أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى















المزيد.....



عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى عام 1934 فكّر المليونير يعقوبيان فى إنشاء عمارة تحمل اسمه. فتخيّر لها أهم موقع فى شارع سليمان باشا. وهى على الطراز الأوروبى الكلاسيكى . الشرفات مزدانة بتماثيل لوجوه إغريقية منحوتة على الحجرإلخ . أما سكان العمارة فقد كانوا من الارستقراطيين والأجانب .
هكذا يؤرخ الكاتب علاء الأسوانى لتلك العمارة الجميلة. أما عن السكان فقد تغيّر كل شىء بعد يوليو52 : كانت كل شقة تخلو بهجرة أصحابها من الأجانب يستولى عليها أحد ضباط يوليو. حتى جاءت الستينات فصارت نصف شقق العمارة يسكنها ضباط من رتب مختلفة. وفى السبعينات باع بعضهم شققهم التى تحوّلت إلى مكاتب وعيادات . وبعضهم فضل أنْ يؤجرها مفروشة للسياح العرب.
من هذا التأريخ لعقار فى عمل أدبى . يكون الكاتب قد هيّأ القارىء لاستقبال شخصيات ذلك العقار : السكان الجدد الذين حلّوا محل الأصليين . وبصفة خاصة الضباط الذين استولوا على نصف الشقق. ولكن الكاتب يستبعد هذا الخط الذى يتّسق مع تأريخه للعقار. ويختار شخصيات لا علاقة لها بهذا التأريخ الذى ظلّ منعزلا عن الأحداث . وهذه الشخصيات هى : زكى ( ابن ) عبدالعال باشا الدسوقى . القطب الوفدى الذى اعتقله ضباط يوليو 52 وانتزعوا معظم أملاكه. ثم مات متأثرًا بما جرى له. ثم استمرت إقامة الابن فى الشقة التى حوّلها إلى مكتب هندسى ولكنه فشل ، وتحول المكتب مع الأيام (( إلى مكان يقضى فيه زكى بك وقت فراغه اليومى حيث يقرأ الجرائد ويلقى أصدقاءه وعشيقاته )) وهو كما صوّره الكاتب نموذج للإنسان الذى لاهمّ له إلاّ إشباع رغباته الجنسية. حتى أنه ضاجع نساء من جميع الطبقات والأعمار. وانتهت قصته بزواجه من بثينه الفتاة الفقيرة بعد أنْ دبّرت أخته دولت ضبطهما عارييْن فى الفراش بواسطة شرطة الآداب .
الشخصية الثانية هى الصحفى حاتم المولع بالجنس السلبى . وتكون مشكلته البحث عن عشيق أسمر البشرة كما كانت بشرة أول من فعل به فى طفولته. وعندما يكبر. وبعد أنْ صار صحفيًا مشهورًا. يجد البديل فى أحد جنود الحراسة. وهذا الجندى يشعر بالندم كلّما تطورت العلاقة بينهما. وتكون نهاية حاتم على يد عشيقه فى مشهد مفتعل غير مبرر دراميًا .
الشخصية الثالثة هى طه الشاذلى ابن بواب العمارة. فى طفولته لعب مع بثينه وقامت بينهما علاقة حب تم وأدها مبكرًا. فالكاتب يُقدّم طه بعد حصوله على الثانوية العامة ( أى وهو فى الثامنة عشرة ) وهو يشعر بالغضب عنما رأى بثينه ( ترتدى الفستان الضيق الذى يُبرز تفاصيل جسدها إلخ) ص33 ،34. وهذا الموقف المتزمت من شاب صغير السن بدأ ينمو ويستفحل إلى أنْ تم اصطياده بواسطة أصوليين محترفين داخل الكلية. والذين سلّموه لأصولى قيادى . وتم اعتقاله وتعذيبه ، وبعد أنْ خرج من المعتقل اشترك فى عملية لاغتيال أحد ضباط المباحث. ونجح هو وشريكاه فى المهمة. وأطلق الجنود الرصاص فيصاب طه .
الشخصية الرابعة هى بثينه : احدى ساكنات سطح العمارة . حاصلة على دبلوم تجارة. تنقلتْ بين أكثر من عمل فى القطاع الخاص . ثم العمل مع زكى السوقى ، كعاشقة فى شكل سكرتيرة وانتهتْ قصتها بزواجها منه.
