أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإيمان بحق الاختلاف هو الحل















المزيد.....

الإيمان بحق الاختلاف هو الحل


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



سأستبعد تفاصيل ماحدث فى ماسبيرو، لأركزعلى الجوهرالمسكوت عنه. المسكنات لاتقضى على مرض السرطان بل تزيدها استفحالا. فهل يُمكن عزل ماحدث يوم الأحد الدامى عن تصريح محافظ أسوان الذى قال إنّ الأقباط (يقصد المسيحيين لأنّ كل المصريين أقباط) أخطأوا وأصلح المسلمون الخطأ ؟ فهل هذا محافظ أم داعية إسلامى ؟ وإذا كان المسيحيون أخطأوا فأين دولة القانون ؟ ولماذا تُرك هذا المحافظ دون محاسبة على سلبه حق الدولة وتسليم هذا الحق للمواطنين بالعودة إلى عصرالغابة؟ وهل يُمكن عزل ماحدث عن سنوات الاحتقان الدينى بين أبناء أمتنا المصرية؟ هل يُمكن لأى عقل حرإنكارأنّ المسيحيين لايتمتعون بحقوق المواطنة كاملة، وأبسطها إقامة دورالعبادة؟ ولماذا تتجاهل الثقافة السائدة دورالجماعات الإسلامية فى تأجيج نارالعداء ضد بناء الكنائس ؟ فمنذ سنوات أصدرأحد أعضاء مكتب الارشاد بالإخوان المسلمين فتوى بخصوص بناء الكنائس ، فقال إنّ الأمرعلى ثلاثة أقسام : الأول المدن الجديدة كالمعادى وحلوان. فلا يجوز فيها بناء كنيسة. الثانى مافتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالاسكندرية لايجوزالبناء فيها. وأفتى البعض بوجوب الهدم. الثالث مافُتح صلحًا. والمختارهوإبقاء ماوُجد بها من كنائس ومنع بناء أوإعادة ماهُدم منها (كتاب المواطنة فى مصر- الجمعية المصرية لدراسات الوحدة الوطنية- عام 2006ومجلة الدعوة الناطقة باسم الإخوان المسلمين- عدد 56) وكتب أ. محمد حبيب (نحن جماعة الإخوان المسلمين نرفض أى دستوريقوم على قوانين مدنية علمانية. وعليه فإنه لايُمكن للأقباط أنْ يُشكلوا كيانًا سياسيًا فى هذه البلاد. وحين تتسلم الجماعة مقاليد الحكم فى مصرفإنها ستُبدّل الدستورالحالى بدستورإسلامى يُحرم بموجبه كافة غيرالمسلمين من تقلد أى مناصب عليا فى الدولة أوفى القوات المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نُوضّح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (صحيفة الزمان 17/5/2005) وفى عام 1984 صدرفى لندن كتيب بعنوان (نموذج الدستورالإسلامى) جاء به أنّ (مواطنة الدولة حق لكل مسلم فقط) (د. كمال مغيث- الحركة الإسلامية فى مصر- مركزالدراسات لحقوق الإنسان- عام 97- ص 209) أما طلبة المعاهد الأزهرية فإنّ المُقررالدراسى يقول لهم ((يُمنع الذمى من أخذ المعدن والركاز(= الموارد الطبيعية) بدارالإسلام. كما يُمنع من الإحياء بها لأنّ الدارللمسلمين وهودخيل فيها)) (الإقناع فى حل ألفاظ إبى شجاع- عام 97/98، 2002/ 2003 ص 355) لذا أرى أنّ الشبان الذين هدموا قبة كنيسة (أومضيفة) ماريناب اندفعوا بقوة شحن إقصائى تعصبى على مدارعدة سنوات ، بعد أنْ تم نزع عقولهم تحت سعيرطغيان اللغة الدينية الأحادية القامعة للغة العقل والتعددية.
طغيان اللغة الدينية وصل لدرجة استغلال الأطفال ، ففى مؤتمرجماهيرى بالمطرية منذ أيام عقده حزب الأصالة الإسلامى بقيادة اللواء عادل عفيفى ، تم تحميل الأطفال للافتات عليها شعار (بالروح بالدم نفديك ياإسلام) وأيضًا شعار(مصرإسلامية) وفى نفس المؤتمرقال د. محمد عبد المقصود : لن يدخل الجنة من لايعترف بالشريعة الإسلامية. وأنّ الذين يعترضون على تطبيقها لايُحبون الله. ولايدخل الجنة من لايُحب الله (نقلا عن د. درية شرف الدين- المصرى اليوم – 11 /10/2011) ولنا أنْ نتخيل الأطفال (حاملى اللافتات) وهم يسمعون هذا الكلام عندما يكبرون ، أليسوا هم وقود المرحلة القادمة التى تصوّرها أ. محمد حبيب فى مشروع الدستورالإسلامى ؟ وكذا استقبال الإخوان لأردوغان (مصروتركيا إيد واحده. عاوزينها خلافه إسلاميه) ثم الانقلاب عليه بمجرد حديثه عن علمنة مؤسسات الدولة ؟ وما قام به مسلمون من تيار(بالروح بالدم نفديك ياإسلام) من اقتحام حضانة والاعتداء على الراهبة المشرفة (د. يحى الجمل – المصرى اليوم 2/10) وما صرح به د. أحمد أبوبركة المستشارالقانونى لحزب الإخوان ((الإسلام هوالحل سيكون شعارنا المركزى فى حملتنا الانتخابية)) (المصرى اليوم- 6/10) وأسلوب إنكارالحقيقة بنفى وجود فتنة طائفية فى مصر، وأنها شائعات لا أساس لها من الصحة. وحتى الشيخ مظهر شاهين المعروف ب (خطيب الثورة) قال فى برنامجه على قناة سى بى سى العمل حق للمرأة بشرط أنْ لاتُزاحم الرجل فى عمله. وفى مؤتمرحزب النورالإسلامى حذرطارق البيطارالمجلس العسكرى بقوله (سنُضحى بآلاف الشهداء إذا استمرحكم العسكر. نريد حكم الشريعة الإسلامية. نحن فى مواجهة مع حفنة من العلمانيين ، أولاد الشيطان الذين يُحاربون بكل شىء من أجل إخفاء المادة الثانية)) (الشروق المصرية 3/10) أى أنّ اللغة الدينية تُطلق مدفعيتها ليس ضد المسيحيين فقط ، وإنما ضد العلمانيين أولاد الشيطان ، فإلى متى تستمرهذه المدفعية ضد دولة الحداثة والمواطنة وعدم خلط الدين بالسياسة ؟ ولماذا صَمَتَ من بيدهم الأمرعلى هذه التصريحات المدمرة ؟ وإذا كان هذا هوحال الأصوليين فى مصر، فإنّ راشد الغنوشى ، رئيس حزب النهضة الإسلامى التونسى قال لمراسل الأهرام أ. كارم يحى (سنُحافظ على القانون الذى يمنع تعدد الزوجات ويمنح المرأة حق الطلاق) (11/10)
وهل يُمكن عزل ماحدث فى ماسبيروعن وقائع يوم 29/7عندما سرق الأصوليون شعارثورة طوبة / يناير(إرفع راسك فوق إنتَ مصرى) ليكون (إرفع راسك فوق إنت مسلم) لقد نجحوا (يجب الاعتراف بذلك) فى غزوعقول شعبنا بتشويه مصطلحات علمانية / ليبرالية إلخ وهوما عبّرعنه المواطن البسيط (حلاق) محمد صلاح إذْ قال (أنا نازل التحريرفى مليونية الشريعة. يرضيكوإنْ البلد تبقى علمانية. وأى حد يبوس البنات فى الشارع) (الشرق الأوسط 30/7) فى هذا اليوم تعرى الأصوليون أمام العقل الحرعندما رفعوا شعار(الشعب يريد تطبيق شرع الله) أى أنّ شعبنا لم يعتنق الإسلام طوال القرون السابقة. وانفضحوا عندما قالت أسماء محمد- وهى فتاة منقبة (إننى حزينة فلا أشعربروح الميدان. القضية ليست بالشعارات. هناك ناس ضحوا بأرواحهم أين حقهم؟ ماحدث اليوم لايخدم قضيتهم) (أهرام 31/7) هذه فتاة متدينة ولكنها تعزف خارج سرب البوم. والشاب الذى حمل لافتة عليها (وطن واحد. مسلم ليبرالى) كان يعزف اللحن الذى غرّدتْ به أسماء المنقبة. وتعروا عندما تملقوا المجلس العسكرى (ألف تحية للمشيرمن قلب ميدان التحرير) ، (لا للمبادىء فوق الدستورية) فلماذا يخشون منها إذا كانت تنص على وحدة أمتنا المصرية وأنّ السيادة للقانون إلخ وهل لهذا الخوف علاقة بحناجرهم الصاخبة (ياأوباما ياأوباما كلنا هنا أسامه) فى إشارة إلى الإرهابى الشهيربن لادن ؟ وقال رئيس حزب الأصالة الإسلامى إنّ عددهم تجاوز4مليون . والإسلاميون مثل الأسود يُردّدون بصوت عالى (واإسلاماه) فهرب الجرابيع (الليبراليون واليساريون والعلمانيون) من الميدان. وأضاف القوة الإسلامية بدأتْ متحدة وكشفنا للناس قوتنا الحقيقية. وهذا إنذارلكل القوى السياسية. البرلمان المُقبل سيكون إسلاميًا) (المصرى اليوم 31/7) شهد يوم 29/7العداء السافرللإنتماء لمصربرفع الأعلام السعودية. وهو ما يتواكب مع وثيقة منسوبة لمصريين أصوليين جاء بها (السلام الوطنى حرام وتحية العلم شرك. وكل ماعدا عيدالفطروعيدالأضحى مثل شم النسيم باطلة. والتصويرحرام والمعابد الأثرية دياركفر. كرة القدم حرام. عدم معاملة النصارى إلاّ للضرورة ويجب أخذ الجزية منهم) (نقلا عن أ. محمد شبل- القاهرة 5/7) وقال الإخوانى أ. محمد مرسى فى مؤتمرعام (إنّ الذين يدعون لتأجيل الانتخابات صهاينة وعملاء للصهيونية وأمريكا) (المصرى اليوم 10، 11/ 7) وفى جمعة روكسى التى نظمها حزب الوسط الدينى لتأييد المجلس العسكرى رفعوا شعار(طاعة ولى الأمربدلامن مبارك) صحيفة التحرير15/7) أما د. العوا فوصف المختلفين معه بأنهم (شياطين الإنس. وأنّ الاعتصام مخالف للشريعة الإسلامية) (نقلا عن أ. خالد البرى – التحرير15/7) وكذا موقف الإخوان المعادى لحرية الرأى حتى بين أعضائه وهوما عبّرعنه شباب الإخوان المُنشقين حيث صمّموا على موقعهم الالكترونى لوحة عليها (لاتُجادل. لاتُناقش أنت إخوانجى) للتعبيرعن رفضهم لطريقة مكتب الارشاد فى كبت الأصوات (التحرير7/7)
إنّ ماحدث أمام ماسبيرسيتكرر. فهل تستسلم القوى الوطنية للفاشية الدينية؟ قد تكون قراءتى متشائمة. ولكن أليس التشاؤم هومرآة نرى فيها العكس ؟ ألم يُخاطب الفيلسوف الألمانى نيتشه شعبه قائلا ((عليكم أنْ تستشعروا الخطردائمًا حتى تتقدّموا ولاتتخلفوا)) الأمل فى توحيد صفوف الليبراليين والعلمانيين ووأد التشرذم ونبذ معازلة الأصوليين . فهل نستعد للتحدى القادم ومعنا سلاح المعرفة الذى ينص على أنّ شعبنا شديد الإيمان بالتعددية رغم قشرة الأحادية الطافية على السطح . شعبنا نبذ الأحادية عندما رفض التعصب وعبّرعنه فى العديد من الأمثال الشعبية ((ماتبقاش حنبلى – نموذجًا) شعبنا جدل التعددية بالتدين الصادق . وصدق أ. جمال البنا فى قوله الحكيم ((مصرموش ناقصها دين . مصرناقصها علم) (المصرى اليوم 30/6)
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف الديكتاتورية مع العداء للخصوصية الثقافية للشعوب
- أولاد حارتنا بين الكهنوت الدينى والإبداع
- أبو حصيرة : من الضرح إلى المستوطنة
- نبوءات الليبراليين المصريين حول المخطط الصهيونى
- رد على القراء بشأن مقالى عن هيباتيا
- اغتيال الفيلسوفة المصرية هيباتيا والعداء للمعرفة
- استشهاد فرج فوده والدروس المستفادة
- أجيال جديدة ومرجعية قديمة
- علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى
- الإسلام السياسى للمستشار العشماوى
- القومية المصرية تُغطيها قشرة رقيقة
- شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب
- شخصيات فى حياتى - بورتريه للست أم نعناعة
- النص المؤسس ومجتمعه
- طه حسين : الأعمى الذى أنار طريق المبصرين
- الوجه الآخر للمبدع الكبير سليمان فياض
- الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى
- الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل
- المرجعية الدينية وآليات حكم الشعوب
- الأصولية اليهودية والعداء للسامية


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الإيمان بحق الاختلاف هو الحل