أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ذياب مهدي محسن - من الحركات الثوريه في الاسلام الفرقه الكيسانيه















المزيد.....

من الحركات الثوريه في الاسلام الفرقه الكيسانيه


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الحركات الثورية في الإسلام
((الفرقة الكيسانية))
تمهيد
ارتبطت فرقة الكيسانية في المصادر التاريخية ببعض الحركات الشيعية التي شهدتها الكوفة والتي وصمت بالغلو في نظرتها لعلي بن أبي طالب وأبناؤه كثورة المختار الثقفي وثورة الوصفاء الأحرار كما ارتبطت بفكرة أمامة محمد بن الحنيفة الابن الثالث لعلي بن أبي طالب بعد استشهاد الحسين بن علي في كر بلاء ويبدو من الغريب أن هذه الفرقة رغم ما قامت به من نشاط ثوري في العصر الأموي اختفت تماماً في العصر العباسي بتفرعاتها المختلفة كما لم يترك المنتمين أليها أي تراث فكري سوى بعض الأشعار التي نسبت لكثير عزة والسيد الحميري وقد فسرت المصادر التاريخية وكتب الفرق هذا التوقف باستيلاء العباسيين الوارثين لإمامة هذه الفرقة على السلطة ألا أن توقف نشاط الفروع الأخرى من الكيسانية أيضاً مازال يثير التساؤل بالإضافة إلى تساؤل أكبر حول أصل التسمية ذاته وهي إشكالية لم تحل حتى الآن .
الفرقة الكيسانية النشأة
تذكر المرويات التاريخية العديد من التفسيرات لتسمية هذه الفرقة بالكيسانية :
أولها أن هذه التسمية ترجع إلى الثائر الشيعي المختار الثقفي الذي كان يلقب بكيسان وتذكر المصادر الإسلامية الشيعية رواية عن الإصبع بن نباته يذكر فيها أنه رأى المختار واضعاً رأسه على فخذ علي بن أبي طالب أثناء خلافته وهو يمسح على رأسه ويقول يا كيس يا كيس فسمي كيسان.
والتفسير الثاني تنسبه المصادر التاريخية إلى مولى لعلي بن أبي طالب يدعى كيسان وتبرر هذه النسبة بأن كيسان هو الذي حث المختار على المطالبة بثأر الحسين وتشير المصادر الشيعية إلى أنه قتل في معركة صفين وفي هذه الحالة فأن المولى (( كيسان )) ليس هو الأصل في هذه التسمية وهناك اتجاه ثالث :
تنسب هذه التسمية إلى رجل يكنى بأبي عمره قائد حرس المختار الثقفي في الكوفة حيث يذكر أن أسمه (( كيسان )) وتذكر المرويات أنه من الموالي وينسب له الدور الأكبر في الانتقام من قتلة الحسين بصفته قائداً للفرق العسكرية التي كونها الموالي والعراقيون وتشير بعضها الى أنه كان قبل الثورة بائعاً للتمر ومن الذين استفادوا من الإجراءات الاقتصادية التي أتخذها علي بن أبي طالب حيث منح الكثير من الفقراء والكادحين من العراقيين والموالي مساعدات مالية للقيام بأعمال تجارية وحرفية صغيرة ومن الممكن أن يكون من تلاميذ الأمام علي وله في هذه الفرقة بعض الآراء الفكرية التي تعلمها من الأمام علي ومن الممكن أراد أن يثقف بها فلقد ذكر أنه تعرض مرة للعقاب بسبب تبنيه للآراء الإسلامية الشيعية وهجومه على عثمان بن عفان، ومن الواضح أن هذا القائد قتل مع المختار الثقفي في النهاية، ومما يدفعنا للتساؤل عن السر في نسبة هذه الفرقة أليه رغم عدم كونه المؤثر الأكبر فيها سواء من الناحية العلمية والتي يستحوذ عليها بالطبع محمد بن الحنيفة وكذلك السياسية أو العسكرية والتي قام المختار وأبر أهيم بن مالك الاشتر بالدور الأكبر فيهما لكنه كان قائد الجند وله محبة خاصة للتحرر من ظلم الأمويين ويبدو أن هذا الاسم أرتبط بوصم الإقطاع العربي في الكوفة لهذه الثورة بكونها ثورة للموالي لكن أن أسم الكيسانية هو الأشهر في كتب الفرق .
وهناك اسما آخر للكيسانية أستخدمه البغدادي في وصفهم وهو (( الكسائية )) وهو لقب يشير إلى الخمسة أصحاب الكساء ( محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين )أن هذا اللقب يفترض أن المختار الثقفي والمشتركين في ثورته كانوا يعتقدون بقدسية خاصة للخمسة أصحاب الكساء وهي اعتقادات طبيعية بالنسبة للوسط الشيعي ويبدو أن تلك التسمية هي الأساس لهذه المجموعة التي تلقت علومها على يد محمد بن الحنيفة بن أبي طالب وأن لم تعتقد بإمامته بالمعنى الإسلامي الشيعي للإمامة وأعتقد إن تحريف اللقب في (( الكسائيه )) إلى (( الكيسانية )) أعتمد على التشابه اللفظي بين الاسمين ومحاولة العناصر الإقطاعية وكبار التجار الأكثر تضراراً من هذه الثورة نفي علاقتها بآل البيت والتأكيد فقط على عمليات القتل التي قام بها (( كيسان )) لأشراف الكوفة (( وكأن التاريخ يصور أن الأشراف فقط الإقطاعيين والتجار والموالين للأمويين من أهل الكوفة )) انتقاما لقتل الحسين في محاولة لإظهار قيادتها كمجرمين وتلفيق بعض العقائد المتطرفة والمغالية لهم ، على أن الموقف الإيجابي للأئمة العلويين من المختار يمثل بكل تأكيد تبرئة له من تلك العقائد التي نسبت له ولقيادات هذه الثورة كما تنفي عنه تهمة الدعوة لإمامة محمد بن الحنيفة بل أن المرويات تشير الى أن حركة المختار الثقفي حظيت بمباركة الأمام علي بن الحسين زين العابدين وقيل أن الأمام الحسين أوصى بأن غلام من ثقيف سيأخذ بثأره قبل استشهاده هكذا روى ( أبي مخنف ) ، وعلى الرغم من عدم شهرة هذا الاسم (( الكسائية ))حتى أن الخطيب البغدادي لم يستخدمه سوى مرة واحدة ألا أن المقارنة بين كتب الفرق وبين الأحداث التاريخية تدل على كونه الاسم الأقرب إلى الصحة.
ففي الفترة الأولى من الدولة العباسية لم تتجاوز الاتهامات الموجهة للكسائيين وخاصة (( المختار )) هذه الحدود فلم تتبن الدولة العباسية مذهب معين بل حرص الخلفاء العباسيون على الحفاظ باستقلالهم عن المذاهب الفقهية المطروحة وتمثل الغرض الأساسي في تشويه صورة المختار خوفاً من انتشار أفكاره الثورية بين الجماهير وجموع الكادحين وخاصة الموالي وهو غرض طبقي يهدف للاحتفاظ بالامتيازات الطبقية التي حازتها الأرستقراطيتين العربية والفارسية من صعود الأسرة العباسية على رأس السلطة وقد شهدت الفترات اللاحقة تطور الصراع الفكري والسياسي بين الشيعة والسلطة العباسية الأمر الذي دفع هذه السلطة إلى تطوير آلياتها الإعلامية خاصة بعد تبنيها للفكر السني فقام الفقهاء التابعين لها (( من وعاض السلاطين )) بتأسيس علم الفرق المعارضة وخاصة (( الكسائية )) والتي تبنت العديد من الثورات الاجتماعية وأعتمد الأسلوب الجديد على الجمع بين التشويه العقائدي والتشويه الأخلاقي كادعاء غيبة ورجعة محمد بن الحنفية وحلول روح الله في الإنسان وأدعاء النبؤة الإباحية الجنسية وهي الاتهامات التي نسبتها كتب الفرق إلى كل الفروع الشيعية تقريباً وخاصة التي قامت بقيادة ثورات اجتماعية فالتاريخ يذكر وجود هذه الفرقة وأما المرويات الشيعية فتنسبها لفرقة أمامية ( أثنى عشرية ) تدعى (( المخمسة )) وتؤكد أنها تعتقد بقدسية الخمسة أصحاب الكساء مما يؤكد أن (( الكسائية )) هي أحد المصطلحات المبكرة التي أطلقت على المخمسة وقد تطورت هذه الفرقة الأمامية فيما بعد واتخذت عدة تفرعات واستمرت حتى الآن ، وأعتقد أن نشأة هذا الاتجاه يمثل تنظيماً سياسياً وفكرياً شيعياً يهدف الى القضاء على الدولة الأموية وإعادة تطبيق البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لعلي بن أبي طالب وهو ما نلمحه بوضوح في تجربة حكم المختار الثقفي والتي قام فيها بتقسيم الفيئ على أساس المساواة كما شرع في القضاء على احتكار الأشراف للملكية العقارية وتبنى محاولات لتحرير العبيد وهي إجراءات تتطابق مع أفكار علي بن أبي طالب ويبدو أن الأئمة العلويين عقب استشهاد الحسين بن علي اعتمدوا على بعض أبناء الأسرة العلوية إضافة لبعض الموالين لهم من العرب أو من الموالي كحلقة اتصال بينهم وبين التنظيمات الشيعية خاصة في الكوفة والتي نعتقد أنها اتخذت شكل التنظيمات العنقودية مما قد يفسر لنا سبب انتشار فكرة البابية في أوساط المخمسة فيما بعد وكذلك في أوساط الإسماعيلية.
ويمكننا تقسيم التطور الفكري والتنظيمي الذي شهدته الكسائية (( الكيسانية )) إلى ثلاث مراحل في العصر الأموي :
الأولى :
وكانت القيادة الروحية فيها خاضعة لعلي بن الحسين الشهير بالسجاد وزين العابدين وان خضعت القيادة السياسية والفكرية لمحمد بن علي (( أبن الحنفية ))والمختار بن أبي عبيد الثقفي .
الثانية :
فكانت في فترة أمامة محمد بن علي الباقر (114هـ) وأبنه جعفر الصادق (148هـ) وقد خضعت هذه المجموعات للأشراف الفكري والسياسي لأبو هاشم بن محمد الحنفية ( 98هـ)وتولى قيادتها عقب وفاته المغيرة بن سعيد وحمزة بن عمارة البريري اللذين قادوا ثورة الوصفاء الأحرار (119هـ).
الثالثة :
كانت تحت قيادة عبد الله بن معاوية الطالبي والذي أستند إلى فلول ثورة الوصفاء في ثورته بالكوفة ثم السيطرة على بعض المناطق كقم وكاسستان وأصطخر سنة (126هـ) وكانت اعتقاداتها في هذه الفترة وجود خصوصية للخمسة أصحاب الكساء كالوصية والعصمة واختصامهم بالعلوم النبوية كما اعتقدوا في تلك الفترة بالبداء والرجعة وهي اعتقادات إسلامية شيعية عامة ألا أنهم كان لهم بعض الآراء الخاصة في قدرات الأئمة وعلومهم بناء على استخدامهم للفلسفة في فهم النص القرآني والنبوي حيث اعتقدوا بوجود معنيين للنص إحداهما الظاهر والآخر يمثل المعنى الباطن.
ويمكننا الآن وضع تصور محدد حول نشأة هذه الفرقة
فقد أرتبط قادتها بمحمد بن الحنفية وأبنه أبو هاشم كتلاميذ لهما مع تبنيهما الاعتقاد بإمامة الأئمة العلويين من نسل الحسين وتبنوا أفكارهما العقائدية حول الخمسة أصحاب الكساء وبالتالي فأن أسم (( الكسائية )) يعد الاسم العقائدي لمثقفي هذه الفرقة ولقد أطلق عليها وعلى الموالى من أتباعها أسم (( الخشبيه )) وهي تسمية من الواضح تبعيتها للإقطاعيين العرب الذين هدفوا إلى تشويهها عن طريق إظهارها كثورة للموالي الحرفين (( الكادحين )) وكما أطلق الإقطاعيين العرب عليها أسم (( الكيسانية )) للإشارة فقط إلى عمليات القتل التي قادها كيسان وأتباعه من الموالي ـ المجندين ـ الذين انضموا إلى الثورة المختار الثقفي ضد قتلة الحسين ونفي علاقتهما بآل البيت وفي المرحلة العباسية ومع تطور المواجهات بين العباسيين والشيعة عموماً قامت الدعيات العباسية بتشويه عقائدها عن طريق نشر العديد من المرويات والافتراءات حولها خوفاً من تأثير أفكارها الاجتماعية الثورية على جموع الكادحين.

ملاحظة:
أن المصادر كثيرة ولا يسعني أن أذكرها هنا لكن أهمها والتي أعتمد عليها هي دراسة أصل الكيسانية للباحث أحمد صبري السيد علي.



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة الوصفاء الاحرار
- التناسق بين الاسلام والماركسيه
- تحـــت ظـــلال العولـمة إرهــــــاب ورأســــمالـيـة جـشــــع ...
- وحدي
- موضوعان خرافات .......والانسان
- صباح الخير يا حلوه
- النــص و التـنـاص ونـعال أبــو تــحسـين
- جريمة البخاري على حرائر الباري
- سبعة ايام من عمري لذكرى ميلادك كفاح
- حبيبتي ثورة وعيد ميلادها14تموز
- زفرات حب
- تجيئين....شعلة وجلنار
- لأننا مخيرين مما هو متاحٌ لنا ....
- العقل هو الطريق
- عَوْ
- تعالوا نصحوا تعالوا للسلام يا عبد المنعم يا بن الفراتين
- هكذا تتأكد دكتاتورية النص
- فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي
- بطاقة حب للمرأة
- من أجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية عراق جديد


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ذياب مهدي محسن - من الحركات الثوريه في الاسلام الفرقه الكيسانيه