الشخصية الخامسة : الحاج محمد عزام الذى بدأ حياته ماسح أحذية ثم أصبح مليونيرًا يمتلك عددًا كبيرًا من الأنشطة المشروعة يغسل بها أمواله من تجارة المخدرات . وعبْرَ هذه الشخصية يعرض الكاتب بعض صور الفساد السياسى ، من خلال شخصية كمال الفولى الذى يُهيمن على انتخابات مجلس الشعب . ولا يقبل أقل من مليون جنيه رشوة حتى يقبل ترشيح من له رغبة ويضمن له الفوز فى الانتخابات . كما صور الكاتب جانبًا من الصراع الذى يدور بين مليونيرات هذا المجتمع . مثل الصراع الذى دار بين الحاج عزام والحاج أبو حميده .
هذه هى الشخصيات التى لها إمتداد فى العمل بخلاف الشخصيات الثانوية. وقد تعمّدتُ الكتابة عن الشخصيات الخمس بشىء من التفصيل حتى أضع القارىء معى وأنا أبدى الملاحظات التالية :
أولا : أننا إزاء مجموعة من القصص القصيرة ولسنا إزاء رواية. ذلك أنه لا توجد أية علاقة تجمع بين الشخصيات الخمس المذكورة . فقصة زكى ليس لها أدنى علاقة بقصة حاتم أو طه أو عزام . وهو ما ينطبق على باقى الشخصيات (باستثناء بثينه التى جمعتها علاقة بطه ثم زكى) وبخلاف هذا الاستثناء تبدو كل شخصية مستقلة تمامًا عن باقى الشخصيات ، وبالتالى انعزال الأحداث بعضها عن بعض . وقد ترتّب عن ذلك انعدام وحدة الصراع بين هذه الشخصيات والأحداث التى وردت بصيغ تقريرية مثل تحقيقات الصحف التى يعرفها كل المصريين . وبانتفاء وحدة الصراع التى تجمع وتلضم الشخصيات والأحداث فى نسيج واحد ومتفاعل ، تختفى أهم خاصية من خصائص الإبداع الروائى .
ثانيًا : لجأ الكاتب إلى إطلاق الأحكام القيمية. وهى أحكام إنْ جازت فى الكتابات الإنشائية الوعظية ، فإنها تهدم أى عمل إبداعى ، كما أنها ( = الأحكام القيمية التى دسّها الكاتب على شخصياته ) تتناقض مع الشخصية المصرية ، فضلا عن أنها مكتوبة كزوائد ليس لها أى وظيفة درامية. مثل النص على أنّ الرجل من عامة الشعب (( لايتحرج فى مجلس الرجال من ذكر أدق تفاصيل علاقته الخاصة مع زوجته. حتى يكاد الرجال فوق السطح يعرفون كل شىء عن علاقات بعضهم البعض الجنسية. أما النساء فهن جميعًا يحببن الجنس جدًا ويتهامسن عن تفاصيل الفراش)) (ص25) وبما أنّ طفولتى ونشأتى كانت فى بيئة شعبية. وأنّ علاقتى بهؤلاء (الشعبيين) لم تنقطع ، فإننى أجزم أنّ ما ذكره الكاتب إتهام باطل . ولو أنه ذكر أنّ شعبنا المصرى (شعبيين وغير شعبيين) يعشقون تأليف وتبادل النكت ( جمع نكتة وهى صحيحة لغويًا ) لأصاب الحقيقة. وبمراعاة أنها نكت تتسم بالعموميات ولا تخوض فى الخصوصيات.
وكذلك موقف بعض سكان العمارة من طه : فهم منزعجون من تفوّقه فى التعليم ويُكلّفونه بأعمال شاقة تستغرق وقتًا طويلا ويُغدقون عليه بالبقشيش لإغرائه وفى نفوسهم رغبة دفينة خبيثة لتعطيله عن المذاكرة. هذا غير السخرية من ابن البواب الذى يود الالتحاق بكلية الشرطة ، بل إنّ أحد السكان بعد أنْ سخر من تعليم أبناء البوابين والمكوجيه ، استشهد بحديث الرسول (ص) (( لا تُعلّموا أولاد السفلة ))(ص28 ،29) وأرى أنّ الكاتب رضخ واستجاب لتصوراته الخاصة التى تتعارض مع الشخصية المصرية. وإذا كانت نشأتى كانت فى بيئة شعبية ، فإنّ حياتى العملية عرّفتنى بأشخاص من كل الطبقات ، فلم ألحظ أبدًا ظاهرة السخرية من أبناء الفقراء النابغين . وإنما شاهدتُ العكـــــــــس ، حيث عاصرتُ مواقف لأشخاص أثرياء ويشغلون مناصب رفيعة ، كانوا سعداء بأولاد الفقراء المتفوقين فى التعليم . وكانوا يُترجمون سعادتهم بالتشجيع الأدبى والمادى .
ثالثا : لجوء الكاتب إلى التعميمات التى ينفر منها الإبداع ، مثل النص على أنّ البارات الصغيرة يرتادها ((زبائن من الرعاع والمشبوهين)) (ص51) أو النص على أنّ غالبية أصحاب العمل فى القطاع الخاص يتحرّشون بالعاملات لديهم جنسيًا. فالكاتب يسرد عن بثينه أنها تنقلت خلال عام واحد بين أعمال عديدة. وأنها تركتها لنفس السبب الذى يحدث دائما : عندما يصر صاحب العمل على أنْ يُقبّلها عنوة فى المكتب الخالى أو يلتصق بها أو يشرع فى فتح سرواله ليضعها أمام الأمر الواقع .. إلخ (ص61) وكنتُ أسمع فى طفولتى وحتى الآن ، أنّ أماكن العمل لها قداسة ، لأنها مصدر الرزق. وإذا كان يوجد فى الواقع صاحب عمل يُضحى بسُمعة متجره فى سبيل غرائزه الجنسية ، فهو استثناء شاذ. والاستثناء لا يجوز القياس عليه أو التوسع فيه. ومن التعميمات كذلك النص على أنّ الشواذ جنسيًا يبرعون ((عادة فى المهن التى تعتمد على الإتصال بالناس مثل العلاقات العامة والتمثيل والسمسرة والمحاماه)) (ص 181) والكاتب هنا تغاضى عن ، أو تجاهل حقيقة ثابتة وهى أنّ المهن التى لها علاقة بالناس تشغل معظم مناحى الحياة. مثل الأطباء والصيادلة والمهندسين والتجار والحرفيين وأصحاب المحلات التجارية والإعلاميين إلخ ، وبالتالى فما قيمة النص على مهن بعينها ؟ أليس من الأفضل تجنب التعميم ، خاصة إذا كانت الصياغة تقريرية ، وليس لها أية وظيفة درامية. وذكر الكاتب أنّ الساعة العاشرة مساء كل يوم هى ((ساعة تغيير وردية الحراسة لجنود الشرطة التى يعرفها كل الشواذ فى وسط البلد ويسعون خلالها إلى التقاط عشاقهم من بين الجنود ( ص 9، 10) فهل هذه حقيقة مؤكدة استمدّها الكاتب من دراسة ميدانية ؟ وبالتالى تحتمل هذا التوكيد والتعميم ، أم هى من وحى خيال الكاتب ؟ وإلى أى مدى يجوز للإبداع أنْ يستخدم منهج علم الاجتماع فى إحصاء الظواهر الاجتماعية ؟ وما هو دليل الكاتب عن معرفة الشواذ ( = مرضى الحب المثلى ) بأسلوب وتوقيت التقاتهم بجنود الشرطة ؟
رابعًا : لجوء الكاتب إلى تحديد الهوية الوطنية لبعض الشخصيات أو تحيد الانتماء الدينى لهم دون أى مبرر درامى ، مثل تعمده أنْ يكون أول شخص تسبب فى تعلق حاتم بالانحراف الجنسى نوبى الهوية. فلماذا هذا التعمد فى الاختيار؟ وماهى وظيفته الدرامية ؟ وما دلالة ذلك على المستوييْن الواقعى والفنى ؟ وعند البحث عن إجابة لهذه الأسئلة ، نجد أنّ كل الصفحات التى تناولت حياة حاتم تخلو تمامًا من أى توظيف درامى لاختيار شخصية إدريس النوبى ليكون هو البداية لانحراف حاتم الجنسى ، وبالتالى فإنّ السؤال المشروع هو : لماذا لم يكتف الكاتب بإطلاق اسم الشخصية دون تحديد هويته الوطنية ؟ لماذا لم يُفكر فى رد فعل النوبيين وهم يقرأون هذا الاتهام ، أليس هذا الاتهام إهانة لهم وتجريحًا لمشاعرهم ؟ ولماذا لم يُفكر فى أثر ذلك على القارىء العادى ، فيُصدّق أنّ النوبيين ( المعروف عنهم التزمت الدينى والأخلاقى ) بهم هذه العادة المرذولة دينيًا وأخلاقيًا . وكذلك عندما اختار شخصيات مسيحية دون أى توظيف درامى . ويكون السؤال أكثر مشروعية عندما تكون هذه الشخصيات شديدة الوضاعة كما أراد لها الكاتب أنْ تكون . مثل شخصية أبسخرون الديوث الذليل . وشخصية ملاك الانتهازى المتآمر. وشخصية مدام سناء فانوس التى أقامت علاقة جسدية مع زكى . وكل ذلك دون أى توظيف درامى .
خامسًا : افتقاد القصص الخمس للجدل الدرامى بوصفه التجسيد الفنى للجدل الواقعى فى الحياة. وعلى سبيل المثال فإنّ الصفحات التى تناولت شخصية طه ، نجد الكاتب يُقدم وجهة نظر الأصوليين حول تكفير الحاكم والمحكومين وأنّ (( المجتمع فى مصر مجتمع جاهلية لا مجتمع إسلام . لأنّ الحاكم يُعطل شرع الله وحرمات الله تُنتهك على الملأ..الخ)) (ص129 ،130) أو ترديد مقولاتهم الثابتة (( لا نريد أمتنا اشتراكية ولا ديمقراطية. نريدها إسلامية. سوف نجاهد حتى تعود مصر إسلامية )) (134 ، 135) وبعد أنْ تعرّف طه على الشيخ شاكر القيادى الأصولى بدأ (( يُدرّب نفسه على أنْ يُحب الناس ويكرههم فى الله. تعلّم من الشيخ أنّ البشر أحقر وأهون من أنْ نُحبهم ونكرههم من أجل صفاتهم الدنيوية. بل يجب أنْ تتحدد مشاعرنا ناحيتهم وفقًا لالتزامهم بشرع الله)) (161) وبعد أنْ كان يحب بعض السكان صار ((يكرههم فى الله. لأنهم تاركون للصلاة وبعضهم شارب خمر)) (162) ويُكرر الكاتب ذات الأفكار على لسان رضوى التى تزوّجها طه بمعرفة التنظيم الأصولى الذى إنضم إليه . فتحكى لطه أنه بعد وفاة زوجها الأول (وهو أصولى أيضًا) سعى أهلها لتزويجها. ولكنها رفضت العريس الجديد . لماذا ؟ قالت رضوى ((هو مهندس ثرى . لكنه تارك صلاة وحاول إقناعى بأنه سيلتزم بعد الزواج . لكننى رفضت . شرحت لهم أنّ تارك الصلاة كافر شرعًا ولا يجوز أنْ يتزوج مسلمة)) وهى لا تكتفى بذلك وإنما تصب غضبها على أبويها وعلى أهلها لأنهم غير ملتزمين ((هم ناس طيبون لكنهم للأسف لازالوا على الجاهلية)) (ص308) كما ينقل الكاتب وجهة نظر الأصوليين حول الصراعات الدولية والاقليمية. فكتب على لسان الشيخ شاكر الذى كان يخاطب طه بأسلوب تحريضى (( أطفال المسلمين يُذبحون بهذه الطريقة البشعة. تأمّل وجه هذه الطفلة العراقية التى مزّقتها القنابل الأمريكية. أليست هذه الطفلة مسئولة منك مثل أختك وأمك ؟ ماذا أنت فاعل لنصرتها ))(ص169) وهو تكرار لخطاب الأصوليين فى دفاعهم الفج عن المسلمين فى أفغانستان والبوسنة والشيشان إلخ . فى الوقت الذى كانوا فيه يقتلون المصريين (مسلمين ومسيحيين) بزعم جاهلية المجتمع العصرى .
وإذا كان هذا هو موقف الأصوليين ، فهل دور الإبداع هو الاكتفاء بنقل أفكارهم وتصوراتهم عن العالم ؟ مع التغاضى التام عن تقديم الوجه الآخر لجدل الحياة ، الذى يتجسّد فى أى عمل أدبى فى أشكال من الجدل الدرامى . وعلى سبيل المثال يقول الشيخ شاكر لطه(( أنت وجميع أبناء جيلك لم تتلقوا التربية الإسلامية. لأنكم نشأتم فى دولة علمانية وتلقيتم تعليمًا علمانيًا. فتعوّدتم التفكير بطريقة تستبعد الدين . ولقد عدتم إلى الإسلام بقلوبكم . بينما سوف تستغرق عقولكم وقتًا حتى تتخلص من العلمانية . وتصفوا للإسلام)) (ص167) هذا الخطاب الإنشائى إذا جاز فى كراسات الإسلاميين ، فإنه فى العمل الأدبى لابد أنْ يقابله الوجه الآخر الرافض لهذا التزوير. أى أنّ الكاتب يكون موفقًا إذا راعى الجدل الفنى مع هذه المقولات الكاذبة ، فيُقدّم الوجه الآخر الذى يؤكد على أنّ المجتمع المصرى أمامه عقبات كثيرة حتى تتحقق ( علمنة مؤسسات الدولة) ومن هذه العقبات أنّ الدستور المصرى الصادر عام 1971 نص على أنّ الشريعة الإسلامية مصدر أساسى للتشريع . ولكن الأصوليين لم يقتنعوا بذلك فجاء التعديل الصادر فى ابريل80 لينص على أنّ مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع . كما أنّ جامع الأزهر تحول إلى جامعة بالقانون رقم 103 لسنة1961 الأمر الذى ترتب عليه ظاهرة الطبيب المسلم والمهندس المسلم والمحامى المسلم إلخ وتبعًا لذلك تحولّت النقابات المهنية إلى بؤر صديدية منتشرة فى المجتمع المصرى . وفى الوقت الذى كان فيه الأصوليون فى نقابة الأطباء يصرخون ويولولون من أجل الشعب الأفغانى ، كانت النقابة تتجاهل جرائم المستشفيات الاستثمارية والحكومية فى حق الشعب المصرى . وتتجاهل قتل شعبنا على أيدى الأصوليين . ووصل الأمر إلى درجة أنْ وقفت عميدة المعهد الفنى الصحى فى أحد الاجتماعات وصاحت صارخة (( لقد منعونى من الاشتراك فى رحلة النقابة داخل مصر. وطالبونى بأنْ يصحبنى محرم )) (صحيفة القاهرة 13/9/ 2002) وبخلاف عشرات الأمثلة التى تؤكد أنّ آليات إدارة المجتمع المصرى هى آليات الدولة الدينية وهذا هو الوجه الغائب فى عمارة يعقوبيان عن جدل الدراما .
والكاتب لم يكتف بإبراز توجهات الأصوليين وعرض أفكارهم . وإنما سطّر الصفحات المطولة عن اعتقال الدولة لهم وتعذيبهم . بل وتعمُد قتلهم . قالت رضوى عن زوجها السابق (( كتبوا فى الصحف أنه أطلق النار على الضباط فاضطروا إلى قتله. ويعلم الله أنه تلك الليلة لم يُطلق طلقة واحدة من سلاحه. طرقوا عليه الباب. وبمجرد أنْ فتح أطلقوا عدة دفعات من الآلى . فأستشهد وثلاثة أخوة معه. قتلوهم متعمدين وكان بوسعهم لو أرادوا أنْ يعتقلوهم أحياء)) (307) وفى الصفحات من 199 – 202 ومن 235 – 239 ، 268 ، 289 وصف تفصيلى لمعاناة الأصوليين مع مباحث أمن الدولة. سواء فى أساليب القبض عليهم أو أثناء تعذيبهم . ودَأَبَ الكاتب على تكرار ما حدث لطه أثناء التعذيب. وكيف أنهم أجبروه على اختيار اسم امرأة. وكيف كان يبكى وهو يستعطف الجنود حتى يكفوا عن إدخال العصا فى جسده. قال طه لشيخه (( لقد هتكوا عرضى يا مولانا . عشر مرات يا مولانا )) وتكون النتيجة المؤكدة بعد كل هذا الوصف التفصيلى هو تعاطف القارىء مع الأصوليين. وهو تعاطف – وإنْ كان له شرعية إنسانية – إلاّ أنه يأتى مفتعلا ومتعمدًا ، لأنه أتى منفصلا عن مجمل أحداث وشخصيات العمل من ناحية ، وأتى منعزلا عن جرائم الجماعات الإسلامية ضد كل مختلف معهم . وهذا التجاهل لجرائمهم ( اغتيال فرج فوده ومحاولة اغتيال الأديب نجيب محفوظ إلخ) هو ما أسميه انتفاء الجدل الدرامى الذى هو التجسيد الفنى لجدل الحياة على أرض الواقع .
إنّ هذا الجدل لم يكن خافيًا على الكاتب ، لأنه استخدمه بشكل فنى فى بعض المواقف القليلة. مثل موقف بثينه عندما أحضر لها طه كتابًا عن الحجاب ثم أخذها إلى الجامع لتسمع خطبة الشيخ شاكر . ولكنها لم تتأثر بالخطبة وقالت إنها مملة (162) وكذلك المشهد الذى جمع بين كمال الفولى والحاج عزام ، نجد كمال رمز الفساد يُهنىء عزام تاجر المخدرات على حملته فى مجلس الشعب ضد الإعلانات الخليعة فى التليفزيون . وفى نهاية المشهد فإنّ كمال يُخبر عزام بأنّ نصيب الرجل الكبير من أرباح توكيل السيارات هو رُبع ال 300 مليون جنيه. وكذلك المشهد الذى جمع كل من عزام وزوجته الأخيرة والشيخ السمان . كان عزام قد اشترط على زوجته عدم الإنجاب . ولكنها حملت وأصرّت على الاحتفاظ بالجنين . فلجأ عزام إلى الشيخ السمان كى يقنعها بشرعية التخلص من الجنين خلال أول شهرين وقال لها أنّ ذلك لا يعتبر اجهاضًا لأنّ الروح تنبعث فى الجنين فى بداية الشهر الثالث. وأنّ هذه فتوى موثقة لكبار علماء الدين . ثم طلب منها طاعة زوجها وذكّرها بحديث الرسول(ص) : (( لو أنّ لمخلوق أنْ يسجد لمخلوق مثله لأمرت الزوجة أنْ تسجد لزوجها )) ولكن الزوجة التى كانت مجرد عاملة بسيطة ردّت عليه ((يعنى أسقط نفسى ويبقى حلال ؟ مين يقول كدا ؟ لا يمكن أصدقك لو حلفت لى على المصحف)) وبعد احتدام المناقشة بينها وبين الشيخ الذى قال لها((احترمى نفسك يا بنتى واياكى تتجاوزى حدودك)) فإنها ترد عليه (( أتجاوز إيه وأتنيل إيه ؟ يا شيخ يا مسخرة. دفع لك كام عشان تيجى معاه ؟ )) وهكذا – وبشكل فنى – وضع الكاتب الوجه والوجه الآخر. خاصة وأنّ الكاتب ذكر فى بداية المشهد أنّ الشيخ السمان سوف يسافر إلى السعودية للاشتراك مع الأخوة العلماء هناك فى اصدار بيان شرعى وبالأدلة على جواز الاستعانة بالجيوش المسيحية الغربية لانقاذ المسلمين من الكافر المجرم صدام حسين (من 242 – 246 ) .
فى الأمثلة السابقة كان الكاتب موفقًا عندما خلق الصراع الفنى من التناقضات. ويكمن سر النجاح عندما ينبذ الكاتب (أى كاتب) الأحادية وينحاز للتعددية بكل تجلياتها. ولكن علاء الأسوانى – باستثناء الأمثلة المذكورة – كان يتبنى الأحادية. فأفقد عمله أهم مميزات الإبداع : أى الصدق الفنى .
سادسًا : الاستطراد فى سرد تفاصيل يمكن الاستغناء عنها ولا تؤثر على السياق ويكفى معها الايجاز. مثل الوصف التفصيلى لمحاولة ملاك الحصول على غرفة فوق السطح (من ص 42 – 47) أو وصف حياة الشواذ والأماكن التى يلتقون فيها واسم الشاذ السلبى والاسم الايجابى (من ص 51 – 54) كما أنها عبارة عن معلومات لا تفيد القارىء إلاّ إذا كان يعد بحثًا عن الحب المثلى . وكذلك تفاصيل زواج عزام من سعاد ( من ص72 – 78 ) أو تفاصيل تجنيد طه فى تنظيم سرى وتفاصيل فترة التدريب على أعمال العنف . وتفاصيل خطة اغتيال ضباط المباحث إلخ إلخ .
