أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عامر الدلوي - الخيانة الطبقية للبرجوازية وبقايا الإقطاع تتجسد في تنكر الحزبين الكرديين لنضال الأشقاء في كردستان تركيا وإيران .















المزيد.....


الخيانة الطبقية للبرجوازية وبقايا الإقطاع تتجسد في تنكر الحزبين الكرديين لنضال الأشقاء في كردستان تركيا وإيران .


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 09:39
المحور: القضية الكردية
    


منذ العام 1984 وحزب العمال الكردستاني التركي ( PKT ) يخوض كفاحا ً مسلحا ً مستمرا ً حتى الساعة بعد أن أختتم نضالا ً سلميا ًمريرا ً ( منذ تأسيسه عام 1974 .. من أجل الحكم الذاتي والحقوق الثقافية للشعب الكردي في تركيا .. لكنه لم يثمر عن شيء مع التعنت الفاشي للقوميين الأتراك ) ضد الفاشية التركية متمثلة بكل أنواع الأحزاب التي توالت على الحكم من علمانية إلى إسلامية والتي تمثل أخطر أنواع الفاشيات في العالم .. والتي جسدت ذلك وقدمت الدليل عليه عبر هذه التحالفات غير الشريفة بينها وبين مركز الشر العالمي المتمثل بنظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية .. الممثل الأول والأخير لشركات تصنيع الأسلحة وشركات نهب خيرات الشعوب في وول ستريت .

ومنذ العام 1989 والولايات المتحدة الأميركية تشن هجوما عالميا ً واسعا ً ضد حركات التحرر الوطني إستثمارا ً لإنتصارها المرحلي ( بوصفها الراعي الهمجي الأول لمصالح رأس المال العالمي ) في حربها الباردة والمتمثل بإنهيار جدار برلين وتفكك المنظومة الإشتراكية بعد إنهيار تجربة الإتحاد السوفياتي ( والتي لا نريد هنا الدخول في تفاصيلها التي ستأخذ حيزا ً كبيرا ً من الوقت والجهد ) وقد تجسد هذا في هيمنتها على قرارات الأمم المتحدة للدرجة التي صعب فيها على الكثير من سكان الكوكب التمييز بين مفردة المجتمع الدولي أي بعبارة أخرى الأمم المتحدة ومصالح الإمبريالية الأميركية الصاعدة .

بدوره كشف هذا الهجوم عن علاقات مريبة كانت تربط رأس المال العالمي والإحتكارات بالكثير من الأنظمة المدعية للثورية في منطقتنا العربية على الأخص وفي بقاع أخرى من العالم ( في وقت أبكر نسبيا ً ) .. وقد كان هذا واضحا ً للعيان في غزو صدام حسين للكويت بدعم وتشجيع أمريكي ( رغم كل ما قيل عن سذاجة هذا الأخير وإنخداعه بالنوايا الأمريكية ) وبالشكل الذي ساعد الولايات المتحدة في تحقيق حلمها الكبير في الدخول إلى المياه الدافئة للخليج وبرهاوة أممية عبر قرارات مجلس الخنوع الدولي ( بعد إستتباب الأمر فيه بيدها ..بغياب حق النقض السوفيتي .. ورخاوة الموقف الصيني آنذاك ) .. بعد أن أظهر صدام حسين براعة تمثيلية عبر تعنته ورفضه الخروج من الكويت الأمر الذي أستدعى إستخراج تلك القرارات بما تحمل من نتانة من مؤخرة ما يسمى بمجلس الأمن الدولي .

أفلحت الولايات المتحدة بعد ذاك في إدراج الكثير من المنظمات الثورية على لائحة الإرهاب العالمي الذي أوجبت محاربته , وهي سكرى بنشوة إنتصارها التاريخي المزعوم , ونجحت في إملاء تلك القوائم على كل توابعها من حكومات أوربية ذليلة مرتبطة المصالح معها ( رغم إدعاء هذه بالديمقراطية وحرية إتخاذ القرارات والإستقلال السياسي ) وكل الفاسدين والمفسدين من العملاء المنصبين على رؤوس الشعوب العربية ... وقد ضمت قائمتها تلك الكثير من المنظمات الماركسية , والتي تأتي في مقدمتها المنظمات الفلسطينية المناوئة لحليفها الإستراتيجي والتاريخي ( الكيان الصهيوني ) وكذلك منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي إنتقلت من موقع المؤيد لنظام الملالي إلى المعارضة بعد أن تكشفت أوراق ذلك النظام وأطماعه في إحياء الإمبراطورية الفارسية وتحت عباءة الإسلام السياسي وتصدير الثورة ( كذا ) وإنتهاءا ً بحزب العمال الكردستاني ( PKT ) التركي وحزب الحياة الجديدة ( بيجاك )الإيراني اللذين إنتقلا إلى مواقع النضال المسلح بعد أن يأسا تقريبا من نضالهما السلمي من أجل تحقيق مطالب الشعب الكردي في ذينك البلدين وتوصلا إلى قناعتهما المشتركة بعدم جدوى ذلك مع نظامين فاشيين متخلفين يطمح كل منهما إلى إحياء الإمبراطورية الخاصة بتاريخه القمعي مع الشعوب التي كانت رازحة تحت إحتلاله منذ القرون الوسطى .

المضحك المبكي في كل هذا , إنه وبعد أن افلحت الرأسمالية في تحقيق أهم هدف تكتيكي ضمن مخططها التفتيتي الجديد وأعني بذلك غزو وإحتلال العراق تحت يافطات مزوقة بشعارات تحرير الشعب من سلطة غاشمة والسيطرة على أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة .. والذي لم يتيسر لها إلا بعد سلسلة من الخيانات الطبقية لممثلي البرجوازية العراقية بوجهها الطائفي القبيح وتمسحه بأحذية الكونغرس الأمريكي من أجل إصدار ما سمي بحينه ( قانون تحرير العراق .. عام 1998 ) وتأسيسه لما سمي آنذاك بالبيت الشيعي في سعي محموم لدق أسفين الطائفية المقيتة في جسد الوطن ونسيجه الإجتماعي المترابط منذ قرون عديدة .

بعد أن أنتقل الحزبين الكرديين البرجوازيين من مواقع النضال المسلح إلى مواقع السلطة بعد إنتفاضة آذار الباسلة عام 1991 وإنسحاب مؤسسات الدولة العراقية من مدن كردستان بتوجيه من صدام حسين , ظهرت نزعة السيطرة لدى قادتهما وعدم التفكير الجدي بمصالح الشعب الكردي التي اتخذوا منها قميص عثمان عبر صراع مرير ٍ و دام ٍ .. مع السلطة المركزية دام عقودا ً طويلة من الزمن أهدرت فيه طاقات كبيرة من أبناء شعبنا الكردي المظلوم بعد أن أفلحت المخابرات الإسرائيلية والبريطانية في التوغل حتى في مراكز صنع القرار في قيادة الحركة الكردية المسلحة وبالشكل الذي نجحت فيه بضم هذه الحركة إلى صفوف التكتل المناؤى للحكم الوطني بقيادة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وإندلاع التمرد المسلح في الحادي عشر من أيلول 1961 الذي أسهم في إضعاف الطاقات العراقية المتوجهة نحو البناء والإعمار وما برقية التهنئة المرسلة إلى الإنقلابيين ( 8 شباط 63 ) من قيادة الحركة الكردية آنذاك لخير دليل على صحة ما نقول .

لقد كان العمق الإيراني والتركي ( رغم كل ما طفا على السطح من أمور مريبة في وقته تمثلت في التدخلات السافرة لمخابرات البلدين في شؤون الحركة وقياداتها ) مثابة الملاذ الآمن والخط الخلفي للحركة المسلحة الكردية .. لكن تعاطف الأشقاء الكرد من أبناء الشعبين المضطهدين مع البيشميركه كمقاتلين بواسل وإحتضانهم وتوفير كل مستلزمات الدعم لنضالهم ضد القمع الوحشي الذي شنه الإنقلابيون بعد أن إنفرط شهر العسل بين القيادة الكردية وباقي أعضاء التكتل وتصاعد النفس القومي البغيض عند قادة الإنقلاب كان دوما ً أكبر من كل ما تقدمه حكومتا البلدين من مساعدات مشروطة .. وأستمر هذا الحال حتى عام 1991 .

لقد سنحت لنا الفرصة في أعوام 1984 , 1985 لنكون في المناطق الحدودية لمحافظة دهوك المتاخمة للحدود التركية و نرى بأم أعيننا مفردات هذا الدعم والتعاطف اللوجستي لأبناء شعبنا الكردي في تركيا مع مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني / العراق ومقاتلي الحزب الشيوعي العراقي .. من ناحية تأمين أماكن العبور والمأوى وتسهيل عمليات نقل الأسلحة على المقاتلين داخل الأراضي العراقية .. حتى إن ما كانت تسمى في حينه ( مدرسة قتال البيشمركه ) التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني كانت تقع في المنطقة البينية التي يصعب على الجيش العراقي الوصول إليها , عدا ما قرأت وسمعت بعدها عن العناية والرعاية المقدمة من الأخوة كرد تركيا للمنسحبين من شمال العراق بعد الضربات الكيماوية في عمليات الأنفال سيئة الصيت عام 1988 , وكيف إن بيوتهم وقراهم كانت مفتوحة أمام العراقيين النازحين ... ولمن يريد الإستزادة أشيره إلى الموقع الفرعي للأخت ( كاترين ميخائيل ) في موقع الحوار المتمدن ليقرأ ما كتبته عن تلك الأيام السوداء .

