أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الأمين السويد - رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد















المزيد.....

رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 12:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"ومع هذا فإنك تدورين" أو بهذا المعنى حسم العالم غاليليو غاليلي أمره، و اتخذ قراره بالدفاع عن أطروحته التي سهر من أجلها الليالي، وتحمّل تعليقات الذي يفهم والذي لا يفهم، وعاش طيلة حياته بعد ذلك منبوذا في منزله، ولكنه لم يغيّر قناعاته شيئاً الذي أكسبه احترام خصومه قبل أصدقاءه.
وهذا المتنبي يموت دون طرحه حين قال" الخيل والليل والبيداء تعرفني ....و السيف و الرمح و القرطاس والقلم" بالرغم من أنه علم أنه لن ينجو من لسانه، و لكنه أبى إلا أن يموت الميتة التي تحدث عنها يوماً حين قال" عش عزيزاً أو مت و أنت كريم.... بين طعن القنا و خفق البنود"، فمات كريماً بين خفق البنود ولم يرض أن يخالف ما قاله هو يوماً.
و هذا المقبور معمر القذافي آمن و صدق بكتابه الأخضر الذي جمع طلاسم هرطقة العالم كله في كتاب لونه أخضر وليست رسالته، وبالرغم من سفاسف الكتاب الأخضر و الكاتب معاً، فقد ظل القذافي وفياً لأكذوبته الكبرى التي يمكن وصفها بالتجربة الرومانسية المجرمة حتى خرَّ صريعاً لا يدري "شن فيه"
فما بال "صاحب" فكرة المنطق الحيوي يحرق أصابعه العشرين و كتبه التي لم تطبع و موقعه الذي لم يَعُدْ يُبْلَعْ من أجل أن يرفع شخصاً أتفه من معمر القذافي اسمه بشار الأسد بينما يعمل الشعب السوري على إزاحة هذا الورم من جسد الوطن دافعاً بدمه الطاهر ثمناً لن ينساه أحياء العالم كلهم حجمه ما بقيت الحياة قائمة على سطح كوكب الأرض.
من هو الدكتور رائق النقري؟
مواطن سوري كان ضابطاً صغيراً في ما كان يعرف سابقاً بالجيش السوري، يحكى أنه قاد أو أفسد انقلاباً عسكرياً فاشلاً لا يُعرف من تفاصيله غير أن عددا من الضباط لاقوا ربهم بسببه، ذهب إلى "بلاد برى" وحصل على شهادة دكتوراه في المنطق الحيوي الذي يُشَكَّكُ في منطقيته أحياناً و أحياناً تُرى المنطقية فيه. كان أول من تحدث عن "معارضة حيوية" بعد سحق و تبخير هذه الكلمة مع مدلولاتها في أذهان معظم السوريين من قبل الزعيم الأبدي لجهنم حافظ الأسد.
كلمة "معارضة" في المجتمع السوري كانت بعبعاً يأكل صاحبها حتى في الأحلام آنذاك، ومع ذلك يخرج د. رائق النقري و يتحدث على الملأ عن شيء اسمه "معارضة حيوية"، و للتذكرة فكلمة "معارضة هي مربط الفرس و لا يهم إن كانت سلمية أو منحبكجية أو غير ذلك.
يخرج للملأ معارضا لمن يستقبله بعد ذلك - حافظ الأسد لتبدأ بعدها رحلة التشبيح الثقاسياسي عبر إنشاء موقع مدرسة دمشق المنطق الحيوي ومحاولة جرجرة بعض من رموز الفكر و الأدب السوري إلى مشاريع دعم غير مباشر لنظام آل الأسد، و لأن من حاول معهم ذلك كانوا فعلاً رموزا فكرية كبيرة لم تنطلي عليهم حبائل الغرض من إقامة جبهة فكرية منحبكجية بغض النظر عن علمية الطرح من عدمه.