سابعًا : يغلب على الشخصيات التشوه والانحلال . إما الاغراق فى الجنس والخمر أو الفساد الأخلاقى . وحتى الشخصيات الثانوية لم تنج من هذا المصير. قال الكاتب إنّ بثينه (( لم تعد تبالى حتى بما يردده سكان السطح حول سُمعتها. كانت تعرف من مخازيهم ما يجعل تظاهرهم بالفضيلة أمرًا مضحكًا. إذا كانت هى أقامت علاقة مع طلال لاحتياجها للنقود. فإنها تعرف نسوة فى السطح يخنّ أزواجهن لمجرد تحقيق المتعة)) (225) وبثينه تُجرى اختبارات شريرة ومسلية إذا قابلت شيخًا مسنًا محترمًا يحلو لها أنْ تختبره فترقق صوتها وتتأود وتبرز صدرها المكتنز. وكان تلهف الرجال عليها يملؤها بلذة أقرب إلى التشفى والشماتة)) أما أمها فهى لا ترى بأسًا من تحرش أصحاب العمل بابنتها وكانت حجتها ((اخواتك فى حاجه إلى كل قرش من عملك. والبنت الشاطره تحافظ على نفسها وشغلها (62) أما أبسخرون ( المسيحى ) فإنّ الكاتب يصفه بأنه ((لايرى ولا يسمع ما يحدث أمامه ولو كان جريمة قتل)) (38) وفى أول لقاء له مع سيده الجديد (زكى) فإنه يقف مطرقًا منكمشًا كالفأر)) (37) وعندما يبرز أبسخرون من أحد أركان الشقة فكأنه ((كائن ينشط فى مجاله الطبيعى كالسمك فى الماء أو الحشرات فى البلوعة)) (39) فلماذا لم يُفكر الكاتب فى أثر ذلك على المسيحييــن ، وعلى مجمل شعبنا ، ونحن نعيش تحت سياط الاحتقان الدينى منذ عدة سنوات ؟ ورباب – شخصية ثانوية- تعمل مضيفة فى بار ولا تمانع فى بيع جسدها لمن يدفع ، فتذهب إلى شقة زكى . والكاتب لا يكتفى بذلك وإنما يصر على أنْ يقدمها كلصة أيضًا (89) والكاتب يسمح لزكى أنْ يصف رباب هكذا (( إنها تمثل الجمال الشعبى بكل سوقيته واثارته وكأنها قد خرجت لتوها من احدى لوحات محمود سعيد)) (ص18) حتى الفنان العظيم محمود سعيد لم يسلم من التشويه. وقد قرأتُ لنقاد ثقاة ما كتبوه عن محمود سعيد . ولم يذكر أحد أنه سعى للابتذال والاثارة. وأكتفى بما ذكره الفنان والناقد الكبير عزالدين نجيب حيث كتب أنّ فن محمود سعيد تشيع فيه ((الروح المصرية الصميمة التى استقى منها عناصره التى تُذكرنا بها فنون النحت والتصوير والعمارة المصرية القديمة)) وأما عن المرأة التى صوّرها محمود سعيد فى أشكال متنوعة ضمن معزوفته عن الجسد الإنسانى . كتب عزالدين نجيب أنه برغم ما فى عاريات محمود سعيد من ((زخم الجنس وعبق الأنوثة وفيض الخصب. إلاّ أنها تتعدى ذلك كله إلى رحابة الحياة نفسها. إلى الرغبة فى اكتناه المجهول والامساك بسر الكون)) (فجر التصوير المصرى الحديث – دار المستقبل العربى – عام 1985ص 59 ، 60)
وإذا كان زكى الذى ابتذل وشوّه فن محمود سعيد لا يفقه حرفًا عن أبجديات الفن التشكيلى ، فإنّ الكاتب (أى كاتب) لابد أن يتوفر لديه الحد الأدنى عن هذه الأبجديات.
حتى دولت (شخصية ثانوية) سليلة الأرستقراطية التى رسّخت قيم السلوك النبيل ، قدّمها الكاتب فى صورة بشعة. تسعى إلى تدمير شقيقها زكى ، فهى لا تتورع عن سبه ب ((يا وسخ يا ابن الكلب)) (113) ويتحجّر قلبها فتطرده من الشقة. ونوازع الشر لديها بلا حدود. فترفع ضده دعوى حجر وحتى تنجح فى ذلك ، وكى تُثبت سفهه فإنها تتصل بشرطة الآداب. وبالفعل يتم ضبطه مع بثينه عارييْن فى الفراش . والكاتب يغالى فى تضخيم الشر فى نفس دولت ، فإذا افترضنا أنّ الجشع المادى هو محرّكها من أجل الحصول على ميراث شقيقها ، فلماذا يضعها الكاتب فى ذلك الموقف المشين وهى تشارك ضباط شرطة الآداب فى الضحك بغرض ((المجاملة والتشجيع والشماتة)) (301) أما حاتم فهو ساخط على أبيه لأنه انشغل عنه واهتم بعمله القانونى . أما أمه الفرنسية فإنّ أباه قد التقطها من بار صغير فى الحى اللاتينى كانت تعمل فيه ساقية. وفى مونولوج طويل قال حاتم مخاطبًا أمه فى قبرها (( أظنك قد خنتِ أبى أكثر من مرة. بل أنا واثق من ذلك . أنت فى الواقع ساقطة. يكفى المرء أنْ يفتح كفه فى بارات باريس ليلتقط عشرة من أمثالك )) (257) .
