أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - مثري العاني..الكاتب والمسرحي والإنسان















المزيد.....

مثري العاني..الكاتب والمسرحي والإنسان


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 13:45
المحور: سيرة ذاتية
    



استاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
منذ 40 سنة وأنا اقرأ للأستاذ مثري العاني. وقد كانت بداية اهتمامي هي بما يكتبه في مجلة الثقافة (البغدادية ) لصاحبها الأستاذ الدكتور صلاح خالص. وأتذكر بان أول مقال أعجبت به كان عن الأستاذ والمربي يحيى ق الشيخ عبد الواحد .وقد نشر المقال سنة 1969 ومنذ ذلك الوقت تربطني بالأستاذ مثري العاني صداقة وثيقة قائمة على الاحترام وتبادل الآراء بشأن حركة النشر في عراقنا العزيز .
مثري طه محمد العاني من مواليد مدينة الموصل سنة 1940 درس في مدارسها الابتدائية(القحطانية ) والمتوسطة (الحدباء )والإعدادية( المركزية ) ، وفصل أكثر من مرة بسبب توجهاته اليسارية .عشق الكتاب ،ومارس الكتابة وقد عرف بين أصدقائه بقدرته على اختيار الجيد والمفيد من الكتب التي كثيرا ما كان يسعى من اجل الحصول عليها إن كان ذلك من شارع ألنجفي في الموصل أو شارع المتنبي في بغداد أو من معارض الكتب العراقية والعربية والأجنبية المنتشرة هنا وهناك .
جال معه الأستاذ شريف هزاع شريف في مجلة موصليات(العدد 24 ) التي يصدرها مركز دراسات الموصل ، جولة واسعة فوقف عند تقاليده في الكتابة والنشر وامتدحه قائلا بأنه كاتب متخصص بالمسرح العراقي وهو كذلك فعلا . نشر أكثر من 200 مقالا ودراسة وبحثا في المسرح والتراث والنقد لذلك اختير من الأوساط التراثية العربية ليكون خبيرا في التراث الشعبي العراقي عامة والموصلي خاصة .وله كتابات عديدة في هذا الميدان في مجلة التراث الشعبي (العراقية ) العتيدة وفي غيرها من المجلات التراثية العربية .
يفخر اليوم بأنه كان في يوم من الأيام قائدا طلابيا ، وقد أسهم في انتفاضة 1956 التي انفجرت اثر العدوان الثلاثي الاثيم على مصر. وقد شارك أقرانه في المظاهرات الشعبية التي اندلعت في الإعدادية المركزية في يوم تشريني وأتذكر بأنني كنت طالبا في مدرسة أبي تمام الابتدائية فانهمرت الدموع من أعين الطلاب، وجاء المعلم ليطمئننا بان الأمر ليس فيه خطر فلقد أطلقت الشرطة وكانت تسمى شرطة نوري السعيد القنابل المسيلة للدموع لفض اعتصام طلاب الإعدادية المركزية القريبة من مدرستنا فجاءت الرياح لتنقل آثار تلك القنابل إلينا .
وعلى اثر تلك التظاهرات انتخبه زملائه ،وبعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق أول سكرتير لاتحاد الطلبة في الموصل .كما صار عضوا في المجلس المركزي .في 1959 عين كاتبا في نقابة المعلمين فرع الموصل وترك الدراسة بسبب الصراعات السياسية والظروف الاقتصادية . وقد تعرض للاعتقال وغادر الموصل إلى بغداد وتفرغ للعمل السياسي ،واستمر الأمر هكذا حتى سقوط نظام حكم الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء في 8 شباط –فبراير 1963 .وخلال الفترة 1963-1968 تعرض للمضايقات من السلطة الحاكمة وأحيل للمحاكمة في المجلس العرفي العسكري الثاني في كركوك وحكم عليه بالسجن ستة أشهر لكن سرعان ما اعفي عنه ولكن الملاحقة الأمنية له ظلت مستمرة
من الطريف أن يتحدث الأستاذ حسب الله يحيى وكان من المثقفين اليساريين المرتبطين بالحزب الشيوعي عن بدايات معرفته بالأستاذ مثري العاني في سنة 1964 عندما التقاه في زنزانة واحدة بمركز شرطة باب الشط بالموصل في مقال قال فيه : " في الوقت الذي انصرفت فيه أربعة عوائل لدفن أبنائها الذين أعدموا : فجر يوم 24 آب-أغسطس 1964 ، وهم وعد الله يحيى النجار ،ومحمود التمي ،وطارق الشهواني ،وهاشم جعب ، كنت أقبع في سرداب التوقيف الذي بمركز شرطة باب الشط في الموصل ..
هناك في الموقف استقبلني بحفاوة رجل بهي الطلعة وقد عرفت فيما بعد أن اسمه : مثري العاني .
كنت حذراً من وجودي بين الموقوفين .. فقد كانت عائلة العاني في الموصل تصطف في موقع مناويء لما نحمله من أفكار ورؤى(عائلة قومية عربية ) .. لكن هذا (المثري) كان ثرياً بطيبة غير معهودة .. فقد عني بي وقدم لي الطعام والمنام في سجن يفرط نزلاؤه بأصغر شيئ ويتنازعون من اجله نزاعا خشنا
وفي وقت يجتمع فيه القتلة والمجرمون واللصوص والمفسدين في الارض مع أولئك الذين جاءت بهم أفكارهم المضيئة الى هذا المكان المظلم المليء بالتناقضات .
لم أكن اعرف التهمة الموجهة لي ، لكنني كنت أحس أن عظامي تتكسر وهناك من يشد أزري ويقدم لي أقراصاً مهدئة وماءاً بارداً .. ويداوي جراحي التي لم يكن بوسعي لمسها ولا رؤيتها .. ذلك أنها أصابت أماكن غير مرئية مني ..
كان الوقت صعباً والآتي مكتوم والأسباب مجهولة .. لكن هذا المثري النبيل كان يعرف كل شيء من دون أن يقول لي أي شيء كأنما كان يسعى لأخفاء ما يعلم عن مصابي في إعدام أخي ورفاقه في سجن الموصل فجراً..
كنت أراه يجلس إلى جانبي،يحدق في وجهي وكلما فتحت عيناي وجدته على تماس بي وهو يكتم ألماً بان في وجهه وعبر عن حفاوته ومودته وعطفه..." . ..
