك و معه قنينة مشروب كحولي يساق إلى الحوزات الدينية في تلك المحافظات ليجلد مائة جلدة و يوضع في سيارة لعرضه على الجمهور كمرتكب كبيرة في حين أن من يسرقون المال العام يمشون بطولهم دون أن يتعرض لهم أي أحد بسوء .
غير أن الأمل مازال معقودا بالأحزاب و الحركات العلمانية كي تمنع انزلاق المجتمع التونسي إلى هذا المنزلق الخطير , لذلك فهي مطالبة – و خصوصا الأحزاب اليسارية – إلى رص صفوفها في تحالفات عريضة للحفاظ على مستقبل البلاد.
حيث ارتفاع معدلات التضخم من جهة و تحويل المجتمع من منتج إلى استهلاكي و عليه فهي لا يهمها شكل الحكومة التي ستتشكل اسلامية كانت أم علمانية المهم أنها ستقوم بتحقيق مصالحها , و في نفس الوقت فان القوى الإسلاموية جاهزة لطرح نفسها كبديل شرعي للنظام السابق و مكمن الخطورة يتمثل في امتلاكها كل المقومات للوثوب إلى السلطة , كما أن المجتمع جاهز لتصديق خطابها المخاتل إذ انه لم يكتو بنارها كما اكتوينا به نحن العراقيين .
و مكمن الخطر يتمثل في مصادرتها لكل الحريات التي حصل عليها المجتمع التونسي طوال سني عمر الدولة التونسية و خصوصا فيما يتعلق بالنساء فهن لابد لهن أن يعدن إلى البيوت للقيام بواجبهن المقدس في خدمة أزواجهن و تربية أطفالهن لا غير , و لابد من تحقيق الشريعة الاسلامية من حيث تعدد الزوجات كحق فرضه الله في كتابه للرجال متناسين أن أية تعدد الزوجات إنما نزلت لتقييد عدد الزيجات من عدد لا محدود إلى آخر مقنن و الآية تقول بصراحة و إن خفتم ألا تعدلوا فواحدة و من المعلوم أن العدل بين الزوجات ضرب من الخيال .
و قد تحققت مخاوفي فالأخبار تشير إلى حصول حزب النهضة الاسلامي على ما نسبته 40% من نتائج الانتخابات و هذا يعني ببساطة أن ستحصل على الأغلبية في الحكومة الانتقالية و في لجنة كتابة الدستور مما يتيح لها سنه وفق تصوراتها وهنا مكمن الخطر . إذ ان هذه الحركات لا تفهم من الاسلام سوى مصادرة الحريات و اقامة الحدود و هذا ما يحصل بالضبط في محافظات وسط وجنوب العراق فمن يمسك و معه قنينة مشروب كحولي يساق إلى الحوزات الدينية في تلك المحافظات ليجلد مائة جلدة و يوضع في سيارة لعرضه على الجمهور كمرتكب كبيرة في حين أن من يسرقون المال العام يمشون بطولهم دون أن يتعرض لهم أي أحد بسوء .
غير أن الأمل مازال معقودا بالأحزاب و الحركات العلمانية كي تمنع انزلاق المجتمع التونسي إلى هذا المنزلق الخطير , لذلك فهي مطالبة – و خصوصا الأحزاب اليسارية – إلى رص صفوفها في تحالفات عريضة للحفاظ على مستقبل البلاد.



#وصفي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب الكامنة وراء استعصاء حل الأزمة السياسية
- لا مكان لليسار إلا في ساحات الاحتجاج
- رياح التغيير تهب على العراق
- عتب مسؤول عراقي على المتضاهرات و المتظاهرين
- ثورة العشرين و ولادة المجتمع العراقي
- بين حانة و مانة ضاعت لحانة
- النظام السوري و الانتفاضة
- الكفيلة لنجاح الثورة التونسية
- العالم العربي بعد الإنتفاضة التونسية
- الثورة التونسية و آفاق المستقبل
- الهوية الطبقية لدولة ما بعد الأحتلال الإنجلو – أمريكي
- أبو سبيت
- الأهداف الكامنة وراء الهجمة على النوادي الاجتماعية و الترفيه ...
- أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر
- انقلاب 8 شباط 1963 – الحلقة السابعة من الحكم الهزيل
- الاجراءات القمعية لسلطة 8 شباط ضد رموز العهد القاسمي
- الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين
- الحلقة السادسة: التناحر بين الأحزاب السياسية
- الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل
- الحكم الهزيل


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - وصفي احمد - الثورة التونسية إلى أين ؟