من بين كل تلك الشخصيات الموبوءة بجرثومة الشر ، كأنه قدر لا فكاك منه. والتى تحركها الغرائز المدمرة ، من الشبق الجنسى وعبادة المال وعقلية التآمر واختفاء قيم الإحساس بالجمال الإنسانى ، من بين كل ذلك الخواء الروحى ، تنبثق (فجأة) شخصية بثينه. إذْ نراها وقد تغيّرت وأنّ علاقتها بزكى تطورت من علاقة جسدية إلى شعور بالدفء الإنسانى وتنتهى قصتهما بالزواج ، ولكن على طريقة أفلام الميليودراما .
ولكن باستثناء بثينه ، التى جاء تحولها فجائيًا. فحرم القارىء من متعة معايشتها وهى تعانى مخاض التحول . باستثناء بثينه وزكى الذى جاء زواجه منها غير مبرر فنيًا. فإنّ الشر المتجسد فى أبشع صور الانحطاط الأخلاقى ، هو ما يظل عالقًا فى ذهن القارىء .
فإذا كانت كل هذه الشخصيات موبوءة بالشر والفساد. وليس لديها أدنى اهتمام بتغيير الواقع إلى الأفضل. وإذا كان طه الشاذلى وزملاؤه الأصوليون هم الذين يحملون رسالة التغيير. ويعارضون الحكم ويتباكون على أطفال المسلمين فى كل مكان على سطح كوكب الأرض . أما أطفال المصريين فهم كفرة ولاتجوز عليهم الرحمة. ويهاجمون شيوخ السلطة ويقدمون الشهداء وفقًا للصورة التى رسمها الكاتب لهم . وبصفة خاصة تلك اللغة الشاعرية المأساوية فى وصف اللحظات الأخيرة من حياة طه بعد أنْ أصابته رصاصات الجنود حيث ((تناهت إلى سمعه أصوات بعيدة مفعمة : أجراس وترانيم وهمهمات منشدة تتردد وتقترب منه وكأنها تستقبله فى عالم جديد)) (343) فهل رسالة الكاتب هى أنّ (الأصولية الإسلامية هى الحل؟) وأنّ الأصوليين هم المرشحون لتغيير وجه المجتمع المصرى ؟ سؤال مشروع تطرحه قراءتى لهذا العمل . وإذا أقسم الكاتب أنه لم يقصد شيئًا مما ذكـرتُ ، فإنّ القاعدة التى لا خلاف حولها هى أنّ العبرة بما هو مدون فى الكتاب . وليست العبرة بالنيات .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف ...
- المبدعة البنانية رشا الأمير وروايتها البدية ( يوم الدين )
- الإيمان بحق الاختلاف هو الحل
- تحالف الديكتاتورية مع العداء للخصوصية الثقافية للشعوب
- أولاد حارتنا بين الكهنوت الدينى والإبداع
- أبو حصيرة : من الضرح إلى المستوطنة
- نبوءات الليبراليين المصريين حول المخطط الصهيونى
- رد على القراء بشأن مقالى عن هيباتيا
- اغتيال الفيلسوفة المصرية هيباتيا والعداء للمعرفة
- استشهاد فرج فوده والدروس المستفادة
- أجيال جديدة ومرجعية قديمة
- علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى
- الإسلام السياسى للمستشار العشماوى
- القومية المصرية تُغطيها قشرة رقيقة
- شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب
- شخصيات فى حياتى - بورتريه للست أم نعناعة
- النص المؤسس ومجتمعه
- طه حسين : الأعمى الذى أنار طريق المبصرين
- الوجه الآخر للمبدع الكبير سليمان فياض
- الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى