|
حتى في البطاطا رائحة حرب او مؤامرة ضد مزارعي العراق!
عزيز الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 23:07
المحور:
المجتمع المدني
قد يبدوا الأمر مزحة صحفية...أو تهويلا وتضخيما على طريقة البهرجة التلفازية الاعلانية.. ولكن واقع الأمر انك في العراق لاتجد شيئا متروكا للصدفة.. بل خلفه وامامه وفوقه وتحته وفيه وحوله شريط ما مخفي الاذى عندما تبدا بسبر غور الحدث العراقي البسيط. مادة البطاطا تهّم العائلة العراقية وكل عوائل الدنيا ولإننا تعودنا في بلد السواد بسبب ليس فقط أزمة الماء المستعصية الحلّ مع أشقاؤنا وجيراننا الإسلاميون.. ان تكون لنا مساعدة علنية غير مشروطة بمساعدة هذه الدول زراعيا! ليس بالبحوث أو المساطحة في مشاريع الري والزراعة بل بقيمة مردودالإستيرادات العالي الكتلة المادية والنافع لدولة التصدير والذي أصبحنا كعوائل وأفرادلانجد في المائدة العراقية فواكه او خضروات إلا نكهة المستورد!!وخير مثال صيفي هو غياب الرقي والبطيخ العراقيان المتميزان التي كانت سامراء والعظيم والحويجة والموصل لوحدها تغطي الوطن كله مع منع التصدير من الفائض منهما ومنع الإستيراد وقتها واليوم يغزونا الرقي السوري حتى في الازمة الحالية وبسعر 500 دينار للكيلو غرام الواحد. نعود لحرب البطاطا الهزلي! معلوم ان محصول البطاطا واحداً من المحاصيل الاستراتيجية الغذائية الخمسة الرئيسية في العالم وهو أكثر المحاصيل الغذائية انتاجا وتنتشر زراعته على نحو واسع في المناطق المعتدلة أو الباردة من العالم وهو مصدر رخيص للطاقة لاحتوائها على نسبة عالية من المواد الكاربوهيدراتية علاوة على احتوائها على بعض الفيتامينات مثل فيتامين س و بي واحد. وتشير المعلومات غير السرية والمتاحة طبعا لإمثالي بالإستقصاء المعرفي إلى زيادة الاقبال في العراق في السنوات الاخيرة على استهلاك البطاطا اذ اصبح من غير الممكن الاستغناء عنها في أي مطبخ عراقي بصورة يومية لاتخلو منها مائدة وخاصة للاطفال، وان الظروف البيئية السائدة في العراق ملائمة لزراعة هذا المحصول الذي تصلح زراعته في الترب المزيجية والمزيجية الرملية بعد تسميدها بالكميات الكافية وتقف في مقدمتها الاسمدة النايتروجينية والفوسفورية والبوتاسية إلى جانب مختلف العناصر النادرة.وهي كلها متوفرة بكثافة وغير ممنوعة الاستيراد رغم انف الفصل السابع! ولكن وزارة التخطيط العراقية وخبرائها المتابعين للواقع الزراعي بينت عن انخفاض زراعة البطاطا في العراق في العام 2010بنسبة 8% مقارنة بالذي سبقه ، عازية السبب الى انخفاض مناسيب المياه في محافظات ديالى وصلاح الدين وبغداد وبابل طبعا ونحن نتعكز على ذاك السبب مع جوهريته دون البحث عن بدائل مائية كالآبار.ويقارن لنا خبير زراعي عراقي ان إستيرادنا قبل عام 2003 من بذار تقاوى البطاطا وصل الى اكثر من 20 الف طن في الوقت الذي كان تعداد العراق لا يتجاوز 12مليون نسمة وكانت هذه الكميات تزرع من قبل المزارعين وتنتج وتغطي هذا العدد السكاني على مدار السنة . والآن تعداد السكان اكثر من 30 مليون والإستيراد صار لايزيد عن 15 ألف طن يعني بصورة عكسية!! علما بان(( مزارعي العراق اليوم في كل القياسات من المفروض ان يزرعوا تقاوي مستوردة لاتقل عن 70 الف طن سنويا ويخزن بذور منها للعروة الخريفية لتتنامى زراعة هذا المحصول ، ف سوريا تزرع مستورد اكثر من 50 الف طن ،ولبنان تزرع مستورد 20 الف طن ،والاردن 20 الف طن ،والسعودية اكثر من 40الف طن ، وايران أكثر من 150 ألف طن.)) وهذا يعني ببساطة،الاستيرادالمستمر من دول الجوار لتدني انتاج محصول البطاطا يعني أن العراقيين ياكلونها من ايدي مزارعي الدول المجاورة وعلى مدار السنة فيما ارضنا ومزارعنا ومياهنا أفضل بكثير من الموجود في الدول المجاورة ،ولكن المزارعين احجموا عن الزراعة بسبب عدم اهتمام الوزارة بهذا المحصول! مما يعني وجود رائحة مؤامرة حقيقية لإيقاف الزراعة في العراق لجعل الشعب العراقي شعبا مستهلكا لكافة منتوجاتهم ، في الوقت الذي تتنامى مزارعهم ونحن نشتريها بالعملة الصعبة لا تستطيع مزارعنا مواجهة هذه المشكلة .بل يبين الخبير الزراعي ان دول الجوار تقوم بإدخال كميات كبيرة من محصول البطاطا في فترات جني المزارع العراقي لمحصوله !!، ورغم انهم يخسرون في هذه العملية اقتصاديا الا انهم يعتبرون ربحهم هو خسارة المزارع العراقي التي تؤدي الى احجامه عن الزراعة للمنافسة المعروفة بين المعروض المستورد الرخيص والمنتوج العراقي وبالتالي تحقيق ما يخططون له من عرقلة نمو القطاع الزراعي في العراق ،الذي يصبح سوقا مفتوحا لمحاصيلهم يسوقون له ملايين الاطنان ما يعوضون به خسارتهم فيحققون الربح بالتصدير بغزارة والتاثير بالتالي على الزراعة العراقية المتروكة النهضة حتى بالتخمينات المستقبلية التخطيطية. ان الحل لهذا الموضوع برأي الخبير يكمن اولا بحماية الانتاج الزراعي العراقي باصدار تعليمات صارمة من وزارة الزراعة... تمنع إدخال محصول البطاطا الاستهلاكية اعتبارا من 1/نيسان الى 15/تموز بالنسبة للعروة الربيعية ، وللعروة الخريفية من 1/تشرين ثاني الى 15/ اذار والايعازلكافة المنافذ الحدودية بضمنها الموجودة في اقليم كردستان لمنع إدخالها موسميا بهذه التوقيتات الزمنيةومحاسبة السواق الذين يخالفون التعليمات الخاصة بالاستيراد لمحصول البطاطا.أليس من الغريب ان نستورد خضروات من الكويت مثلا؟ نعم قبلنا عبوات مياه الروضتين الكويتية في اسواقنا ومكتوب عليها من أفضل الآبار الكويتية ولكن؟ طماطا وبطاطا؟! هنا عجيب العجب وغريب الغرائب كلها ومنها نافذة الغرابة المطلّة على مؤامرة ضد البطاطا العراقية من كل دول الجوار لاتستغربوا . عزيز الحافظ
#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التكنلوجيا بدات تفرض هيبتها في كرة القدم
-
الطريق إلى كربلاء إهمال لايليق بتاريخها الإنساني أبدا
-
فتوى جزائرية بحرمة الصلاة بتي شيرت برشلونة وريال مدريد
-
لاعب عراقي يسجل ضربة جزاء ضد البحرين ويُسجن سنة بسببها!
-
موقف ودي كويتي بمنع دخول الحجاج العراقيين برا!
-
فقط في العراق! زهق أرواح بسبب الفشل الدراسي!
-
إنتهاك حقوق النساء في البحرين مسكوت عنه دوليا
-
منتخب الغرائب العراقي يتجمع في الصين بالتقسيط بنصف اللاعبين!
-
حقا سنّ التقاعد العراقي يصبح 25 سنة ؟
-
ملايين النساء العراقيات مُعيلات ينحتن بالصخر شظف العيش
-
صدقّ أو لاتصّدق مراكز تنمية وتاهيل المرأة العراقية بملياري د
...
-
بمكرمة أتحاد الكرة العراقي عاد حسين سعيد للإضواء
-
وباء السرطان يغزو ديالى هذه المرة
-
وأخيرا كأس دورة الخليج خارج البصرة الفيحاء!
-
مكرمة الفيفا الجديدة للعراق منع اللعب حتى في أربيل!
-
حقا حصة العراقي 85$ من ميزانية 2012؟
-
في ديالى فقط ، (3) آلاف موظف حكومي يتقاضون رواتب الرعاية!
-
قروض وهمية للاسكان في العراق
-
إبتكار مولدة عراقية ذي قارية تعمل على الهيدروليك!!
-
أليس من المؤلم وجودنا بالمرتبة الرابعة عالميا بالفساد؟
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|