يقوم المنطق على فكرة مقايسة الأشياء وفق قوانين مازالت قيد دراسة و تدقيق ينكب عليه الصديق الشاعر و الكاتب السوري د.حمزة رستناوي الذي يُعد بحق المنتج الحقيقي لهذا المنطق الذي لم يكتمل بعد، ومن أهم قواعد المنطق الحيوي هو الكشف عن ازدواجية المعايير و أشكالها. وعلى سبيل المثال يعتبر الشكل "ازدواجية معايير مع إلزام" أشد الأشكال خطورة و أشدها بغضاً للنفس البشرية، و من أمثال هذه الازدواجية القول" إن الحياة على كوكب عطارد أفضل من الحياة على كوكب الأرض، ومن لا يؤمن بذلك إنسان جاهل و غبي"
فالقول أن "الحياة على كوكب عطارد أفضل من الحياة على كوكب الأرض" معلومة لم يتوصل إليها العلماء بعد وهي بدون جهد علمي أو بحثي مستحيلة مما يستوجب الحكم على هذه المعلومة بازدواجية المعايير،ولكن القول بأن من لا يؤمن بهذا جاهل أو غبي هو محاولة للإرهاب الفكري وهو غرض مرفوض جملة و تفصيلاً.
و يعتبر المنطق الحيوي أن الإنسان الذي يتحدث بذاك الأسلوب مجرم مرفوض من قبل كل إنسان بشكل فطري عندما يكون بعيداً عن أي مؤثر قد يتسبب في تغيير اتخاذه لقرار ما.
وللأمانة فلم يقع الدكتور النقري على حد علمي في أي ازدواجية معايير من هذا النوع إلا عندما يدافع عن النظام الدكتاتوري الأسدي و عائلته، والمثير للتساؤلات المستغربة هو كيف يتفق أن يتحدث المرء بالشيء و يصرح بنقيضه و يصر على كونها نظرية علمية "نظرية علمية"؟
كل الفلسفة عند مؤسس المنطق الحيوي تذوب و تضمحل في سبيل بشار الأسد، كل العلوم تلوى رقبتها مهما كانت طويلة إلى بشار الأسد الشيء الذي دعاني إلى الكفر بمنطق النقري وليس بالمنطق الحيوي فهو ملك للبشرية وليس للنقري يد ولا نقرة فيه.
وقد عبر النقري عن دعمه لبشار الأسد مليون مرة و في كل مرة يفتتح كلامه بأنه من المعارضة لبشار الأسد أو نظامه؟ وهذا المعارض الصنديد يخرج على قنوات منحبكجية روسية يقدم فيها نفسه على أنه معارضة و يبارك استخدام روسيا لحق النقض مما أثار استغراب الــ 3000 شهيد برئاسىة حمزة الخطيب و استغراب حتى المذيعة الروسية التي لم تعد تميز الفرق بين المعارض و الشبيح في تلك الخمس دقائق مع هذا المثقف.
ففي لقاء له على هذه القناة، صرح د. النقري بأن "الرئيس إلى اليوم لديه شعبية وأغلبية أكثر من 51%،، ما حظي به الرئيس من شعبية، لم يحظى بها كثيرون.. لذلك يجب أن يحافظ عليها .،"*
لا يُعْرف كيف عرف السيد الدكتور مؤسس المنطق الحيوي أن لبشار الأسد أغلبية أصلاً، و أنها تبلغ نسبتها 51% في سورية، وانأ اعتقد أن هذه النسبة لبشار الأسد قد تكون صحيحةً تماماً في إسرائيل و لكن ليس في سورية. وليس هذا فقط، بل راح د. النقري يقلد الإعلام والسياسة الأسدية في اختلاق الأخبار و الافتراضات و تصديقها فيما بعد، فقوله : "... ما حظي به الرئيس من شعبية، لم يحظى بها كثيرون.. لذلك يجب أن يحافظ عليها. "* يعتبر استرسالاً في كيل التهم جزافاً للشعب السوري بكونهم من مساندي القتل و التدمير في سورية و المنطقة.
المهم في الأمر أن د.النقري لم يصل إلى مستوى حتى ركبة القذافي في إخلاصه لمبادئه و اطروحاته، فانبرى له المهندس الحقيقي للمنطق الحيوي الصديق د. حمزة رستناوي يكشف زيف أقواله مستعملاً سلاح المتهم ذاته- مكعب مصالح المنطق الحيوي، وكان ذلك ضمن مقايسة* لهذه الهرطقة المؤذية التي تحدث بها د. رائق النقري على القناة الروسية.
ولشرح المقايسة سأشرح المقصود منها باختصار شديد جداً.
