أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد البصري - أدونيس والمحيط الهادي














المزيد.....


أدونيس والمحيط الهادي


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 23:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إحتجاجي الأساسي على الشاعر السوري أدونيس ( علي أحمد سعيد) هو التزوير والشعوذة التي قام بها وخدعت شباباً عربياً في مقتبل العمر . فبغض النظر عن أفكاره الأساسية التي هي مجرد سرقات من نيتشيه و هايدجر تحديداً و يرددها أينما ذهب وكأنها إبداعه الشخصي . هناك قضية في غاية الأهمية انتبه لها الأدباء المصريون . وهي أن مسألة الكتابة بحرية والشكوى من اللغة و شكل الكتابة مسألة قديمة في تراثنا العربي الإسلامي . وقد عبر عنها الصوفيون صراحة في كتبهم و أقوالهم كالنفري و جلال الدين الرومي و ابن عربي والجيلي . هذه الحرية في الشكل والإنفلات الروحي والأدبي لا علاقة لها إطلاقاً بشعوذة أدونيس . فقد حاول طرح نفسه كمكتشف لها و ربطها بالثقافة الغربية و بموقف عدائي للإسلام والعرب . النتيجة أنه وجد دعماً من الغرب إضافة إلى دعم الدكتاتوريات العربية ، خصوصاً دعم دكتاتور بلاده حافظ الأسد و رئيس مخابراته علي دوبه . السبب أنه يستقطب الشباب المثقف في أدب عبثي و يبعدهم عن الإسلام واليسار السياسي . هذا برأي الديكتاتوريات إنجاز وخدمة كما هو إنجاز و خدمة للمراكز الثقافية الغربية . هذا الرجل خرج عن موضوع الشعر و صار يعيد علينا أفكار أنطون سعادة بعد تحريفها طبعاً . ويناقش المقدس و الثقافة الإسلامية كلها بأسلوب باهر لكنه بهلواني لا يستوقف سوى الشباب فقط . هكذا وقع أتباعه و مريدوه في فخ و غيبوبة بسبب جاذبية موضوع الشعر و تقليدهم له كمرجع شعري . النتيجة هي هذه الكارثة التي أمامكم مئات الشعراء و أطنان من الدواوين التي لا قيمة لها ولا معنى . عندما يكون الإتجاه خاطئاً فكل شيء يكون خاطئاً بعد ذلك . الشعر لا يحتاج موقفاً من التراث أو الإسلام أو المقدس هذه قضية أخرى . الشعر تجربة إنسانية في ثقافة معينة تحفز الروح و الثقافة . أدونيس فرض تبعية له و لأفكاره . وقد دعم ذلك الإتجاه كل من الغرب و الدكتاتوريات بترويج كتبه و أمسياته و ندواته و لقاءاته الفضائية بشكل مقصود لغايات لا علاقة لها بالشعر بل ربما لها علاقة بتشويه الشعر . نعود إلى السياب ونبدأ منه . نتحرر من أي شكل ونكتب نصوصنا كما نشعر بها لكن بصدق و ألم و بتضحية .
المعاني الصوفية التي قمعها الإسلام الرسمي واعتبرها عبثاً عقائدياً في الماضي يمكن الإفادة من الحرية الثقافية اليوم و بعث الروح فيها ، هي في الحقيقة خميرة لأدب عربي حقيقي عظيم وليس هذا التهريج الذي فرّخه أدونيس و ابتلانا به و بأتباعه
أؤكد للمثقفين العراقيين أن موقفي من أدونيس ليس عن حسد أو ضغينة لهذا و مع آحترامي لآراء الرافضين لكلامي أدناه سأدفع بهذا الرأي إلى النشر . خصوصاً بعد موقف أدونيس من الثورة السورية

~~~~~~~~~~~~~~
فم المحيط الهادي
~~~~~~~~~~~~~~~

لقد حدث هذا أول ما حدث في فندق صغير و رخيص
كان قد انتبذ عنه الناس لا نقود ولا طعام
في أقصى الغرب الكندي كانت الحديقة الخلفية مبلولة في الصيف
المطر لا يتوقف في الغابات المطرية القريبة من المحيط الهادي
لا أحد هناك سوى القطط وبعض الفتيان يبيعون المخدرات للفتيات
في لحظة لم يحدث مثلها أبداً إلّا قبل عشرين عاماً في باص
متجه إلى بندر عباس حيث الموانيء والبلوش والقبور والخليج
ذلك الخليج بدا فارسياً حقاً من تلك الجهة
في الحديقة الخلفية لفندق صغير قبل عام
انفتح الظلام وآنطوت الأرض وَ نَبَضَ فقهاء
قالوا : مُدّ يدك أيها الجائع الوحيد
حين لمستُ يد الشيخ قال : من الآن فصاعداً كل ما تقوله شعر
فلا تقل كثيراً ، ولا تفتن الناس ، ولا تُطل المقام و آجلس
جلستُ فلم أنهض بعدها أبداً
طبيبي النفسي يدفع بالمنومات ويدور حول نفسه حين يراني
لأنه كاتب فلسطيني فاشل و يصيح
ليتني كنتُ مريضاً مثلك لأكتب كما تكتب

كلٍّ إنسانٍ يبحثُ عن نفسِه
إلّا هو : يبحثُ عن قاتلِه
اللهمّ إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظُّلمات
من هذا الّذي يحدثُ لي
إنه ليس ( تحوّل) كافكا
ليس تحوّلاً نحو الأسفل
الذي صدمني هو أنه حين يمر كاتب عراقي بحالة روحية
تؤدي إلى غزارة وحرية مطلقة كمحصلة لذلك لا يجد أمامه
سوى الشيوعيين العراقيين كحرّاسٍ خالدين للإبداع العراقي
وهذا يعني أن الروحانية بمعناها الجوهري لا ممثّل لها
في العراق الحالي سوى الشيوعيين الذين كنا نظن أنهم
مجرد ماديين باردين و منطقيين صارمين

[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطُّلقاء
- الوداع والقلى
- عرّاف البصرة
- رجلٌ يسيرُ نومه
- الحاج تركي والديمقراطية
- ماركس لمن لا يعرفه
- الشعوبيّة
- يوجعني قلبي
- الروحانية اليسارية
- عندما يظهر شاعر عراقي
- سردشت عثمان شهيدنا الكردي المذهل
- الإنحطاط العراقي
- مرح الكبار و كآبة الصّغار
- وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
- أعد القلم إلى صاحبه
- ابتسم يا هادي المهدي
- العارفون
- هل هناك سياسي عراقي يسمعني
- هل كان صدام حسين ثأرنا
- أنا عبدُ القاريء


المزيد.....




- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد البصري - أدونيس والمحيط الهادي