أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .
(Ahmad Hamdy Sabbah)
الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 00:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
طالعتنا الصحف أن أسرة من احدى الدول الاسلامية الوهابية منعت ابنتها من الذهاب الى المدرسة لمجرد أنها فاتنة الجمال ، في تجسيد حي لحجم ما تعانيه عقول البعض من وهم الضياع والتخلف ، لقد كان من باب أولى أن يمنعوا السيارات الفارهة والقصور والبيوت الفخمة والملابس الفاخرة والذهب والمجوهرات فهي فتنة بين الناس ، وتتسبب في قيام الكثيرين جدآ بالخروج عن تعاليم الدين ويلجأون الى السرقة والنصب والرشوة والاحتيال ليتحصلوا على مثل هذه الأنعام .
وبالتالي فان مضار الخروج عن تعاليم الدين في هذه النواحي لهي أضل وألعن تدميرآ للمجتمع والناس من مجرد نظرة غزل وهيام ووله من رجل فارغ العقل لفتاة فاتنة الجمال ، لقد تحدث الله تعالى عن فتنة المال والسلطة وذكر منها أمثلة كثيرة على رأسها فرعون وقارون وصاحب الجنة التي ظن أنها لن تبيد أبدا ولم يحدثنا عن فتنة جمال امرأة وقد أحدثت دمارآ وضياعآ للمجتمع قدر ما أحدثه فساد فرعون وغرور قارون ومن فتن بماله .
و أين المؤمن القوي الذي هو عند الله خير وأفضل من المؤمن الضعيف ، اننا نذهب الى المساجد لنصلي جماعة ونجاهد النفس ونبذل المجهود من أجل أن نحوز على حسنات ودرجات أكبر عند الله تعالى ، فأين اذآ مجاهدة النفس ومحاربة الفكر السطحي المتخلف عند رؤية امرأة جميلة .
وما حال النساء حين ترى رجال يتسمن بالوسامة الطاغية أيجب ساعتها أن نمنع هؤلاء الرجال من الذهاب الى دراستهم أو أعمالهم حتى لا يفتنوا النساء ، كفى تخلفآ وضياعآ انظروا حولكم العالم وصل الى القمر ويخطط لغزو المريخ ونحن لازلنا نتحدث عن الحجاب والنقاب وتحريم ركوب سيارات تتشابه علامتها مع علامة الصليب وتفتيش هواتف النساء قبل النوم والتجسس عليهن حتى نرى من يحدثن ولا يقعن في الخطأ على الرغم أنها لو وقعت في الخطأ فانها لن تقع فيه لوحدها ولابد لها من شريك من الرجال فهي لن تحدث نفسها ولن تتعرف على نفسها ، فلماذا اذآ حاسبنا طرف دون آخر .
أهذا هو العدل أهذه هي الاستقامة ام أن هذا هو الظلم والتخلف وعقدة الخوف من النساء لضعف وحساسية غريزية مفرطة غير طبيعية لدى نفر من الرجال لا يعرفون في لغتهم الا ... اما أن تكون المرأة عارية واما أن تكون ملتحفة مغيبة فلا وسطية عندهم مهما تغنوا بكلمة الوسطية واكرام المرأة ، فهي لا تعدوا عندهم أكثر من مجرد كلمة لتمرير سواد أفكارهم .
#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)
Ahmad_Hamdy_Sabbah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