فالقول أن " الحياة على كوكب عطارد أفضل من الحياة على كوكب الأرض" يساوي تماماً قول د. النقري بأن " الرئيس إلى اليوم لديه شعبية وأغلبية أكثر من 51%،، ما حظي به الرئيس من شعبية، لم يحظى بها كثيرون.." و القول " ومن لا يؤمن بذلك إنسان جاهل و غبي"، يشبه تماما قول د. النقري: " لذلك يجب أن يحافظ عليها ." الذي يعني أن هذا الأمر واقع و مجرب، و أن سيادته محبوبٌ بهذه النسبة، والذي لا يؤمن بهذه النسبة إنسان غير سوي باعتبار أن تكرار الخبر و تأكيده بكل وسيلة ممكنة يجعل منه خبراً مؤكداَ حسب نظرية "اكذب الأسدية"
فهذه المرة شهد شاهد من أهله وهو ليس من أهله حقيقة – د. حمزة رستناوي فنزع آخر أوراق التوت التي كان يتستر بها د. النقري الذي استمات دفاعاً عن النظام بطرق غامضة و ملتوية و غير ملتوية، ولم يتبق للدكتور حامي فطرة الحياة السليمة الآن، سوى أن يحمل "بنبكشن" ليقتل المحتجين السلميين في شوارع دمشق أو حمص الذين خوَّنهم منذ أول صرخة أطلقوها تقول: "الله ..سورية..حرية .. وبس"
إن كتب د. رائق النقري التي يقول بأنه كتبها، والتي لم تطبع إلى هذه اللحظة تشبه إلى حد كبير فصول الكتاب الأخضر للكاذب الكبير و المقبور ملك ملوك إفريقيا وعميد حكام العرب و الذي نشر تعبير "زنكة ... زنكة" ومات في إحداها السيد معمر القذافي، كلام لا يُعْرَفُ كيف بدأ ولا يمكن توقع نهايته أو معناه مثل :" بيضة الدجاج بيضة ليست كالخيار و بالرغم من أنها بيضة، ستبقى بيضة وفية للشعب القادم من الزنزانة مهما ابيضت الدنيا أو فقَّست فقوساً او خياراً."
لقد سخَّر نظام الأسد الذي "يسوى و الذي لا يسوى، وكل من هب و دب" لحمايته و إبراز بطولاته وإلوهيته في المجتمع السوري، إلا أن السوريين صخّروا الوعي في نفوسهم كردة فعل منطقية، فراحت تتكسر عليه ألاعيب هذه النظام الكرتوني المدجج بفكر و آلة القتل والتدمير و الإرهاب.
_____________________________________________________________________________________________

1. غاليليو غاليلي/ جاليليو جاليلي
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88_%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A
2. مدرسة دمشق للمنطق الحيوي
http://damascusschool.wordpress.com/
3. مصالح رائق النقري: و اضطراب برهان الحدوث ؟؟!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=722&aid=280222



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة
- تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً
- الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية
- فلتسقط المعارضة السورية التقليدية
- من يضمن معاهدات السلام، الشعوب أم الأنظمة؟
- رهانات النظام السوري الخاطئة
- سورية الأسد أم سورية علي بابا
- حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب
- تحالف النظام السوري و الصوفية البعثية
- العرعرة و النقررة في الميزان
- أمريكا والبحث عن النفوذ بين شهداء سورية
- أموات سورية لا يموتون
- جماعة الحلول الثورية والحيوية ... و لكن!
- تسريع إسقاط النظام السوري
- النظام السوري و الحذاء الضيق
- الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية
- الأسد و قمع الجراثيم
- مملكة الكذب و أوهام الخلود
- جوِّع أم شبِّع شعبك، يتبعك؟
- نكسة العرب حزيران 1968


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الأمين السويد - رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد