أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الدقر - إعادة توزيع الثروة














المزيد.....

إعادة توزيع الثروة


أيمن الدقر

الحوار المتمدن-العدد: 1046 - 2004 / 12 / 13 - 09:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الإنسان هو الهدف الأسمى في كل بلدان العالم، مهما اختلفت النظم السياسية اشتراكية أم رأسمالية، وهو الاستثمار الأضمن والأول، ومن تنشئته الصحيحة وإعداده تنطلق الاستثمارات الأخرى لأنها بطبيعة الحال من صنعه، ويقاس مدى نجاح أو إخفاق تلك الاستثمارات بمستوى إعداد المستثمِر والمتلقي لها، وكلاهما الإنسان ذاته.
وفي الحقيقة إن الإنسان لايُعَد ولايستَثمَر على النحو المطلوب لبناء الأمم التي تشكل دولاً ناجحة على كل الأصعدة إلاّ إذا كان توزيع الثروة بين الناس عادلاً، فالمال يجب أن لا ينحصر في جيب جهة معينة ويحجب عن الآخرين، أو يجتمع بيد أقلية على حساب الأكثرية، وقد كان موضوع إعادة توزيع الثروة في سوريا محصوراً في السابق بطرق وجدتها الحكومة آنذاك مجدية، والتي نتجت عن ظروف ذلك الوقت، حيث كانت محاولة التوزيع تتم عن طريق تأميم المعامل القائمة، وإنشاء معامل جديدة تنتج وتستوعب الأيدي العاملة فيها، وعن طريق توزيع الأراضي على الفلاحين وفقاً لقانون الإصلاح الزراعي، الأمر الذي أدى إلى استيعاب العمالة بشكل واسع، وبالطبع فقد أنتج هذا بدوره(أحياناً) ضعفاً في بنية القطاع العام عندما شكلت الرواتب والأجور(مثلاً) كتلة نقدية ضخمة أصبحت عبئاً اقتصادياً إذا ماقورنت بالمحصلة المادية للإنتاج، وهذه الكتلة أنتجت حالة من عدم التوازن الاقتصادي، كذلك ظهر مع الزمن مشكلات اقتصادية جديدة تراكمت، وإضافة إلى المتغيرات الإقليمية والدولية، أدى كل هذا إلى التفكير بإيجاد حل لهذه المشكلات يتمثل بالانخراط في التكتلات الاقتصادية الكبيرة إذ لم يعد باستطاعة أي دولة في العالم الآن البقاء منفردة وبعيدة عن تلك التكتلات، خاصة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية في العالم ودخول دولها اقتصاد السوق.
إذن فالحل أن تقرر سوريا كغيرها من البلدان الانخراط في اقتصاد السوق أيضاً، الأمر الذي سينهي بدوره بعض المشكلات التي تعاني منها، كما أنه سيجعل القطاع الخاص يؤدي دوراً أكبر بكثير مما كان عليه خلال أكثر من أربعين عاماً مضت، وهذا بالنتيجة يعني أن كتلاً نقدية ضخمة سوف تجتمع وتجتذب من سوق العمل أعداداً كثيرة من العاطلين عن العمل، لاستيعابهم في مشاريع صناعية وتجارية قادمة، ولكن.....
هل يمكن حل مشكلة البطالة (مثلاً) وتدني الأجور من خلال ذلك الاجتذاب فقط؟ أم أنه يمثل حلاً جزئياً عند البعض؟
ماذا سيفعل المتقاعدون(مثلاً) أو الذين لن يجدوا عملاً لهم ضمن هذه الحالة الجديدة؟ ماذا سيفعل الذين لايملكون خبرات يطلبها السوق؟ ماذا ستقدم الحكومة لهؤلاء الذين من الممكن تسميتهم(إن صحت التسمية) بالمتضررين من النظام الاقتصادي الجديد؟ وبشكل أوضح يكون السؤال: ما الخطط الحكومية لإعادة توزيع الثروة بعدالة بين الناس؟ وما الخطط والبرامج الموضوعة لذلك كي لاتبقى تلك الثروة حكراً على مجموعة دون أخرى؟ صحيح أن الحكومة رفعت يدها الآن عن أغلب الصناعات وسمحت للقطاع الخاص بالعمل في مشاريع سبق أن حجبتها عنه ولكن هل يتوقف دورها هنا؟
إن دور الدولة في إدارة اقتصاد السوق أمر ضروري يبدأ من وضع القوانين الناظمة، كقانون للتجارة يكون عصرياً ومتطوراً، يحدد طرق وأساليب العمل التجاري التنافسي، وانتهاء بإيجاد قانون ضريبي عادل، يحقق المنطق بين الضريبة والدخل، ويلغي هدر مليارات الليرات السورية الهاربة من الضريبة، والحصيلة زيادة في دخل الخزينة تكون مؤدية بدورها إلى رفع مبالغ(الإنفاق الحكومي للخدمات) وبناء نظام ضمان صحي يستفيد منه كل مواطن، ونظام رعاية اجتماعية متطور، وإيجاد فرص عمل جديدة للناشئة وللذين لايمتلكون الخبرات اللازمة لسوق العمل، باختصار نحن بحاجة إلى شبكة رعاية اجتماعية تحمي المواطنين تحت سقف القانون، كي يبقى المواطن يعيش بكرامة، فالوطن هو الناس القابعون فوق أرضه.



#أيمن_الدقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة فصام..
- مؤتمر البعث القادم
- أمريكا ونحن.. موسم الهجرة إلى السؤال!
- ساميو شعب الله المختار
- ثلاثية السياسة والإدارة والاقتصاد
- القانون المهزلة
- حـكي مجــانيـن
- همسة حب للحكومة
- سقوط ورقة التوت الأخيرة
- الوزير الفهيم
- سفاراتنا
- من أجل المواطن وليس من أجل لصوص الفساد
- يوم مع وزير سابق
- تداعيات ديمقراطية
- حديث ودي ممنوع من النشر
- هل نذهب إلى الحج؟
- التفكير بصوت عال
- قانون الطوارىء
- النكتة الواقع
- الأحزاب والرقابة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الدقر - إعادة توزيع الثروة