أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - الانتخابات والدول المجاورة للعراق















المزيد.....

الانتخابات والدول المجاورة للعراق


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1046 - 2004 / 12 / 13 - 09:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ارتهن العراق طوال ثلاثة عقود الى حكم عصابة العوجة التي أشاعت فيه الخراب والدمار حتى أضحى الشعب العراقي أفقر شعوب المنطقة، ففي الوقت الذي تنعم فيه أغلب الدول المجاورة بنعم النفط والاستقرار والامن ، ظل الشعب العراقي يعاني من القتل والتشرد والنفي والتهجير والانفال والكيمياوي والتعذيب .... الى اخر القائمة المعروفة في سجل الانظمة الفاشية والشمولية الطاغية.
وبدلا من ان تمد دول الجوار يد المساعدة للشعب العراقي ، كانت تقدم الدعم غير المحدود لنظام صدام حسين دون رادع من ضمير، أو خوف من منظمة دولية، مثل منظمة حقوق الانسان، او منظمة الامم المتحدة ، او منظمة الدول الاسلامية، او جامعة الدول العربية، ولا حتى من الراي العام للشعوب العربية و الاسلامية التي كانت تستمرئ المساعدات النفطية او العقود التجارية او الكوبونات النفطية وكلها اموال مسروقة من لقمة الطفل العراقي ، فهي من السحت الحرام الذي كانت تأكله حتى دون خوف من عقاب الاخرة إن كانت أمنت عقاب الدنيا.
والانكى من ذلك ، ان وسائل الاعلام العربية والاسلامية كانت تساير حكوماتها وتلتهم الاموال الحرام التي تنهال من صدام ، على شكل مساعدات تمويل لصحافتها وفضائياتها وصحفييها الذين شيدوا القصور في باريس ولندن وعمان والمغرب وماليزيا وغيرها من دول العالم.
وكانت النتيجة انهاك الشعب العراقي في معركة غير متكافئة طال أمدها، بينه وبين النظام الصدامي الذي تسلح بالاسلحة الفتاكة من جميع الدول والشركات، والحصار وسخافة النفط مقابل الغذاء ،الذي حوله صدام بمساعدة الفساد المستشري في الامم المتحدة ، الى سلاح اضافي يحارب به الشعب العراقي من خلال اغراق البلد بالمواد الغذائية التالفة والادوية الفاسدة ، فأضعف القدرة في المقاومة لدى المواطنين ، وأشاع اليأس بين المعارضين، حتى اضطر العراقيون الى طلب الفرج من أية قوة كي تخلصهم من صدام وزمرته المجرمة، وكان الهجوم الامريكي هو الامل الاخير امام العراقيين كي يتخلصوا من الغول الصدامي الجاثم على صدورهم ، وتمنوا ان تكون الحرب قشة الخلاص لهم، لا القشة التي تقصم ظهورهم، على أساس ان الخسائر الفادحة التي مني بها الوطن والشعب ستعوض من خيرات نفط العراق ، اما البشر الذين راحوا ضحايا المقابر الجماعية والتعذيب والانفال والحرب، فان الله سبحانه كفيل بالجزاء، وقبل العراقيون بعدم الاقتصاص والثأر من القتلة، وصبروا على مضض كي يشاهدوا المجرمين امام العدالة، وما زالوا يأملون أن تنهض القوى الخيرة في دول الجوار كي تمد يد المساعدة الى الشعب العراقي ليضمد جراحه ، ويبني مؤسسات المجتمع المدني التي لم تبق العصابة البعثية منها ما ينفع العراق والعراقيين، في الوقت الذي تحاول فيه القوى السياسية العراقية ترتيب الاوراق وخوض انتخابات تساعد على قيام حكومة شرعية تبني علاقات سليمة مع دول الجوار.
ومادامت الاحداث تمر متسارعة ، وموعد الانتخابات يقترب لتدق عقارب الساعة وتعلن صناديق الاقتراع لاول مرة في العراق عن الفائزين بمقاعد المجلس الوطني ، ومشاركة اسماء يكن لها المواطن العراقي الاحترام والحب ، لا اسماء العصابة السابقة الذين جمعهم صدام من حثالات الازقة وسقط متاع الشوارع الخلفية والقرى والارياف ليسلمهم رقاب الناس ويؤمرهم على أبناء العراق البررة الذين قاوموا الوان الذل والهوان وقدموا القرابين طوال السنوات العجاف الماضية ، أقول يجدر بالدول المجاورة للعراق ، وخاصة الدول العربية وتركيا وايران ان تنسحب من الساحة التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وتبحث لها عن دور مشرف يتسم بالتعاون مع الحكومة الحالية وادارة قوات التحالف كي تنجح الانتخابات في وضع عجلة الحكم على السكة، ويتم تشكيل حكومة تمثل أغلبية العراقيين ، وتفتح القنوات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة القادمة، لا التعاون مع ارهابيين من شذاذ الافاق ، لن يحالفهم الحظ بالنجاح في مهمتهم ما دام العالم أدرك حجم الخسارة التي ستحل به لو حصل ارهابي واحد على فرصة في ضرب الدول المتقدمة ، او منشآتها العلمية او النووية وغيرها.
لاشك ان التدخل السافر في شؤون العراق من قبل دول الجوار ، ومحاولة الزج بالعصابات الدولية في الصراع السياسي ، وعرقلة الانتخابات او محاولة تزويرها من اجل استحواذ طرف واحد على المجلس الوطني سيسبب شرخا في الساحة السياسية العراقية تصعب معه اقامة نظام ديمقراطي يحقق العدالة المنشودة للجميع، فالعراق مكون من قوميتين رئيسيتين هما العرب والكرد ، وهولاء يجب ان يتمثلوا في المجلس بما يساوي قوتهم السكانية واهميتهم الجغرافية وواقعهم القومي ، ولايجب ان يكون تمثيل العرب والكرد عائقا امام تمثيل التركمان والكلدان والاشور وبقية الطيف العراقي في المجلس القادم ، ومن ثم ان عرب العراق هم من السنة والشيعة ، ويجب ان لا يحاول طرف الاستيلاء على حصة الطرف الاخر ، فكلاهما سكان العراق ولهما نفس الحقوق والواجبات ، واذا كان النظام السابق حرم الشيعة العرب من حصتهم في الحكم ، فلا يجب اتباع نهج النظام السابق ، وفي الوقت عينه يجب على سنة العراق ان لا يحسبوا ان الشيعة اعداء لهم او منافسين سيحرمونهم حقوقهم اذا ما فازوا بعدد اكبر من مقاعد المجلس الوطني ، لاني ارى ان اصحاب الراي لدى الشيعة الذين لهم الصوت الاقوى في المرجعية الشيعية هم من احرص الناس على عدم الاضرار بالاخرين وتجلى ذلك في منع اية الله السيستاني عشائر النجف والحلة من الانتقام والثأر لمقتل ابنائهم على يد ارهابيي اللطيفية وغيرها ، مما جنب البلاد الوقوع في المخططات السوداء الرامية الى اشعال فتيل حرب أهلية ، وقد احبطت المرجعية الشيعية الموقرة عدة محاولات كادت ان تؤدي الى اسوأ كارثة طائفية في العراق، واقرت جميع القوى السياسية بحصافة قرارات المرجعية التي جنبت البلاد مخاطر كبيرة لم تكن اقلها حركة الصدر وجيش المهدي .
إن أولى مهام الدول المجاورة للعراق هي الابتعاد عن التنور العراقي المسجور منذ عامين ، فالاقتراب من هذا التنور والقاء المزيد من الحطب فيه سوف لن يحرق أصابعهم فقط ، وان اول الغيث هو ما قامت به جماعة مسلحة من هجوم على القنصلية الامريكية في السعودية ، إذ ذكرت الانباء ان المجموعة كانت قد تدربت على الهجوم في العراق و مازال الحبل على الجرار.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة حب لكردستان
- السياسة بين الجد والهزل : دردشة مع القشطيني في حله وترحاله
- اقتراح بشان الانتخابات
- امرأة من ورق
- رحيل الابطال في الايام العصيبة
- عرفات رهينة سهى أم فرنسا
- رحل عرفات فمتى سيرحل شارون
- الكاميرا الخفية ....حين يتنكر الممثل بزي الشرطي
- نجاح في اوانه
- الورد.....والخبز
- النسر الاحمر في سماء القطب الشمالي
- المجد لك في الاعالي
- انهيار السلطة الثورية : ملاحظات سريعة
- جريمة الاعتداء على المسيحيين
- خطيئة مصر في رعاية المجرم صدام حسين
- نداء الى السيد وزير العدل مالك دوهان الحسن المحترم
- الشعب الكردي في كردستان تركيا يحقق أولى أمانيه المشروعة
- الديمقراطية : فاكهة الرافدين المحرمة
- الموقف من الجرائم والمسؤولية السياسية للقوى الوطنية العراقية
- الطريق إلى بغداد


المزيد.....




- ضربات روسية في جميع أنحاء أوكرانيا.. وكييف تستخدم صواريخ -أت ...
- باكستان: أنصار عمران خان في مسيرة للعاصمة والسلطات تغلقها وس ...
- منها مدينتين عربيّتين.. أكثر مدن العالم استقبالاً للزوّار ال ...
- اجتماع للناتو بعد إطلاق روسيا صاروخا تجريبيا على أوكرانيا وش ...
- عديمو الجنسية في ليبيا: ما أصولهم وما القصة وراءهم؟
- ماذا نعرف عن بنود مقترح الاتفاق بين حزب الله وإسرائيل؟
- ناريشكين: الغرب يرفض الاعتراف بخسارة هيمنته ويعمد لزعزعة الا ...
- اليوم العالمي لصانع الأحذية
- الجيش الإسرائيلي يعلن وفاة جندي أصيب في الـ7 من أكتوبر وإصاب ...
- الذكاء الاصطناعي يساعد على تحويل دبابات وناقلات مدرعة روسية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - الانتخابات والدول المجاورة للعراق