يعقوب ابراهامي
الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 13:58
المحور:
القضية الفلسطينية
" كل اسير فلسطيني يعادل الف مجرم من أمثال الصهيوني القاتل شاليط" - (التيار "اليساري" الوطني العراقي يرد على الزميل علي عجيل منهل)
من لم يرالمشهد على شاشة التلفيزيون لا يصدق ذلك:
المراسل (يسمع المشاهدون صوته فقط أما صورته فلا تظهرعلى الشاشة): "هل تعرفين كم طفلاً قتل في التفجير الأنتحاري؟"
أحلام التميمي (صورتها تملأ الشاشة. هادئة. واثقة بنفسها. تبتسم): "ثلاثة. . . أظن انهم ثلاثة."
(سكوت يدوم ثوانٍ معدودة تبدو وكأنها دهراً كاملاً. ألإبتسامة لا تفارق أحلام التميمي. المشاهدون يحاولون أن يتصوروا كيف يبدو ثلاثة اطفالٍ مقتولين. هل كانوا يضحكون عندما قتلوا؟ كل أطفال العالم يضحكون دائماً. أحلام التميمي لا تزال تبتسم. لماذا تبتسم أحلام التميمي؟ المشاهدون لا يستطيعون ان يربطوا بين ابتسامة أحلام التميمي وثلاثة قبور لثلاثة اطفال. لابد أن خطأً مريعاً قد وقع هنا: إنسان اعتيادي لا يمكن أن يبتسم عندما يتحدث عن أطفالٍ مقتولين. متى ينتهي هذا الكابوس؟)
المراسل (بصوتٍ خافت كأنه يأتي من بعيد. هكذا يصرخ اطفالٌ مقتولون من وراء القبور: بصوتٍ خافت لا يكاد أن يسمع. مرةً أخرى نسمع صوت المراسل ولا نرى صورته): "ثمانية."
أحلام التميمي (تبتسم): "ثمانية؟ . . . ثمانية . . . فليكن ثمانية . . ."
(ليكن ثمانية. ماذا يهم؟ ثمانية أطفال. لا شك أنهم كانوا يضحكون عندما قتلوا. الأبتسامة لا تفارق أحلام التميمي. المشاهدون يفكرون بثمانية قبور صغيرة لثمانية اطفال صغار ولا يفهمون لماذا تبتسم أحلام التميمي. يسدل الستار)
* * *
أحلام مازن التميمي صحفية فلسطينية وأول إمراة تنضم لكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس. دبرت وشاركت في تنفيذ العملية الأستشهادية في مقهى "سبارو" في وسط القدس الغربية. في التفجير الأنتحاري الذي تم تنفيذه في أحدى المقاهي المليئة بعائلات كاملة، بتاريخ 9 آب 2001، قتل 16 شخصاً وجرح 140. أحلام التميمي هي التي اختارت موقع العملية، حدّدت الطريق التي سيسلكها الاستشهادي عز الدين المصري من رام الله إلى القدس، اصطحبته الى الموقع، زودته بجيتارة مفخّخة وتركته يذهب في رحلته الأخيرة للقاء سبع حوريات فاتنات، بينما هي قفلت عائدة، بهدوء ويدمٍ بارد (مبتسمة دون أدنى شك) إلى رام الله .
حكمت عليها محكمة اسرائيلية بالسجن المؤبد لعدة مرات كعدد الضحايا الذين تسببت بموتهم.
اليوم أحلام التميمي هي جزء من الجانت الأيسر في معادلة الزميل علي عجيل منهل.)
* * *
خالد مشعل في حفل استقبال أحلام التميمي: "لقد انتصر العقل الأمني الفلسطيني على العقل الأمني الأسرائيلي".
لكن الذي سينتصر في نهاية الأمر هو العقل الذي يحرز على جائزة نوبل (في الكيمياء) لا الذي يقتل العدد الأكبر من الأطفال.
#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