|
الفكر المادي هو فكر الانسان المتحضر
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 01:45
المحور:
المجتمع المدني
الفكر المادي هو فكر الانسان المتحضر
الحقيقة ان الكون كله يتغير بما فيه من عناصر لان الكون كله من مادة واحدة تتشكل الى عدة عناصر منها الانسان وكون الانسان جزء من هذا الكون الوجودي اذن هو خاضع للتغيير حسب قانون المادة والذي ينص على ان المادة دائمة التغير والتشكل والتحول من حالة لاخرى ومن شكل لاخر بتسارع مضطرد وتنام مستمر متمدة في بحر الكون الى مالا نهاية لتملأ كل الفراغ ومن حالات المادة الطاقة وعليه فان قانون الفيزياء الاولي يقول ان المادة لا تفنى ولا تستحدث ( تخلق ) انما تتحول من حالة لاخرى معتمدة على ذكائها الطبيعي ومن هنا اذا فكر الانسان بهذا السياق سوف تحل عقدة التساؤل عن الخلق والوجود ونشوء الكون اللتي تولد في ذهنه فطريا واللتي تجبره على الايمان بخالق لهذا الكون ويسعى للايمان بدين يؤمن به العامة من حوله كتقليد حياتي اجتماعي متوارث فيسقط في هاوية الفكر الغيبي واذا تمادى بالسقوط والانحدار يصبح من الصعب عليه الخروج الى قمة الانفتاح الفكري والوعي والادراك الذهني والفهم العلمي لحقيقة الكون والوجود اللتي تشمل الانسان كعنصر رئيسي وفي كل الحالات يجب على العقل البشري ان يتجرد من كل الافكار المتعلق بها والفرضيات المشتقة من الفكر الغيبي والقواعد المقامة على التصور والوهم والخيال والافتراض لعالم ما وراء المادة والمقصود هنا كل فكر متعلق بالدماغ عن طريق الايمان العلم الطبيعي اي علم المادة يحتوي فرضيات مبنية على اساس حسي او ادراكي او تمييزي عن كثب بالمباشرة او بالقياس والتقريب والاسقاط والتوازي والتقاطع والنقل والتخمين والاستنتاج وهذه الفرضيات تبقى خاضعة للبحث والاختبار والاستكشاف والدراسة والتطبيق والتجريب الى ان تتجلى خصائصها المادية القائمة في واقعها الكائن الموجود على الطبيعة او بحر الوجود التجريد في التفكير يمنح الدماغ فرصة التفكير السليم والعلمي البحثي الاستكشافي المختص بعلم المادة الا وهو العلم الوجودي ويغلق الطريق اما المسلمات والافكار الغيبية كالمعتقدات مثل الدين او ما شابه لان تنفذ لمساحة الفكر وتملاها مكان الافكار الحقيقية الايجابية المادية اللتي تهم حياة الانسان ووجوده بالفعل كون المسلمات الفكرية من الغيبيات تعتبر عناصر سرطانية في هيكل الفكر الانساني تقتل كل ابداع ومعرفة تلزم في تطور الانسان بموازاة التطور المادي المحيط به يلجأ كثير من الناس لملء ادمغتهم بالفكر الغيبي والمسلمات الايمانية من وعاء الدين ومساحة المعتقد مكان الفكر المادي والعلوم الطبيعية لان الفكر الغيبي يكون معلبا جاهزا للاستهلاك دون الحاجة لصناعة وتاهيل وتدجين وتعديل وتوضيب وتحديث ويكون هنا الامر مريح وسهل وبسيط وليس بحاجة لاي جهد ذهني ويبتعدون عن الفكر المادي لانه بحاجة الى تعلم وبذل جهد ذهني متواصل ومركز ومكثف ودائم في اتجاهات البحث والتقصي والاختبار والتجريب والدعم والتثبيت والتركيز والبناء والربط وبهذا فان سبب انزعاج اصحاب الفكر الغيبي من الفكر الطبيعي المادي يكون برفضهم حالة الاستنفار الذهني المطلوبة منهم وحالة الشد العصبي والجهد الفكري المطلوب بالشكل العالي والجدي وترك حالة الخمول الفكري والعطل الذهني والكسل الدماغي والسبات المعتادين عليه ان الايمان بالافكار الغيبية المستوردة من خارج حدود المادة وملء الدماغ بها يعمل على خمول الذهن وكسل الدماغ وبدوام هذه الحالة لفترة طويلة فان الدماغ يضعف كونه لا يستعمل فتقل فعالية الاعصاب ويقل عدد خلايا العصب وحجمها وكثافة السيال العصبي وشدة الاشارات العصبية وكثافتها ويصبح اداء الجهاز العصبي ضعيفا ليس بالفكر فقط انما بالاداء العام فيصاب الجسد كله باضطراب حركي وسلوكي مثل الخمول والبلادة والكسل وقلة التركيز وقلة الانتباه والفهم والاستيعاب وصعوبة التعبير والنطق والاندماج والانسجام والتلاؤم والتوافق مع الوسط المحيط اجتماعيا وبيئيا الفكر المادي اصبح ليس المقصود منه هو الحصول على المعلومة فقط انما هو ضروري كغذاء عصبي يعمل على قوة الجسد بكل اعضائه وتطوره وتنميته وتوافقه وانسجامه مع عملية النمو والتطور الحيوي المادي الطبيعي الكوني حيث ان الانسان جزء متصل اتصالا وثيقا بعملية النمو والتطور والتحديث الدائمة في مادة الكون الشامل وكون الفكر الغيبي غير منساق من المادة اذن هو لا يتطابق مع عناصر معادلة الحياة ولذا فان المعادلة ترفضه ولا تتحرك متفاعلة بوجوده بل انه يعوق او يمنع تفاعلها اذا ما احتل مكان عناصرها وملأ الحيز الفكري بمجمله واذا ما تعطلت حركة المادة في معادلة الحياة فان المادة تاخذ مسارا عكسيا للنمو والتطور نحو التراجع والفناء في عنصر الحياة مثل الانسان وبهذا يكون الفكر الغيبي سبب رئيسي لدفع الانسان باتجاه الفناء والعدم بدلا من الوجود والتطور وبما الانسان هدفه بالحياة هو السعادة والرفاه والرخاء وهذه لا تتم اللا بالتطور وبما ان وجوده ومواصلة حياته واجبة مع التطور اذن اصبح من ضروريات هذه المعادلة ملء دماغه بالفكر المادي الطبيعي الصرف دون اية عناصر شائبة اخرى كالفكر الغيبي والحقيقة هذه حالة الانسان المتحضر المعاصر وحالته بالمستقبل
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة على الذات واقتحامها وسبر اغوارها
-
حظيرة ضباع صحراوية مفترسة
-
مذا جرى للعراق مهد الحضارات ؟
-
كي تكون انسانيا تقدميا عصريا متحضرا
-
الى كل مسلمة تخفي وجهها عني
-
انحطاط القيم وتدني مستوى الاخلاق
-
لا تكن متخلفا عن الركب الحضاري للانسان
-
الحب من ارقى الاخلاق والقيم عند الانسان
-
اتخذ مكانك على مسرح الحياة بنفسك
-
سبب صلاتي للشمس والقمر يرتبط بحياتي
-
لا احب المراة للغريزة
-
هذه هي حبيبتي
-
الاحاسيس والمشاعر نتاج تفاعلات حيوية للجسد
-
جيوش العرب هي اعداء العرب
-
الحب ضرورة حياتية
-
توضيح معنى الليبرالية والعلمانية
-
لا تتركو الاقباط وحدهم في ساحة الكرامة
-
من اسباب نقص الشخصية
-
وهم الاله وخرافة الدين
-
ادراك معنى الحياة
المزيد.....
-
الاعلام الحكومي بغزة: نحتاج لنحو 120 ألف خيمة لإيواء النازحي
...
-
عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين يواجهون خطر فقدان خدمات
...
-
ترامب يعتزم ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين على
...
-
سوريون يتظاهرون في القنيطرة مطالبين بانسحاب إسرائيل
-
محللان: عودة النازحين لشمال غزة صدمت إسرائيل وقضت على مشروع
...
-
تحقيق أممي يكشف عن تعذيب وانتهاكات ممنهجة إبان حكم الأسد
-
وفد قيادة حماس وعدد من قادة الفصائل يلتقون الأسرى المحررين ف
...
-
روسيا توجه إلى الأمم المتحدة قائمة تتضمن حقائق حول تمجيد الن
...
-
اعتقال البلجيكي ناينجولان بتهمة الاتجار بالكوكايين (فيديو)
-
مسؤول بغزة للجزيرة: غرفة عمليات لمتابعة النازحين ويلزمنا 120
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|