قميص القذافي هو معطف غوغول القادم

متعب عالي القرني

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مجرد معطف، لكنه حقق شعبية كبيرة في الأواسط الروسية كأحد أجمل النصوص في تاريخ الأدب الروسي. ظهر نيقولاي غوغول الرائد الأكبر في الأدب الروسي عام 1842م وهو في الثالثة والثلاثين من عمره من خلال ذلك المعطف بقصته القصيرة بتصوير فنتازي وثيمة نادرة تحكي واقع الأرواح بعد الموت.

القصة تدور أحداثها حول معطف موظف فقير يُدعى اكاكي اكاكيفتش نذر حياته يجمع مالاً ليشتري معطفاً غالياً كان يحلم باقتنائه ليكفيه شر البرد في أجواء روسيا القارصة، وفجأة يضربه لصان ويسرقان معطفه الجديد، ليعيش بقية أيامه هماً وغماً إلى أن يلفظ أنفاسه في أيام معدودة.

يستحيل هذا الفقير حينها إلى شبح يثير الذعر في صدور سكان المدينة، ويبدأ بسرقة المعاطف في تصوير أدبي نادر ودخيل على ثيمات تلك الحقبة من الزمن، الأمر الذي دفع بالكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي إلى أن يقول "إن الأدب الروسي كله خرج من معطف غوغول".

اليوم وأنا أرى القذافي منزوع القميص عرياناً أتذكر معطف غوغول ومصائبه المتوالية بعد ممات صاحبه رغم فارق الشخصية بين الظالم القذافي والمظلوم أكاكيفتش، وأتسائل هل من الممكن أن يستحيل هذا القميص المنزوع إلى مرحلة هائجة ستذوق خلالها ليبيا صنوف العذاب والرهبة من شبح القذافي ورفاقه؟ هل سيبث هذا القميص المنزوع الخوف والذعر بصدور الليبيين فيما يتقدم من شهور وسنوات!

الأوضاع المستقبلية لليبيا لا تبشر بخير وثمة احتمالية كبيرة أن تستمر المصاعب لسنين قادمة لاسيما والموالين للقذافي يمارسون نشاطهم في هدوء بعد مقتل قائدهم، البيئة التي قد تساهم في تشكيل خلاياهم الخفية للنيل والانتقام من الأنظمة الجديدة!

غالبية أبناء القذافي لا يزالون طلقاء إلى الآن، وإمكانية المعاودة المستقبلية لإحداث انقلابات وزعزعة أمنية يجعل من المحتم على ليبيا أن تتأهب لمواجهة فترة عاصبة! هذة المرحلة لن تمر بسلام ما لم يخالطها قراءة هادئة للأوضاع المحتملة في المستقبل والاستعانة بدول ذات خبرة في هكذا مجال تساهم في خلق فرص إيجابية لصالح البلد والمواطنين.

#متعب_عالي_القرني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات