أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جورج حزبون - حوادث لها مؤشرات















المزيد.....

حوادث لها مؤشرات


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 12:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في سيرورة الحراك السياسي العربي ، جرت خلال الشهر الاخير عدة حوادث ، تستحق الوقوف عندها ، ضمن رؤيتها في السياق العام للمرحلة ، لعلها تساعد على تقديم أضاءات ، او تشعل ضوء احمر ، يستوجب اعادة قراءة لما هو حاصل في المنطقة وما مدى صحة سيرورته ، او مدى تأثره بما حوله و حواليه ، ثم في مدى افاقه، وتحرك قوة سياسية ولمصلحة من جهدها ، او هل اجتهادها بتناسب مع عملية الوصول لمرحلة ديمقراطية عربية معادية للامبريالية !!
قد تكون الاسئلة كبيرة وكثيرة ، وقد تكون اجاباتها تحتاج الى زمن اوفى حتى يتم الاستخلاص قبل الجكم ، ولكن ترف الوقت لم يعد موجوداً لعدة اسباب اهمها : ان الجماهير العربية اخذ يتسرب الى نفوسها الشك والريبة ، بفعل الاطالة واحياناً اجتهادات اعلامية وربما شعبية داخلية ومن ناحية اخرى ، فان تحرك الاثنيات والمذاهب ، اوجد مناخاً لا يشير الى مرحلة قومية ، ولا الى صحوة عربية بقدر ما يؤشر الى حالة اصطفاق اقليمية وعالمية ، يكون الوطن العربي فيها قريباً الى ما كان قد وصلت اليه الدولة العثمانية مطلع القرن العشرين ؟! الى جانب تقدم الفكر الاسلاموي من تونس ومصر حتى ليبيا وقول عبد الجليل في خطاب التحرير ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الوحيد ، ثم العوة لتعدد الزوجات !!
الاحداث المصرية سواء ( ماسبيرو ) او غيرها من استفساز اجتماعي ونقاش حول مستقبل البلد ، وتعزز الدور الاسلامي بما يتضمنه من تيارات رجعية في مصر اكثر من سواها ، لا تقدم ثقة بان طريق الديمقراطية والحرية اصبح معبد ، وعلى نفس المستوى فان ما هو جارٍ في ليبيا ، من تعددية ، وتصارع على المواقع واحتمالات قتال داخلي ، واهتمام دولي وزيارات عالية المستوى ، لا تعطي قناعة بان القادم على صواب او غير مشوش ، والامر ليس بعيداً في سوريا وتشكيلات المجلس الانتقالي ، ولماذا الصيغة الليبية ؟ وسوريا بلد متعدد التجارب الحزبية والسياسية والفكرية ، وهذه دمشق بالتاريخ والخبرة ميزان للشرق الاوسط ، وهذا ليس بأي شكل دفاعاً عن النظام ، بقدر ما هو حرص مستوجب على ما نحن ذاهبون اليه ، وليس اطلاقا هو قولاً بان هناك مؤامرة ، لكن هناك توجهات لقطاعات اجتماعية اصبحت تتوافق مصالحها مع مصالح رأس المال العالمي ، وهي تضم تشكيلات واسعة من الكمبرادور واوساط مثقفين فقدوا الامل بالفرصة وهم يملكون الطموح وهو حق لهم ، لكنه كالمستعيض من الرمضاء بالنار ؟َ!
مع مطلع القرن الحادي والعشرين ، اخذت تتبلور طبقة وسطى ذات توجه عالمي ، عززت مكانها ثورة المعلومات والتقنية المتقدمة ، وقد أشار العالم الفلبيني ( روبيرتو فرزولا ) لظهور شريحة جديدة ذات امتيازات ، توفرها تلك الهيمنة على المعلومات ، وتتحالف مع رأس المال المالي ، ونجاحها يتوقف على توسع هيمنتها على اسواق مفتوحة ، تساعدها قدراتها على توجيه الناس بفعل تلك الهيمنة الى آفاق على الاقل غير محلية ، لتكوين حالة تفتح السوق وتحقق طموحات وقد تبدد اوطان ، وهنا قد تختلف على امور التسمية سواء كانت العولمة ام الهيمنة ، شرق أوسط جديد ، أم اعادة صياغة الشرق الاوسط بما يتلائم مع معطيات تلك المرحلة المراد اقامتها ، وترتيب امور الجغرافيا والثقافة والدين ايضا حسب ذلك التصور ، فهي تمتلك القدرة على تقديم مفاهيم وتكوين قناعات تضلل اقساماً كبيرة من المجتمع ، في ظل غياب احزاب طليعية سواء كانت قومية أم أممية .
لا يمكن ان تتمكن مؤامرة مهما بلغت قدرات القائمين عليها ، على تحريك حالة اجتماعية عريضة حسب ما هو كائن هذه الايام ، وعطفا على ما ورد بالفقرة السابقة أو ليس ( وائل غنيم ) ممثل شركة جوجل في الشرق الاوسط من قيادات الشباب المصري الذي اندفع لاسقاط نظام مبارك ، ثم غاب الشباب بطموحهم ولعلها انفتحت جهنم التي ساروا على طريقها بالنوايا الحسنة ، لكنها طريق طموح لجيل يائس يمتلك المعلومة ويشترك مع شباب العالم بالمحاكاة ، وانطلق مقامراً ، فقد زمام الامور ، ساعده على ذلك غياب قيادة ذات بوصلة طبيعية قادرة على تحليل المرحلة وتقديم اجوبة وتوفير نهج اسهم الاتحاد السوفياتي قبل الانهيار وبسببه ، حين بدء متدرجاً بالتخلي من دور الطبقة العاملة كبوصلة نحو نزع انياب الامبريالية بشقيها الرأسمالي والاستعماري ، فكانت نظرية التعايش السلمي في الستينات متناسبة تماماً رغم تراجع دوره من حالة ثورية الى نظام دولة ،و تحالف مع حركات التحرر اوهي تحالفت معه مصلحة مرحلية ، ىوغابت واقعيا الاممية البروليتارية ! كان هذا واضحاً ولو متأخراً حين حضرت شخصياً لقاء في الكرملين مع قيادته عام 89 ، كذلك كان واضحاً لمن اراد ان يدرك ذلك من التعامل مع القضية الفلسطينية وعبر تجربة اليمن الديمقراطي وحتى التجربة الناصرية ، ولقد اسهمت الاحزاب الشيوعية العربية في تغيب الرؤية الصحيحة ، بوضعها هالة من القدسية حول ( الرفاق الكبار ) والاكتفاء بتوصياتهم والبعثات الطلابية والعلاجية والاستراحات ولقد ساعد هذا الغياب ونتيجة للتراجع الثوري المتدرج ، للوصول الى حالة من الضبابية الايدلوجية ، عمقها عربياً انهيار التجربة الناصرية والتي وصلت الى هزيمة 1967 ، وتقدم نهج البترودولا والفكر الوهابي الذي فرخ تنظيمات عصوبية ارهابية سلفية غائبت عن التاريخ والحضارة .
بالطبع لا يجوز التعامل مع الواقع باساليب الشعوذة الفكرية ، عبر التبوء بالايجاب او السلب ، لكن اليقين يشير وبفعل غياب عوامل وتفاعل احداث ، بان الحال سيطول ، ولن تستقر الامور قريباً رغم كل الاماني الطيبة ، خاصة وان العوامل السلبية والتي منها دور القوى العدوانية والرجعية ليس مرصوفاً بالحرير ، ومع غياب دور طليعي للطبقة العاملة الا انها بالضرورة وضمن حالة التفاعل الجارية ستحد من فرص تلك القوى ، حيث ان مصلحتها لن تتحقق عبر هذه المناهج التي ستكون في نهاية الامر بلاد مفتوحة / كواحة / للامبريالية ، فالطبقة العاملة ورغم غياب طليعتها ، تملك بحسها الطبقي مكامن الخطر ، وتفهم ضمن الصراع المصالح ، الذي سيقرر في النهاية صراع طبقي بفضاءات اخرى ، ان مصلحتها تكون عبر وحدتها عدم الامتثال مع اهداف تلك الشرائح والفئات والمتحالفين معها .
بالتأكيد لن تكون مسيرة قصيرة ، وبسبب غياب قوى التغير والمنهج ، ستكون التضحيات كبيرة ، والزمن طويل ، والاغلبية جالسة تتغذى عبر الفضائيات الممنهجة مع كادرها الاقرب الى الأمية والمظهر الانيق ، ليدب اليأس في عقول الجماهير العربية ، وهي اداة من تلك الادوات التي اشرنا اليها عن تلك الشريحة التي تمتلك المعلومات وتدورها وتؤثر بها ، وبسببها تكونت شبه طبقة وسطى ، او اذا شئنا الحديث التقليدي تلك البرجوازية الصغير المتذبذبة حتى النخاع ، صاحبة المصلحة الذاتية وليس الوطنية ونموذجها في الحياة هو قائدها الطبقي، البرجوازية الكيرى، ونزعة الاستهلاك المستشريه في العالم الثالث عموماً وليس العربي فقط وهي طريق الافساد لمنظم والتخريب الفكري والطبقي والوطني .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجابات مختصرة لاسئلة معمقة
- لا للفتنه نعم للوحدة الوطنية
- مواقف شيوعية قلقة
- خطبة اوباما
- ايلول تصويب مسار ام استحقاق
- حول الحزب الشيوعي في فلسطين
- حول الدولة والثورة
- قد تنفع الذكرى
- اسرائيل تتحجب
- حتى تنتصر الثورة
- عن ايلول الفلسطيني
- الوضع الاقليمي والدولي والثورة
- قبلنا من الغنبمة بالاياب
- الثورة العربية لا تحتمل الفشل
- الربيع العربي والمحاذير
- المسيحيون العرب والكنيسة
- اوسلو والسلطة والمصير
- الخامس من حزيران والفجر العربي
- لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟
- الواقع والمطلوب


المزيد.....




- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جورج حزبون - حوادث لها مؤشرات