عاش الأستاذ مثري العاني سنوات صعبة وحاول العودة إلى الموصل سنة 1968 ليبدأ الدراسة من جديد ، وليكمل الإعدادية وتمكن من دخول" إعدادية الشعب المسائية " ،وتخرج فيها سنة 1968 وبعدها عين في دائرة الأشغال والإسكان وظل حتى طلبه الإحالة على التقاعد قبل سنوات ومن المناسب الإشارة إلى ما يحمله زملائه في دائرة الأشغال والإسكان له من احترام وتقدير.
اهتم الأستاذ مثري العاني بالمسرح والنشاط المسرحي وألف سنة 1958" فرقة الحدباء للتمثيل المسرحي" التي قدمت في باكورة نشاطها مسرحية المفتش العام ل(غوغول ) الكاتب الروسي الشهير في 30 نيسان –ابريل 1959 وقد شاركه في تأسيس هذه الفرقة عدد من طلبة متوسطة الحدباء للبنين في الموصل .كما عمل في الإخراج المسرحي .وانتمى إلى فرقة مسرح الأحرار سنة 1961 . واسهم في تعريق بعض المسرحيات ومنها على سبيل المثال مسرحية "أغنية على الممر " سنة 1970 وعرضت في الموصل ونالت الجائزة الأولى على غيرها مما قدم من المسرحيات .وقد كتب العديد من المقالات عن المسرح العراقي ورواده ،وكان على صلة طيبة بأساطين المسرح العراقي المعروفين ومنهم الأستاذ يوسف العاني والأستاذ جعفر السعدي والأستاذ بدري حسون فريد وكانوا يحبونه ويقدرون عمله ويحترمون رأيه .وقد نشر مقالاته ودراساته في مجلات موصلية وعراقية وعربية ومما اتسمت به مقالاته أنها كانت تعبر عن هموم الناس الفقراء والمتعبين والساخطين على الأوضاع السياسية السائدة .
عشق المسرح، وكتابه، ورواده ،واسهم في كثير من ملتقياته وخاصة في سنوات الثمانينات من القرن الماضي .ويعكف اليوم على توثيق إسهامات عدد من رواد الفكر والثقافة في الموصل .كما انتهى من مشروع كلفته به مؤسسة البابطين في الكويت سنة 2007 ، ويقوم على توثيق سير وانجازات 27 شاعرا عراقيا. كما انه شارك في تحرير موسوعة أعلام العرب والمسلمين التي ترعاها المنظمة العربية للثقافة والفنون –تونس بالكتابة عن قرابة 100 شخصية علمية عراقية وعربية وإسلامية.
الأستاذ مثري العاني مثلما هو مهموم بقضايا الناس المسحوقين فأنه مهتم بالمثقفين وخاصة أولئك الذي قدموا لوطنهم ساعد على نهضته وتقدمه . وينشغل الأستاذ العاني اليوم بثلاثة أمور يرى أنها جديرة بالاهتمام وهي المسرح والتراث الشعبي والتأريخ لمن أسهم في البناء والتقدم وعلى مختلف الأصعدة ومنها الصعيد الثقافي والفكري .
يدعو الأستاذ مثري العاني إلى الاهتمام بالرغيف والكتاب .وقد كتب مقالا في مجلة الصوت الآخر (الاربيلية ) قال فيه : " إن تدخل الدولة لتوفير الكتاب واحد من الأهداف الأساسية لها ...رغيف الخبز والكتاب مادتان أساسيتان في حياة جمهرة واسعة جدا وكبيرة جدا تبدأ مع الإنسان منذ بدايات حياته وهو يحبو ولا تنتهي ... لابد من توفيرهما بأرخص الأسعار " .كما يؤكد على الاهتمام بتربية الأطفال ويرى أن المسرح وسيلة مهمة في هذا المجال وقد كتب مقالا عن مسرح الطفل قال فيه انه مثلما يتلقى الطفل المبادئ الأولية للقراءة والحساب والعلوم الأخرى، وزرعها في ذاكرته عبر مختلف المراحل الدراسية، لذا فان من الضروري تربية الطفل على حب المسرح وارتياده والمشاركة فيه والتفاعل معه، لكي نخلق منه إنسانا ذا ذوق رفيع
كتب عنه الأستاذ الدكتور عمر الطالب في "موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين " فقال بأن ظروفه الاقتصادية حالت دون إكماله الدراسة في كلية الحقوق –جامعة بغداد وقد انصرف للاهتمام بالكتابة للمسرح، وكتب مسرحيات منها "الصخرة " .ولم يقعده مرضه وصعوبة تحركه عن أن يكون اليوم في أوج نشاطه الثقافي والكتابة في مجالات المسرح والتراث الشعبي فضلا عن القراءة الدؤوبة .
رصد الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في "معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000 " جانبا من إنتاج الأستاذ مثري العاني وخاصة تلك المنشورة في "مجلة التراث الشعبي " ومعظمه يدور حول موضوعات " اثر التراث في المسرح " ، و"العاب التسلية عند الأطفال " و" حمام النفاس " و" من عادات العناية بالطفل قديما "و "ألموني =المؤونة في الموصل " .كما اصدر قبل سنوات قليلة كتابا عن المسرحيات التي سبق له أن كتبها ونشر الكتاب في الموصل .ومن كتبه "الرجال يأكلون أنفسهم "2005 ، و"مسرحيات يحيى ق الشيخ عبد الواحد " و" المستدرك على موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين " للأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب رحمه الله .وقد أسهم في تحرير" موسوعة الموصل التراثية "التي أصدرها مركز دراسات الموصل .واسهم في تحرير كتب منها كتاب بعنوان " بشير مصطفى الشاعر والمعلم والصحفي " وكتاب بعنوان : " في التعايش السلمي وفهم الآخر " .
الأستاذ مثري العاني إنسان طيب ، ونظيف ، ومتواضع يحترم الآخرين ويساعدهم في التعبير عن آرائهم حتى لو كانت مخالفة لرأيه . يؤمن بفكرة التقدم ، وبقدرة الإنسان على أن يغير محيطه وينبذ العنف والتعصب وهو يدعو إلى التعايش واحترام حقوق الإنسان ويدافع عن التسامح بين البشر ويعطي قيمة للنشاط الفكري الإنساني ويعمل على تيقظ الأفكار وتوسيع قاعدة المؤمنين بضرورة الثقافة لبناء الإنسان تحية له وندعو له بمزيد من العطاء الثقافي خدمة لوطنه ولامته وللإنسانية .






.



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة والدولة المدنية والحريات وحق تقرير المصير
- تاريخ الحركة العمالية في العراق
- الدكتور طلعت الشيباني مفكرا اقتصاديا وقانونيا وأول وزير للتخ ...
- الدكتور أحمد سعيد حديد وتطور المدرسة الجغرافية العراقية المع ...
- الدكتورة نزيهة الدليمي وريادة الحركة النسائية في العراق
- هل ثمة مدرسة تاريخية عراقية ؟
- شخصية الموصل ودورها الحضاري
- المواطنة الصالحة
- مراقبة ظاهرة التصحر وتأثيراتها البيئية في ندوة مركز التحسس ا ...
- سالم حسين الطائي ..الإعلامي الموصلي المتميز
- العشوائية
- العلم .. والثقافة
- خيري أمين العمري 1926 – 2003 والتأريخ للعراق المعاصر
- القاص عبد الحميد التحافي 1933- 2009 ..وقفة تذكر
- الدكتور أحمد قاسم الجمعة مؤرخا
- حاجتنا الى(( فضائية التقدم)) ضرورة انسانية !!
- كلية الدراسات التاريخية في جامعة البصرة تعقد مؤتمرها الإقليم ...
- لنستذكر الدكتور ماجد عبد الرضا
- مجلة الثقافة ..مجلة المجموعة الثقافية في الموصل 1958
- وحدة العراق واستقراره في عالم متغير


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - مثري العاني..الكاتب والمسرحي والإنسان