لقد برهنت قيادتا الحزبين الكرديين اللذان يرزحان اليوم تحت خيمة العملية السياسية التي أسس لها بريمر السىء الصيت بإنهما بعيدتين كل البعد عن مصالح الشعب الكردية وقضيته المركزية القائمة على العمل والنضال من أجل خلق العوامل الذاتية القوية لتجميع أجزاء دولة كردستان الكبرى بالإستفادة من الظرف الموضوعي القائم والسائر نحو بناء عالم جديد .

إن إقتتال الأخوة عام 1996 وهدر دماء العديد من كوادر البيشمركه الأبطال عبر هذا القتال العبثي في نزاع دنئ حول الواردات الكمركية لمعبر إبراهيم الخليل لهو بحق وصمة عار في جبين هاتين القيادتين لا يمكن أن ينساها كل كردي شريف وخصوصا عندما لجأ كل منهما إلى سنده الطبيعي لينتصر له ضد عدوه .. فلجأ جلال طالباني إلى حاضنته الطبيعية نظام الملالي المتهرأ .. بينما لجأ مسعود إلى صدام وحرسه الجمهوري يومها .. في مفارقة تاريخية قلت مثيلاتها ولم تحدث عند صاحب أي موقف وطني شريف وغيور .

واليوم بعد أن تذوقت قيادتا الحزبين شهد الكراسي ونهب خيرات الشعبين الكردي والعربي وظهور طبقة عليا من ذوي الإمتيازات والأموال في كردستان ممثلة بالقيادات وعوائلهم وأقاربهم نراها تكشف عن وجهها الحقيقي القبيح المتمثل بخيانة القضية المركزية للشعب الكردي عبر تنكرهما لنضال الأحزاب الشقيقة ضد الفاشيتين الكريهتين في إيران وتركيا .

وعبر موافقتهما المعلنة على حق تركيا بمطاردة عناصر ومقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل أراضي كردستان العراق فإنهما يؤكدان بشكل لا يقبل اللبس هن الحقيقة الخالدة القائلة بأن البرجوازية وفلول الإقطاع ما هما إلا الوجه الآخر لأي عاهرة تبحث عن المكاسب المادية من أي زبون .. وعندما تنتهي إحتياطيات الزبون المادية فإنها تنتقل إلى جهة أخرى بحثا ً عن مكاسب ومنافع جديدة .

ولم يكن العهر السياسي هذه الأيام حكرا ً عليهما , بل إتضح إن هناك شريكا ً فذا ً لهما في هذا الخنوع للفاشية الإيرانية والتركية , وهو الإئتلاف المتسلط على الحكم , الذي أنبرى ممثله رئيس لجنة تقصي الحقائق البرلمانية للدفاع عن حق بلده الأصلي ( إيران ) في الدفاع عن أراضيها التي تتعرض للعدوان من داخل حدود بلادنا قبل أسابيع عندما ذهب إلى أقصى شمال الوطن للإطلاع على نتائج القصف الإيراني , واليوم لمن يتتبع تصريحات الحكومة العراقية المتخاذلة أمام التعنت التركي .. فإن حقيقة هذا العهر تتجلى له ببساطة .

إن التاريخ لم يرحم لا هتلر و لا موسوليني في الحقبة السابقة , مثلما في أيامنا هذه لم تشمل رحمته , صداما ً ولا بن علي ومبارك .. وصولا ً للقذافي ... وهذا ما يجب أن تأخذه بالحسبان الجثث المتعفنة المتسلطة بأمر سادتها على رقاب شعبينا العربي والكردي في العراق فسوف تحول الدهشة العاقدة للألسنة عندما لا تسمع آذانهم سوى الهدير الخالد لشاعر الشباب .. أبو القاسم الشابي عبر ملايين الحناجر المنتفضة بينها وبين البقاء في سدة الحكم لأن منطق التاريخ وحقيقة الإمور الجارية على سطح الكوكب تشير إلى أن الإنتصار النهائي هو للشعوب وليس للرأسمال العالمي وتوابعه .. ويومها لات ساعة مندم ٍ .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطريق نحو المؤتمر التاسع ...... النظام الداخلي الجديد (ا ...
- ألق دائم في الثلاثين من حزيران من كل عام ...!!
- كيف يدخل الناس التاريخ من أوسع أبوابه ؟ ...............( 2 )
- كيف يدخل الإنسان التاريخ من أوسع ابوابه ؟
- مرحلة تستحق الحمد وأخرى ملعونة منذ ولادتها !!!
- العام السابع والسبعين من القرن الأول للتاريخ ..!
- يوم الرحيل .. يا مبارك ..
- رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )
- قاتل القتلة .... الخالد عبر محطات الزمن
- بؤس الأماني ... في دولة اللادولة ....!!!!!
- في شمعة الحوار المتمدن السابعة لتمض مسيرة النور ..... ولتنقش ...


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عامر الدلوي - الخيانة الطبقية للبرجوازية وبقايا الإقطاع تتجسد في تنكر الحزبين الكرديين لنضال الأشقاء في كردستان تركيا وإيران .