|
المشكلة بعد ثورة مصر
مصطفي حسين محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 19:19
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
فيما كنا قبل الثورة…..كانت الايادي متماسكة ، كانت العقول تفكر ، كانت القلوب متـألفة ، كان الجميع علي قلب رجل واحد ومطالب واحدة وهدف واحد وان تنوعت طرق التعبير عنة ، فالهدف كان اسقاط النظام منذ ميلاد كفاية ونهاية بصباح الحادي عشر من فبراير.
كان الجميع كالبنيان المرصوص ،كالجسد الواحد في تعبيرنا عن الوحدة ، الليبرالي يشد أزر اليساري في مطالبة لان الهدف كان واحداً وهو العدالة الاجتماعية ، وكان الليبرالي واليساري منا يقف بجانب الاخوان والتيارات الدينية الاخري ضد الطواري والقمع والمحاكمات العسكرية ، وكان المصريين مسلمين ومسيحيين يقفون صفاً واحداً ضد الاضطهاد والفقر وسياسات الحزب البائد وجهازة الامني ، كنا نحن وكانت مصر التي أرتدت ثوب الحرية والعدل مطرزاً بدماء أبنائها الشهداء الاطهار ، ولكننا اوقفنا سيرها بعد ان قام كل فرد منا وكل مجموعة وجماعة بجذبها من ثوبها الجديد فوقفت تبكي حالها وحال ابنائها من الشهداء والاحياء الانتهازيين ، لقد اصابتنا بعد الثورة امراض الشخصنة والفردية والأنا والعظمة ، نحينا ديكتاتور لنصنع يدكتاتوريات جديدة في أشخاصنا وزعمائنا ومؤساستنا الثورية الوليدة وأحزابنا التي ضفناها بأمراضنا الي جملة الاحزاب الكرتونية والدكاكينية والفارغة الهدف والمضمون ، سرقتا البرامج السياسية من بعضنا البعض وقمنا بتاجير مرشحين للمجالس النيابية بدلاً من ان نصنع الكوادر والقيادات ، لذلك غبنا جميعاً عن قصد أو تغيبنا عن غير قصد عن الشارع وعن الشعب الذي انتفض وثار وكان غير داعم للثورة ولولا ثباتة وصلابتة ما كان للثورة من نجاح ، أصبحنا اكثر هرولة الي الشاشات والبرامج والميكرفونات والمنصات بدلاً من نخطو نحو أصلاح التعليم ومكافحة الجريمة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ، أصبح كل واحد منا يبحث عن دور يكون فية الاوحد والاكبر والمفكر والفيلسوف والرئيس والقاضي وفي نفس الوقت يكون المظلوم وغيره هم الظالمين يحاربهم وحيداً ، اصبحت كل جماعة تعمل بمبداء من ليس معنا فهو ضدنا فلول وذيول واذناب ، وقفنا جميعاً صفوفاً متراصة تناطح بعضها في معركة ترقيع الدستور ، واصبحت العملية الديمقراطية عندنا غزوات وحروب ومبايعات وجلسات مقاهي وتربيطات افتراضية علي الانترنت وكلها تنتهي علي الاختلاف لا علي الاتفاق والمناقشة ، اصبح عندنا 33 رئيساً من قبل ان نضع المعايير والاسس الدستورية للترشح ، كل واحد منهم يحمل في جيبة مسبحة وفي الاخر صليب الا القليل منهم حمل النفاق في جيب وحمل الولاء والطاعة لمن يديرون شئون البلاد والعباد ، وجميعهم افلسوا امام الشارع فكرياً فلا جديد في العقل الا من رحم ربي .
توقفنا عن العمل لنطالب بالمال ، توقفنا عن الاجتهاد لنتصارع علي المناصب ، توقفنا عن التفكير لينصب كل واحد منا نفسة محلل وسياسي وباحث ، توقفنا عن الالتحام والترابط وحاربنا الوحدة والجماعة ليصير كل فرد عارياً ومفضوحا امام نفسة قبل الشارع والعامة .
ضرب العالم المثل في ثورتنا ، فاصبحنا أمام انفسنا عروش خاوية نأخذ العبرة من تونس التي تسير علي خطي واثقة وثابتة نحو الاستقرار والتي تفعل ما فشلنا في ان نفعلة مجتمعين فما بالكم والفرقة هي حالنا.
ولن تكون الثورة الثانية ان حدثت الاتعبيراً عن فشل القيادات والمؤسسات والاحزاب في ادارة الدولة وتوجية المجتمع نحو الاستقرلر والنمو ، وهي التي ستكون ثورة شعبية اكبر في العدد وستفي بمطالبها سريعا دون الوجوة القديمة.
والحل لتلك الازمة التي نعيشها لا تحتاج الي قائد او رعاية ، بل تحتاج لاخلاص النوايا وتوحيد الرؤي والاهداف من الجماعات والاحزاب وربطها بمؤسسات الدولة بعد ان يتم تطهيرها من الفساد والمفسدين كلياً ، واعدام النظام البيروقراطي فيها ، أخلاص النية للعمل لصالح الجميع وليس الجماعة ، وتوحيد المطالب والاهداف لكامل الفئات وجميعها وليس لفئة بعينها ، ولناخذ الحوار وسيلة والمواجهة بالحقائق طريقا للاعتراف ببالاخطاء، وليكون الهدف هو الوصول الي تفاهم مقبول يرضي بة الجميع ، نضع اليد باليد والكتف بالكتف ، ويكون الحوار حوار عقول راجحة وليس عجول ناطحة .
ولتكون مصر وشعبها الذي ظل تحت القهر أكثر من نصف قرن هو الغاية والهدف ، ولندرك جميعاً قيمة الجيل الثاني للثورة لانة سيكون الاداة الاكثر فاعلية لتحقيق اهداف الثورة ، الوقت بلزال فسيحاً والمتشائم منا علية ان يتذكر ان الشعب أنتفض في يوم يوم واحد وظل صلمداً ثماني عشر يوم غير بها تاريخة ،واقولها اخيرة من يريد ان يقيم دولة علي ارضة يجب ان يقيمها في قلبة اولاً ، واذكر بها نفسي قبل غيركم.
#مصطفي_حسين_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
-
التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«
...
-
تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال
...
-
الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا
...
-
أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا
...
-
العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
-
عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
-
الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|