أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات















المزيد.....

العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1047 - 2004 / 12 / 14 - 08:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت فضائية الفيحاء قد طلبت مني تعقيب على رأي الكاتب الأمريكي توماس فريدمان الذي نشرته صحيفة الإتحاد الإماراتية يوم 2004-12-14 والذي كان بعنوان ""العراق.. أصوات الناخبين.. وهواية مضغ الفستق!"" والذي كان يقول فيه ""أنني أعلم هذا: إن هناك الكثيرين جداً من العراقيين، التواقين إلى فرصة التصويت حول مستقبلهم، ولو لمرة واحدة في حياتهم. وهناك في المقابل، أقلية خبيثة، تذبح الناس كما تذبح الشياه، لا لشيء سوى لحرمانهم من نيل تلك الفرصة العزيزة.""
في الوقع أنا أتفق مع الكاتب حول مسألة أن هناك فئة صغيرة لا تريد للانتخابات أن تجري وتقاتل من أجل ذلك، ولكن كان عليه أن يحدد من هي هذه الفئة الصغيرة التي لا تريد للانتخابات أن تجري، ربما يتوارد للذهن على أنها هي السنة العرب، أو كما تحاول الأجهزة الإعلامية العربية أن توحي بذلك، فانا أعتقد أن الصواب هم بقايا النظام المنهار فقط، وليس السنة العرب، مدعومين بدول الجوار، هم من يرفض الانتخابات ويعمل باستماتة من أجل منعها، صحيح أن هؤلاء الأوغاد قد اتخذوا من المدن السنية ملاذا آمنا لهم بعد أن جعلوا من أهلها رهائن بأيديهم وبيوتها متاريس لهم ومخازن لأسلحتهم مرغمين الناس على ذلك بقوة السلاح، هناك أيضا فئة منهم تتحدث باسم السنة العرب وهم في الواقع ليس أكثر من واجهة سياسية لتلك الجماعات التي تحمل السلاح، فمن الذي منح هذه الفئة صفة التمثيل الرسمي للسنة العرب والحديث بالنيابة عنهم؟ وهل هناك انتخابات تمت في تلك المناطق، وكانوا المنتخبين، حتى يستطيعوا أن يمثلوا هذا الطيف المهم من أطياف الشعب العراقي؟؟؟؟
من ناحية أخرى أنا أتفق مع الكاتب على أن الأغلبية التي تريد الانتخابات لا تستطيع حمل السلاح وهي تذبح اليوم كما الخراف، ولكن ليس لأنها غير قادرة على ذلك، كما يعتقد الكاتب، بل لأن لديها مرجعيات سياسية وأخرى دينية هي التي تمنعها من حمل السلاح الدفاع عن نفسها في الوقت الحاضر، والسبب بسيط للغاية، وهو أن الهدف من العنف المسلح في العراق وكل المحاولات التي تجري على أرض الواقع، تهدف من حيث الأساس إلى جر الكورد والشيعة والتركمان والسنة والمسيحيين إلى مواجهات يمكن أن يتم تصويرها على أنها حرب أهلية، وهذا ما سيبيح لدول الجوار الجغرافي التدخل المسلح بالشأن العراقي بحجة حماية بلدانها، وهذا ما يريدون، حيث يسكون هو البداية لتقسيم العراق، ليأخذ كل منهم نصيبه من هذا العراق المقسم. لذا كان لابد للعراقي أن يترك الأمر للحكومة والقوات المتعددة الجنسية أن تقوم بهذه المهمة، وليس المليشيات الشعبية المسلحة من أبناء العراق.
يجب أن لا ننسى أن حروب صدام الطويلة كان وقودها من أبناء كل العراق وليس جهة واحدة، وكان في كل الأوقات هناك مليون جندي عراقي يقاتلون على الجبهات، وكما أسلفت، كان جميعهم من الشعب الذي ينتظر اليوم على أحر من الجمر يوم الانتخابات، وهؤلاء يمثلون السواد الأعظم من سكان العراق، ولديهم عدد كبير من الضباط، لذا نستطيع أن نقول بسهولة أن لديهم إذا أكثر من خمسة ملايين مقاتل مدرب ودخل حروبا طويلة، والكثير منهم قضاها على الخطوط الأمامية في الجبهات الكثير والمتعددة، ولديهم ما يزيد على نصف الاحتياطي العراقي من السلاح الذي تركه النظام المقبور والذي كان يقدر ب 1.8 مليون طن، أي أكثر من مليون طن من السلاح والعتاد بأيديهم لم يستعمل لحد الآن في المعارك وتجده في كل بيت عراقي، وهذا الكم يعتبر أكبر من الاحتياطي الإستراتيجي للسلاح لدى بريطانيا كدولة عظمى، فكيف نستطيع أن نقول أن الأغلبية لا تستطيع الدفاع عن نفسها؟
خلاصة الأمر أن الشيعة والسنة والكورد والتركمان والمسيحيين وكل الأقليات القومية والدينية في العراق، جميعهم يريدون الانتخابات ولكن الذي لا يريدها هم فقط بقايا النظام المقبور ودول الجوار التي تريد تقسيم العراق تحت مختلف الذرائع والحجج، ونحن لا نريد أن نمنحهم أية فرصة للوصول إلى غاياتهم، ولكن لو وصل الأمر إلى حد المواجهة الفعلية، فلابد للعراقيين كشعب أن يدافعوا عن أنفسهم وسوف ينتصرون.
