عبد الاحد متي دنحا
الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 19:04
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
العنف التربوي اسبابه ونتائجه ومعالجته ج5
خامسا: اثار ونتائج العنف التربوي:
ان العنف التربوي يسبب بنتائج سلبية على المدارس. انه يدمر جو المدرسة وذلك بتعكيره لانسيابية التدريس والفعاليات المدرسية الاخرى. ان كمية التوتر الذي يخلقه العنف في المدرسة يكفي لصرف الطلاب من التركيز على دراستهم.
العنف ليست حالة مثالية في المدرسة, والأطفال الذين يقحمون انفسهم به, يتاخرون في الدراسة وقد يؤدي الى تدمير مستقبلهم.
ويتطلب في بعض الاحيان لعدد من الطلاب الحصول على الرعاية الطبية لإصابات, بعضها بسيطة نسبيا، وتشمل جروحا وكدمات وكسور في العظام, وقد تكون معقدة وتتطلب نقل الى المستشفى وربما تحدث حالة وفاة, كما حدث في مدرسة في الاسكندرية في مصر سنة 2008. راجع المصدر ادناه:
http://forum.arab-mms.com/t48237.html
إن للعنف آثار خطيرة قد تنعكس على ذات الطفل فتؤثر على صحته وقدرته على التعلم كما أنها تدمر ثقة الطفل بنفسه وتضعف قدرتهم على السيطرة على ذواتهم.
واهم هذه المشاكل تنقسم إلى:
1- مشاكل سلوكية و انفعالية:
دراسات عديدة أفادت إن الأطفال المعرضين للعنف أكثر عرضة للسلوك اللا اجتماعي والعدواني مقارنة بالأطفال الذين تخلوا حياتهم من الممارسات العنيفة.
كما أظهرت هذه الدراسات ان من اهم تغيير في سلوكية الاطفال هي:
- انخفاض الثقة بالنفس وتجاه الآخرين.
- تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز.
- العصبية والتوتر الزائد الناتج عن عدم إحساسه بالأمان النفسي,
- اللجوء إلي الحيل اللاشعورية ،مثل التمارض والصداع والمغص لرغبته في عدم الذهاب للمدرسة لارتباطها بخبرات غير سارة.
- الانطواء و مخاوف غير مبررة.
- السرقة.
- الكذب: حيث يميل الطالب للكذب كهروب من موقف التعنيف,
- القيام بسلوكيات ضارة مثل شرب الكحول أو المخدرات.
- تاذية انفسهم و محاولات للانتحار.
- تحطيم الأثاث والممتلكات في المدرسة.
- اضطرابات النوم والتبول اللا إرادي.
- تشكيل او مشاركة في عصابات.
2 – مشاكل تعليمية وإدراكية و تعطيل القدرات الإبداعية وضعف التركيز:
هناك علاقة وثيقة بين نمو طاقة التفكير والإبداع عند الطفل والتعرض للعنف, إن القدرة على التفكير لا تنمو إلا في مناخ الحرية, الحرية والتفكير أمران لا ينفصلان, إذ إن مدى تعرض الطفل للعنف تؤثر على القدرات الأكاديمية والفكرية لديه, والعنف لا يؤدي في افضل نتاجه إلا إلى عملية استظهار بعض النصوص والأفكار, وإذا كانت العقوبة تساعد في زيادة التحصيل فان الأمر لا يتعدى كونه أمرا وقتيا عابرا وسوف يكون على حساب التكامل الشخصي.
ان الدراسات التربوية الحديثة تؤكد بان الأطفال الذين يحققون نجاحا وتفوقا في دراستهم هم الأطفال الذين ينتمون إلى اسر تسودها المحبة والأجواء الديمقراطية.
العملية التربوية ليست تلقين المعلومات والمناهج بل إنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو الازدهار والتكامل .
ومن اهم نتائجه:
- انخفاض معدل الذكاء
- تدني مستوى التحصيل الدراسي والعلمي.
- التأخر عن المدرسة وغيابات متكررة.
- عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية.
- التسرب الدراسي بشكل دائم أو متقطع التزام ما يؤدي الى الفشل في الدراسة.
- العجز في المجالات الاجتماعية والمعرفية، أو عدم القدرة على معالجة المعلومات.
- كراهية المدرسة والمعلمين وكل ما له علاقة بالعملية التعليمية.
- تهديد الأمن النفسي للطفل مما يؤدي إلي القضاء على فرصة التفكير الحر والعمل الخلاق.
3- مشاكل اجتماعية:
تسبب الاضطرابات السلوكية في مشاكل مجتمعية مثل ارتفاع معدلات الجريمة، وتعريض أفراد الأسر والمجتمع لأعمال عنف بدنية، قد تكون عشوائية أحياناً، بالإضافة إلى إتلاف الممتلكات الخاصة والعامة بدون سبب أو هدف. ومن نتائجه:
- الرفض الاجتماعي له وخاصة من قبل زملاءه.
- عدم المشاركة في نشاطات جماعية.
- العدوانية اتجاه الآخرين.
- قلة الارتباط العاطفي مع الوالدين أو مع مقدمي الرعاية لهم.
- التاثير السلبي على الاسرة وقد يسبب في تمزقها.
- انخفاض في مستوى المشاركة في المجتمع.
4- مشاكل اقتصادية: والمباشرة منها مراجعة الاطباء و المستشفيات نتيجة الاصابات.
و ان التخلف الدراسي لهؤلاء الأطفال، يؤدي الى ضعف إنتاجيتهم المهنية، و تضاؤل الفرص الاقتصادية لهم, والحاجة لاستثمارات أكبر للدولة في البنية التحتية الأمنية، وفي نفقات اقامة المحاكم والسجون ودور الرعاية الاجتماعية، و نجد أيضاً أن المجتمع برمته يتحمل تكلفة تبلغ أحياناً عدة مليارات من جراء المشاكل الصحية التي تصيب هذه الفئة المغبونة والمظلومة، التي فقدت براءتها مبكراً، بسبب اعتداء جنسي متكرر، أو بسبب ضرب مبرح، مؤذٍ بدنيّاً وعقليّاً ونفسيّاً.
بالاضاقة الى الخسائر المادية الناتجة من تكسير ودمج الاثاث والمستلزمات المدرسية الاخرى.
5 – المشاكل طويلة الأمد:
فقد لوحظ تدني احترام الذات والاتجاه نحو الانحراف وانخفاض شديد في التكييف الاجتماعي. وان اهم هذه المشاكل تتلخص:
- العدوان: لقد أظهرت دراسات عديدة أن الأفراد الذين يعيشون في اسر يسودها العنف أكثر قابلية لان يكونوا هم أنفسهم عدوانيين في تصرفاتهم مما يؤدي الى نبذهم اجتماعيا و ربما دخولهم السجن .
- القلق : هي حالة انفعالية تؤدي إلى تغيرات فيزيولوجية وتغيرات نفسية تؤثر في علاقاته الاجتماعية, وربما يؤدي الى الاكتئاب الحاد و التعاسة في الحياة الزوجية المستقبلية.
- الخوف : هو حالة انفعالية يشعر الفرد بوجود خطر محدق متوقع حدوثه مترافقة بتغيرات فيزيولوجية مثل الاضطراب النفسي وتغير لون الوجه وزيادة معدلات الدورة الدموية. إن الخوف هو العدو الأكبر للإنسان, لان الخوف يكون حاجزا أمام التقدم.
- عدم الشعور بالرضا على النفس: إن لوم الأهل لأطفالهم ومعاقبتهم وسوء المعاملة تسبب فقدان الثقة وعدم احترام الطفل لنفسه و شعوره بالذنب وإيذاء نفسه وبالتالي يخلق لديه شعور العجز والنقص والضعف, أي انخفاض تقدير الطفل لذاته.
- التعود على العنف.
6- مشاكل التناسل والجنس:
- اضطرابات جنسية.
- زيادة الامراض الجنسية.
- نتيجة للتاثير النفسي, في بعض الحالات يؤدي الى العقم.
- وبالنسبة للاناث حدوث حالات حمل غير مرغوب فيها.
كما نرى ان معظم التاثير هو على الطلاب ومع ذلك فهناك بعض
التأثير على المعلم او المدرس ومنها:
1- الاعتداء على المعلمين.
2- يحط من قيمة وكرامة المعلم.
3- يقل عدد المتقدمين الى مهنة التعليم مما يؤدي القبول باقل كفاءة وطبعا سيؤدي هذا الى انخفاض مستوى التعليم.
4- يصبح المعلم أكثر توتراً وسريع الانفعال مما يؤثر على كفاءته.
5- زيادة عدد غياب المعلمين في المدارس المضطربة.
6- ينقل انفعاله الى البيت مما يؤدي الى خلق مشاكل عائلية.
من اهم المصادر:
http://jordan-projectcitizen.maktoobblog.com
http://www.nonviolence.fr.gd/
http://cpcsyria.com/3nfmadrasi.htm
http://www.gulfkids.com/vb/showthread.php?t=5014
http://www.nonviolence.fr.gd/%26%231575%3B%26%231604%3B%26%231593%3B%26%231606%3B%26%231601%3B-
http://www.nssc1.org/negative-effects-of-school-violence.html
http://www.ehow.com/facts_5503036_school-violence-affects-teachers.html
مع تحيات
عبدالاحد
#عبد_الاحد_متي_دنحا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