أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - اسقاط الماديه على الاسلام














المزيد.....

اسقاط الماديه على الاسلام


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 01:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اسقاط الماديه على الاسلام
اعلم ان كثير من الباحثين حاولوا تطبيق النظريه الماركسيه على الاسلام كمرحله تاريخيه مرت بها البشريه ، وانا هنا اتناول الموضوع من وجهة نظر ماديه ، اى اعتمد الفلسفه الماديه علما ان الدين يندرج تحت سقف الفلسفات المثاليه .
وكما ذكرت في مقالات سابقه ان الفلسفه عبر التاريخ نوعان اما ماديه او مثاليه مع احترامي لجهود الفلاسفه من اي نوع كانوا ,.
واساس الفلسفه الماديه ان كل ما هو موجود في الكون مستقل وخارج وعي الانسان ، وتعتبر الماده ازليه لم يقم احد بخلقها - تنسف جميع الاديان- والوعي في الماديه هو نتاج التطور التاريخي للماده ، اما المثاليه فتقوم على اساس كل ما هو في الكون هو اساسا موجود في وعي الانسان ، لذلك الوعي في هذه الفلسفه يسبق الماده ، وهناك كثير من الفلاسفه المثاليون مثل الذاتين والموضوعيين .
ان العرب في قبل الاسلام كانت قبائل متناثره ، تعتاش على الرعي والغزوات وكانت لذات السبب تمجد الفروسيه ، فهي اهم ظاهره لتحقيق القوه التي تستطيع الغزو او الدفاع ، الا انه ايضا وجد مجتمعات كما في مكه تعتاش على التجارة وما يؤم مكه من قبائل عربيه لمكانتها الدينيه قبل الاسلام ، ولا شك ان النظام السائد في مكه في تلك الحقبه كان نظاما قبليا بطريكيا ، يقوم على الولاء المطلق للقبيله والتغني بامجادها ،
حيث يقول الشاعر : اذا بلغ الفطام لنا رضيعا تخر له الجبابر ساجدينا .
هذا مراه لحياة العرب قبل الاسلام القائمه على القوة فقط والاعتداء على القبائل الاخرى الاقل قوه ، وحيث يقول الشاعر ايضا : ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا ، هذه الابيات الشعريه تعطي انطباع لما كان سائدا في تلك الحقبه وهي تعبر عن طبيعة الصحراء القاحله فقيرة الموارد اختارت لهم اسلوب الحياه هذا كوسيله للعيش او البقاء على قيد الحياة وهذا سبب مادي بامتياز ، نابع من بنيه تحتيه كانتاج فوقي ، فلا يمكن ان يكون المجتمع غير ذلك ، وسادت قيم وسلوك تتماشى مع الطبيعه الثقافيه السائدة من ازدراء المراه وحتى وئدها ، لانها عبئ على القبيله سواء بالسبي او بعدم مشاركتها الغزوات .

الا انه وكما ذكرت كان مجتمع مكه مجتمعا قبليا بطريكيا يعتاش على التجاره وعلى الحجيج ، وظهر في ذلك المجتمع طبقة الاشراف وطبقة المستضعفين والمساكين والعبيد .
جائت الديانه المحمديه كثوره على العبوديه والاستغلال ومن اقامة دولة المساكين والمستضعفين ، على الرغم ان الرجل من بني عبد المطلب وهم من الاشراف ايضا لكنهم اقل قوه من باقي القبائل ، ولذلك كان اول من امن به هم اولائك المستضعفين والعبيد حتى الدهماء منهم .

اقام النبي دولة الاسلام الا انه فشل في اقامة دولة المساكين والضعفاء ، وكانت دولة النبي ثوره على ما هو سائد في تلك الحقبه ، لكنها لم تسنطع تغيير الثقافة المجتمعيه قط ، ولم تقم دولة المستضعفين ، بل تسيد الحكم الاشراف مره اخري ، وبقي اسيادكم في الجاهليه اسيادكم في الاسلام ، على الرغم من التعاليم الجديده ، الا ان الثقافه العربيه ظلت راسخه ، ولم تكن يوما دولة من اجل الله ، وما دموية النزاعات في صدر الاسلام الا اكبر دليل على ذلك ، العرب وجدت نفسها فجئتا في في دوله ، لذلك لم يهضم ما تم تقديمه من تعاليم جديده ، ولم تكن دولتهم كنتيجه لعنصر استقرار طور عبر مراحل تاريخيه مختلفه حسب طبيعة البنيه الاجتماعيه والاقتصاديه ، ولذلك لم تختلف عن دولة التتار من حيث ظروف النشئه التاريخيه ، لم تتطور كما تطورت الاغريق او الرومان على سبيل المثال .

اذن تعاليم الاسلام لم تستطع تغيير البنيه الفوقيه ، وهي تعبير عن النمط اللنتاجي في القبائل العربيه ، لذلك لم تتحقق دولة الفقراء والمساكين ,, وانما تحققت امبراطوريه قائمه على الغزو ، مستغله التشريعات التي تحاكي الثقافه العربيه السائده ، حيث ما اتى به الدين الجديد لم يخرج عن بناء فوقي ابن زمانه ومكانه .

ومع تطور الامبراطوريه الاسلاميه ، لم يحدث اي تغيير في بناء المجتمع الفوقي ، على الرغم من اتساع رقعة الدوله والانخراط والامتزاج مع مجتمعات اخري ، بل بقيت محافظه على طابعها القبلي ، ولم تستطع الافلات من قبضة الدين الذي حاكى الثقافه العربيه السائدة قبل الاسلام ، الى اخر خلفاء العثمانيين .
نجحت الامبراطريه الاسلاميه تحت مثالية الدين ، ولكنها لم تتطور تبعا لهشاشة نمط الانتاج السائد في جميع مراحل الدوله الاسلاميه .
من هنا يكمن التفسيير المادي لمسيرة الامبراطوريه الاسلاميه التي انتهت كما بدات .
هذا يجعلني دائما من انصار الماديه في تفسيير حركة التاريخ .



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة احتلال وول ستريت تستلهم حركة احتلال ميدان التحرير
- نطالب بوضع صليب على العلم المصري!
- مشكلة الاقليات في العالم العربي
- هل البنيه الفوقيه ام التحتيه هو من يحدد حركة التاريخ؟
- هل الاسلام سبب تخلف المسلمين؟
- الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية ...
- شخصية الفرد العربي
- كيف نكتب في نقد الاديان
- ساعود الى الحمير مره اخرى
- انتفاضات العرب
- ممارسات دينيه باشكال مختلفه
- ساعود الى الحمير
- ازمه اخلاقيه
- مقايضه روسبه امربكيه
- كيف نتطور من وجهة نظر ماركسيه
- .النهوض بالماركسيه2
- عقوبة الغواية وترك الدين في ضوء الكتاب المقدس
- في نقد الدين الاسلامي
- الدكتاتور الحاكم والدكتاتور الكاتب
- قطعت يد كل دولة تمتد على اي دولة عربيه


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - اسقاط الماديه على الاسلام