|
ليبيا ما بعد القذافي
عبد العزيز حسام الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 00:26
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
وصلت هبة الربيع العربي على الجماهيرية الليبية الإشتراكية العظمى برئاسة الشهيد أبو منيار معمر عبد السلام القذافي ، حيث وصل للحكم بإنقلاب عسكري ضد الملك إدريس السنوسي عام 1969 م عندما كان عقيدا في الجيش . و قامت مجموعة من الليبيين في يوم 17 فبراير و سرعان ما تطورت الأحداث حيث أصبحت بما يعرف بالحرب الأهلية بين المتمردين أو بما يسمون أنفسهم بالثوار من جهة و كتائب القذافي و انصاره من جهة أخرى ، كما أستغلت الدول الغربية هذه الفرصة إن لم نقل أنها المتسبب فيها ، و قرر مجلس الأمن الحظر الجوي لسماء ليبيا لحماية المدنيين الليبيين من القصف الجوي للطائرات العسكرية للعقيد معمر القذافي ، لكن سرعان ما تحول هذا القرار من حظر جوي إلى ضرب الأراضي االليبية بحجة حماية المدنيين من القصف المدفعي من طرف قوات القذافي ، كما ساعدت الترسانة الإعلامية التي جندتها دولة قطر من خلال قناتها الإعلامية الجزيرة و غيرها من القنوات التي من الأسف أنها قنوات عربية تخدم مصالح الدول الغربية ، حيث ساعدت هذه الترسانة الإعلامية على إخراج صورة العقيد معمر القذافي على أنه مرتكب مجازر في حق الليبيين و في حق المتظاهرين ، و أن نظام العقيد معمر القذافي هو نظام خطير على منطقة الساحل الشمالي لإفريقيا و داعم للحركات الإسلامية المتشددة في المنطقة ؟ هنا تلزمنا وقفة ، كيف للعقيد القذافي أن يساعد الحركات الإسلامية المتشددة و يمدها بالسلاح و هو من أشد الكارهين لهم !!! برأيي أن هذا السيناريو هو نفس السيناريو الذي طبقه المحافظون الجدد الأمركيين أو بما يعرفون بصقور واشنطن مع العراق ضد نظام الشهيد صدام حسين . كما قامت بريطانيا بإنزال فرقة من القوات الخاصة على الأراضي الليبية و هو مخالف لقرار مجلس الأمن الذي نص على الحظر الجوي فقط لا غير ، لكن بريطانيا أصرت على ذلك بحجة تدريب الثوار على مقاومة كتائب القذافي و القضاء عليهم ، ما هي هذه الحجة و الجميع يعلم أن جميع الشعب الليبي بإمكانه حمل السلاح و إستعماله ....؟ و لا ننسى التهجم الفرنسي على القذافي و ليبيا ككل فكيف لساركوزي أن يقبل يد القذافي قبل عام من تمرد الشعب الليبي على العقيد و الآن هو من أشد أعدائه ، ألم ينسى ساركوزي أن العقيد معمر القذافي هو من كان يمول الحملة الإنتخابية لساركوزي إذا فعلا فالكلب يعض اليد الذي أحسنت له .. و هنا يأتي مقتل العقيد معمر القذافي بعد أسره حيا و سليما هو بحد ذاته جريمة حرب يتحملها المتمردون الليبيين أو الثوار و على رأسهم المجلس الإنتقالي الليبي ، لكن السر أو اللغز هنا لماذا قتل العقيد بعد أسره حيا ، هل لعبت قوات بريطانيا دورا في ذلك أم فرنسا ؟ و خاصة أن العقيد معمر القذافي كان يعلم بجميع أسرار الرئيس الفرنسي ساركوزي و خوفا من خروج هذه الأسرار من بئرها تم إعطاء أوامر لجهات معينة لتصفيته ...؟؟؟ كما لا ننسى تهجم المجلس الإنتقالي الليبي و توعداته أنه بعدما أن ينتهي من العقيد معمر القذافي سيتفرغ للجزائر ، و السبب يعود بحسبهم إلى أن الجزائر تدعم قوات القذافي بالسلاح و المرتزقة ... برأيي الجزائر أكبر من هذا الغباء ، كما لا ننسى أن ذا المجلس أتهم الجزائر بأنها تأوي العقيد معمر القذافي في أراضيها ؟ لكن ظهر الحق أخيرا حيث تم إلقاء القبض على العقيد معمر القذافي حيا في مسقط رأسه سرت الليبية ، أظن هنا أن المجلس الإنتقالي يتظره إعتذار ديبلوماسي يجب أن يقدمه للجزائر بخصوص هذه الإتهامات أم أنها إتهامات مملاة على المجلس من أطراف خارجية كفرنسا مثلا ضد الجزائر . و ما سر تصريح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه بقوله " من الآن ستكون فرنسا شريكا أساسيا لليبيا التى يعلم قادتها الجدد أنهم مدينون لنا كثيرا " ...!؟؟؟ عموما ها قد نجح المتمردون في السيطرة على ليبيا و قتل رئيسهم العقيد معمر القذافي الذي كان عتبة شأنه شأن حسني مبارك الرئيس السابق لمصر و الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمام الغرب للسيطرة على شمال إفريقيا و إقامة قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة ، و بالتالي فالخطوة التالية لقوات الناتو و الولايات المتحدة الأمريكية هي بناء نظام جديد في ليبيا على مقاسها و بالتالي تصبح أمريكا هي المسيطرة على الوضع فيها مثلها مثل العراق و هذا ما يهدد إستقرار منطقة شمال إفريقيا و الساحل الإفريقي الشمالي الذي يضم كلا من مصر ليبيا تونس و الجزائر و كلهم معارضين لأن تطأ قدم من الجيش الأمريكي على أرض شمال إفريقيا بحجة مكافحة الإرهاب و هي تسعى جاهدة لتنحية الجيش أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية من الحكم و إيصال الإخوان المسلمين للحكم و كذلك في ليبيا مع أنها تعلم ان الإخوان المسلمين معارضين لوجود إسرائيل في المنطقة و بالثالي تتخد أمريكا من هذه الحجة لإعلان أو شن حرب فعلية على كل من مصر و ليبيا بحجة حماية مصالح أمريكا (حرب إستباقية) لبسط سيطرتها الكاملة على شمال إفريقيا و خاصة أن هذه المنطقة غنية بمختلف الثروات ، و هذا بالضبط ما كانت الجزائر تحذر منه منذ بداية التمرد في ليبيا .
و حاول البعض زرع البلبلة في داخل الجزائر في 17 سبتمبر لكن الشعب الجزائري تصدى لهذه الفتنة التي حاولت الأيادي الخارجية زرعها وسط الجزائريين .أو بما يعرف بصفعة الجزائريين للعالم 17 سبتمبر .
#عبد_العزيز_حسام_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفايسبوك أداة من ادوات المخابرات الأمريكية
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|