أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله














المزيد.....

ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:26
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يتابع الوردي: لقد كان الخليفة الاموي بدويا صريحا يعمل ما يشاء مادامت القوة بيده.وكان يتبع في ذلك سنة الصحراء التي تقول:ان الحلال ما حل باليد،وأن الحق بالسيف .
أما الخليفة العباسي فأخذ طريق المراوغة والازدواج .اذا جاء وقت الموعظة بكى،واذا جاء وقت السياسة طغى.فهو في وقت الموعظة من اشد الناس خشوعا وتعففا وزهدا.أما حين يجلس في الديوان ينظر في أمر الخراج وتعيين الولاة وشراء الجواري فهو لا يختلف عن جالوت او نيرون في بشيء.

يقول صاحب الاغاني:
كان عند الرشيد ألفان من الجواري،وقد اختص ثلاثمائة منهن بالغناء والضرب على آلات الطرب .ويقال انه طرب ذات يوم فنثر على الحضور ستة ملايين درهم.وطرب في يوم آخر فعين المغني واليا على مصر.واشترى الرشيد جارية بمائة الف دينار.ثم اشترى اخرى بستة وثلاثين الف دينار غير ان هذه الجارية باتت عنده ليلة واحدة ثم اهداها الى احد اصحابه .كل هذا كان يأخذه الرشيد من بيت الامة طبعا فجده المنصور لم يكن يملك عند توليه الخلافة شيئا .أخذ الرشيد ذلك من عرق جبين الفلاح وكد يمين الفقير والبائس .وهو لا يبالي ان يذهب بعد ذلك الى الفقيه يستمع اليه ويبكي بين يديه.

يتابع الوردي: قال لي احد الباحثين الغربيين ذات يوم وهو يحاورني :لماذا شرع دينكم شرعة الحرب وفرض عليكم الجهاد؟وما هو السبب الذي جعلكم تغزون العالم بحد السيف وتسفكون الدماء؟ثم عقب على ذلك قائلا:انكم لم تفعلوا شيئا غير ان اقمتم امبراطورية مكان اخرى،وقضيتم على كسرى لتضعوا كسرى آخر محله.قال هذا وتركني حائرا أضرب اخماس باسداس.
ان هذا هو الواقع الذي لا مراء فيه.فأمير المؤمنين لم يكن يختلف عن أمير الكافرين الا من حيث المظاهر والطقوس والشعائر الشكلية فتجد الخليفة يتهجد ويركع ويسجد ويكثر من البكاء والعويل.وتراه يحج سنة ويغزو سنة.يرفع يديه تقيا،ويخفضهما قاتلا.
وهذه كلها امور ظاهرية لا تمس جوهر الواقع بشيء .فالجباة هم الجباة ،والجلاوزة هم الجلاوزة،ولن تجد لطبيعة هؤلاء تبديلا.
ان الخليفة كان يعبد الله وينهب عباد الله.

يقال ان مغنيا غنى للأمين بعض ابيات من الشعر النواسي الرقيق في التغزل بالغلمان،فطرب الامين طربا شديدا حتى وثب من مجلسه وركب على المغني واخذ يقبله.ثم امر له بجائزة .فقال المغني مندهشا:=يا سيدي قد أجزتني الى هذه الغاية! بعشرين الف الف درهم!!!!=فأبدى الأمين استصغاره للمبلغ وقال:=وهل ذلك الا من خراج بعض الكور!.
ان الامين لا يبالي ان يعطي علاما امردا جميلا مبلغا كبيرا من المال،فهذا المبلغ هو عبارة عن مقدار ما يجبى من الضرائب من كورة واحدة -اي قرية صغيرة.
وليتصور القارئ العذاب الذي يعانيه اهل تلك القرية في سبيل ان يسلموا هذا المقدار من الضريبة الى الجباة .وفي لحظة نشوة وخلاعة،يذهب هذا المبلغ الى فتى امرد يجلب السرور الى قلب امير المؤمنين.
وإذا اراد القارئ ان يدرك ما كان عليه بفقراء في تلك الايام من بؤس وفاقة فليقرأ هذه القصة التي رواها ابو الفرج الاصفهاني.
يقول ابو الفرج في حديثه عن محمد بن ابراهيم الحسني:
{---فبينما هو يمشي في طريق الكوفة اذ نظر الى عجوز تتبع احمال الرطب فتلقط ما يسقط منها فتجمعه في كساء رث .فسألها عما تصنع بذلك .فقالت :اني امرأة لا رجل لي يقوم بمؤنتي ولي بنات لا يعدن على انفسهن بشيء .فانا اتبع هذا الطريق واتقوته انا وولدي .فبكى بكاء شديدا ،وقال:انت وأشباهك تخرجونني غدا حتى يسفك دمي---}

الحديث لا يزال للمؤلف.
أرجو من القارئ أن يقارن بين حالة المؤمنين هذه وبين ما كان عليه أمير المؤمنين من بذخ وشهوة خبيثة.

من كتاب وعاظ السلاطين
الدكتور علي الوردي
ص 30--42



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص كتاب--1 المرأة الحجاب الفقيه
- ردود القمع---واشياء أخرى
- لقمع-----2
- رسالة ابنتي في المعتقل---لم تصل
- --القمع-----1
- في ضيافة الامن السياسي---3
- في ضيافة الامن السياسي----2
- في ضيافة الامن السياسي
- المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض ...
- المسار الليبرالي----مبدأ المنفعة العام------المصلحة
- حوار مع صديقي البعثي
- شبلي الشميل---رأي في الاشتراكية
- المرأة المسحوقة لا ترفع رأسها
- شبلي الشميل --اراء قاسية في الشعر والادب العربي
- الحق الطبيعي --الذي سلبته مننا الحكومة والامن
- التجمع الليبرالي موجود ---شكرا سيد فراس سعد
- مجرد اقتراح---من يتبنى سوريا
- المسار الليبرالي---نظرية العدالة--جون رولس
- المسار الليبرالي----------------العقلانية
- المسار الليبرالي-------توزيع الثروة الوطنية


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله