أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - اين تذهب النساء بعد الموت














المزيد.....

اين تذهب النساء بعد الموت


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 15:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اين تذهب النساء بعد الموت؟


لم لا يخطر هذا السؤال على بال المرأة أبداً يا ترى؟

ربما لأن مجتمعنا ذكوري، تنساق فيه المرأة وراء الرجل متطلعة اليه والى احلامه، لدرجة انها حين تعبد ربها تعبده كرجل. تنظر الى الجنة من وجهة نظر الرجل وغالباً ما تعتبر نفسها حور العين من غير انتباه، ناسيةً ان حور العين في الجنة هي وسيلة وليست غاية.

نراها مطمورة في الافكار الذكورية عن الجنة، حتى انها تنسى نصيبها كغاية لا كوسيلة. ولا تقوم بأي جهد لتعرف ما ينتظرها هناك. لعلها لا تريد ان تكتشف حقيقة هي رافضة الإعتراف بها.

لا يتطرق الدين الاسلامي الى المرأة ومكانتها في الجنة، حتى يكاد لا يلحظ وجودها، حيث لا آية قرآنية واضحة وجازمة تدل على ما ينتظر النساء من ملذات. في القرآن آيتين تصف الولدان المخلدون وهما يسقيان اهل الجنة. ولكن ليس للنساء أي نصيب من تلك الولدان.

اما للرجال فحدث ولا حرج! حتى الجنة بحدّ ذاتها ذكورية. تشير بعض الروايات ان في الجنة شجرة تطرح خيولاً ونساءاً ولا تطرح ذكوراً.

في الجنة المسيحية لا ذكر كذلك للنساء. الا ان الانجيل يحوي حوالي 30 آية عن حال المرأة في الحياة الدنيوية، من حياة اجتماعية وغيرها. ويقول يسوع المسيح في (أنجيل مرقس 12): "لهذا تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الـلـه ،لانهم متى قاموا من الاموات لا يزوجون ولا يزوَجون بل يكونون كملائكة في السموات" (لاحظ انه لم يحددّ بل جمل الناس جميعاً).

ولمزيد من الدقة، فقد ورد في بعض الاديان ان الزوجة الصالحة تكون لزوجها بعد الموت في الجنة. لكن السؤال: ما قيمتها بوجود حور عين؟ اما الاديان التي تؤمن بالتقمص، فمنها من يعطي صورة اوضح عما ينتظر المرأة بعد الموت: ستبقى امراة ولكن بتغيير المرتبة الدنيوية.

هذا ما روجه الدين ولكن ربما الحقيقية مختلفة. النفْس خارج مفهوم المذكر والمؤنث اذ لا نفس مذكر ولا نفس مؤنث. هي كيان بحد ذاته انما تُؤنث وتُذكّر بحسب الجسد الذي تسكنه. ان النفس البشرية هي من النفس الكلية وعليه فإنه لا نفس كلية ذكورية ولا نفس كلية أنثوية، تماماً كما هي حال العقل الكلي (مع الاشارة الى ان كلمة "كلي" لا تدل على الله).

واذا امعنا النظر في سلم التراتبية الكلي نزولاً عند الديانات السماوية، نجد نفس آدم هي بمفهوم النفس الكلية لحواء، وليس هناك نفس حوائية. فجلّ ما ينتظر المرأة او نفسها هو اتحاد بالنفس الآدمية الكلية لتكتمل، اذ ان آدم هو الأساس وحواء هي المكمل. وقد اوجدها الله لآدم حين كان مستحوشاً في الجنة لتكون وسيلته لإنجاز مشروع البشرية.

ونزولاً الى مجتمعاتنا البشرية، نرى ان هذا المفهوم التكميلي قد تبنّته وطورته بعض النساء في المجتمع، ربما بأكثريتها، ما عدا النساء التقدميات بفكرهن وفعلهن وعاداتهن. فالمرأة التقليدية الفكر ما زالت وسيلة في اكثر الاحيان، وليس الذَكر من يستعملها انما هي من يفرض على الآخرين هذا الاستغلال. نجد تلك الفئة من النساء دائما متبرجة، تسعى لإظهار مفاتنها لأنها هي خُلقت في البدء وسيلة للرجل وليس العكس.

ان كل هذا يدل على ان المرأة مضطهدة أرضياً وسماوياً. الاضطهاد الارضي على شقين، الاول هو الجسد الذي تسكنه عند استعماله كأداة للملذات والثاني يتمحور حول حقوقها القانونية وحقوقها كإنسان. اما الاضطهاد السماوي فيدور حول انها معتبرة من البدء وسيلة وليست اساس فهي فرع من ضلع آدم. وحين يحق العدل سوف تسترجع كل نفس آدمية فرعها الذي كان ظل تسكن اليه (وجعلنا لكم اجسادا تسكونون اليها — قرآن). الديانات السماوية لا تعتبر ذلك إجحافاً بحق المرأة بل امتداد لصورتها الناقصة التي تُستكمل في نفس آدمها. وليس المقصود أن هناك آدم واحد فكلنا كآدم، والنفس في الجنة كاملة تجمع المذكر والمؤنث. حتى الخنثى موجودة في النفس الكلية لآدم. إن فكرة آدم وحواء رمزية، للدلالة على ما سُلب من آدم. فحواء سوف تعود وتنمحق في آدم السماوي وتعود النفس الآدمية الى سابق عهدها، لا تستجدي المتعة من ظلها فالنشوة تسكنها كنافورة الماء.

فلا تغضبن ايتها النساء، كلكن آدم في السماوات!



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)
- الانسان بين رذيلته والاستهزاء به
- البشرية مشروع فاشل
- هل يلتقي حزب الله الامريكي على (المخلّص)؟
- ليست السياسة لعق على الالسن
- امركة الفوضى الخلاقة
- إرم واسلام ومجاعة
- آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
- الحياة اجمل لولا الرسل
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - اين تذهب النساء بعد الموت