أما كيف ننظر إلى اقتراح توماس فريدمان والنقاشات التي تدور في أروقة الناتو بإرسال مئة جندي من كل دولة من دول الناتو للمساهمة بحماية الانتخابات؟
مع احترمنا الشديد للسيد فريدمان صديق العراقيين، لا أجد ضرورة لإرسال هذا العدد من جنود الناتو لحماية الانتخابات، فالعراقي متحمس لها جدا، وهذا يعني لو فتحت الدولة باب التطوع ليوم واحد، وهو يوم الانتخابات، من أجل حماية الناخب واللجان التي تدير الصناديق الانتخابية، لتدافع الآلاف من أبناء الشعب العراقي المدربين على كل أنواع السلاح الخفيف والثقيل منها، ويتطوعون لمثل هذا العمل الشريف، ولنتذكر يوم الانتفاضة في العام 91 حيث تشكلت لجان لحماية وإدارة المدن والقصبات والأحياء بوقت قصير جدا، فالشعب، آن ذاك، أثبت قدرة عالية جدا على أنه شعب منظم وقادر على حماية مدنه ونفسه من كل طارئ، فالشعب العراقي يعتبر الأكثر تطورا بين شعوب المنطقة على الإطلاق، فالحكومة العراقية تستطيع تشكيل مليشيات من الأهالي، وليس الأحزاب فقط، لحماية مراكز الانتخابات ولسنا بحاجة للناتو أو أية جهة أجنبية.
إن مجرد مناقشة أمر اليوم الانتخابي وتحليل الموضوع تحليل بسيط نجد الآتي:
• هذه العناصر المسلحة لا تستطيع أن تقوم هذه الأيام بأكثر من أربعة أو خمسة عمليات يوميا بعد أن ضربت معاقلها في الفلوجة واللطيفية، ولم يعد لديها ملاذ آمن، وسوف لن تكون لهم قدرة يوم الانتخابات على عمل المزيد، وكل ما يستطيعون فعله هو أن ""يضرب ويهرب"" لأن لا يعرف إلى أين سوف يتجه، فكيف يستطيعون ضرب تسعة آلاف مركز انتخابي في نصف يوم جميعها محمية بشكل جيد؟
• المراكز الانتخابية تقدر بتسعة آلاف مركز للتصويت، موزعة على أساس مركز واحد لكل ألف شخص تقريبا، وهذا العدد، أي ألف شخص يدخلون لمكان واحد خلال عشرة ساعات، يعتبر أكثر من العدد الذي يدخل يوميا إلى أي دائرة رسمية في العراق، فهو عدد قليل جدا، ويمكن حمايته وحماية المراكز الانتخابية بسهولة.
• أتمنى على المفوضية المسؤولة عن الانتخابات أن توزع الناخبين خلال اليوم الانتخابي على وجبات وذلك لتحاشي الزحام، أو أوقات الذروة والتدافع المحتمل، فلو تم تقسيم الناخبين على ساعات اليوم الانتخابي كأن يكون لكل ساعة مئة ناخب تتوجه للصندوق، ويكون ذلك جزء من قوائم الناخبين التي سوف تظهر قبل يوم الانتخابات بوقت كافي.
• أضف إلى ذلك، إن أي دائرة حكومية اليوم يمكن أن تعتبر هدفا عشوائيا غير محمي للعناصر المسلحة، في حين هذه المراكز لا يمكن أن تكون أهدافا عشوائية لأنها سوف تكون محمية جيدا ويتوقع وصول إرهابيين إليها. مع ذلك وفي حال تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم وهي مراكز التصويت، فإن ذلك سوف لا يكون أكثر من الأهداف التي يصلون إليها اليوم، وبالتالي سوف لن تكون هناك ضحايا أكثر مما يقع هذه الأيام كضحايا عشوائيين لتلك العمليات القذرة، هذا إذا تمكنوا من اختراق الحواجز الأمنية والسواتر الكونكيتية ونيران القناصة التي تحمي مراكز التصويت، هذا لا يعتبر تقليل من شأن الضحايا، لو كان هناك ضحايا، ولكن لنعتبر يوم الانتخابات يوم جهاد من أجل تحقيق الشرعية واستعادة السيادة للبلد، فالشعوب تنخرط في حروب طويلة ودامية يقدمون خلالها ملايين الضحايا من أجل نيل السيادة الوطنية والشرعية، فلم لا يكون لنا يوما واحدا ندافع به عن الوطن وحياة المواطن من بغي فئة ضالة مارقة خارجة عن أعراف الإنسانية والأخلاق؟
• تبقى مسألة واحدة مهمة وهي إمكانية القصف العشوائي عن بعد بقذائف الهاون مثلا، وهذه مسألة يمكن السيطرة عليها من خلال إبعاد مراكز التصويت عن مناطقهم الممكنة والتي عرفت جميعها تقريبا، أما باقي الأماكن فإنهم سوف لن يستطيعون الاقتراب منها لأن لا يمكن أن يضمنوا سلامتهم بين الناس فيما لو اكتشفوهم، حيث أن طبيعة عملياتهم تجري معظمها في مناطق آمنة لهم، ولا يجرأ أحد على التبليغ عنهم، أو أصلا من مناطقهم التي توفر لهم الحماية، وهي مناطق تعد على عدد الأصابع في العراق.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لدي اعتراض
- حديث في الانتخابات، الكورد واليسار العراقي
- حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث
- مناورة تأجيل الانتخابات دعاية انتخابية
- القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات