أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - -دولة البعث- و-سورية الأسد- والحروب السورية















المزيد.....

-دولة البعث- و-سورية الأسد- والحروب السورية


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 17:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مضى وقت، كان يتواتر فيه الكلام عن سورية البعثية، الدولة التي يفترض أن "حزب البعث العربي الاشتراكي" يحكمها منذ عام 1963. ومنذ أواخر سبعينات القرن العشرين يجري الكلام أيضا على "سورية الأسد"، البلد الذي يحكمه حافظ الأسد، والذي استمر في حكمه حكما ملوكيا مطلقا ثلاثين عاما، قبل أن يُورِّث الحكم والملك لابنه. فهل يتعلق الأمر بالبلد نفسه؟ وماذا وراء الدلالات الظاهرة للتعبيرين؟
حتى ثمانينات القرن العشرين كانت اللافتات التي تعلق في الشوارع السورية في "المناسبات الوطنية والقومية" تشير إلى "دولة البعث". وحتى سنوات قليلة خلت، كان يمكن اكتشاف التعبير ذاته على لافتات معدنية متحجرة، علاها الصدأ، تقول مثلا: "اليد العاملة هي العليا في دولة البعث"! في نظر حاكمي البلد، لم يكن في تعبير "دولة البعث" ما يخجل، بل هو مدعاة للفخر. أما في نظر غير البعثيين، فكان التعبير يوحي بأنهم غرباء أو مملوكين لدولة البعث. كان هذا شعوري الشخصي دوما.
على أن هذا التعبير توارى في السنوات الأخيرة. لعل شيئا من حرج أخذ يتسرب إلى كتاب اللافتات، وهم رفاق بعثيون أو موظفون حكوميون، بعثيون أيضا. لم يتبدل شيء في تمركز النظام حول ذاته وفي احتفائه المستديم بذاته، لكنه أخذ منذ تسعينات القرن الماضي، وأكثر في القرن الحالي، يفضل الإيحاء بأنه تعددي ومنفتح، وليس نظام حزب واحد. وعلى كل حال ما مرّ حين من الدهر على سورية البعثية كان حزب البعث فيها في موقع ثانوي في الحياة العامة أكثر مما في سنوات الأسد الثاني التي يؤمل أنها وشيكة الانقضاء.
أما عبارة "سورية الأسد" فشاعت أولا في الإعلام السوري كتلميح غني بالإيحاءات، يُطبِّع تكراره التماهي بين البلد وحاكمه، فيعود بشرعية بديهية على هذا. وبينما شاع في النصف الثاني من السبعينات وصف سورية بأنها عرين الأسد، فإن تعبير سورية الأسد لم يدخل التداول إلا في عقد الثمانينات. هنا، وبعد مقتلة رهيبة ألحقت بحماة، سبقتها مقاتل أصغر في مدن وبلدات سورية أخرى، صار مهما إقامة تماهٍ بين البلد وحاكمها من أجل رفع الاعتراض على هذا إلى مستوى خيانة الوطن. وفرضت في التداول العام شعارات من نوع: إلى الأبد يا حافظ الأسد! وقائدنا إلى الأبد/ الأمين حافظ الأسد! وحافظ أسد، رمز الثورة العربية! وأكثر من ذلك تضمن التعبير أن "الأسد" هو خير ما في سورية، أو هو خير سورية ومجدها وفخرها. في أواخر هذا العقد نفسه كان بيتان للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري يكتبان على ما لا يحصى من لافتات منثورة في الفضاء العام: سلاما أيها الأسد/ سلمت وتسلم البلد، وتسلم أمة فخرت/ بأنك خير من تلد! وتقول لافتات أخرى أكثر نثرية: لا تركع أمة أنجبت حافظ الأسد! طبعا كان السوريون راكعين حينها كما لم يسبق لهم منذ نشأ كيان بلدهم الحديث.
ولقد كانت محصلة هذا القصف الرمزي الكثيف رفع الرئيس فوق مستوى السياسة والدولة والمجتمع، والصفة البشرية. هذا يناسب الرئيس نفسه لأنه يدغدغ لديه شعور العظمة والعبقرية، لكنه يناسب بالقدر نفسه طيفا واسعا من الموالين يجدون في إشهار طقوس تقديس الرئيس ما يطلق يدهم في الموارد والمؤسسات العامة، ويسبغ عليهم قدرا من الحماية لا يحظى بمثله الأدنى منهم تمرسا بتلك الطقوس. ولقد ترسخ في المحصلة أن الرئيس هو صاحب سورية ومالكها، الأمر الذي يضمر أن لا فكاك بينها وبينها، وهو ما تكفلت السنوات اللاحقة في تثبيته.
وفي النصف الثاني من الثمانينات أيضا ابتكر بعثي حلبي، أحمد قرنة، تعبير "سيد الوطن" لوصف الحاكم المزمن.
على أن تعبير سورية الأسد استخدم بدلالة وصفية أيضا، بخاصة من قبل صحفيين غربيين. المقصد الظاهر هو سورية التي يحكمها السيد حافظ الأسد. لكن نرجح أن هذا التعبير الوصفي ذاته يتضمن حكما قيميا تبخيسيا للبلد، من نوع: هكذا هي الأمور في الشرق! أو عند العرب! هذا حتى حين يكون الصحفيون المعنيون معجبون بالنظام السوري وبرئيسه، كحال باتريك سيل، البريطاني.
ولم تظهر في أي وقت علائم حرج من تعبير سورية الأسد من جهة النظام. هذا ربما لأن التعبير شعار موجه نحو المستقبل، أو لأنه يتضمن برنامجا سياسيا مستقبليا: توريث الحكم في الأسرة الأسدية. بل إن عبارة "سيد الوطن" بالذات عادت إلى التداول، وقد رفعت لافتة في ذكرى حرب تشرين قبل أيام تشير إلى رعاية "سيد الوطن، السيد الرئيس بشار الأسد" الاحتفال بالذكرى. ويتجاوز هذا اللقب لمن يفترض أنه رئيس الجمهورية ما يوصف به الملوك في دول عربية أخرى. ومن سجل اللغة الملوكية دخلت كلمة المفدى التداول السوري، ربما في العقد ألخير من حكم من سيسمى في هذا العقد نفسه "الأب القائد". تحتاج هذه التقديرات لمزيد من التدقيق، ولعله سيكون ميسورا بمراجع أرشيف الصحف الرسمية السورية.
لكن ما العلاقة بين دولة البعث وسورية الأسد؟ هل يدلّان على الشيء نفسه؟ من شأن النظر في هذه القضية أن يتيح لنا رؤية جوانب من آليات الحكم والتحولات السياسية في سورية.
****
الواقع أن العلاقة بينهما مركبة ومتناقضة. لقد هيأ حكم الحزب الواحد والعقيدة المعصومة الواحدة لحكم الواحد الشخصي والعائلي، لكن هذا نفى تقريبا حزب البعث أو حوله إلى ملحق جهازي عاطل. فلنفصل قليلا.
تتضمن عبارة دولة البعث أن السيادة للحزب، وأن "مبادئه" هي الموجهة للحياة السياسية والاجتماعية والفكرية في البلد. وهذا ربما كان صحيحا في زمن الأحزاب السياسية- الإيديولوجية الذي يبدو أنه انتهى في سبعينات القرن العشرين. بل قد يمكن المجادلة في صحته حتى في ذلك الزمن. فقد يقال إن حزب البعث فقد السيادة على نفسه، دع عنك في الدولة، يوم استولى عسكريون باسمه على الحكم في ربيع 1963، أو في أحسن الأحوال يوم استولى وزير الدفاع حافظ الأسد على السلطة ضد رفاقه الأكثر بعثية في خريف 1970. معلوم أنه قبل استيلائه على الحكم كان حظر دخول المنشورات الحزبية إلى الجيش، متمردا على القيادة القطرية لحزب البعث التي كان يدين بالولاء لها أكثرية البعثيين.
لكن ليس هناك ما يؤشر على أن الرئيس الجديد خرج على العالم الرمزي للحزب، وإن وضع نفسه فوقه دونما لبس منذ وقت مبكر. لقد ظلت "اللغة الفصحى" للحكم بعثية، وبهذه اللغة كتب الدستور، ونطق الإعلام، وهو جهاز مركزي في الحكم الجديد. لكن أهم من ذلك أن حزب البعث الذي تضخم بسرعة مرات بفعل التنسيب المفتوح منذ الأيام الباكرة لعهد الأسد، أضحى جهاز تعبئة اجتماعية لا نظير له، ومجتمعا موازيا تتأهل منه الكوادر الإدارية والتعليمية والسياسية. وبدرجة أقل بكثير الأمنية. ليس إطار التأهيل الوحيد، فقد قامت القرابة بدور مهم في التأهيل في حكم الرئيس المؤسس، لكن لم يكن كمثل حزب البعث إطار تأهيل على المستوى السوري الشامل.
لم تمر عملية تهميش الحزب دون ممانعات. فقد حبس الرجل رفاقه الذين انقلب عليهم، وكان لهم أنصار حتى نهاية العقد الأول من حكمه. وحبس آخرين استندوا إلى النظام العراقي في معارضتهم له، دون أن يكفي ذلك للقول إنهم كانوا بلا مبدأ في جميع الحالات.
ورغم أن الدستور الدائم الصادر عام 1973، قرر أن البعث هو "الحزب القائد للدولة والمجتمع"، إلا أن الحزب لم يزد إلا انعدام شخصية أمام أمينه العام الرفيق القائد حافظ الأسد، القائد العام للجيش والقوات المسلحة ورئيس الجمهورية. الشخص الحر الوحيد في سورية خلال سنوات حكمه كان هو. سورية نفسها كانت تمحي أمام شخصيته، وتنسب إليه. الدستور أيضا كان بلا شخصية ولا سلطة. كان الرئيس هو الدستور.
والشيء الذي يؤشر على التبدل الجذري للعلاقة بين الرئيس والحزب أنه لم يعقد أي مؤتمر للحزب بين 1985 وحتى بعيد وفاته بقليل. فيما يفترض أن ينعقد المؤتمر مرة كل خمس سنوات. هذه السنوات الخمسة عشر من الانقطاع هي السنوات الذهبية لسورية الأسد. لم يعد الرئيس عضوا في الحزب ولا حتى أمينه العام، بل هو فوق وأعلى بكثير، سيده و"سيد الوطن". وبات هو، شخصه ومجده وعظمته وعبقريته محور الحياة السياسية والإعلامية (أيام الوزير محمد سلمان)، والفكرية. صارت تؤلف عنه الكتب، وتمتدح فكره. وتوفرت قائمة ببعض أقواله التي يستحسن استظهارها، وقائمة أخرى بما أجزل عليه من ثناء من سياسيين وصحفيين أجانب، يستحسن حفظها أيضا.
من المستبعد بالمقابل أن يكون ألف في سورية أي كتاب ذي قيمة (أو غير ذي قيمة) عن حزب البعث.
وأبعد من هذا دلالة على تسامي الرئيس فوق الحزب (والدولة) أنه، في مناسبة تجديد البيعة الخامسة له عام 1998، وبينما كان كبار رجال الحزب والدولة ينتظرونه في مقر مجلس الشعب، ظهر الرجل في غرفة تجارة دمشق برفقة رئيسها راتب الشلاح. لم يهتم حتى بإعلامهم أنه لن يحضر.
****
من العلامات الفارقة للصفحة الثانية من الزمن الأسدي تراجع وزن واعتبار حزب البعث. لكن ليس لمصلحة "سيد الوطن" حصرا هذه المرة، بل أيضا لمصلحة المحاسيب من رأسماليي السلطة الذين استخدموا مؤتمر حزب البعث في 2005 لقلب النظام الاقتصادي في البلد، بعد أن كان الأب يقلب النظام السياسي من جمهورية إلى مملكة (هذا بينما كان يحاكم المئات من المعتقلين السياسيين، وأنا منهم، بتهمة العمل على قلب نظام الحكم). الواقع أن الوجه "الشمولي" للنظام، ومنه حزب البعث نفسه، كان يذوب على نار "اقتصاد السوق الاجتماعي". والأرجح أن النظام اليوم يشعر بالأسف على ذلك. فلعل أحد شروط إمكان الثورة تعطل آليات التعبئة الاجتماعية الخاصة بالنظام، وتراجع سيطرته الاجتماعية الشاملة، ومثلها الوظائف الاجتماعية للدولة.
وقد يمكن تكثيف الفارق بين الصفحتين عبر النظر في المكون الرمزي للنظام. تعتمد صفحتا النظام معا على اللافتات والصور والهيمنة الرمزية على الفضاء العام. لكن كانت لافتات عهد الأب قماشية عموما، بخسة المادة والتكوين، "شعبية"، وتشبه اقتصاديات "القطاع العام" السورية، والمنظمات الشعبية التي تعتاش عليه. وصوره أيضا من ورق بخس بدوره، ولطالما شوهدت وهي متسخة ومهترئة ولا يجرؤ أحد مع ذلك على رفعها عن الجدران إلا بوجود شهود ووفق ما يشبه طقوسا دينية، وكان يجب حرق الصور المتقادمة (مثل أي ورق كتبت عليه آيات قرآنية) بدل الاكتفاء بإحالتها إلى المهلات. فيما لافتات عهد الابن مصنوعة من مواد أكثر متانة وجاذبية وبريقا عموما، وأعلى كلفة. وهي ترفع صوره في اللوحات الإعلانية في شوارع المدن. وقد قيل إن تكلفة احتفالات تجديد البيعة له صيف 2007 بلغت مليار دولار أميركي، وكان لـ"رجال أعمال" دور مهم في تمويلها. فهي تشبه نظام "التطوير والتحديث" تماما: حداثة على مستوى الماديات والأشياء، وقدامة تامة على مستوى السياسة والقيم والثقافة.
على أن التماثيل المنثورة في شوارع المدن السورية تخص الرئيس الأب المؤسس حصرا. وقد نصبت بدءا من الثمانينات، وتحديدا بعد الحرب الأولى على المجتمع السوري، التي تسمى أحيانا أزمة الثمانينات، وتقلص غالبا إلى مواجهة بين النظام والإسلاميين. لعله أريد من التماثيل إعطاء انطباع بالتحدي والرسوخ. فضلا عن دور الإرهابي العام، أي كفزاعات. فإذا فاز النظام في حربه الثانية الحالية ضد المجتمع السوري، كان من المرجح أن نرى غزوا لتماثيل الابن في الفضاء العام، واكتساحا أوسع له بالصور واللافتات والأناشيد، وازدهارا شديدا لطقوس عبادته رأينا بعض بوادره في شهور الثورة المنقضية: سجود لصورته، إجبار عسكري على أن يشهد أن لا إله إلا هو (وإلا أخيه. هل هذا شرك؟).
****
ضد من تفجرت الثورة السورية؟ "دولة البعث" أم "سورية الأسد"؟ لم تكد ترفع شعارات أو تسمع هتافات مناهضة لحزب البعث في البلد أثناء الثورة. الهتاف الوحيد الذي يشير إلى الحزب يُلحِقه بالرئيس: ما منحبك، ما منحبك/ ارحل عنا إنت وحزبك! بالمقابل، لا تحصى الهتافات الموجهة ضد سورية الأسد، وأبرزها في الشهور الأخيرة الهتاف الذي يدعو إلى إعدام الرئيس. يعرف السوريون أين السلطة الفعلية، ولقد نسبوا الرئيس إلى سلطة وأسرة، ولم يهدروا جهدا للتنديد بالحزب "القائد للدولة والمجتمع". وحده مثقف متلوّن فضل نسبة النظام السورية وسلطانه، و"الرئيس المنتخب"، إلى حزب البعث.
وفي مواجهة الثورة لا يبدو أن لحزب البعث دورا خاصا اليوم، وهذا خلافا لدوره في الحرب الأولى، حيث كان للحزب دور مهم، وتشكلت حينها كتائب بعثية مسلحة، كانت ذراعا ضاربة مساعدة إلى جانب كتائب طلابية وعمالية، في عسكرة شاملة للمجتمع السوري والحياة العامة، ونشر الإرهاب في المجال العام.
وفي هذا الشأن ثمة فارق مهم بين حربي النظام. الحرب الأولى فاشية بكل معنى الكلمة. اشتركت منظمات النظام الشعبية في القمع (اتحادات الطلبة والشبيبة ونقابة العمال، وكلها تابعة لحزب البعث التابع للنظام)، وشارك حزب البعث نفسه، فضلا عن كون هذا المركب التنظيمي بحد ذاته أداة تقييد ورقابة اجتماعية شاملة. وإن تكن تولت القمع المباشر، المتطرف في قسوته، والجدير بأن يوصف بالفاشية، أجهزة القمع المختصة، التي تقود اليوم الحرب الثانية.
اليوم، يغيب البعد التنظيمي من الفاشية لمصلحة البعد القمعي الصرف. ولعل ظاهرة الشبيحة مؤشر على تراجع دور أجهزة التعبئة الجمعية، بما فيها حزب البعث. الشبيحة عمال ومقاولو قمع "مستقلون" أو غير منظمين (لكنهم عموما أوثق ارتباطا بالتشكيلات الأهلية، الطائفة والعشيرة، وكذلك عُصَب المجرمين المخترقة من قبل الأجهزة الأمنية والمرتبطة بها). وهم يبذلون للنظام قوتهم القمعية مقابل أجور مميزة حاليا. ومن جانب آخر، هناك المساهمة اللافتة لـ"رجال أعمال" من محاسيب النظام ومواليه في المجهود الحربي ضد الثورة، وهؤلاء هم عمليا البديل عن "القطاع العام" الذي تعيش عليه المنظمات الشعبية في دولة البعث. هل يلزم القول إن هناك بعدا أهليا قويا في حربي النظام كلتيهما؟ وهل هذا مفاجئ فعلا؟
هناك أيضا تراجع مهم للبعد الإيديولوجي في الحرب الحالية قياسا إلى الحرب السابقة. كانت الحرب السابقة "تقدمية"، ولحافظ الأسد قول مشهور في هذا الشأن: لا حياة في هذا القطر إلا للتقدم والاشتراكية! اليوم هناك القليل من الإيديولوجية والكثير من الكذب المباشر والتضليل المتعمد. ويتولى ذلك جهاز استراتيجي من أجهزة النظام، هو الثاني مقاما، بعد المركب الأمني: الإعلام.
وفي المجمل يمكن القول إن الحرب الأولى كانت حربا تمازجت فيها "دولة البعث" (بحزبها ومنظماتها الشعبية وإيديولوجيتها التقدمية) مع "سورية الأسد" (بمخابراتها وفرقها العسكرية الأمنية وإعلامها). حرب اليوم تخوضها "سورية الأسد" وحدها تقريبا. ولها امتدادان لم يكونا معروفين في الحرب الأولى: الشبيحة ورجال الأعمال المحاسيب. وهناك معلومات تفيد أن تمويل الشبيحة يقع على هؤلاء الأخيرين. فهم تاليا جيش طبقة رأسماليي السلطة المدافع عن النظام.
في التاريخ السوري، والعربي المعاصر، ارتباط وثيق بين الحروب والتحولات السياسية والإيديولوجية، لا يصعب بيانه. انتهت دولة البعث بعد الحرب السورية الأولى، التي تأسست فيها سورية الأسد. ونجزم بأن تفضي الحرب الثانية إلى انطواء صفحة سورية الأسد، وكذلك إلى زوال تنظيمات وإيديولوجيات وجيل وحساسية تخصه، لكننا لا نستطيع أن نعرف ماذا سيحل محل هذا كله.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في شأن الثورة السورية والمجلس الوطني...
- المجلس الوطني السوري وتحدياته الملحة
- حوار متجدد حول الثورة السورية
- من المملكة الأسدية إلى الجمهورية الثالثة
- في تكوين الثورة السورية و-طبائعها- وتحولاتها المحتملة
- في شأن الثورة السورية ولاءاتها الثلاثة
- ثورة العامة: قضايا أخلاقية وثقافية وسياسية في شأن الانتفاضة ...
- غياث مطر من دارَيَّا...
- الثورة السورية وخطر -الوضع الطبيعي-
- من -تحالف الأقليات- إلى أين؟ -استبداد الأكثرية- أم سياسة الم ...
- أية نهاية لنظام الحرب الأهلية؟
- حوار: سورية بعد ليبيا
- قبول تحدي التغيير دون بديل ناجز
- حوار متجدد في الشأن السوري
- في شأن النظام السوري وشركائه الإيديولوجيين
- في أم معاركه، النظام يخوض حروبه السابقة
- المعضلة السورية ومآلاتها المحتملة
- إنقاذ النظام من نفسه أم إنقاذ سورية منه؟
- -العامية- السورية: انتفاضة مجتمع العمل!
- الجهلُ مكتفيا بذاته: ردا على أسعد أبو خليل


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - -دولة البعث- و-سورية الأسد- والحروب السورية