|
مريض يشترط الدواء... لا يريد الشفاء
عدنان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 1046 - 2004 / 12 / 13 - 09:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اولاً: مؤتمر (المستقبل) الذي انهى اعماله في المغرب يوم امس السبت والذي تهرّبت ايران عن حضوره تمخض عن تمسك واصرار المشاركين فيه من ممثلي البلدان الناطقة بالعربية ب (الثوابت العربية) فيما يخص شؤون وامور التغيير والاصلاحات السياسية والحقوقية والقانونية حيث أعلنوها بكل فخر واقتدار: لا اصلاحات الا من الداخل..!!؟؟ وهم لا يعلمون او يتظاهرون انهم لا يعلمون بان الاصلاحات ، موضوع البحث، انما تستهدف (داخلهم)... هذا الداخل الذي أعيا شعوب بلدانهم وتحول الى ادران مرضية تهدد صحة المنطقة برمتها وتلوث بيئة المجتمعات البشرية في كل مكان من العالم التي بدأت تعاني من (ثوابت) الداخل العربي مضاف اليه (داخل الاسلام السياسي) حيث تصدير الارهاب والارهابيين واشاعة روح الكراهية الدينية والقومية بين الشعوب حتى بلغ الامر بهذين (الداخلين) حد اشهار العداء المسلح بوجه الشعب العراقي لا لشيء الا لأن هذا الشعب قد تخلص من شرور أطول الانظمة العربية باعاً في الجريمة بحجة ان هذا الخلاص قد تم بمساعدةٍ من الخارج في حين أن سلطة حزب (بعث الجريمة) وفي كلا دورتيها 1963 و 1968 قد تمّ تنصيبها من الخارج ولم يعترض احد على ذلك !! فأي خارج يرفضون وأي خارج يقبلون..؟؟ الانظمة (العربية) تسمي الاصلاحات بأثير الخارج (إملاءات) ولذلك هي ترفضها وتسمي الاصلاحات من الداخل (خروج على الثوابت) ولذلك هي ترفضها، اذن هذه الانظمة ترفض الاصلاحات بكل مصادرها واشكالها.. ولا غرابة في ذلك اذا ما أدركنا ان الاصلاح يقوم اولاً وأساساً على تغيير قواعد ورموز النظام السياسي القائم.. انما الغريب في حال شعوب البلدان (العربية) هو ان المنظمات والتنظيمات الشعبية (المعارضة) والتي ترى في الاصلاحات (من الخارج) مؤامرة ضد العروبة والاسلام تقترح (اصلاحات) تجعل من مفاسد الانظمة القائمة رحمةً وفضيلة.. فأية مصيبة يعيشها قاطنو ارض العروبة والاسلام!؟ في معرض تعقيبه على (التطيرالعربي) من الاصلاحات (الإملاءات) قال وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية "كولن باول": ننتظركم انتم ان تقوموا بالاصلاحات ونحن مستعدون لمساعدتكم بما تحتاجونه لانجاز ماتقتضيه مهمات الاصلاح. الديموقراطية والسلام وحقوق الانسان وسيادة القانون هي الدواء الناجع والوحيد للمرض والتخلف المستشريان في البلدان العربية والثمن ليس باهضاً بالنسبة لنا نحن الشعوب وكل ما نخسره مقابل حصولنا على هذا الدواء هو أنظمة (الفساد الوطني) وعدا ذلك سوف نربح كل شيء.. اما أن اميركا تساعدنا في بناء الحياة الحرة الكريمة فهذا يعني ان الله يحبنا واننا نستحق هذه الاوطان أن نعيش فيها ولندع مسبة اميركا ومحاربتها والتشكيك بنواياها لأعداء حريتنا ومنتهكي كرامتنا وسالبي إرادتنا من (أبناء جلدتنا !!).. ليس من الوطنية (الحقة) محاربة اميركا كما ليس الدين عند الله مسبة اميركا! الشعب العراقي يقف الآن مندهشاً أزاء (التظامن العدواني) الذي تتطوع به بعض حكومات وحتى (شعوب!!) العروبة والاسلام وخاصةً من لدن بعض دول الجوار، ايران وسوريا، التي تدرب وتجهز الارهابيين وترسلهم لارتكاب جرائم القتل والتخريب ضد الشعب العراقي و ضد افراد شرطته وحرسه الوطني البواسل وضد قوات الحلفاء الذين نصروا العراق واهله في الخلاص من نظام صدام وبعثه.. الشعب العراقي بقيادة قواه السياسية (المخلصة والحقيقية) يسير في طريق (الاصلاحات) وبمساعدة من الخارج، بعد وقف الكاذبون والمتحججون من دعاة العروبة والاسلام يتفرجون على معاناة ومآسي العراقيين بل وقد دعموا نظام صدام وبعثه ويهبون الآن للانتقام لرحيله. الشعب العراقي لن ينسى شباباً قدِموا بالمساعدة (من الخارج) وقدّموا ارواحهم فداءً من اجل الحرية والعدالة في العراق.. سوف نكتب اسماءهم بالذهب وبالنور وفي القلوب. الاصلاحات السياسية (الحقيقية) ضرورة موضوعية ومسؤولية عالمية لبناء عالم حر مسالم ومُعافى بعد عقود طويلة افنتها البشرية من عمرها، في العصر الحديث، في الحروب (الساخنة والباردة) وتحت ظل انظمة استبدادية تعسفية باسم الدين والقومية.. وعلى شعوب البلدان الناطقة بالعربية وتلك المتدينة بالاسلام أن تعي، بعد طول سبات، أن الطريق الى الحرية والكرامة والحفاظ على الشخصية الانسانية، بضمنها القومية والدينية، يمر عبر عدم الاشتراط في الدواء.. لا أحد يُهدد وجودنا ولا أحد يُريد استبدال هويتنا سوى النظام السياسي القائم حالياً في بلداننا الذي يحاول التلبس بما أوتي به من نفاق ودجل، باسم الدين والقومية، حرماننا من نيل حصتنا ونصيبنا في التحرر والانعتاق. ثانياً: الدواء... والانتخابات في العراق إن كانت الحكومة العراقية قد عقدت العزم بعد أن تكون قد توثقت من الامكانيات الأكيدة، الواقعية، لإجراء الانتخابات بنجاح مما يضمن تحقيق أحلام الشعب العراقي في إرساء أسس بناء عراق حر ديموقراطي فيدرالي موحد، بعيداً عن شبح التهديدات الطائفية.. وقتها تكون الدعوة لمقاطعة الانتخابات خذلاناً للشعب العراقي. ولا نشك في تقييم قادة العراق في هذه المرحلة الانتقالية لحققيقة وطبيعة الاوضاع السياسية والأمنية والخدمية والادارية السائدة الآن في العراق على أنها أوضاع غير طبيعية وقد ورد على لسان اكثر من مسؤول عراقي أن تطبيع الاوضاع هذه لم يتم بعد في العراق وحتى على الصعيد الميداني فان الشعب العراقي يعاني من النقص الحاد في أغلب الخدمات الأمنية والخدمية والادارية كما ان الشعب لم يتعرف بعد، رغم مرور عشرين شهراً على التحرير، على برامج الاحزاب، وما أكثرها حين تعدّها، وخصوصاً تلك التي (تلح) في استعجال الانتخابات واجرائها في موعدها المحدد إلا اللهم (حزب الدعوة الاسلامية) الذي أصدر قبل أيام منشوراً هو أقرب الى (خطبة جمعة) منه الى برنامج سياسي. حارث الضاري وهيئة علمائه وزملاؤهم من أذناب البعث المقبور وحلفاؤهم من الارهابيين الاسلاميين والقومجيين يرفضون الانتخابات ويعملون على عرقلتها كونها تتعارض مع (ثوابت الامة) في الاستبداد والتعسف والاضطهادالقومي والطائفي.... زعماء الشيعة وعلى رأسهم (قائمة السيد السيستاني) يستعجلون الانتخابات لتحقيق مآرب طائفية سوف تودي بالديموقراطية وبالانتخابات من دورتها الاولى باسم (الاغلبية والمظلومية).. ولا ننسى أن (جماعة السيستاني) هم أول من نكث العهد ب (قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية) والآن يطالبون بتطبيق هذا القانون لأنه ينص، فقط لأنه ينص، على إجراء انتخابات في نهاية يناير 2005 ( !!!).. الانتخابات في العراق هي ليست إجراء ضد الارهاب والارهابيين.. هي ليست إجراء لإنهاء (الاحتلال).. انما هي تمهيد لبناء نظام سياسي ديموقراطي قوامه الحرية السياسية والتداول السلمي للسلطة وأن الشعب مصدر السلطات.. وليس شيء آخر.. فهل أن الحكومة العراقية الحالية واثقة من أن الانتخابات (في موعدها المقرر) سوف تساهم بتحقيق هذا الانجاز..؟ أم أن لديها نظرة اخرى؟
عدنان فارس [email protected] 13 / يناير / 2004
#عدنان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتخابات ديموقراطية بأحزاب غير ديموقراطية
-
اصرخوا بوجه القرضاوي وزملائه: الاسلام ليس دين إرهاب
-
يوم -القدس- الايراني
-
شكراً شعب أميركا.. شعب الحرية!
-
عراق ديموقراطي فيدرالي موحّد أولاً.. ومن ثمّ الانسحاب
-
ردود عربية على الارهاب
-
ثقافة التحشيد ضد أميركا... الى أين..؟
-
وماذا عن (المغفلين) في إطالة أمد الإرهاب..!
-
الاسلام السياسي العراقي والديموقراطية في العراق
-
مشايخ الاسلام ومشايخ الارهاب
-
رُبّ ضارةٍ نافعة
-
حتى (انتصارهم) على طريقة صدام..!
-
ليس سوى ايران وعملاءها يدّعون ذلك
-
لا سامح الله الخطوط الحمراء.. والتهاون
-
تناوُب التحكّم الاصولي.. ليس قدر العراق
-
حتى انت يا رند رحيم.. يا فرانكي..!
-
أوَليس مدينتا الثورة والفلوجة محتلتين..!؟
-
فيدرالية كوردستان العراق في مهب الريح الإسلاموي والعروبي
-
حكومة واحدة لا حكومتان
-
سلاح جديد ولكنه خائب بيد الاعلام العروبي
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|