أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الغطرسة..والسلطة














المزيد.....

الغطرسة..والسلطة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 18:24
المحور: المجتمع المدني
    


معروف عن (دافيد أوين) انه كان وزيرا لخارجية بريطانيا، ولكن غير معروف عنه أنه بالاصل طبيب نفسي، دخل السياسة وصار زعيما للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وبرلمانيا، وعضوا في بعثة السلام ليوغسلافيا السابقه، وبها توج اعماله ليمنح لقب (لورد).
ولأنه جمع عمليا بين الطب النفسي والسياسة، فأن خبرته النظرية والميدانية اوصلته الى مفهوم جديد في اضطرابات الشخصية اسمه اضطراب (متلازمة الغطرسة) وجد انه يشيع بين السياسيين، وانه يؤثر في صانعي القرار من الحكام والمسؤولين (رؤساء: بنوك، جامعات، شركات،...). واستشهد على ذلك بالقرارات التي اتخذها جون كنيدي في مشكلة خليج الخنازير للأطاحة بالرئيس الكوبي فيديل كاسترو، ولندن جونسون الذي اصيب بالأكتئاب وقراراته الخاطئه الخاصة بمشكلة فيتنام، ورئيس الوزراء البريطاني أنتوني ايدن أثناء العدوان الثلاثي على مصر واستعماله للمهدئات، وفرانسو متيران، وشاه ايران، والرئيس الامريكي نيكسون الذي اصيب بالقلق والاكتئاب.
ولدى تمعني بأعراض متلازمة (الغطرسة) التي ترجمها للعربية الدكتور احمد عكاشه الرئيس الشرفي للأطباء النفسيين العرب، وجدت ان اخطر هذه الاعراض متوافره لدى معظم القادة العرب. فالحاكم العربي مهووس بـ (ذوبان الذات في السلطة) كذوبان السكر بالشاي بحيث يستحيل فصل نفسه عن السلطة، بل انه يضع علامة ( = ) بينه والوطن، ولكم ان تتذكروا شعار (صدام حسين هو العراق!).
ولذا يبيح الحاكم العربي لنفسه استخدام اقسى وسائل العنف ضد من يهدد بقاءه في السلطة، وان اقتضى الأمر فأنه يتخذ قرار (عليّ وعلى اعدائي) لأن من اعراض (الغطرسه) ايضا (اندفاعية القرار) وهذا ما جسده القذافي ضد شعبه وآخرين تعرفونهم.
وثلاثة اعراض اخرى من (متلازمة الغطرسه) تشيع بين القادة العرب هي (استعمال لقب نحن) و (الاعتقاد الراسخ بتبرئته امام الله والتاريخ) و (الاقتناع بالاستقامه).
فمع ان الحاكم العربي ارتكب افضع القبائح (افقار الناس وكنز المليارات، والقتل والتعذيب، وافساد الضمائر..) فأنه يخص نفسه بالاستقامة الاخلاقية، ويعدّ نفسه مثال المتحلي بالاخلاقيات الرفيعة، وان مساءلته هي من اختصاص الله وحده وليس للشعب حق في ذلك. وهذه ناجمة من حالة كنّا شخصناها هي ان رئيس الدولة العربي تتحكم به (سيكولوجيا الخليفة) التي تعني اعتقاده بأنه امتداد للخليفة..سلطة الله في الأرض..التي تشفرت في اللاوعي الجمعي عبر 1400 عاما.
وتنزيه الحاكم لنفسه، وعدّها القدوة في الاخلاق تعني تعظيما وتفريدا له تؤدي الى النرجسية الاستعلائيه، وازدراءا لأراء الأخرين واحتقارا للناس ينجم عنها الشعور بالمذلّة والمهانة..التي هي من اعراض (الغطرسة) ايضا الشائعة لدى الحكّام العرب.
والمشكلة ان المصاب بـ (متلازمة الغطرسه) حاله حال المصاب بالبرانويا، كلاهما لا يمتلكان البصيرة بطبيعة سلوكيهما، ويعدّان افكارهما الخاطئة والبعيدة عن الواقع، حقائق مطلقة لن يتنازلا عنها حتى لو اجمع حكماء العرب على خطئها..لأنهما مصابان بالعناد العصابي والتجمّد الفكري .
لقد اقترحنا قبل خمس سنوات اجراء فحص نفسي لمن يتولى مسؤولية السلطة. ولأن ثقافتنا لم تصل بعد الى هذا المستوى، فأن قطع الطريق امام (الغطرسه) و (المتغطرس) من قادة عرب سيأتي بهم تاريخ حكم وتراث سلطة كله (غطرسه) يكون بتضمين الدساتير العربية مادة صريحة غير قابلة للاجتهاد تحدد مدة البقاء على رأس السلطة بثماني سنوات كحد اقصى..فبها قد يكون العرب " خير أمّة اخرجت للناس! ".



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع النفسي للعراقيين..في خطر
- الفساد العراقي ..في متلازمتين
- المثقفون ..والسكتة القلبية!.
- التحقير الجنسي..في شعر مظفر السياسي
- ثلثا العراقيين..مغيّب وعيهم !
- ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه
- ثقافة نفسية(46):فيروس الاكتئاب النسائي
- ثقافة نفسية(45):انموذجان سلبيان..الرافض والمتردد
- الناصرية ..الشجرة الطيبة
- نقاط التفتيش..وتوظيف العلم
- من عالم البغاء. قصة حقيقية تصلح لفلم سينمائي مميز
- سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس
- لم نعد وحدنا..علي بابا!
- النفاق..والمسلمون!
- السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!
- اليأس ..يستوطن الأرامل
- ثقافة نفسية(45):الهستريا..والحرمان العاطفي
- واحسرتاه..على بغداد
- ثقافة نفسية(44): اساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية(43): الشخصية الاحتوائية


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الغطرسة..والسلطة